وسط تهديدات الرباعية الدولية.. الحكومة السودانية تسلّم رؤيتها للهدنة الإنسانية
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
قدمت الحكومة السودانية رسمياً رؤيتها تجاه الهدنة الإنسانية المقترحة من “الرباعية الدولية”، في خطوة دبلوماسية مهمة ضمن جهود مستمرة لإنهاء النزاع الدموي الذي يعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.
الوثيقة التي سُلّمت إلى مجموعة العمل التابعة للرباعية — المكوّنة من الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر، وإثيوبيا — تهدف إلى وضع حد للمعاناة الإنسانية، والتنسيق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من مقر المجموعة في العاصمة المصرية القاهرة.
مصدر حكومي رفيع المستوى أكد أن الوثيقة تضمنت تفاصيل دقيقة حول كيفية تنفيذ الهدنة، بما في ذلك آليات حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً.
في المقابل، كشف دبلوماسي غربي مطلع على الملف لـ”سودان تربيون”، أن الرباعية لم ترفض الرؤية السودانية، لكنها تواصل التشبث بالمقترح الأصلي الذي قُدم في واشنطن، مع الاستعداد لاتخاذ خطوات عملية لفرض الهدنة بالقوة إذا استمرت الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان والهجمات المكثفة على المدنيين.
وفي تطور ميداني، نفت منصة “القدرات العسكرية السودانية”، التابعة للجيش، ما أعلنه البعض عن تحقيق قوات الدعم السريع “نصراً ميدانياً” في مدينة الفاشر، ووصفت تلك المزاعم بأنها مجرد “نصر بالوكالة” نفّذه مرتزقة أجانب.
المنصة أضافت أن مجموعات مسلحة أجنبية، من كولومبيا وأوكرانيا، شاركت في تشغيل الطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي والمدفعية، بينما تولى مرتزقة من إفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والنيجر وجنوب السودان القتال المباشر داخل المدينة، بالإضافة إلى إدارة الإمدادات وحفر الخنادق.
وأكد البيان أن هذه العناصر ليست جزءاً من الجيش السوداني، بل تُستخدم لدعم تقدم قوات الدعم السريع في ظل محدودية قدراتها المحلية.
على صعيد آخر، حذر الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية شمال كردفان، عبد المطلب عبد العال، من استمرار الهجمات المكثفة على مدينة الأبيض، مشدداً على أن المدينة “ستظل عصية على الدعم السريع، والنصر قريب بإذن الله”.
تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه السودان مواجهة تحديات إنسانية وأمنية كبيرة، بينما تزداد الضغوط الدولية على الأطراف السودانية للجلوس إلى طاولة الحوار ووقف القتال بشكل عاجل.
السودان.. الاستخبارات العسكرية تضبط فتاة تتزعم خلية زرع شرائح لتوجيه مسيرات “الدعم السريع”
أعلنت الاستخبارات العسكرية السودانية القبض على فتاة و12 شخصًا، يشكلون شبكة كانت تعمل على زرع أجهزة وشرائح إلكترونية لرفع إحداثيات المسيرات وتسليمها لقوات “الدعم السريع”.
وأفادت مصادر مطلعة أن العملية الأمنية تمت بالتنسيق مع فرع الاستخبارات في مدينة الدمازين، وتم إحباط أهداف الخلية في زعزعة الأمن بعدة محاور داخل إقليم النيل الأزرق.
وأوضحت المصادر أن الخلية كانت متخصصة في إدخال شرائح ورفع إحداثيات لمسيرات معادية، وقد تم ضبط عدد من الأجهزة المساعدة خلال العملية.
وأشار المصدر إلى أن عملية الاقتحام جاءت بعد رصد تحركات مشبوهة ومتابعة استخبارية دقيقة أدت إلى توقيف المشتبه بهم وتفكيك مخزون من المواد والأدوات المستخدمة في التخريب، ضمن خطوة عملية لقطع الإمداد.
وقد نفذت وحدات مشتركة من الاستخبارات العسكرية بالدمازين مداهمات متزامنة واحترافية بعد جمع المعلومات الميدانية التي قادت إلى العملية.
وشملت المضبوطات خلال التفتيش شرائح إلكترونية وأجهزة اتصال وأدوات تقنية لزرع وتعطيل أنظمة المركبات، إضافة إلى مستندات وخرائط توحي بتخطيط مسبق لاستهداف نقاط حساسة.
وأكدت المصادر أن العملية جاءت ضمن سلسلة مهام تهدف إلى حماية المدنيين وتأمين الطرق والممرات الإنسانية.
مصر تخطط لمشروع زراعي استراتيجي في شمال السودان لتأمين غذائها
تخطط مصر لتنفيذ مشروع زراعي ضخم في شمال السودان يهدف إلى زراعة مليون فدان خلال ثلاث سنوات، تبدأ المرحلة الأولى بزراعة 250 ألف فدان في العام المقبل، وفق مصادر مطلعة.
ووفقا لوكالة بلومبرغ، تشمل المحاصيل المستهدفة في المرحلة الأولى القمح، الذرة، فول الصويا، والأرز، في إطار جهود مصر لتعزيز أمنها الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، مع الاستفادة من الأراضي الخصبة في شمال السودان.
وجاء هذا الاتفاق خلال اجتماع عقد في منتصف أكتوبر الماضي بين وزير الزراعة المصري ونظيره السوداني، حيث تم بحث سُبل تعزيز التعاون الزراعي وتحديد آليات تنفيذ المشروع المشترك.
وأشار المسؤولون إلى أن وزارة الزراعة المصرية ستتولى حشد القطاع الخاص والمستثمرين الراغبين في التوسع بالسودان عبر تقديم الدعم الفني والتنظيمي، بينما ستوفر الحكومة السودانية الأراضي الزراعية اللازمة وتسهّل الإجراءات القانونية واللوجستية.
وأكد المسؤولون أن نجاح المشروع مرتبط بشكل مباشر باستقرار الأوضاع الأمنية في شمال السودان، وهو شرط أساسي لجذب الاستثمارات وضمان استدامة الإنتاج.
كما طالب الوزير السوداني بزيادة صادرات الأسمدة المصرية إلى بلاده من 200 ألف طن إلى 250 ألف طن سنويًا، واستيراد كميات كبيرة من تقاوي القمح والذرة عالية الجودة لدعم الإنتاج المحلي ورفع كفاءة المحاصيل.
ويعتبر المشروع خطوة نوعية في العلاقات الزراعية بين البلدين، إذ يتحول التعاون من التقليدي إلى شراكة استراتيجية تجمع بين الموارد الأرضية السودانية والخبرات الزراعية والتقنية المصرية، في ظل التحديات العالمية المتزايدة على صعيد الأمن الغذائي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان فی شمال السودان الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تحشد لمهاجمة بابنوسة والجيش يتحرك باتجاه دارفور
أعلنت قوات الدعم السريع أنها تحشد لمهاجمة مدينة محاصرة في غرب كردفان، في حين يعتزم الجيش السوداني مواصلة العمليات العسكرية باتجاه دارفور غربي السودان.
وقالت قوات الدعم السريع -في مقطع مصور عبر قناتها في تطبيق تليغرام أمس الاثنين- إنها تدفع بحشود وصفتها بالضخمة من قواتها صوب مدينة بابنوسة، وهي واحدة من أبرز مدن ولاية غرب كردفان وسط السودان، وذلك للسيطرة على الفرقة الـ22 التابعة للجيش والموجودة في المدينة.
وظهر في المقطع من قالت إنهم جنودها بغرب كردفان يتوعدون بالسيطرة على فرقة الجيش في بابنوسة.
وكان مصدر عسكري قال للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت أمس بالمدفعية والمسيّرات لساعات عدة موقع قيادة الفرقة المذكورة.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة بابنوسة منذ أكثر من عام، وظلت قوات الجيش في المدينة تتلقى الدعم عبر الإسقاط الجوي، وتصدت خلال هذه الفترة لهجمات عدة شنتها قوات الدعم السريع عليها.
وعقب استيلائها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مؤخرا كثفت هذه القوات هجماتها بالمسيّرات والمدفعية على مدن رئيسية في كردفان، بينها الأبيض (350 كيلومترا غرب الخرطوم)، وسط تحذيرات أممية من تصاعد القتال في المنطقة.
ويسيطر الجيش على ولاية جنوب كردفان ومدن كبرى في شمال كردفان مثل الأبيض ومدن بغرب الإقليم مثل بابنوسة، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على مدن في شمال كردفان مثل بارا، والنهود غربا، والدبيبات جنوبا.
في المقابل، قال ياسر العطا مساعد قائد الجيش إن القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان أمر بالتقدم نحو الغرب حيث يقع إقليم دارفور.
وأضاف العطا أن ما يجري هو استجابة لإرادة الشعب ومؤسسته العسكرية، مشددا على أن الجيش ليس داعيا للحرب، بل يعمل من أجل أمن الوطن وسلامته.
إعلانمن جهته، تعهد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالتحرك غربا لتحرير السودان، في حين أكد عبد العزيز عشر مستشار رئيس حركة العدل والمساواة أن القوات المشتركة ستقاتل إلى جانب الجيش في خندق واحد.
في المقابل، اعتبر الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع أن تصريحات الجيش تمثل إعادة إنتاج لنهج قديم قائم على منطق الحرب والمكاسب السياسية، داعيا إلى تحالف وطني حقيقي يقدم حلولا سياسية تعالج جذور الأزمة.
أعداد النازحين
وعلى الصعيد الإنساني، أعلن فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن 89 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها نحو منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن احتياجات النازحين في تلك المنطقة تفوق بكثير الموارد المتاحة، داعيا إلى تقديم الدعم العاجل لتوفير شريان حياة للنازحين.
وكان مصدر حكومي سوداني قال للجزيرة إن عدد النازحين من دارفور وكردفان إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية ارتفع إلى 57 ألفا.
وأشار المصدر إلى وصول أكثر من 500 أسرة من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان إلى الدبة، موضحا أنه يجري نقلهم إلى المخيم الرئيسي في العفاض شرقي المدينة.
ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس الاثنين إلى تحرك دولي عاجل لوقف "الفظائع المروعة" في الفاشر، محذرا من الانتظار حتى يُعلن الوضع "إبادة جماعية".
وأشار تورك إلى تقارير عن قتل جماعي وعنف عرقي واغتصاب جماعي، مؤكدا أن الحصار الذي سبق السيطرة على المدينة كان في حد ذاته "جريمة فظيعة".
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.