«أطباء بلا حدود» تحذر من سوء التغذية الشديد في السودان
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
منظمة أطباء بلا حدود دعت قوات الدعم السريع وحلفائها إلى وقف الفظائع الجماعية في الفاشر وتوفير ممر آمن للناجين للخروج.
التغيير: وكالات
حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من حدوث مستويات قصوى من سوء التغذية الحاد في السودان، إذ سجلت فرقها مستويات عالية وسط النازحين الذين وصلوا إلى بلدة طويلة بشمال دارفور، ما يعكس أشد مستويات أزمة سوء التغذية التي اجتاحت البلاد منذ بداية الحرب، وأشارت إلى أن ذلك يحدث مع استمرار محاولات الذين يعانون من الجوع الفرار من الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر.
واستولت قوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة شمال دارفور أواخر الشهر الماضي، وبذلك سيطرت على آخر معاقل الجيش في الإقليم، حيث اتهمت بارتكاب جرئم وانتهاكات واسعة بحق المدنيين بالمدينة.
معدلات صادمةوقالت المنظمة في بيان اليوم الأربعاء، إن فرقها تقدم رعاية عاجلة للذين وصلوا طويلة، وتعالج على مدى الأشهر الماضية، سوء التغذية بين المرضى الذين فروا من الفاشر، إلا أن معدلات سوء التغذية الآن صادمة.
وأضافت أنه من بين الأطفال دون سن الخامسة الذين وصلوا طويلة بين 27 أكتوبر عندما سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، وفي 3 نوفمبر، كان أكثر من 70% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد و35% يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وذكرت أن 60% من البالغين البالغ عددهم 1130 الذين تم فحصهم من قبل المنظمة كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد، وكان 37% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد مع معدلات سوء التغذية أعلى بين النساء الحوامل والمرضعات.
وأكدت النتائج التي توصلت إليها “أطباء بلا حدود” المخاوف من أن المجاعة أضرّت بالسكان في الفاشر، التي بقيت محاصرة لأكثر من 500 يوم. كما تتوافق هذه النتائج مع تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر مؤخرًا والذي وجد أن هناك مجاعة في الفاشر وكادقلي.
ووصف الناجون الذين وصلوا إلى طويلة لفرق المنظمة، كيف أصبحت الحياة لا تطاق في الفاشر.
وأفاد الناس بأن الطعام لم يكن متوفرًا لديهم، إذ أٌغلقت المطابخ المجتمعية وحُظر دخول المساعدات الإنسانية وقصفت الأسواق حتى استنفدت مخزوناتها.
وأعربت “أطباء بلا حدود” عن قلقها من أن العديد من الناس في الفاشر وحولها لا يزالون عالقين ومحتجزين للحصول على فدية وغير قادرين على الفرار.
وقالت إنه “يجب على قوات الدعم السريع وحلفائها وقف الفظائع الجماعية وتوفير ممر آمن للناجين للخروج”.
وأضافت أن مصاعب الناس لا تنتهي بمجرد وصولهم إلى طويلة. فمنذ بداية العام، كانت نصف النساء الحوامل البالغ عددهن 6500 امرأة اللواتي رأتهن المنظمة لرعاية ما قبل الولادة يعانين من سوء التغذية الحاد و15% يعانين من سوء التغذية الشديد و35% يعانين من سوء التغذية المعتدل. وهذا يعرض أطفالهن لخطر شديد أن يولدوا ناقصي الوزن أو لديهم سوء تغذية.
تدهور واسع النطاقوأفادت المنظمة أن فرقها شهدت في مناطق أخرى بالسودان تدهورًا واسع النطاق في الحالة التغذوية للأطفال في الأشهر الأخيرة، نتيجة لعوامل متداخلة تشمل نقص الغذاء والأمراض وانعدام الأمن ونقص سبل العيش والظروف المعيشية غير الآمنة.
وفي هذا السياق، قالت منسقة الطوارئ في المنظمة ميريام العروسي، “في أنحاء السودان، هناك المزيد مما يمكن القيام به للحد من المعاناة الناجمة عن سوء التغذية، إننا ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول الآمن ودون عوائق لزيادة الخدمات والمساعدة في الحد من هذه الأزمة”.
وأوضحت المنظمة أن للنزوح دور كبير في زيادة سوء التغذية، سواء بالنسبة للأشخاص الذين ينتقلون داخل السودان أو من بلدان أخرى.
وقالت إنه حتى عندما يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم بعد نزوحهم، فإنهم غالبًا ما يواجهون تحديات كبيرة في العثور على الطعام أو القدرة على شرائه أو الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الطبية.
ورجحت المنظمة أن يكون الحجم الحقيقي للأزمة أسوأ بكثير مما تم الإبلاغ عنه. وأضافت أنه “إذا لم توفر الأطراف المتحاربة إمكانية الوصول الآمن ودون عوائق إلى الأشخاص المعرضين للخطر، إلى جانب زيادة التمويل والدعم الإنساني من المنظمات الدولية، سيكون المزيد من الأطفال عرضة لأزمة سوء التغذية الطويلة الأمد في السودان”.
الوسومالأمراض الجيش الدعم السريع السودان الفاشر دارفور سوء التغذية طويلة منظمة أطباء بلا حدود ميريام العروسي نقص الغذاءالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمراض الجيش الدعم السريع السودان الفاشر دارفور سوء التغذية طويلة منظمة أطباء بلا حدود نقص الغذاء یعانون من سوء التغذیة الحاد قوات الدعم السریع أطباء بلا حدود فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
وسط تحركات دولية وإدانة مصرية.. هيئة محاميي دارفور: «الدعم السريع» يرتكب مذابح في الفاشر
البلاد (الخرطوم)
اتهم رئيس هيئة محاميي دارفور، صالح محمود عثمان، قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب “مذابح” في مدينة الفاشر، داعياً المجتمع الدولي، وبالأخص الاتحاد الأوروبي، إلى مراجعة موقفه تجاه هذه القوات التي أبرم معها الاتحاد اتفاقاً للتحكم في تدفقات اللاجئين نحو أوروبا.
وخلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي، حث عثمان الاتحاد الأوروبي على التعاون مع الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في السودان، في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أن أعمال الدعم السريع في المناطق التي تقدمت إليها منذ 2023 قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي تحرك دولي عاجل، دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى تدخل دولي سريع لوقف “الفظائع المروعة” في الفاشر، محذراً من الانتظار حتى إعلان الوضع”إبادة جماعية”. وقال تورك لوكالة فرانس برس:”من الواضح أن جرائم فظيعة تُرتكب حالياً”، مشيراً إلى أن الحصار الذي فرضته القوات كان في ذاته”جريمة مروعة”، حيث اضطر السكان للعيش بلا طعام أو ماء، وبعضهم لجأ إلى تناول قشور الفول السوداني وعلف الحيوانات.
وأشار تورك إلى ورود تقارير عن عمليات قتل جماعي، واغتصاب جماعي، وعنف جنسي، واستهداف من يُشتبه في تعاونهم مع الجيش منذ سيطرة الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر 2025، بعد 18 شهراً من الحصار والقصف والتجويع، ما أدى إلى إخراج الجيش من آخر معاقله في إقليم دارفور.
في المقابل، أدانت مصر الانتهاكات والفظائع التي شهدتها الفاشر، مؤكدة دعمها الكامل لاستقرار السودان الشقيق. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقائه مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، في زيارة إلى مدينة بورسودان بتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وشدد عبد العاطي على دعم مصر للسودان واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مؤكداً استمرار جهود بلاده لتحقيق وقف لإطلاق النار والانخراط في مساعي الحل السياسي سواء على الصعيد الثنائي أو عبر الرباعية الدولية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة.
كما أكد الوزير المصري رفض أي محاولة لتقسيم السودان، معرباً عن أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومقدرات شعبه، ودعا إلى تنفيذ إعلان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر الماضي الذي يحدد خريطة طريق لوقف فوري لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة بقيادة السودانيين أنفسهم.