محافظة القدس: قلنديا على أعتاب التهجير القسري
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
قالت محافظة القدس ، إن ما يجري في قرية قلنديا شمال المدينة يُجسّد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويمثل عملية تهجير قسري منظّم بحق عشرات العائلات المقدسية، تحت ذريعة إقامة منشأة لمعالجة النفايات واستعادة الطاقة لصالح بلدية الاحتلال في القدس، على أراضٍ فلسطينية تقع خلف جدار الفصل والتوسع العنصري.
واعتبرت محافظة القدس في بيان أصدرته، اليوم الأربعاء، أن هذا المخطط يشكّل امتدادًا لسياسات الضم غير القانونية واستغلال الشعارات البيئية لتغطية أهداف استعمارية تهدف إلى تغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي للمدينة المحتلة.
وأشارت إلى أن مخط الاحتلال يستهدف عشرات العائلات في قلنديا، حيث وزعت ما تُسمى "سلطة أراضي إسرائيل" قبل أسبوعين أوامر إخلاء تطالب عائلات بإخلاء منازلها وأراضيها الزراعية خلال 20 يومًا، مع تأكيد المواطنين في القرية عزمهم تقديم "التماسات قانونية" للطعن في القرارات.
ويعود المشروع إلى حزيران/يونيو 2024، عندما كلفت حكومة الاحتلال شركة "عيدن" التابعة لبلدية الاحتلال بتحديد موقع لإقامة المنشأة، حيث اقترحت الشركة قطعة أرض مساحتها 130 دونمًا في قلنديا، تضم سبعة مبانٍ سكنية على الأقل وأراضٍ زراعية، تمهيدًا لبناء منشأة معالجة النفايات واستعادة الطاقة.
وفي نيسان/أبريل الماضي، وقع وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش إخطارًا بموجب المادة 19 من "أمر الأراضي" لتفعيل "مصادرتين" قديمتين تعودان لعامي 1970 و1982 لتجهيز الأرض للمشروع الجديد. وتشمل المصادرة الأولى بتاريخ 30 آب/أغسطس 1970 نحو 1,200 دونم للمنطقة الصناعية في "عطروت"، منها 390 دونمًا لأهالي قلنديا والباقي لبيت حنينا، بينما شملت المصادرة الثانية بتاريخ 1 حزيران/يونيو 1982 مساحة 137 دونمًا خُصصت لـ"منشأة أمنية". ورغم أن معظم الأراضي استُخدمت لأغراض المصادرة، بقيت أجزاء منها مع المواطنين حتى أعاد سموتريتش تفعيل الأوامر القديمة لتسويغ المشروع الجديد، في خطوة تمثل التفافًا بيروقراطيًا على القانون لتوسيع السيطرة الإسرائيلية دون إصدار أوامر جديدة.
وأوضح البيان، أن سلطات الاحتلال تنفذ المصادرات عادة على مرحلتين: الأولى إشعار نية يصدره وزير المالية بموجب المادتين 5 و7، والثانية إشعار فعلي بالمادة 19 لتفعيل المصادرة، وقد أعادت في السنوات الأخيرة تفعيل أوامر قديمة بعد عقود طويلة لشرعنة الاستيلاء على أراضٍ جديدة دون إصدار أوامر رسمية جديدة.
ويشمل المخطط إعادة توجيه جدار الفصل والتوسع العنصري بحيث تقع مساحة الـ130 دونمًا داخل الجدار، ما سيؤدي إلى الاستيلاء على أراض إضافية وهدم المنازل القائمة بين المسارين الحالي والمقترح للجدار، وهو تناقض صارخ مع الادعاءات الإسرائيلية السابقة بأن مسار الجدار "أمني بحت".
وذكرت المحافظة في بيانها، أن مقطع الجدار الذي بُني عام 2011 قد قضم نحو 40% من أراضي قلنديا الزراعية، وعزل ثلاثة عشر منزلاً، ما اضطر سكانها لقطع 11 كيلومترًا عبر حاجز عسكري بعد إغلاق البوابة المؤقتة التي فتحت بضغط قانوني.
وتعمل شركة "عيدن" حاليًا على إعداد المخطط التفصيلي للمنشأة، بالتعاون مع شركة Alefbet Architects وخبراء أجانب، تحت إشراف العقيد المتقاعد من قوات الاحتلال داني تيرزا، الذي أشرف على بناء الجدار سابقًا، والمحامي إيتاي أوفير، المستشار القانوني السابق لما تسمى "وزارة الأمن". ومن المتوقع عرض المخطط على ما تسمى "اللجنة الوطنية للبنى التحتية" للمصادقة خلال عام، فيما يمكن لجيش الاحتلال المباشرة في إجراءات الاستيلاء على أراضي مسار الجدار الجديد.
وأكدت محافظة القدس، أن المشروع لا يشكّل تهديدًا سياسيًا فحسب، بل يخلق كارثة بيئية وصحية واسعة النطاق، إذ تتحول الأراضي الفلسطينية إلى مكب للنفايات الخطرة بما في ذلك النفايات الطبية، والمذيبات، والزيوت المستعملة، والمعادن الثقيلة، والبطاريات، والنفايات الإلكترونية، وتسبب هذه الممارسات تلوثًا للهواء والمياه والتربة، مع تداعيات صحية واقتصادية جسيمة على المواطنين، بما في ذلك ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية والقلبية والسرطانية، وتدمير البيئة الزراعية والثروة الحيوانية والنباتية، مما يزيد الضغط على السكان ويؤسس لفرض واقع تهجيري وبيئي جديد في المدينة المحتلة، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه السياسات التمييزية وحماية السكان المقدسيين.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة العالمية: نعمل على زيادة عمليات الإجلاء الطبي في غزة تفاصيل خطة الإغاثة والتعافي المبكر لقطاع الطاقة في غزة بالفيديو: بدء ترميم قصر الباشا التاريخي في غزة الأكثر قراءة عرض أميركي للعمل على محاربة حماس في رفح يديعوت : تحفظات إسرائيلي على المشروع الأمريكي لقوة غزة مكتب نتنياهو يعلن استلام إسرائيل جثّة أسير إسرائيليّ من غزة محدث: جنين - شهيد برصاص الجيش الإسرائيلي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: محافظة القدس دونم ا
إقرأ أيضاً:
مخطط إسرائيلي لبناء حي استيطاني ومنشأة للنفايات شمال القدس
أفادت صحيفة إسرائيلية اليوم الأربعاء بأن إسرائيل تخطط لإقامة حي استيطاني في قلنديا شمال القدس المحتلة، في وقت كشفت فيه محافظة القدس أن الاحتلال يعتزم بناء منشأة لمعالجة النفايات في المنطقة نفسها مما ينذر بتهجير عشرات العائلات المقدسية.
فقد قالت صحيفة كالكاليست إن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في مدينة القدس ستعقد الشهر المقبل جلسة لإقامة حي استيطاني ضخم لليهود المتزمتين (الحريديم) في منطقة عَطَروت وعلى أرض مطار القدس القديم في منطقة قلنديا شمال القدس المحتلة ورام الله.
وأضافت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية تخطط لبناء الحي الجديد على مساحة تتخطى 1263 دونما، سيقام عليها نحو 9 آلاف وحدة سكنية لأكثر من 30 ألف مستوطن.
وتابعت أن الخطة طُرحت مرارا لكنها هذه المرة تضم ملاحق للبناء والتطوير الاقتصادي والاجتماعي لم تكن موجودة سابقا، مما قد يسهم في تسهيل الموافقة والدفع قدمًا لإقامة الحي.
وبالتوازي مع حرب الإبادة في غزة والعدوان على الضفة الغربية المحتلة، أقرت حكومة بنيامين نتنياهو عددا من المشاريع الاستيطانية تهدف لتمزيق أوصال الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة.
وفي أغسطس/آب الماضي، وقّع نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- على خطة "إي1" لتوسيع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والمحيطة بالقدس المحتلة.
ويهدف المخطط الاستيطاني إلى عزل القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني، وقطع التواصل الجغرافي والسكاني بين المدينة والتجمعات الفلسطينية، وتقويض إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، كذلك عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وتحويلها إلى جيوب تخضع في حركتها لسلطة الاحتلال.
تهجير بقلنديافي غضون ذلك، قالت محافظة القدس اليوم إن سلطات الاحتلال تخطط لإقامة منشأة لمعالجة النفايات واستعادة الطاقة على أراض فلسطينية بقرية قلنديا شمال المدينة مما يهدد بتهجير عشرات العائلات المقدسية.
إعلانوأضافت المحافظة -في بيان- أن ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل" وزعت أوامر إخلاء تطالب السكان بإخلاء منازلهم وأراضيهم خلال 20 يوما تمهيدا لمصادرة نحو 130 دونما لصالح المشروع الذي أُعيد تفعيله بقرار من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش استنادا إلى أوامر قديمة تعود لسبعينيات القرن الماضي.
وحذرت المحافظة من أن المشروع يشكل انتهاكا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ويؤدي إلى توسيع جدار الفصل ومصادرة أراض إضافية، محذّرة من تداعياته البيئية والصحية الخطيرة التي ستحوّل الأراضي الفلسطينية إلى مكب للنفايات الخطرة.
ودعت محافظة القدس المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف المشروع وحماية السكان المقدسيين من التهجير وتدمير بيئتهم.
#شاهد| بلدية الاحتلال تواصل هدم منزل المواطن المقدسي موسى بدران في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. pic.twitter.com/ggwyTW9y50
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 12, 2025
هدم منازل واقتحاماتفي تطورات أخرى، هدمت قوات الاحتلال اليوم منزل المقدسي موسى بدران في حي سلوان جنوبي مدينة القدس المحتلة بحجة البناء دون ترخيص.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن شرطة الاحتلال انتشرت في حيي بئر أيوب والبستان بالقدس، وأغلقت عددا من الطرقات واعتلت أسطح المنازل، تزامنا مع اقتحام طواقم بلدية الاحتلال الحي لتنفيذ عملية الهدم.
وحسب إحصاءات محافظة القدس، فقد هدمت سلطات الاحتلال حتى نهاية مايو/أيار الماضي نحو 93 مبنى، كما أشارت تقارير أممية إلى أن أكثر من 623 منزلا ومنشأة دُمرت في الضفة الغربية منذ مطلع العام الجاري.
وتعليقا على عملية الهدم الجديدة في حي سلوان، قال هارون ناصر الدين عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عمليات هدم بيوت المقدسيين، وآخرها هدم منزل المواطن موسى بدران، تأتي في سياق سياسة التهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وطمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة.
وتزامنا مع ذلك، أفادت محافظة القدس بأن 100 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى اليوم في حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين مأهولين في قرية الولجة غرب بيت لحم ومنزلا من الصفيح وبئري مياه في قرية الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل.
وفي الخليل أيضا، أفادت مصادر فلسطينية بأن الاحتلال استولي على 38 دونما من أراضي المواطنين في بلدة بيت أمر.
واقتحمت قوات الاحتلال اليوم بلدات في رام الله، بينما هاجم مستوطنون ممتلكات الفلسطينيين وأضرموا النيران فيها ببلدتي دير شرف وبيت ليد شرق طولكرم بشمال الضفة الغربية.
وسط انتشار جيش الاحتلال.. أهالي مخيم نور شمس بطولكرم ينظمون وقفة للمطالبة بعودتهم إلى مخيمهم بعد تهجيرهم القسري منذ أشهر. pic.twitter.com/Dj3fMPyHi1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 12, 2025
العودة للمنازلوفي مخيم نور شمس بطولكرم، نفذ الأهالي وقفة بمحيط المخيم مطالبين بالعودة لمنازلهم.
وتأتي هذه الوقفة في وقت يواصل فيه الاحتلال عمليته العسكرية على مخيمات شمال الضفة، والتي دخلت في شهرها العاشر على التوالي.
إعلانوتزامنا مع الحرب على غزة، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة عن استشهاد 1065 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا، بينهم 1600 طفل.