دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعلت تدوينات تداولها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تهاجم الدولة السورية وتوجه لها انتقادات تصل إلى "التكفير" فيما يتعلق بقضية الانضمام للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش".

وتهافتت الردود من قبل رجال دين وأكاديميين على هذا الطرح، حيث نشر رجل الدين الكويتي، المعتقل سابقا في سجن غوانتانامو، فايز الكندري، مقطع فيديو يرد فيه على ذلك، واصفا هؤلاء "التكفيريين" الذين يبثون تدويناتهم من أوروبا بأنهم أيضا خارجون عن الإسلام "لأن الدول الأوروبية والدول الغربية والولايات المتحدة تفرض ضرائب على المواطنين والمقيمين ثم تصرف هذه الضرائب ضمن موازناتها العامة التي تشمل وزارة الدفاع، إذ هو (التكفيري) يموّل الترسانة العسكرية التي تقتل المسلمين، وعليه إذا أخذنا برأي هذا التكفيري فإنه أيضا خارج عن ملة الإسلام.

."

وعقّب المحيسني وهو رجل دين سوري على كلام الكندري بتدوينة قال فيها: "فضيلة الشيخ: فايز الكندري من المشايخ الفضلاء الذين جمع الله لهم بين الرواية، والدراية، والعلم، والتجربة.. أمضى جزءً كبيراً من عمره في معتقلات غوانتانامو.. يسجل رسالة لمجاهدي الشام ولعلمة الأمة ويؤصل مسألة دخول الدولة السورية في التحالف.. تأصيلاً مفصلاً جمع فيه الحجج العقلية والنقلية وناقش رواية المخالفين وسرد أقوال الأئمة المتقدمين.. في الدقيقة 2،20 حوار عقلي مع أحد من كفر الدولة السورية.. ثم حديث مهم عن توصيف الواقع في سوريا.. ثم القياس والقواعد الأصولية.. وفي الدقيقة 9،20 سرد أقوال أئمة السلف.. ثم تأصيل جميل عن فقه الضرورات.. ثم في الدقيقة 21 تحدث عن الباب الذي أُتي منه الخوارج".

ودخل الأكاديمي السعودي، عبدالله الجديع على خط الجدال مستشهدا بإحدى التدوينات التي "تكفر" المشاركة في التحالف ضد داعش، منشورة العام 2014، قائلا بتعليق: "من العجائب أن يَذكر شخصٌ سجنَ آخر في سياق الثناء العلمي، مع أن الأصل فيمن خرج من سجن مريع كغوانتنامو أنه محتاج لتقييم نفسي وعقلي، بل وإعادة تأهيل وإدماج في المجتمع، فهو قد أمضى سنوات في سجن لا جامعة ولا مكتبة، لكن كثيرا من هؤلاء قد اضطربت المفاهيم لديهم، كما اضطربت آراؤهم مؤخرًا وبدت أقلامهم مرتجفة وهي تواجه سيلًا من تأصيلاتهم القديمة التي تنقض على ما انتهوا إليه! في تقديري، هذه الجماعات بحاجة إلى سكون ومراجعات فكرية جادة، يعقبها اعتراف صريح بأخطاء الماضي واعتذار عنها، لا محاولة التوفيق بين المتناقضات".

ويذكر أن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، على لقاء الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزيارته للبيت الأبيض التي رافقه فيها الأسبوع الماضي، قد قال في بيان: "شهدنا في المكتب البيضاوي التزام الرئيس الشرع تجاه الرئيس ترامب بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش، والذي يُمثل إطارًا تاريخيًا يُمثل انتقال سوريا من مصدر للإرهاب إلى شريك في مكافحة الإرهاب - التزامًا بإعادة الإعمار والتعاون والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها.. ستساعدنا دمشق الآن بنشاط في مواجهة وتفكيك فلول داعش، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية، وستكون شريكًا ملتزمًا في الجهود العالمية الرامية إلى إرساء السلام".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دونالد ترامب للبيت الأبيض الإرهاب الإسلام الحرب على الإرهاب الحكومة السورية النبي محمد حرب داعش داعش فتاوى محاربة الإرهاب مكافحة الإرهاب وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: سوريا ستساعد في مواجهة تنظيم الدولة والحرس الثوري وحزب الله

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك الخميس أن دمشق، بعيد انضمامها إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، سوف تسهم في "مواجهة" و"تفكيك" الشبكات "الإرهابية" من بقايا التنظيم والحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله.

جاءت تصريحات باراك غداة إعلان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عن انضمام سوريا رسميا إلى صفوفه ليل الأربعاء بصفتها العضو التسعين فيه، بعدما جرى الاتفاق على هذه الخطوة خلال الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى البيت الأبيض الاثنين وشكّلت قطيعة مع ماضيه الجهادي.

وكتب باراك على منصة إكس "ستساعدنا دمشق من الآن وصاعدا بنشاط في مواجهة وتفكيك بقايا تنظيم الدولة الاسلامية، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية، وستقف شريكا ملتزما في الجهد الدولي لإرساء السلام".

وقبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.

وأضاف باراك أن الشرع أبدى التزاما خلال الزيارة "أمام الرئيس ترامب بالانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يُعد إطارا تاريخيا يُجسّد انتقال سوريا من كونها مصدرا للإرهاب إلى شريك في مكافحة الإرهاب، والتزاما بإعادة الإعمار والتعاون والمساهمة في استقرار منطقة بأكملها".


وأدت إيران عبر حرسها الثوري، دورا محوريا في دعم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد إثر اندلاع احتجاجات سلمية عام 2011 قمعتها السلطة بالقوة، وساهم تدخلها العسكري مع مجموعات موالية لها بينها حزب الله اللبناني، ثم تدخل روسيا جوا، في تغيير موازين القوى في الميدان لصالح الأسد، وبقي لإيران حضور عسكري قوي في سوريا إلى حين سقوط حكم الأسد في العام 2024.

وتنشر الولايات المتحدة في سوريا والعراق جنودا في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي شكلته في العام 2014، بعدما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة من البلدين إلى حين دحره من آخر معاقله العراق في العام 2017 وفي سوريا في العام 2019.

وشكلت قوات سوريا الديموقراطية التي يعد الأكراد أبرز مكوناتها، رأس الحربة في قتال التنظيم بدعم من التحالف.

وأعلن باراك الذي يشغل كذلك منصب سفير الولايات المتحدة في تركيا، في منشور عن اجتماع "هام" عقد في واشنطن بين وزراء الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والتركي هاكان فيدان والسوري أسعد الشيباني.

وخلال الاجتماع، قال باراك "وضعنا خريطة الطريق للمرحلة المقبلة التي تشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية في الهيكل الاقتصادي والدفاعي والمدني الجديد لسوريا".

وكان قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي أعلن في مقابلة مع وكالة فرانس برس في تشرين الأول/أكتوبر عن التوصل مع السلطات الانتقالية إلى "اتفاق مبدئي" حول آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية.

ورحب عبدي في منشور على إكس الثلاثاء بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي، معتبرا ذلك "خطوة محورية نحو تعزيز الجهود المشتركة ودعم المبادرات الهادفة إلى تحقيق الهزيمة الدائمة للتنظيم والقضاء على تهديده للمنطقة".

وقال إنه أكد التزامه "بتسريع عملية دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الدولة السورية" خلال مكالمة مع باراك تمحورت حول زيارة الشرع إلى واشنطن.

مقالات مشابهة

  • التحالف الدولي ينفذ 22 عملية أمنية ضد داعش في سوريا خلال شهر
  • نيويورك تايمز تزعم أن الشرع متعاون مع واشنطن منذ سنوات
  • الولايات المتحدة: سوريا ستساعد في مواجهة تنظيم الدولة والحرس الثوري وحزب الله
  • كيف تحولت مشاركة سوريا بالتحالف ضد داعش من الرّدة إلى الإباحة؟
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن مقتل 5 واعتقال 19 عنصرا من داعش في سوريا
  • سنتكوم تكشف حصيلة عملياتها الأخيرة ضد داعش في سوريا
  • وزير سوري يشرح: ماذا يعني انضمام سوريا إلى التحالف ضد داعش؟
  • السفارة الأميركية في دمشق: سوريا الدولة التسعين بالتحالف الدولي ضد الإرهاب
  • فتوى للتعامل مع أمريكا.. مفتي هيئة تحرير الشام: داعش خوارج والتنسيق مع التحالف مشروعٌ لحفظ السيادة