كوالالمبور - العُمانية

احتُفل في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم بتدشين مركز البحوث والدراسات العُمانية بالجامعة الإسلامية العالمية ليكون منصة بحثية تُعرّف بتاريخ وحضارة عُمان.

يهدف المركز إلى التعريف بعُمان حضارة وإنجازًا، والاهتمام بالدراسات العُمانية ونشر الوعي بقيمتها وتوجيه أنظار الباحثين والأكاديميين والمختصين إلى إعداد الدراسات والبحوث المتصلة بها، والإسهام في توثيق التعاون العلمي وتعزيز التواصل الثقافي والأكاديمي والبحثي بين سلطنة عُمان وماليزيا.

وأكد سعادة أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء في كلمة الافتتاح أهمية مركز البحوث والدراسات العُمانية في توطيد العلاقات الماليزية - العُمانية والدور الثقافي الذي سيقوم به من خلال البرامج والفعاليات المتنوعة.

من جهتها قالت الدكتورة رحمة بنت أحمد عثمان مديرة مركز الدراسات والبحوث العُمانية بماليزيا: إن هذا الملتقى الثقافي والتعليمي يجسد ثمرة التعاون بين مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عُمان والجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا ليعكس الجهود العُمانية والماليزية في إقامة هذا الملتقى المتنوع الجامع بين الفكر والثقافة والإبداع والبحث العلمي.

وأضافت: إن هذا الملتقى يتضمن فعاليات تتمثل في المعرض الثقافي العُماني، والمؤتمر الدولي التاسع حول دور عُمان في تعزيز الأخلاق بين التنظير والتطبيق كرمز مشترك على التزامنا بالقيادة الأخلاقية، والمعرفية والثقافية.

وصاحب حفل التدشين افتتاح المؤتمر الدولي التاسع بعنوان "الدور العُماني في تعزيز الأخلاق بين التنظير والتطبيق" من خلال أربعة محاور رئيسة مقسمة على عشر جلسات متتالية في ثلاثة أيام.

ويركز المحور الأول على سؤال الأخلاق بين النظر والعمل، فيما يتناول المحور الثاني الأخلاق العملية، ويستعرض المحور الثالث الأخلاق النظرية، فيما يتطرق المحور الرابع الجهود المعاصرة في تعزيز الأخلاق، كما يصاحب الملتقى عدد من المعارض المتنوعة منها معرض جمعية الطلبة العُمانيين في ماليزيا ومعرض عُمان "هوية وحضارة" يبرز العمق الحضاري وجذور القيم العُمانية المتزنة والمستمدة من الدين الإسلامي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

المتحف المصري الكبير.. مركز عالمي للحضارة والحوار الثقافي ومنصة لتقديم التاريخ الإنساني

بحفل أسطوري عالمي لا ينسى، دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي، المتحف المصري الكبير ليكون هدية مصر إلى العالم.

ولا يقتصر افتتاح المتحف المصري الكبير على كونه حدثا ثقافيا ضخما، بل هو مشهد رمزي يحمل دلالات أعمق تتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ. فمن قلب أرض قدمت للعالم أول مفاهيم الدولة والقانون والعدالة، تقف مصر لتعلن أن الماضي لا يحفظ في المتاحف، بل يعاد تقديمه كقوة فاعلة في بناء المستقبل.

حفل الافتتاح شهد حضورا رفيع المستوى من قادة الدول والملوك والرؤساء والأمراء، فضلا عن ممثلين لمنظمات حقوقية ودولية كبرى، وهو ما يعكس المكانة العالمية للمتحف كمشروع إنساني قبل أن يكون مشروعا مصريا. 

وتسلم كل قائد من القادة الحاضرين نموذجا مصغرا من المتحف يحمل اسم دولته، ليضعه بدوره في مكانه، إلى جانب مجسم ضخم للمشروع، في إشارة إلى أن هذا الصرح ملك للبشرية جمعاء.. ثم قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع القطعة الأخيرة التي تمثل مصر، معلنا رسميا افتتاح المتحف في لحظة مؤثرة تمثل تتويجا لعقود من العمل الدؤوب.

الرسائل التي حملها الافتتاح كانت متعددة الأبعاد، فثقافيا، أكد المتحف الكبير أن الحضارة المصرية كانت وما تزال مصدر إلهام للبشرية في مجالات القانون والطب والهندسة والفلك والفن. 

سياسيا، جاءت كلمات الرئيس السيسي لتجسد رؤية مصر لدورها في العالم، باعتبارها قوة سلام وإنسانية؛ إذ شدد على أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء الحضارات، وأن العلم لا يزدهر إلا في مناخ من الأمن والاستقرار، والثقافة لا تثمر إلا حين تتوفر بيئة من التعايش والتفاهم.

وذكر الافتتاح بقانون "ماعت" الذي وضعه المصري القديم قبل آلاف السنين، باعتباره أول إعلان لحقوق الإنسان وكرامة الطبيعة، حيث دعا إلى العدل والنظام واحترام الأرض والماء ونقاء الحياة، وهي القيم نفسها التي تؤمن بها مصر المعاصرة وتسعى لترسيخها في عالم اليوم، لتؤكد أن الحضارات الحقيقية لا تموت، بل تتطور وتعيد تعريف ذاتها في كل عصر.

وفي كلمته، أكد الدكتور خالد العناني  المدير العام لليونسكو على أن المتحف المصري الكبير يمثل نقطة التقاء نادرة بين الماضي والمستقبل، إذ يقدم فيه التاريخ ليس كأثر ساكن، بل كقوة محركة للفكر الإنساني وتدفعه نحو الابتكار. 

كما أشار الجراح المصري العالمي السير مجدي يعقوب ، في كلمته ، إلى أن الطب في مصر القديمة كان مهنة مقدسة تجمع بين الجسد والروح، وأن الحضارة المصرية قدمت للبشرية فكرة الرعاية الصحية الشاملة قبل آلاف السنين، وهي الفكرة نفسها التي تواصل مصر ترسيخها اليوم في سياساتها الصحية والإنسانية.
وجاءت كلمة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، صاحب فكرة المتحف، لتستعرض الرحلة الطويلة التي مر بها المشروع منذ عام 2002، مشيرا إلى أن الفكرة كانت حبرا على الورق، لكن الإرادة المصرية جعلت منها واقعا ملموسا رغم كل التحديات، مؤكدا أن المتحف يقف على أرض من القيم التي أرساها الأجداد: التصميم، الإبداع، الإصرار، والإيمان العميق بأن الحضارة رسالة تتناقلها الأجيال.
المتحف المصري الكبير فتح أبوابه ليس ليعرض الماضي فحسب، بل ليقدمه بوصفه حيا نابضا في الحاضر، وقوة قادرة على تشكيل المستقبل، فالحضارة المصرية القديمة التي أذهلت الإغريق والرومان، وأرست أسس القانون والعدالة والفنون والعلوم، تعود اليوم في أبهى صورها لتلهم العالم مرة أخرى، وهذه العودة ليست استدعاء للتراث من أجل الاحتفاء به فقط، بل دعوة للتعلم منه وفهم رسائله العميقة التي تتجاوز الزمن والجغرافيا.

كلمة الرئيس السيسي خلال حفل الافتتاح حملت التأكيد على حرص مصر على السلام.. ومن داخل قاعات المتحف، تروي المعروضات قصة أول معاهدة سلام في التاريخ التي أبرمها الملك رمسيس الثاني في معركة "قادش"، لتؤكد أن السلام كان في قلب المشروع الحضاري المصري منذ فجره الأول، وتستمر الحكاية في قانون "ماعت" الذي وضع أول إعلان لمبادئ حقوق الإنسان وحماية البيئة.
كل زاوية في المتحف تحكي قصة، وكل قطعة أثرية تحمل رسالة، وكل جدار ينطق بدرس إنساني خالد.. ومع ذلك، فإن المتحف ليس نهاية الحكاية، بل بدايتها الجديدة، فمن خلال مرافقه التعليمية والبحثية، ومنصاته التفاعلية، ومراكزه الثقافية والفنية، يتحول المتحف إلى فضاء حي للتفكير والبحث والإبداع، يستقبل ملايين الزوار من مختلف الثقافات، ويتيح لهم فرصة أن يروا أنفسهم في مرآة التاريخ.

ويمكن القول إن المتحف المصري الكبير سيكون مركزا عالميا للحضارة والحوار الثقافي، ومنصة لتقديم التاريخ الإنساني برؤية معاصرة، وبهذا الافتتاح، تكتب مصر فصلا جديدا في كتاب الحضارة الإنسانية، يبدأ من الماضي العريق، ويمتد بخطى واثقة نحو المستقبل، لتظل القاهرة مهد الحضارات قادرة على إبهار العالم وإثراء وعيه بما قدمته، وما تزال تقدمه من رسالة محبة وسلام.

وبافتتاح المتحف تؤكد مصر المعاصرة أن الهوية ليست ماضيا نحتفى به فحسب، بل طاقة نستمد منها القوة لبناء مستقبل يليق بما بدأه الأجداد، إذ أن المتحف لا يمثل مجرد إنجاز معماري أو أثري، بل هو إعلان جديد عن الدور الريادي الذي تلعبه مصر في صياغة الوعي الإنساني، ومساهمتها المستمرة في حوار الحضارات، وإيمانها بأن التراث لا قيمة له إذا لم يتحول إلى قوة قادرة على إضاءة طريق المستقبل.

ومن قلب القاهرة، على خط واحد مع الأهرامات التي أذهلت العالم، يقف المتحف المصري الكبير ليقول للعالم: إن مصر لا تزال كما كانت دائما، قلب التاريخ وعقله وروحه، إنها لا تقدم ماضيها على أنه ذكريات، بل كعهد جديد بين الإنسانية كلها: عهد يربط بين الحجر والإنسان، بين الملمح والفكر، بين الماضي والمستقبل.
 

طباعة شارك المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • الاحتفال بذكرى فارس عوض في بيت مليح الثقافي برعاية وزير الثقافة
  • تدشين مركز البحوث والدراسات العُمانية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
  • انطلاق المرحلة الثانية من فعاليات النادي الثقافي بولاية مقشن
  • خبراء مركز البحوث: خوارزميات السوشيال ميديا تسهم في تضخيم المحتوى السلبي وتدفع البعض نحو سلوكيات عدوانية
  • المتحف المصري الكبير.. مركز عالمي للحضارة والحوار الثقافي ومنصة لتقديم التاريخ الإنساني
  • المرحلة الأدبية الثانية من الملتقى الثقافي الثالث بمقشن تنطلق الاثنين
  • إصدار جديد من مركز المعلومات يفتح فضاءً عربيًا للبحث والحوار الثقافي
  • ضمن سلسلة آفاق.. إصدار جديد من مركز المعلومات يفتح فضاءً عربيًا للبحث والحوار الثقافي
  • آفاق.. إصدار جديد من "مركز المعلومات" يفتح فضاءً عربيًا للبحث والحوار الثقافي