التوصية بضرورة التركيز على جودة الأنشطة الطلابية وتعزيزها
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
خلال المؤتمر العلمي الدولي الثاني لشؤون الطلبة
استعرضت الدكتورة فاطمة بنت ناصر الحارثية مساعد العميد لشؤون الطلبة والتي قدَّمتها خلال المؤتمر العلمي الدولي الثاني لشؤون الطلبة والذي أقيم في جامعة السُّلطان قابوس الدراسة التي أجرتها بالتعاون مع الدكتورة عزاء المسكرية وفتحية السالمية حَوْلَ أثَر «الأنشطة الطلابية اللامنهجية» وتأثيرها في صقل مهارات الطالب الجامعي بالجامعة في تنمية شخصيته ومعرفة علاقة الأنشطة اللامنهجية بالمستوى الأكاديمي وتعزيز المواطنة لدى طلبة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.
حيث خلصت الدراسة إلى أنَّ الأنشطة الطلابية تؤثر بشكل كبير على الأداء الأكاديمي يليه المهارات الشخصية، ثم المواطنة للطلبة الجامعيين.
وقالت الدكتورة فاطمة الحارثية: الدراسة أجريت على 396 طالبًا وطالبة من الطلبة المنتسبين إلى الأنشطة الطلابية في مختلف أفرع الجامعة، وبلغت نسبة المشاركة 51% للطلبة و49% للطالبات من مختلف التخصُّصات والمراحل الدراسية بالجامعة.
يأتي الهدف للتعرف على مدى تأثير «الأنشطة اللامنهجية» في تنمية شخصية الطالب في الجامعة ومدى تأثيرها على المستوى الأكاديمي وإحساسه بالمواطنة، موضحةً بأنَّ أغلب الدراسات التي تمَّ إجراؤها في سلطنة عُمان لم يتمَّ التطرق فيها إلى دراسة أثر الأنشطة الطلابية اللامنهجية في قياس عامل المواطنة وعامل الأداء الأكاديمي وعامل المهارات الشخصية في دراسة واحدة خصوصًا عامل المواطنة ولضرورة تفعيل دَوْر مؤسسات التعليم العالي في تعزيز قِيَم المواطنة وتضييق الفجوة بين طالب الجامعة ومجتمعه.
وأضافت أنَّ الدراسة سعت إلى التحقق في عدد من الفرضيات مثل وجود علاقة إيجابية بين الأنشطة اللامنهجية والمهارات الشخصية للطالب هل للأنشطة اللامنهجية تأثير إيجابًا على الأداء الأكاديمي للطالب الجامعي؟ وهل لها تأثير إيجابي على تعزيز قِيَم المواطنة لدى الطالب الجامعي؟ حيث أظهرت الدراسة النتائج من نموذج المعادلة الهيكلية أنَّ الأنشطة اللامنهجية تؤثر بشكل كبير على المهارات الشخصية للطلبة، وأدائهم الأكاديمي، والمواطنة. ووجدت الدراسة أيضًا أنَّ الأداء الأكاديمي له التأثير الأكبر يليه المهارات الشخصية ثم المواطنة.
وأكدت أنَّ الدراسة خرجت بعدد من التوصيات منها التركيز على الأنشطة الطلابية اللامنهجية لتأهيل الخريجين مستقبلًا بالمهارات الشخصية المطلوبة في سوق العمل الحديث، وتوصي هذه الدراسة مؤسسات التعليم العالي بضرورة التركيز على جودة الأنشطة والتخطيط لها بما يسهم إيجابًا في تعزيز الهُوِيَّة الوطنية للطالب الجامعي، وكذلك ضرورة التخطيط للفعاليات والبرامج التي تتيح للطالب المساهمة في خدمة المجتمع لِمَا لها من أثر في تعزيز انتمائه لمجتمعه بشكل خاص ووطنه بشكل عام.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأنشطة الطلابیة
إقرأ أيضاً:
“جنون البقر الأكاديمي”: حين يتحول الباحث إلى ماكينة إنتاج والأكاديمي إلى نجم استعراض
#سواليف
” #جنون_البقر_الأكاديمي “: حين يتحول الباحث إلى #ماكينة_إنتاج و #الأكاديمي إلى #نجم_استعراض
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد بني سلامة
على هامش تصريحات معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة حول النزاهة الأكاديمية، وما أثارته من ضجيج لا يخلو من الانفعال، وجدت من واجبي، كأستاذ أمضى أكثر من عشرين عامًا في ميدان البحث الجامعي، أن أضع تجربتي أمامكم. لا لتزيين الذات، بل للتأشير على واقع بات يبعث على القلق والاشمئزاز في آن معًا.
لقد أنجزت، منفردًا ومشتركًا مع زملاء في جامعات أردنية وعربية وعالمية، نحو 80 عملاً علميًا من أبحاث، ومشاركات في فصول كتب، وأوراق علمية قُدّمت في مؤتمرات من الصين واليابان ,مرورا بأوروبا إلى أمريكا. وعلى مدار أكثر من عقدين، كان معدل إنتاجي أربعة أبحاث في العام. رقم متواضع بلغة التضخم الأكاديمي المنتشر، لكنه حقيقي، صادق، نابع من جهد علمي استغرق في بعض الأحيان عامًا كاملًا من القراءة والتحليل والمراجعة والتعديلات والرفض والقبول.
مقالات ذات صلةبل إن أبحاثًا لي قُبلت في مجلات علمية مرموقة ومصنفة ضمن الفئة الأولى عالميًا Q1، ينشر فيها أساتذة من طراز نادر في العلوم السياسية والاجتماعية، لكنني لم أتمكن من نشرها. لماذا؟ لأن رسوم النشر تجاوزت في بعض الحالات ثلاثة آلاف دينار أردني، في حين أن تعليمات حوافز النشر العلمي في جامعتي لا تغطي سوى 300 دينار فقط، بغض النظر عن تصنيف المجلة أو أهميتها العلمية. سواء نشرت في مجلة تابعة لأعرق الجامعات العالمية، أو مجلة صادرة عن جامعة لا نعرف موقعها على الخارطة وتصنيفها العالمي في المرتبة الثلاثين ألف… المعاملة واحدة. طلبنا من إدارة الجامعة مرارًا وتكرارًا إعادة النظر في هذه السياسة العقيمة، فكانت الإجابة الدائمة: لا رد. لأن البحث العلمي، ببساطة، ليس أولوية.
وسط هذا، فوجئت – كما فوجئ غيري – بتضخم مخيف في عدد أبحاث بعض اعضاء هيئة التدريس في بعض تدالجامعات الاردنية التي ظهرت باللون الاحمر في مؤشر النزاهة الاكاديمية ، يصل إلى حدود الكوميديا السوداء. كيف يمكن لإنسان طبيعي أن ينشر مئتي أو ثلاثمئة بحث في عام واحد؟ أي بمعدل بحث يومي تقريبًا! حتى لو افترضنا أنه لا يأكل ولا ينام ولا يمشي ولا يتنفس إلا على إيقاع لوحة المفاتيح… فكيف يستطيع أن يكتب بحثًا حقيقيًا، بمعاييره المنهجية السليمة، يوميًا؟ الحقيقة الوحيدة أن هذا لا يمكن تفسيره إلا بأحد أمرين: إما أننا أمام عباقرة لا مثيل لهم على سطح الأرض، أو أمام واحدة من أخطر الفضائح الأكاديمية في التاريخ.
البحث العلمي الحقيقي يحتاج وقتًا، وشغفًا، وتفرغًا، وبيئة حاضنة. أما ما نشهده اليوم في بعض المؤسسات فهو جنون أكاديمي جماعي. انفجار في عدد الأبحاث، واستشهادات وهمية تصل الى الالاف خلال عام واحد ، وأسماء تضاف لمجرد الدفع أو المجاملة أو المقايضة. أصبحنا أمام منظومة تشبه تمامًا ما كان يحدث في العصور العباسية حين تفشّى الكذب على لسان وضّاعين نسبوا الأحاديث زورًا إلى النبي ﷺ، حتى أن الأمة احتاجت إلى علم الجرح والتعديل لتمييز الكاذب من الصادق. واليوم، نحن بأمسّ الحاجة إلى “جرح وتعديل أكاديمي” لتخليص البحث العلمي من الوباء الذي أصابه.
تصريحات الوزير، التي أثارت كل هذه الضجة، لم تكن إلا دعوة للاستفاقة. لم تكن طعنًا في المؤسسة الأكاديمية كما يروّج البعض، ولا إساءة لسمعة جامعاتنا ، بل طعنًا في الفساد المتغلغل داخلها. هناك من تضرر من هذه الصراحة، لأن مكاشفة كهذه تهدد امتيازاتهم، وتكشف زيف مجدهم المصنوع من ورق. لذلك كان الرد هستيريًا، عدائيًا، فاقدًا لأي مضمون علمي.
هل حقًا نريد جامعات تنهض، أم نريد أن نستمر في خداع الذات؟ هل نريد إصلاحًا حقيقيًا، أم نكتفي بكم هائل من أبحاث خالية من الروح، يقال عنها إنها من “الدرجة الأولى” لمجرد أنها نُشرت في مجلة تفرض رسومًا ضخمة؟ وهل معيار التفوق العلمي هو قدرة الباحث على دفع المال، لا على إنتاج المعرفة؟
إننا نعيش عصر “البحث للتفاخر”، لا “البحث للتفكر”. عصر الـ H-index الذي صار مقياسًا للوجود الأكاديمي، حتى لو كانت تلك الأرقام تقف على أكتاف أبحاث مسروقة، أو منفوخة، أو مكررة بلا حياء.
ما قاله الوزير يجب أن يُستقبل بالحوار، لا بالصراخ. بالنقاش العميق، لا بالتخوين. وإذا أردنا إصلاح منظومة التعليم العالي فعلًا، فالبداية تكون من الاعتراف بأن جزءًا كبيرًا من ما يُنشر اليوم لا يستحق الورق الذي طُبع عليه.
كفانا خداعًا للذات. وكفانا اعتبار الأكاذيب العلمية بطولة. آن الأوان أن نعيد للبحث العلمي قدسيته. ليس لأنه مهنة شريفة فقط، بل لأنه مستقبل وطن، وكرامة جيل، ومرآة أمة.
والله من وراء القصد .