السودان على حافة كارثة إنسانية صامتة بين النزوح والمجاعة
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم، إذ تؤكد الإحصاءات الدولية أن البلاد تسجّل نحو 13٪ من إجمالي النازحين داخلياً عالمياً بحوالي 11.5 مليون شخص، في حين يقدّر عدد اللاجئين في الخارج بنحو 4 ملايين شخص، مما يجعل السودان بؤرة لأكبر أزمة نزوح على وجه الأرض.
لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief And Development والتي تعمل في أفريقيا والسودان منذ عقدين من الزمن، وتواجد فريقها في قلب الأحداث لدعم المتضررين والنازحين بالإغاثة العاجلة تواصل جهودها خاصة مع تصاعد الأحداث في الفاشر حيث يقول المتحدث الإعلامي للمؤسسة خليل ميك :" نواجه في السودان أكبر موجه نزوح للأطفال على مستوى العالم، حيث نرصد أكثر من 30.
الفاشر... مدينة محاصَرة على شفا المجاعة
ومن قلب السودان تتحدث سيدرا بكير مسؤول برنامج "لايف" للإغاثة الطارئة عن التحديات التي تواجههم قائلة: " يواجه العمل الإغاثي الميداني أوضاعاً صعبة، فمدينة الفاشر من أبرز بؤر النزاع وأكثرها تضرراً، فهي محاصَرة منذ أكثر من عام، ويُقدّر أن نحو 260 ألف شخص نصفهم أطفال ما زالوا عالقين داخلها محرومين من المساعدات الإنسانية.
وخلال الأشهر الأخيرة، نزح أكثر من 600 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها، وبين 26 و28 أكتوبر وحدها، نزح أكثر من 33 ألف شخص خلال ثلاثة أيام نتيجة تصاعد العمليات العسكرية، كما سُجّلت في منطقة مليّت القريبة معدلات سوء تغذية حاد بلغت 34.2٪، بينما يعاني نحو 40٪ من الأطفال دون سن الخامسة في الفاشر من سوء تغذية حاد، و11٪ من سوء تغذية شديد، للأسف السودان يواجه اليوم أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
كما نواجه تقطع الطرق، وتدمير البنية التحتية، والحواجز والجدران الترابية التي تعرقل مرور المساعدات.
نشاط إغاثي لمواجهة الموت جوعاً بعد النزوح
ومن الحدود مع أرتيريا يضيف نزار حمدان منسق مشروعات "لايف" في كسلا:" وفّرت لايف الطعام والمياه لحوالي 3,600 عائلة، وسلالًا غذائية متكاملة، إلى جانب دعم صحي وطبي لحوالي 200 عائلة.
وفي قضاريف وبالتحديد في قرية "أم علي" عملت "لايف" على دعم 4,250 عائلة، كما كفلت 130 يتيماً وقدّمت لهم الملابس والأحذية والهدايا والأنشطة الترفيهية لإعادة بعض الفرح إلى حياتهم.
ويضيف منسق "لايف" مشروعات عمر عناب في ولاية الجزيرة:" عملنا على تتبع النازحين، وقمنا بدعمهم بالغذاء والماء والأدوية ومستلزمات الإغاثة الطارئة، حيث وفرنا 30 كيلوجرامًا من المواد الأساسية للأسر التي تعيلها النساء وكبار السن لحوالي 1100 عائلة رغم نقص المواد الغذائية مقارنة بحجم الاحتياج الهائل.
بين تشاد وبورتسودان ... مخيمات الإيواء بلا حياة
ومن بورتسودان يضف محمد الصديق: " عملت لايف على توفير الإغاثة الطارئة والمراتب والشوادر ومستلزمات المخيمات لـ 900 عائلة، إلى جانب تخصيص المساعدات الطبية والأدوية والفيتامينات لـ 540 امرأة حامل.
ومن مخيم السوار تضيف ريما بكري: " عملنا على توفير اللحوم الطازجة، ومستلزمات الطعام لـ 2.100 عائلة، إلى جانب توفير طرود النظافة الشخصية ومستلزمات النساء والأطفال الرضع وأدوات التعقيم لـ 3600 عائلة.
وقد كان التحدي الرئيسي أثناء التنفيذ هو عدم توفر كمية كافية من المواد الغذائية لتغطية احتياجات جميع الأسر المحتاجة، وهذا التحدي يتكرر دائمًا، لأن عدد الأسر الضعيفة والمحتاجة يفوق عدد السلال الغذائية والطرود المتوفرة.
وقد فر الكثير من أهالي الفاشر إلى التشاد، حيث يقول فرقان عثمان منسق مشروعات "لايف هناك:" تم إعلان حالة الطوارئ 2 في التشاد بعد موجة النزوح الأخيرة من الفاشر، "لايف" تعمل على دعم المتضررين حيث تتبنى حالياً توفير السلال الغذائية واللحم الطازج ومياه الشرب النقية ودعم الأيتام".
اللاجئون السودانيون في مصر... صرخة من وراء الحدود
ومن مصر يقول مصطفى محمود مدير مشروعات "لايف": لم تتوقف المأساة عند حدود السودان. فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بلغ عدد المتواجدين في مصر حتى يوليو 2025 نحو 992 ألف لاجئ.
"لايف" تعمل على مكافحة الجوع وسوء التغذية بين اللاجئين فور وصولهم، وآخرها تم توفير الطعام الجاهز، وسلال غذائية تكفي لشهر كامل رغم محدودية التمويل لـ 300 عائلة، حيث وضحت النساء والأطفال أنهم فور تلقي الوجبات الجاهزة شعروا بالشبع لأول مرة منذ خروجهم من السودان، فهم لا يعانون أزمة جوع فقط، بل هو صراع من أجل الوجود".
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية تأسست منذ 34 عاماً، وتعمل في أفريقيا والعالم العربي منذ 1992، وتُقدّم "لايف" المساعدات لأكثر من15 ألف شخص في أفريقيا سنوياً في المناطق النائية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة ألف شخص أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر من 50 دولة تدعم تحركا أمميا لبحث الانتهاكات في الفاشر
أظهرت مذكرة دبلوماسية للأمم المتحدة الخميس أن مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية سيعقد جلسة طارئة بشأن الوضع في الفاشر بالسودان، في أعقاب مخاوف جدية بشأن عمليات قتل جماعي وقعت خلال سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة.
يمثل استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، نقطة تحول في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد منذ أكثر من عامين ونصف العام، إذ منح القوات شبه العسكرية سيطرة فعلية على أكثر من ربع مساحة الإقليم.
وأعلنت قوات الدعم السريع اليوم موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأظهرت الوثيقة أن أكثر من 50 دولة أيدت الاقتراح الذي قادته بريطانيا وأيرلندا وألمانيا وهولندا والنرويج، بما في ذلك ثلث الأعضاء الحاليين الذين لهم حق التصويت، مضيفة أن الجلسة ستنعقد في 14 تشرين الثاني /نوفمبر .
وذكر مكتب حقوق الإنسان أن مئات المدنيين والمقاتلين العزل ربما يكونون قد قتلوا خلال السيطرة على المدينة.
وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة حسن حامد حسن للصحفيين خلال الأسبوع الجاري إن السودان، الذي كان يعارض في السابق التدقيق الدولي في انتهاكات حقوق الإنسان هناك، لا يزال يدرس موقفه من هذا الأمر.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد جدد تأكيده الخميس المضي في مواجهة قوات الدعم السريع، متعهّدًا بـ"القضاء" عليها، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال لقائه القيادة الجوالة للقوات المسلحة مساء الأربعاء، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة. وتأتي هذه التصريحات في ظل احتدام القتال وتوسع رقعة المواجهات الميدانية، لا سيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في شمال دارفور نهاية أكتوبر الماضي.
وشدد البرهان على مواصلة العمليات العسكرية "بكل قوة وعزيمة" من أجل تحقيق ما وصفه بـ"النصر القريب"، متعهّدًا بالثأر للضحايا في الفاشر والجنينة والجزيرة وغيرها من المناطق التي شهدت انتهاكات، وفق تقارير منظمات دولية ومحلية. كما أثنى على ما تبذله القوات المسلحة ووحدات القوات المشتركة من جهود في مواجهة التمرد، معربًا عن تقديره لدعم السكان للقوات الحكومية، ومؤكدًا التزامه "بدحر التمرد وتأمين حدود السودان".