لماذا ينسى مرضى ألزهايمر أحبّاءهم؟ دراسة جديدة تكشف السبب
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
قدّم بحث علمي السبب وراء فقدان بعض مرضى ألزهايمر قدرتهم على التعرّف إلى أحبّائهم.
في دراسة نُشرت بمجلة "ألزهايمر أند ديمينشيا"، توصّل باحثون من كلية الطب في جامعة فرجينيا إلى أنّ انهيار البُنى الواقية المحيطة بخلايا الدماغ، المعروفة باسم "الشبكات المحيطة بالخلايا العصبية"، قد يؤدي إلى فقدان القدرة على التعرّف إلى الوجوه المألوفة.
كما أظهرت التجارب المخبرية للدراسة التي قادها البروفيسور هارالد سونتهايمر، رئيس قسم علوم الأعصاب وعضو معهد الدماغ في جامعة فرجينيا، بمشاركة طالبة الدراسات العليا لاتا تشونسالي، أنّ الحفاظ على سلامة هذه الشبكات يعزّز قدرة الدماغ على التذكّر.
وفي هذا الإطار، قال سونتهايمر: "العثور على تغيّر بنيوي يفسّر نوعًا محددًا من فقدان الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر أمر مثير للغاية. إنّه هدف جديد كليًا، ولدينا بالفعل أدوية مرشّحة مناسبة يمكن استخدامها".
Related بتجارب على الفئران.. علماء يطوّرون خلايا تعزز الذاكرة وتقلل خطر ألزهايمراكتشاف واعد: مركب مشتق من أعشاب شائعة مثل إكليل الجبل يعزز الذاكرة ويمكن أن يعالج ألزهايمرالليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟ شبكات الدماغ ودورهايُقدَّر عدد المصابين بمرض ألزهايمر حول العالم بنحو 55 مليون شخص، مع توقّعات بارتفاع هذه النسبة بزيادة قدرها 35% خلال السنوات الخمس المقبلة. وفي مواجهة هذا التهديد المتصاعد، أنشأت جامعة فرجينيا "مركز هاريسون للبحوث التطبيقية في ألزهايمر والأمراض التنكسية العصبية" بهدف تطوير العلاجات بسرعة وابتكار حلول فعالة لأصعب الأمراض العصبية.
تكشف أبحاث سونتهايمر المتواصلة مزيدًا من التفاصيل حول تطوّر المرض. ففي دراسات سابقة، ركّز وفريقه على أهمية الشبكات المحيطة بالخلايا العصبية التي تعمل كحواجز واقية تضمن التواصل السليم بين الخلايا، وهو أساس تكوين الذكريات الجديدة وتخزينها. وبناءً على هذه النتائج، افترض الباحثون أنّ تضرّر هذه الشبكات يمثّل نقطة تحوّل محورية في تطوّر المرض، وهو ما أثبتته التجارب الأخيرة على الفئران.
إذ لاحظ الفريق أنّ الفئران التي تعرّضت أدمغتها لتلف في هذه الشبكات فقدت "الذاكرة الاجتماعية"، أي قدرتها على التعرّف إلى فئران مألوفة، رغم احتفاظها بقدرتها على تمييز الأشياء المحيطة بها. ويعكس هذا السلوك ما يعيشه مرضى ألزهايمر في مراحله الأولى، حين تتلاشى الذكريات المرتبطة بالوجوه قبل الذكريات المتعلقة بالأشياء.
Related المفرطون في شرب الكحول أكثر عرضة لنزيف دماغي في الشيخوخة وفق دراسةلماذا نصدق الأكاذيب؟ دراسة تكشف أسرار الخداع في الدماغ البشريكيف تزيد الإنفلونزا وكوفيد-19 وفيروسات أخرى من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية؟ نتائج واعدة لعلاج محتملاختبر فريق سونتهايمر فعالية مثبطات إنزيم MMP، وهي فئة من الأدوية قيد الدراسة لعلاج السرطان والتهاب المفاصل من خلال منع تدهور الشبكات العصبية. وأظهرت النتائج أنّ العلاج نجح في وقف المزيد من الضرر.
وفي هذا الشأن، قالت تشونسالي: "في أبحاثنا على الفئران، عندما حافظنا على سلامة هذه البُنى في مراحل مبكرة من الحياة، شهدنا تحسّنًا في تذكّر التفاعلات الاجتماعية. دراستنا تقرّبنا من إيجاد مقاربة جديدة وغير تقليدية لعلاج ألزهايمر أو حتى الوقاية منه، وهو ما نحتاج إليه بشدّة اليوم".
ومع أنّ الباحثين يؤكدون أنّ ترجمة هذه النتائج إلى علاج للبشر تتطلّب سنوات إضافية من العمل، إلا أنّهما أعربا عن تفاؤلهما بالمسار الذي تسلكه الأبحاث. وقال سونتهايمر: "رغم أنّنا نملك أدوية قادرة على تأخير تراجع الشبكات المحيطة بالخلايا العصبية، إلا أنّنا بحاجة إلى مزيد من الدراسات حول سلامة وفعالية هذا النهج قبل اعتماده سريريًا".
وأضاف: "أحد أكثر الجوانب إثارة في نتائجنا هو أنّ تضرّر الشبكات العصبية حدث بمعزل عن اللويحات البروتينية التي لطالما ارتبطت بالمرض، ما يعزز احتمال أنّ هذه التراكمات ليست السبب الرئيسي لألزهايمر، بل نتيجة ثانوية لمسار أعمق وأكثر تعقيدًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة بحث علمي طب دماغ الصحة مرض ألزهايمر دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصحة باريس فلسطين عاصفة إسرائيل دونالد ترامب الصحة باريس فلسطين عاصفة بحث علمي طب دماغ الصحة مرض ألزهايمر دراسة إسرائيل دونالد ترامب الصحة باريس فلسطين عاصفة انتخابات برلمانية جفاف ثوران بركاني بحث علمي هاواي مرضى ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: تلف القلب في منتصف العمر قد يزيد مخاطر الخرف لاحقا
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من بروتين يُسمى "تروبونين" في دمهم كانوا أكثر عرضة بكثير للإصابة بالخرف.
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين تظهر لديهم علامات تلف في القلب في منتصف العمر يكونون أكثر عرضة للإصابة بـالخرف لاحقا. وكان المؤشر الأبرز هو ارتفاع مستويات "التروبونين القلبي I"، وهو نوع من البروتين يُطلق إلى مجرى الدم عند تضرر عضلة القلب؛ فارتفاعه قد يشير إلى التعرض لنوبة قلبية، وهو ما ينعكس على صحة الدماغ.
لكن حتى لدى أشخاص لا تظهر عليهم أعراض مشاكل قلبية، توقعت المستويات المرتفعة من التروبونين في منتصف العمر بداية الخرف قبل التشخيص بـ25 عاما على الأقل، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة القلب الأوروبية. ويرى الباحثون أن ارتفاع التروبونين بلا أعراض قد يدل على ضرر قلبي مستمر، ما يترك آثارا متسلسلة على صحة الإنسان مثل تعطيل تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة مخاطر الخرف.
"الأضرار التي تُرى في دماغ المصابين بالخرف تتراكم ببطء على مدى عقود قبل ظهور الأعراض"، قال إريك برونر، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الأوبئة الاجتماعية والبيولوجية في جامعة "يونيفرسيتي كوليدج لندن"، في بيان. وأضاف: "نحن بحاجة الآن إلى إجراء دراسات لاستكشاف مدى قدرة مستويات التروبونين في الدم على التنبؤ بمخاطر الخرف مستقبلا".
شملت الدراسة نحو 6.000 شخص في المملكة المتحدة دون خرف أو مرض قلبي. خضع المشاركون لفحوص "التروبونين عالي الحساسية" عندما كانت أعمارهم بين 45 و69 عاما، ثم جرى تتبعهم بمتوسط 25 عاما. وخلال تلك المدة، جرى تشخيص 695 شخصا بالخرف؛ مقارنة بمن لم يصابوا، كانت مستويات التروبونين في دمائهم أعلى باستمرار قبل التشخيص بمدة تراوحت بين سبعة و25 عاما.
Related هذا عدد الخطوات اليومية المساعدة على إبطاء مرض ألزهايمروبيّنت الدراسة أن من كانت لديهم أعلى مستويات التروبونين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 38 في المئة مقارنة بأدنى المستويات، كما سجلوا تراجعا أسرع في قدرات التفكير والذاكرة وحل المشكلات. وظلت النتائج ثابتة بعد أخذ عوامل مثل الجنس والعرق ومستوى التعليم في الحسبان. ويرى الباحثون أن ارتفاع التروبونين قد يصبح يوما ما إنذارا مبكرا لمخاطر الخرف؛ وقال برونر: "تشير نتائجنا الأولية إلى أن التروبونين قد يصبح مكوّنا مهما في حساب درجة المخاطر للتنبؤ بالاحتمال المستقبلي للإصابة بالخرف".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة سكتة قلبية دماغ الصحة أمراض القلب
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم