عمر مهنا: مصر في موقع يؤهلها لتقريب المسافات بين الشمال والجنوب في عصر الاضطرابات العالمية
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
أكد عمر مهنا رئيس مجلس إدارة المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن المنتدى أصبح منصة فكرية تجمع نخبة من المفكرين وصنّاع القرار وقادة الأعمال من مختلف الدول للتباحث حول التحولات الكبرى التي يشهدها العالم.
جاء ذلك خلال فعاليات منتدى القاهرة في دورته الثانية " CAIRO FORUM2" الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، وذلك بحضور نخبة كبيرة من المسئولين والخبراء المحليين والدوليين من بين 27 دولة حول العالم.
أشار مهنا أن المنتدي هذا العام يأتي بعنوان «المزيد من الاضطرابات العالمية في عام 2025.. ماذا يحدث وماذا بعد؟»، ليعكس حجم التحولات التي يعيشها العالم، ويدعو إلى تفكير عميق في مسار المستقبل.
وأوضح مهنا أن العالم يمر بمرحلة استثنائية من عدم اليقين، حيث تتعرض منظومة التعاون الدولي لاختبارات صعبة بفعل المنافسات الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق، وضغوط المناخ، وتحولات الطاقة والرقمنة، إلى جانب الصعود السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل الاقتصادات والسياسات في الوقت الفعلي.
وأضاف أن المركز المصري للدراسات الاقتصادية يرى في هذا المشهد المعقد فرصة لإعادة تصور الحوكمة العالمية وإعادة تعريف دور الاقتصادات الناشئة، وخاصة في دول الجنوب العالمي، التي أصبحت اليوم طرفًا فاعلًا في صياغة التوازنات الاقتصادية الجديدة.
وأكد أن مصر بما تمتلكه من موقع جغرافي فريد، قادرة على لعب دور محوري في تقريب المسافات بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، مشيرًا إلى أن المنتدى سيتناول على مدى يومين مستقبل النظام الاقتصادي العالمي، وتداعيات التنافس بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع موارد تمويل التنمية، إلى جانب مناقشة الفرص والتحديات أمام التعاون الدولي من أجل نمو أكثر شمولًا واستدامة.
كما أشار مهنا إلى أن المنتدى سيتطرق كذلك إلى التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما السلب والإيجابي على الاقتصادات والمجتمعات، مؤكدًا أهمية تبني نهج مسؤول في استخدام التكنولوجيا الحديثة بما يحقق التنمية دون الإضرار بالقيم الإنسانية. وشدد على أن منتدى القاهرة لا يقتصر على تحليل الواقع، بل يسعى لتخيل وصياغة ما يجب أن يكون مستقبلا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المنتدى نخبة الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الحديثة التحولات الرقمية
إقرأ أيضاً:
الظلم المناخي.. نخبة أغنياء العالم يصدرون انبعاثات تفوق عشرات الدول
قبيل انعقاد مؤتمر المناخ العالمي في بيليم بالبرازيل، الشهر الجاري، كشفت دراسة جديدة لمنظمة أوكسفام أن أنماط الحياة الغنية بالكربون التي يتبعها الأثرياء خصوصا في الولايات المتحدة تُهدر ما تبقى من ميزانية الكربون في العالم.
وتقدم الدراسة التي جاءت بعنوان "نهب المناخ: كيف تُوقع قلةٌ قويةٌ العالم في كارثة" بياناتٍ وتحليلاتٍ جديدةً مُحدّثةً وشاملةً، تُظهر أن الفرد الواحد من 0.1% من أغنياء العالم يُنتج تلوثًا كربونيا في اليوم الواحد أكثر مما يُنتجه أفقر 50% من سكان العالم طوال العام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تقرير: ألمانيا استنفذت مواردها الطبيعية لعام 2025 بداية مايوlist 2 of 4انتقادات لصناعة الطيران العالمية حول حجم انبعاثاتهاlist 3 of 4أغنياء العالم تسببوا في ثلثي التغير المناخي حول الكوكب كلهlist 4 of 4دراسة: تعويضات الكربون فشلت في خفض الاحتباس الحراري العالميend of listكما تُفصّل الدراسة كيف يستغل المليارديرات نفوذهم السياسي والاقتصادي لإبقاء البشرية مُعتمدة على الوقود الأحفوري لتحقيق أقصى قدر من أرباحهم الخاصة، وتؤكد أنه لو أصدر الجميع انبعاثات كربونية تُعادل انبعاثات 0.1% من أغنياء العالم، لنفدت ميزانية الكربون في أقل من 3 أسابيع.
ويقصد بميزانية الكربون الحد الأقصى التراكمي لغازات الاحتباس الحراري التي يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي ضمن إطار زمني معين للحفاظ على درجة حرارة عالمية ضمن مستوى محدد.
ولا يقتصر الأمر حسب الدراسة على الإفراط في استهلاك الكربون، بل إن قلة من الأغنياء يستثمرون بنشاط في الشركات الأكثر تلويثا ويتربحون منها.
وحسب الدراسة، ينتمي هؤلاء المليارديرات والمليونيرات، إلى الفئة التي تستهلك مساحة الكربون الآمنة للكوكب بمعدل 183 ضعف متوسط العالم.
ووجدت الدراسة أن متوسط إنتاج الملياردير الواحد يبلغ 1.9 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا من خلال استثماراته. ويحتاج هؤلاء المليارديرات إلى السفر حول العالم ما يقرب من 10 آلاف مرة في طائراتهم الخاصة لانبعاث هذه الكمية.
ويُصنف ما يقرب من 60% من استثمارات المليارديرات على أنها في قطاعات ذات تأثير مناخي كبير، مثل النفط أو التعدين، ويتجاوز إجمالي انبعاثات محافظ استثمارات 308 مليارديرات فقط إجمالي انبعاثات 118 دولة، وفقا للدراسة.
إعلانوقال أميتاب بيهار، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية إن "أزمة المناخ أزمة عدم مساواة. أغنى أغنياء العالم يُموّلون تدمير المناخ ويستفيدون منه، تاركين الأغلبية العالمية تتحمل العواقب الوخيمة لسلطتهم الجامحة".
ويصدر أغنى 0.1% في المتوسط 2.2 طن من ثاني أكسيد الكربون يوميا، أي ما يعادل وزن وحيد القرن أو سيارة دفع رباعي، في حين يستهلك المواطن الصومالي نحو 82 غراما فقط يوميا، أي أقل من نصف كوب من الأرز، وفي المقابل، يبلغ المتوسط العالمي للانبعاثات نحو 12 كيلوغراما يوميا.
ويشير التقرير إلى أن أنماط الحياة الفارهة، بما في ذلك اليخوت الخاصة والطائرات الفاخرة والقصور الضخمة، مع الاستثمارات في القطاعات الملوثة، تزيد من بصمات الأفراد الكربونية بشكل كبير.
كما يقدر التقرير أن 308 من المليارديرات العالميين إذا اعتُبروا دولة، سيكونون في المرتبة 15 عالميًا من حيث الانبعاثات. ومنذ عام 1990، زاد نصيب أغنى 0.1% من الانبعاثات بنسبة 32%، بينما تراجع نصيب أفقر 50% بنسبة 3%.
ويشير التقرير إلى أن أغنى الأفراد يمولون الصناعات الملوثة ويستخدمون نفوذهم السياسي لتأخير أو منع السياسات المناخية، مما يزيد من معاناة الفقراء، خصوصا في الجنوب العالمي.
ويؤكد التقرير أيضا أن الانبعاثات الناجمة عن الأغنياء قد تسبب نحو 1.3 مليون وفاة مرتبطة بالحرارة بحلول نهاية القرن، وتؤدي إلى خسائر اقتصادية تصل إلى 44 تريليون دولار في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بحلول 2050، مع أضرار أكبر في دول الجنوب العالمي.
وللبقاء ضمن حدود عتبة 1.5 درجة مئوية، يتعين على أغنى 0.1% من سكان العالم، حسب التقرير، خفض انبعاثاتهم للفرد بنسبة 99% بحلول عام 2030.
ويخلص التقرير إلى ضرورة فرض ضرائب على الأثرياء والصناعات الملوثة، ووقف نفوذهم السياسي، لضمان إشراك الأكثر تضررا من الأزمة المناخية في صنع القرار.
كما يدعو إلى تعزيز مشاركة المجتمع المدني، وبناء نظام اقتصادي متساو يضع الناس والكوكب في المقام الأول، من خلال رفض الاقتصاد النيوليبرالي السائد والتحرك نحو اقتصاد قائم على الاستدامة والمساواة.