ما الدور الذي تلعبه المراكز البحثية الغربية بالدول العربية؟
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
وناقشت حلقة (2025/11/12) من برنامج "موازين" موضوع المراكز البحثية الغربية والتي تعتبر أدوات الاختراق الناعمة في العالم العربي، ومدى استفادة المراكز البحثية العربية من نظيراتها الغربية.
وحول فكرة تأسيس مراكز الدراسات الغربية المهتمة بالعالم العربي، يقول مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبد العزيز بن صقر إن الاهتمام الغربي بالمنطقة يرتبط بالتاريخ الاستعماري وبالمستشرقين الذين كانوا يزرون المنطقة، ثم بدأت فكرة تأسيس مراكز دراسات للشرق الأوسط في بعض الجامعات والمراكز الغربية، مشيرا إلى أن الاهتمام زاد بعد اكتشاف النفط وتأسيس إسرائيل.
ويوضح أن المراكز البحثية تنطلق من الأجندة السياسية للدول، فمثلا بعد الوجود الأميركي في العراق كانت هناك مراكز بحثية كثيرة في الولايات المتحدة تهتم بالدراسات حول العراق، لأن ذلك يخدم المصلحة السياسية والوجود العسكري الأميركي في هذا البلد.
وتختلف اليابان عن الدول الغربية، فهي لا تعتمد على المراكز البحثية في الاهتمام بمناطق ودول معينة، بل تعتمد على الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية التي تتولى إرسال تقارير عن حالة البلد الذي توجد فيه.
وتهتم المراكز البحثية الغربية في المنطقة العربية بمجالات سياسية واقتصادية واجتماعية أحيانا، ويضرب الدكتور بن صقر مثالا بباحثة من شمال أوروبا جاءت إلى إحدى الدول الخليجية للبحث في قضية ارتفاع حالات الخُلع، وهي ظاهرة كان الأجدر -كما يقول- أن تهتم بها الدول الخليجية والعربية.
وتعتمد المراكز البحثية الغربية المهتمة بدراسة العالم العربي على أكاديميين عرب، لكنها تسعى إلى تطويعهم فكريا وثقافيا ومنهجيا من أجل تحقيق أهدافها الأساسية، ويؤكد الدكتور صقر أن هذه المراكز تريد الإبقاء على الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة ومنع بروز قوة منافسة مثل الصين أو روسيا.
استقلاليةوعن مدى استفادة المراكز العربية من نظيراتها الغربية، يوضح ضيف برنامج "موازين" أن هناك 3 أنواع من المراكز العربية، مراكز تابعة لجامعات أو كليات، وغالبا ما تهتم بالنشر الأكاديمي، ومراكز بحثية صغيرة، ومراكز بحثية أسستها الحكومات لخدمة أغراضها.
كما توجد الآن مراكز فكرية مستقلة، حتى وإن كانت تابعة لوزارات ومصالح حكومية، ولكنها تحاول أن تحتك بالمراكز البحثية الدولية كي تستفيد منها.
ويقول مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث إن مركزهم لديه اتفاقيات تعاون مع أكثر من 120 مؤسسة بحثية حول العالم، ويوظف هذه العلاقات لما يخدم مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنمية الإنسانية ومكافحة الإرهاب.
وخلص ضيف برنامج "موازين" إلى أن المراكز البحثية العربية بحاجة إلى تطوير بوجود المفكرين والباحثين الجيدين، وأن تكون هناك أوقاف خاصة بالأبحاث لتكون أكثر استقلالية.
Published On 13/11/202513/11/2025|آخر تحديث: 00:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:45 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لجامعة الدول العربية يؤكد أهمية الثقافة كجسر للتواصل في العلاقات الدولية
افتُتحت اليوم أعمال ورشة العمل حول الدبلوماسية الثقافية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمشاركة ممثلي المندوبيات الدائمة وعدد من الخبراء والباحثين في المجالات الثقافية والدبلوماسية.
وفي كلمة أُلقيت نيابةً عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نُقلت تحياته وتقديره للمشاركين، مؤكداً اهتمام الجامعة البالغ بهذه الورشة التي تُجسد الإيمان الجماعي بأهمية الثقافة كجسر للتواصل، وحصن منيع في مواجهة التحديات الفكرية والحضارية.
وأكد الأمين العام في كلمته أن اجتماع اليوم يعكس الوعي المتزايد بدور الثقافة كعنصر محوري في السياسة الخارجية، مشيراً إلى أنها لم تعد جزءاً تكميلياً، بل تمثل عمقاً استراتيجياً يسهم في تعزيز النفوذ الإقليمي والدولي للدول العربية، ويكرّس مكانتها على الساحة العالمية.
وأوضح أن الورشة تهدف إلى تجاوز المفهوم التقليدي للتبادل الثقافي، وترسيخ مفهوم الدبلوماسية الثقافية كأداة فعالة لتقديم الهوية العربية والإسلامية بصورة حضارية وإنسانية، وتعزيز شبكة من الثقة والتفاهم المتبادل، بما يسهم في نشر لغة التعاون بدلاً من لغة النزاع.
وتتناول الورشة محورين رئيسيين:
الأول يتصل بالإطار المفاهيمي والوظيفي للدبلوماسية الثقافية، وتطورها من ظاهرة تاريخية إلى آلية دولية معتمدة، ودورها في تفعيل القيم والرموز في العلاقات الدولية.
أما المحور الثاني، فيركز على التحديات المعاصرة ومتطلبات التمثيل الثقافي، لاسيما في ظل تسارع الأحداث السياسية وتنامي تأثير الفضاء الرقمي، وسبل توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة التراث العربي وصورته الحضارية.
وأكدت الكلمة أن هذا اللقاء ليس مناسبةً بروتوكولية، بل منصة استراتيجية لصياغة رؤى وخطط عمل مشتركة تضمن أن يظل الوطن العربي قوة جذب ثقافيًّا ومحورًا فاعلاً في تعزيز السلام والتفاهم الإنساني.
واختُتمت الكلمة بالتأكيد على أهمية الخروج من الورشة برؤية موحدة تُحوِّل الإرث الحضاري العربي إلى قوة دافعة للمستقبل، ودعوة المشاركين إلى مواصلة الجهود لتفعيل الدبلوماسية الثقافية في خدمة القضايا العربية المشتركة.