في مدينة الإسكندرية، حيث تتلاقى أمواج البحر المتوسط مع صخب الحياة اليومية، ظهرت جريمة مأساوية تجسد الخيانة البشرية. عبد الله، الشاب الذي كان يعيش حياة هادئة مع أسرته، سقط ضحية لجريمة قتل مدبرة على يد شخص كان يدعي الصداقة. شقيقه محمد أحمد، في حديث صريح لموقع “صدى البلد”، يكشف تفاصيل تثبت أن الجاني لم يكن مريضا نفسيا كما يدعي، بل كان يخطط لإيذاء أخوه.

 

فمن خلال شهادة محمد، نستعرض الخيوط المتشابكة لهذه الجريمة، محاولين فهم كيف تحولت خلافات قديمة إلى هذه كارثة.

محاولات الاستدراج الأولى.. مكالمات وهدايا مشبوهة

ويبدأ محمد سرد شهادته بوصف كيف بدأ الجاني في التنمر على شقيقه عبد الله عبر إرسال فيديوهات وكلام يمس العرض، هذا الشخص كان يتنمر ويرسل محتوى مسيئاً، ثم يدعي الرغبة في الصلح، ويضيف أن الجاني كان يقول: "أنا آسف، تعال أصالحك"، لكنه في الواقع كان يخطط للاستفراد به. 

وأضاف محمد، قائلاً: “كان يتنمر على أخي وعلى زوجته، ويقول كلاماً لا يُقال”، ويرسل صوراً، قائلاً: "أنت متزوج من معوقة، وهي متزوجة من معوق، وما إلى ذلك. فاشتكى عبدالله إلى والده الذي وبخ المتهم وأذله. وكانت تلك آخر مرة، وانتهى الموضوع بالصلح، وحرر محضراً بعدم التعرض. بعد ذلك، لكن هذا الكلام من السنة الماضية، والموضوع منذ سنة وتم نسيانه."

وأكد محمد إنه في يوم الجمعة الماضي، تلقت والدة عبد الله مكالمة هاتفية من الجاني، الذي أدعى أنه في منطقة المنشية ويسأل عن عبد الله ليبارك له على مولوده الجديد تميم. “في الحقيقة، كان يريد استدراجه”. وفي يوم السبت، أخبر صديق لعبد الله يعمل مهندساً معه في الشغل، أن الجاني حاول الاتصال بعبدالله عبر شخص آخر لتسليمه "طرداً" أو هدية. "كان يدعي أنه جلب تورتة، لكن الله أعلم ما كان مخبياً فيها، ربما سم أو شيء مسموم"، ويشير محمد إلى أن هذه كانت محاولة واضحة للإيذاء تحت ستار الصلح.
 

حادثة سابقة تكشف النوايا.. زيارة منزلية مشبوهة

ويعود محمد إلى حادثة وقعت قبل عام تقريباً، تُظهر نمطاً متكرراً في سلوك الجاني. "قبل سنة، ذهب الجاني إلى منزل شقيقي في الهانوفيل، وهو يعرف العنوان جيداً"، ودخل الجاني المنزل مباشرة، رغم تحذير عبد الله السابق له بعدم العودة إلى البيت لتجنب المشاكل.و قال له شقيقي: 'لا تأتِ إلى البيت مرة أخرى، أتركني في حالي"، لكن الجاني تجاهل ذلك.

الأمر الأكثر إثارة للقلق، حسب محمد، هو ما فعله الجاني داخل المنزل "كان قد أعد قطعة حشيش ليضعها في الكرسي داخل البيت"، ويقول محمد أن الهدف كان إيذاء عبد الله بطريقة غير مباشرة، دون الاكتراث لزوجته أو أطفاله. "هذا شخص لا يفرق معه شيء، بل يخطط للإيقاع به". ويؤكد محمد أن الجاني لم يكن يبحث عن الصلح الحقيقي، بل عن فرصة للانتقام.

التواصل مع الأصدقاء.. جمع معلومات للإيذاء

ولم تتوقف محاولات الجاني عند الزيارات والمكالمات. فيذكر محمد أن الجاني تواصل مع صديق آخر يدعى كريم، في الإسكندرية أيضاً، ليسأل عن أخبار عبد الله. "كان يريد معرفة ما يفعله عبد الله، ومن يتحدث إليه"، ويوضح محمد ويستنتج: "هذا ليس حباً أو رغبة في الصلح، بل دليل على رغبته في الوصول إليه لإيذائه بنفسه". ليربط محمد هذا بالحادثة السابقة في المنزل، قائلاً: "شخص يتحدث في عرض زوجة الآخر، كيف يمكن أن يطلب الصلح؟ لو كنت مكانه، لكنت ضربتُه".

الجاني، حسب محمد، يعترف بأفعاله بجرأة، حتى أمام والده. "قال أمام أبيه: 'أنا فعلت ذلك لأن حياته أفضل من حياتي"، ويروي محمد أن الجاني واعٍ تماماً لكل كلمة يقولها، وغير متأثر بأي حالة سكر أو إدمان. “هو يتكلم بقواه العقلية الكاملة”.
 

التحذيرات المهدورة.. "فكك منه ده عبيط"

فرغم كل هذه الإشارات، لم يأخذ عبد الله التحذيرات على محمل الجد. ويتذكر محمد مكالمة سابقة مع شقيقه: "قلت له: ابتعد عنه، أبلغتُه احترس". لكن عبد الله رد: "فكك منه، ده عبيط ومش هيجي". وأضاف: "الموضوع من سنة، ما تقلقش، الدنيا تمام". كان ذلك في حوالي 18 أو 20 أكتوبر، ومرت فترة دون حوادث، مما جعل محمد يعتقد أن الأمر انتهى.

"اتصلتُ به مرة أخرى، قلتُ له إذا حدث شيء أخبرني، فقال: لا، والله ما فيش حاجة"،  يقول محمد بحسرة. لكن الصدمة جاءت ليلاً متأخراً، عندما علم بالجريمة. “اتصدمت، لم أتوقع أن يحدث هذا بهذه الطريقة”.خلفية الجاني والعلاقة.. "كان صديقه لكن الحقد والغل يفعلان أكثر من ذلك"

ويروي محمد تاريخ العلاقة بين أخيه والجاني سيد رضا، مشيراً إلى تحولها من صداقة إلى غيرة عميقة. ويقول: “كان صديقه، وكان يبيت معه أصلاً. أنا أعرفه جيداً، لأنه كان يبيت معنا، ليس غريباً عني. في السنة الأخيرة التي تخرج فيها أخي، سقط هو، بينما نجح أخي. كان دائماً يقول: لديك أصدقاء أكثر مني، الناس تحبك أكثر مني، تلبس أفضل مني. ويقول له: أنت دمرت حياتي، أصبحت أفضل مني، وأنا أصبحت فاشلاً وأنت ناجحاً إنه حقد، الحقد والغل يفعلان أكثر من ذلك، لكنني لم أتخيل أن يصل الأمر إلى القتل. الحقد والغل قد يؤدي إلى ضرب أو إيذاء، لكن ليس إلى القتل.”

وأكد محمد، قائلاً: "طبنجة المتهم غير مرخصة، أبوه كان موظفاً عادياً في السعودية، نزل ليجمع بعض المال، وهو عاطل عن العمل أصلاً. هو إنسان فارغ، ليس لديه مسؤوليات، ووالدته متوفاه، وهو يعيش مع والده وأخيه. لا يمكن أن يفعل ذلك إلا إنسان فارغ وأساس المشاكل هذه فقط الحقد. لا يوجد أي شيء آخر، مثل المال أو النساء كما يُقال على فيسبوك. كل ذلك هراء."

تفاصيل الجريمة.. "اعترف أمام الضابط في الداخلية"

ويوضح محمد تفاصيل الجريمة والاعتراف بدقة، قائلا: "تربص به سيد رضا، كان مترصداً له لينتقم منه. كان خارجاً من عمله، يعود إلى منزله، وكان رضا يستقل سيارته، فنزل وضربه كما رأيت في الفيديو. اعترف عندما تم القبض عليه، أمام الضابط كما سمعت من زوجة أخي. قال: أنا قتلته في ذلك الوقت، قتلته الساعة الخامسة وست عشرة دقيقة وثلاثين ثانية بالضبط، وضربته بسبع طلقات، حتي تأكد أنه مات، كما في الفيديو، ثم مشى عندما تجمع الناس، وقالوا له: ماذا فعلت؟ لماذا يا بني؟ ثم أخذ السيارة وهرب، وكان المسدس في يده. الجاني يسكن في الإبراهيمية، أما أخي ففي الهانوفيل، وكان يركب من الموقف إلى الهانوفيل، وأحياناً يذهب إلى المنشية عند والدتي ."
 

مخاوف من الإفلات.. "لا نريد تبرئته بمرض نفسي"

ويطالب محمد بجلب حق شقيقه، لكنه يحذر من سيناريوهات قضائية سابقة. "شاهدتُ قضايا كثيرة، يخرجون الجاني مريضاً نفسياً رغم اعترافه بالقتل"، ويضيف: "هذا قاتل اعترف، ويجب أن ينال عقوبة الإعدام إن لزم الأمر". يرى محمد أن إدعاء المرض النفسي قد يكون مخرجاً للإفلات، خاصة مع وعي الجاني الكامل بأفعاله.

درس في اليقظة والعدالة

في نهاية شهادته، يبدو محمد مصمماً على كشف الحقيقة كاملة، ليس فقط لأجل شقيقه، بل لتحذير الآخرين من مثل هذه الشخصيات الماكرة. "كان يمكن تجنب هذا لو أُخذت التحذيرات بجدية"،  يقول بصوت يحمل عبرة تظل القضية مفتوحة أمام التحقيقات، لكن قصة عبد الله تذكرنا بأهمية الوعي بالنوايا الخبيثة المقنعة بستار الصداقة أو الصلح. نأمل أن تؤدي هذه الشهادة إلى عدالة سريعة، تعيد الحق إلى أهله وتطمئن قلوب العائلة.

طباعة شارك الإسكندرية البحر المتوسط مأساوية محمد أحمد الجاني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسكندرية البحر المتوسط مأساوية محمد أحمد الجاني أن الجانی عبد الله محمد أن أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإعدام للمتهم بالتعدي على ابنته بالقليوبية

قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة السادسة، بالإعدام شنقا على عامل خردة، لاتهامه بالتعدي على ابنته على مدار 3 سنوات كاملة، مستغلا خروج والدتها للعمل وخلو المسكن بدائرة مركز شرطة طوخ في محافظة القليوبية.


جاء ذلك بعد ورود رد مفتي الجمهورية وإبداء الرأي الشرعي فيما اقترفه، وصدر الحكم برئاسة المستشار ياسر بدوي إبراهيم سنجاب، وعضوية المستشارين مصطفي فوزي حسن عبدالله، وأحمد عمر حسين محمد، وعمرو أبوبكر صالح شعيب، وأمانة سر محمد فرحات. 


وتضمن أمر الإحالة في القضية إلى محكمة الجنايات أن المتهم ويدعى وم م 40 سنة، عامل خردة، بدائرة مركز طوخ بمحافظة القليوبية، تعدى على ابنته الطفلة ن وم، والتي لم يبلغ سنها 18 سنة ميلادية كاملة، بغير رضاها.


وكان ذلك على مدار 3 سنوات كاملة، حيث كان يتحين فرصة وجود والدتها بالعمل وخلو المسكن، فيتسلل إلى فراشها حال استغراقها في النوم، ليعتدى عليها.

طباعة شارك القليوبية محكمة طوخ

مقالات مشابهة

  • اتهامات بالغيرة و الضغينة.. روايات صادمة من شهود عيان و زوجة المهندس ضحية صديقة في الإسكندرية
  • ابني وليس أخي| شقيق مهندس الإسكندرية لـ صدى البلد: رزقه الله طفلا منذ شهر.. وهذه حقيقة عمله بالطاقة النووية
  • قرارات جديدة في مقتل مهندس الإسكندرية ضحية صديقه
  • ابنة خالة المهندس قتيل الإسكندرية لـ صدى البلد: المتهم يدعي الجنون.. وهذه قصة صور زوجته الشخصية
  • شقيق محمد صبحي يطمئن جمهوره على حالته الصحية بعد خروجه من العناية
  • مقتل مهندس نووي بالرصاص في الإسكندرية.. والشرطة تقبض على الجاني
  • الإعدام للمتهم بالتعدي على ابنته بالقليوبية
  • نقابة المهندسين بالإسكندرية تنعي المهندس «عبد الله الحمصاني » ضحية حادث كرموز
  • شيرين عبد الوهاب تحرر محضرا ضد شقيقها بعدم التعرض