شهدت صنعاء حالة غير مسبوقة من الفوضى والانفلات الأمني، مع تصاعد الصراعات المسلحة بين القبائل في مناطق متفرقة من المدينة، في ظل غياب أي دور فعلي للأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الحوثيين، التي تُتهم بتغذية هذه الصراعات وتوظيفها لخدمة أجنداتها السياسية.

وأفادت مصادر محلية إن مواجهات مسلحة عنيفة اندلعت ظهر الثلاثاء أمام محكمة الاستئناف بشارع العدل وسط صنعاء بين مسلحين من قبائل خولان، عقب صدور حكم قضائي لصالح أحد الأطراف المتنازعة، ما تسبب في تفجر الخلاف وتحوله إلى اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ووفقًا للمصادر، فقد أسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما سُمع دوي إطلاق النار بكثافة في الأحياء المجاورة، وسط حالة من الهلع بين المدنيين وتوقف الحركة في الشوارع المحيطة.

وأضافت المصادر أن السلطات الحوثية لم تتدخل لفض النزاع، مكتفية باعتقال عدد محدود من مشايخ خولان بعد توقف الاشتباكات، في حين تم فرض طوق أمني جزئي حول المحكمة دون أن تعلن الجماعة عن تفاصيل أو حصيلة رسمية للحادثة.

وأشارت شهادات محلية إلى أن عشرات المسلحين القبليين المدججين بالأسلحة الرشاشة وقاذفات الـ"آر بي جي" انتشروا في محيط شارع العدل وعدد من الشوارع القريبة، في مشهد يعكس حجم الانفلات الأمني الذي تعيشه صنعاء منذ أسابيع، حيث تتكرر الاشتباكات القبلية والخلافات المسلحة دون أي رادع.

وتشير مصادر محلية أن هذه الحوادث المتكررة ليست معزولة، بل تأتي في سياق سياسة حوثية تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وإشغال القبائل بخلافات جانبية، بما يضمن بقاء الجماعة ممسكة بزمام السيطرة الأمنية والسياسية في العاصمة، رغم تزايد مظاهر الانفلات وتراجع هيبة الدولة ومؤسساتها القضائية.

وأضافت المصادر أن استمرار هذه الحالة قد يؤدي إلى تحول صنعاء إلى ساحة مفتوحة للفوضى المسلحة، خصوصًا في ظل انتشار الأسلحة وتعدد الولاءات القبلية داخل المدينة، ما يهدد بانفجار أمني واسع يصعب احتواؤه في المدى القريب.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

إنفاق حوثي مثير للجدل.. ملايين الدولارات لأتباع الجماعة والفقراء خارج المعادلة

انقطاع المرتبات وتدهور الخدمات الأساسية.

وبحسب إعلان رسمي لما تسمى بـ«هيئة رعاية أسر الشهداء» التابعة للجماعة، فإن المبلغ المعلن — والمقدر بنحو 29 مليار ريال يمني — يهدف إلى تنفيذ أكثر من 24 مشروعاً تشمل برامج دعم نقدي ومبادرات تغذية وصحة عامة، مخصصة بالكامل لأتباع الجماعة دون غيرهم.

وقالت المتحدثة باسم الهيئة أفنان شرف الدين إن البرامج تتضمن زيارات ميدانية للأحياء في صنعاء وضواحيها، إضافة إلى فعاليات "تعبوية" وتدريبية للأرامل وأمهات القتلى، بهدف — بحسب وصفها — «تعزيز ثقافة الصبر والتضحية»، في حين يرى مراقبون أن هذه الأنشطة تُستخدم لتعزيز الولاء للجماعة واستقطاب مقاتلين جدد من الفقراء والنساء. 

ملايين للقبور والدعاية.. والفقراء خارج الحسابات وأفادت مصادر محلية بأن الجماعة شرعت خلال الأيام الماضية في توسعة عدد من المقابر الخاصة بمقاتليها في صنعاء، بينها مقبرة بحي الروضة، بعد امتلائها بالكامل، في وقت تتجاهل فيه الجماعة معاناة المواطنين الذين يواجهون ارتفاع الأسعار وشح الخدمات وانعدام الدخل.

وتتهم مصادر سياسية في صنعاء قيادة الحوثيين بتوجيه أغلب الموارد العامة نحو تمويل الدعاية العسكرية وتثبيت ثقافة الموت**، على حساب القطاعات الحيوية المنهارة مثل التعليم والكهرباء والمياه والصحة. 

تحذيرات دولية من تفاقم الجوع وفي السياق، حذّر برنامج الغذاء العالمي من تفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون العامين في مناطق سيطرة الحوثيين، مشيراً إلى أن نسبة الفقر الغذائي الحاد وصلت إلى 36%، وهي الأعلى على مستوى اليمن.

وأوضح البرنامج أن قيود الجماعة المفروضة على تحركات المنظمات الإنسانية تُعيق وصول المساعدات إلى الفئات الأشد فقراً، وسط تراجع كبير في برامج الدعم الدولية.

مراقبون اعتبروا أن إنفاق الحوثيين ملايين الدولارات في مشاريع مغلقة على أتباعهم، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، يعكس سياسة تمييز ممنهجة واستغلال للمعاناة لتثبيت النفوذ والسيطرة. 

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. محكمة حوثية تطالب بإعدام 21 شخصا بتهم التجسس
  • قيادة قوات شرق القناة تستقبل شيوخ وعواقل القبائل بمحافظتى شمال وجنوب سيناء
  • قيادة قوات شرق القناة تستقبل عددًا من شيوخ وعواقل القبائل وممثلي المجتمع المدني
  • قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب تستقبل شيوخ القبائل وممثلى المجتمع المدني بشمال وجنوب سيناء
  • إنفاق حوثي مثير للجدل.. ملايين الدولارات لأتباع الجماعة والفقراء خارج المعادلة
  • سفير فرنسي سابق: انفلات أمني وواقع خارج السيطرة بالضفة الغربية
  • آلة تضليل حوثية جديدة تفتك بالمدنيين تحت ذريعة شبكات التجسس
  • قبائل صعدة والضالع تجدد العهد للشهداء وتعلن الجهوزية لمواجهة الأعداء
  • الحوثيون يفرضون حصاراً خانقا على أحد قرى محافظة الجوف وسط توتر مع القبائل