حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
ورد الى دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟ أحيانا تقتضي الحاجة في المسجد الكلام في أثناء خطبة الجمعة؛ لتنظيم حركة الناس في المسجد والأماكن التي يجلسون فيها ونحو ذلك، فهل يجوز للقائمين على المسجد الكلام وتوضيح ذلك أثناء خطبة الجمعة؟
. كلمات بسيطة رددها قبل غروب الشمس
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة:إنه يجوز للقائمين على أمر المسجد الكلام في أثناء الخطبة ما دام كان هناك حاجة تدعو إلى ذلك، كتنظيم حركة النَّاس وأماكن الجلوس فيه، مع التنبيه على أنَّه إن كانت الإشارة تغني عن الحركة أو الكلام، فإنَّه يقتصر عليها جلبًا للثواب وزيادة في الأجر ومحافظة على السكينة والهدوء حتى يحصل الإنصات للمصلين.
حكم كلام العاملين على المسجد في أثناء خطبة الجمعة لتنظيم حركة الناس
وأضافت عبر موقعها الرسمى أن ما يفعله القائمون على المسجد من كلام أو إشارة أثناء الخطبة؛ لتنظيم حركة الناس في المسجد والأماكن التي يجلسون فيها عند الزحام أمر فيه مصلحة العامة وليس فيه حرمة ولا يبطل ثوابها.
والدليل على عدم بطلانها بالإشارة أيضًا: ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر يوم الجمعة فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فأشار إليه الناس أن اسكت، فسأله ثلاث مرات، كل ذلك يشيرون إليه أن اسكت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الثالثة: «وَيْحَكَ! مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"، ولم ينكر صلى الله عليه وآله وسلم الإشارة منهم.
بل قد ذهب الفقهاء إلى وجوب الكلام أو الإشارة في أثنائها -سواء أكان من الخطيب أم من المأمومين-، إذا كانت هناك ضرورة لذلك أو حاجة، كالتحذير من الضرر أو الأذى الذي قد يصيب أحد المصلين أو غيرهم من المارة؛ لأنَّ الإنذار يجب لحق الآدمي والإنصات لحق الله تعالى ومبناه على المسامحة، فالصلاة تقطع لذلك.
قال الإمام زين الدين ابن نجيم المصري الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 168، ط. دار الكتاب الإسلامي): [لو رأى رجلًا عند بئر فخاف وقوعه فيها أو رأى عقربًا تدب إلى إنسان، فإنه يجوز له أن يحذره وقت الخطبة؛ لأن ذلك يجب لحق آدمي، وهو محتاج إليه، والإنصات لحق الله تعالى ومبناه على المسامحة كما في "السراج الوهاج"] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 553، ط. دار الكتب العلمية): [فأمَّا إذا رأى أعمى يقع في بئر أو عقربًا تدب على إنسان فأنذره أو علم إنسانًا شيئًا من الخير أو نهاه عن منكر، فهذا ليس بحرام قطعًا بل قد يجب عليه، لكن يستحب أن يقتصر على الإشارة إن أغنت] اهـ.
وقال العلامة منصور البُهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 53) عن وجوب الكلام في أثناء الخطبة عند حصول ضرر أو أذى: [(ويجب) الكلام (لتحذير ضرير وغافل عن بئر)، وعن (هلكة، ومن يخاف عليه نارًا أو حية ونحوه) مما يقتله أو يضره؛ لإباحة قطع الصلاة لذلك] اهـ.
وبناء على ذلك فإن الأصل الإنصات والاستماع وعدم الكلام في أثناء خطبة الجمعة؛ لتحصيل كل كلمة تخرج من فم الخطيب، إلَّا أنَّه قد لا يحرم الكلام في أثنائها؛ لضرورة أن يكون فيها إزالة ضرر قد يصيب إنسانًا أو حاجة تحقق الأصل فيه، كتنظيم حركة النَّاس؛ لتحقيق أكثر استفادة يحصلها المُصلِّي من الخطيب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمعة خطبة الجمعة الخطبة صلاة الجمعة الإفتاء أثناء خطبة الجمعة الکلام فی أثناء على المسجد
إقرأ أيضاً:
حكم الوصية بمنع شخص من حضور الجنازة.. الإفتاء توضح
أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوصية الشرعية لا تصح إلا في الأمور التي يملكها الإنسان في حياته، موضحًا أنه لا يجوز له أن يوصي بمنع شخص معين من حضور جنازته، لأن ذلك ليس من الأمور التي يملكها شرعًا.
وأوضح اليداك، خلال لقاء تلفزيوني، أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بالإنسان تصدّق عليه عند وفاته بثلث ماله زيادةً في أعماله، لقوله: «إن الله تصدّق عليكم عند وفاتكم بثُلُث أموالكم زيادةً في أعمالكم».
وأشار إلى أن هذا يعني أن الإنسان له حق الوصية في ماله فقط، لأنه ملكٌ له في حياته، أما ما لا يملكه فلا تصح فيه الوصية، مؤكدًا أن إقامة العزاء أو منع أحد من الحضور إليه ليس من حق الميت، لأن هذا الأمر يتعلق بأهل الميت الأحياء، وليس بالمتوفى نفسه.
وبين أمين الفتوى أن قبول العزاء وتنظيم الجنازة هو شأنٌ خاص بأهل الميت، وليس للميت أن يتحكم فيه، لأن ملكيته انتهت بموته، والشرع لا يجيز الوصية بما لا يُملك.
وفي وقت سابق ، تطرّق الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى نفس القضية محذرًا من تنفيذ وصايا مشابهة، كأن يوصي الأب أولاده بمنع أحد الأقارب من حضور جنازته، معتبرًا أن مثل هذه الوصايا باطلة شرعًا وتتنافى مع روح الدين.
وقال عطية، في مقطع فيديو سابق نشره عبر قناته الرسمية على "يوتيوب"، إن الإسلام نهى عن الكراهية والبغضاء حتى بعد الموت، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والبغضاء فإنها الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين».
وأضاف: "الكره يحرق الدين، ويهدم ثواب الأعمال، وقد يمنع الإنسان من نيل رحمة الله بسبب خصومة أو ضغينة، فكيف يوصي إنسان بحرمان غيره من الصلاة عليه؟ ربما يكون هذا القريب هو الوحيد الذي تُقبل دعوته فيرحم الله بها الميت".
ونصح عطية كل من يوصي بوصايا تتعلق بالخصومات أو المنع من حضور الجنازات، قائلًا: "اتقوا الله، واشتغلوا بما ينفعكم بعد الموت، فالوصايا لا تكون إلا فيما فيه خير للميت أو نفع للناس، لا في الكراهية والقطيعة".