دراسة تكشف: قليل من المشي يوميا قد يساعد في إبطاء الزهايمر لدى كبار السن
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
تشير دراسة اميركية الى ان المشي اليومي حتى بمستويات منخفضة، مثل 3000 خطوة فقط، قد يبطئ تراكم بروتينات تاو المرتبطة بمرض الزهايمر ويقلل مؤشرات التدهور المعرفي.
كشفت دراسة علمية جديدة عن دور مفاجئ للنشاط البدني الخفيف في حماية الدماغ من التدهور المرتبط بمرض الزهايمر، مشيرة الى ان الفائدة لا ترتبط بالضرورة بقطع آلاف الخطوات يوميا، بل ربما تبدأ عند مستويات متواضعة من الحركة.
تتبع الباحثون نحو 300 شخص من كبار السن الذين ظهرت لديهم مؤشرات مبكرة لمرض الزهايمر، وراقبوهم لمدة تراوحت بين تسعة الى احد عشر عاما باستخدام اجهزة قياس الخطى.
وخلصت الدراسة الى ان النشاط البدني لم يحد من لويحات اميلويد السامة التي تستهدفها معظم علاجات الزهايمر المتاحة حاليا.
لكن المفاجأة كانت في ان الحركة المنتظمة نجحت في التقليل من تراكم بروتين تاو المشوه في مناطق معينة من الدماغ، وهو البروتين الذي يرتبط بشكل مباشر بتراجع الذاكرة والقدرات الذهنية.
وظهر هذا الاثر الايجابي بداية عند نحو 3000 خطوة يوميا، وهو ما يعادل نصف ساعة من المشي معتدل الوتيرة. اما النطاق الذي سجل اعلى فائدة فكان ما بين 5000 و7500 خطوة يوميا، وبعدها بلغ التأثير مرحلة استقرار دون زيادة اضافية.
وتشير هذه النتائج الى هدف واقعي يمكن ان يشجع كبار السن الذين لا يمارسون الرياضة على البدء بمستويات بسيطة بدلا من التركيز على الهدف الشائع وهو 10000 خطوة.
Related علماء يرصدون علامات ألزهايمر في أدمغة دلافين نافقة.. ما علاقة البكتيريا الزرقاء؟لماذا ينسى مرضى ألزهايمر أحبّاءهم؟ دراسة جديدة تكشف السببهذا عدد الخطوات اليومية المساعدة على إبطاء مرض ألزهايمر نتائج داعمة من دراسات اخرىالدراسة الجديدة ليست وحدها. ففي بريطانيا، اظهرت بيانات متابعة لـ1139 شخصا فوق الخمسين عاما ان النشاط البدني المعتدل او القوي خفض خطر الاصابة بالخرف بنسبة تراوحت بين 34 و50 بالمئة. وبالنسبة لمن اصيبوا بالخرف بالفعل، ساهم النشاط المستمر في الحد من تراجع الذاكرة، خاصة لدى النساء الاكبر سنا.
وفي دراسة بريطانية اوسع اجريت عام 2022 وشملت اكثر من 78 الف شخص، تبين ان المشي 3800 خطوة يوميا خفّض خطر الاصابة بالخرف بنسبة 25 بالمئة، وارتفعت الحماية الى 50 بالمئة عند نحو 9800 خطوة.
علاقة معقدة… لكنها مشجعةتوضح الدراسات ان الاشخاص الذين يمشون بانتظام غالبا ما يتمتعون ايضا بصحة قلبية افضل، ونوم افضل، ومستويات اقل من الكوليسترول، ويملكون نمط حياة صحيا بشكل عام. وهذا التداخل بين العادات يجعل من الصعب فصل تأثير المشي وحده. لكن الباحثين يشيرون الى مسارات بيولوجية معروفة يمكن ان تفسر الاثر المباشر للنشاط البدني على الدماغ، منها زيادة تدفق الدم وتحسين الاتصال بين الخلايا الدماغية واطلاق مواد مثل هرمون ايريسين وBDNF، وهما مركبان يرتبطان بدعم وظائف الدماغ وتقليل الالتهابات المرتبطة بالزهايمر.
دائرة مفرغة يمكن كسرهاتلفت الدراسة الى ان بعض الاشخاص قد يصبحون اقل نشاطا اصلا بسبب التغيرات المبكرة في الدماغ، لا سيما اولئك الذين يعانون من مشاكل في السمع، وهي بدورها عامل خطر للخرف. ويؤدي هذا الانخفاض في الحركة الى تسريع التدهور المعرفي، مما يخلق دائرة مفرغة يمكن كسرها عبر تشجيع النشاط البدني الخفيف.
ويبدو ان المشي السريع قد يكون خيارا فعالا حتى لمن تم تشخيصهم بالفعل بمرض الزهايمر. ففي تجربة صغيرة، حافظ 15 مشاركا يعانون من الزهايمر بدرجة خفيفة الى متوسطة على وظائف دماغية مستقرة لمدة 24 اسبوعا بعد مشاركتهم في جلسات مشي، بينما اظهر المشاركون الذين لم يمارسوا هذا النشاط تراجعا ملحوظا.
المشي في الطبيعة… فائدة مضاعفةوتشير الادلة الى ان الخروج للمشي في الهواء الطلق، خصوصا في الطبيعة، قد يوفر حماية اكبر نظرا لدوره في تحسين المزاج والنوم وتقليل العزلة. ويجمع هذا النشاط بين الحركة الجسدية والتعرض لضوء الشمس والتفاعل الاجتماعي، ما قد يخلق تأثيرا تراكميا يحمي وظائف الدماغ.
وبرغم التحديات التي تمنع بعض كبار السن من النشاط المنتظم، من مخاوف السقوط الى الطقس البارد، تؤكد الدراسة ان بضع دقائق يوميا قد تكون نقطة البداية التي تعطي فرقا ملموسا في المدى الطويل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة الولايات المتحدة الأمريكية مرض ألزهايمر أخبار
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الولايات المتحدة الأمريكية مرض ألزهايمر أخبار الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس سوريا طب الإغلاق الحكومي انتخابات برلمانية عبد الفتاح البرهان کبار السن الى ان
إقرأ أيضاً:
تغييرات قد تمتد لسنوات.. دراسة تكشف التأثير الخفي للأدوية على أجسادنا
كشفت دراسة علمية حديثة أن تأثير الأدوية لا ينتهي بانتهاء العلاج، بل قد يمتد لسنوات داخل أجسامنا، محدثًا تغييرات عميقة في بيئة الأمعاء الدقيقة التي تضبط توازن صحتنا الجسدية والعصبية.
في أمعائنا، يعيش عالم كامل من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تؤدي وظائف أساسية: من هضم الطعام إلى حماية الجسم من الميكروبات الضارة، مرورًا بتنظيم التواصل بين الجهاز الهضمي والدماغ. هذه المنظومة الدقيقة، المعروفة باسم "الميكروبيوم"، تشبه شبكة اتصال داخلية تعمل بانسجام مذهل، لكنّ هذه الشبكة، يمكن أن تختلّ بمجرد دخول بعض الأدوية إلى الجسم.
البحث الذي قاده عالم الجينوم أوليفر آسمِتس من جامعة تارتو في إستونيا، يؤكد أنه لطالما جرى التقليل من شأن تأثير استخدام الأدوية. يقول آسمِتس: "لقد وجدنا أن آثار المضادات الحيوية، والمهدئات النفسية، ومضادات الاكتئاب، ومثبطات مضخة البروتون، وحاصرات بيتا، يمكن رصدها حتى بعد مرور سنوات على التوقف عن تناولها".
وللوصول إلى النتائج التي نُشرت في مجلة mSystems العلمية، حلّل فريق آسمِتس بيانات 2,509 مشاركين في مشروع "المصرف الحيوي الإستوني"، وتابعوا 328 حالة بدقة لرصد العلاقة بين الأدوية وتغيّر تركيبة الميكروبيوم. ووجد الباحثون أن 167 من أصل 186 دواءً، أي ما يقارب 90 في المئة، تسببت بتبدلات ملحوظة في عينات الميكروبيوم البرازي.
تبيّن من الدراسة أن الأدوية تعمل بشكل غير مباشر على تقليص التنوع الميكروبي من خلال القضاء على أنواع معينة من الكائنات الدقيقة. وكان من اللافت أن أدوية البنزوديازيبين، المستخدمة عادة لعلاج القلق، أحدثت تأثيرًا يماثل تقريبًا تأثير المضادات الحيوية واسعة الطيف، المعروفة بقدرتها على تدمير التوازن الميكروبي.
لكن هذا التأثير يختلف باختلاف نوع الدواء، فقد أظهرت النتائج أن عقار ألبرازولام (زاناكس) يترك أثرًا أوسع على ميكروبات الأمعاء مقارنة بديازيبام (فاليوم). هذا الفارق، كما يشير آسمِتس، يستدعي إعادة التفكير في كيفية اختيار الأدوية، بحيث لا تُقيّم فعاليتها فقط من منظورها العلاجي، بل أيضًا من زاوية تأثيرها على بيئة الميكروبيوم الحساسة.
Related "قد تُخفّض وفيات مرضى القلب إلى النصف".. دراسة تكشف ما تفعله أدوية خسارة الوزنمنظمة الصحة العالمية توصي باستخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السكري والبدانة دراسة: نصف الأشخاص الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن يقلعون عنها خلال عام واحد دعوة لإعادة النظر في الدراساتتتّسق نتائج هذا البحث مع ما توصلت إليه أبحاث سابقة أجريت على الحيوانات، إذ أظهرت أن الاستخدام المطوّل للمضادات الحيوية قد يُضعف بطانة الأمعاء المخاطية ويساهم في زيادة الوزن.
ويرى فريق آسمِتس أن ما يحدث في الأمعاء لا يقل أهمية عن أي وظيفة عضوية أخرى في الجسم، ما يستدعي توسيع نطاق الدراسات حول الآثار بعيدة المدى لمختلف أنواع الأدوية.
ويختتم آسمِتس بالتأكيد على أن معظم دراسات الميكروبيوم الحالية تركز على الأدوية المستخدمة في الوقت الراهن، بينما يغفل الباحثون في كثير من الأحيان عن الأدوية التي استُخدمت في الماضي، رغم أن لها دورًا قويًا في تفسير الفروقات الفردية بين الأشخاص.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة بحث علمي أمعاء الصحة شركات الأدوية أدوية دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم