دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى "صنع السلام لا إشعال الحروب".

حضّ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، نظيره الأميركي دونالد ترامب على عدم جر الولايات المتحدة إلى "حرب أبدية" جديدة على غرار أفغانستان، وذلك في وقت يتزايد فيه الحشد العسكري الأميركي في المنطقة وتعهد وزير الحرب الأميركي بيت هيغست، بـ"تطهير الأميركيتين من الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات".

وجاء موقف مادورو في حديث إلى شبكة "سي إن إن" خارج قصر ميرافلوريس في العاصمة كاراكاس، حيث دعا ترامب إلى "صنع السلام لا الحرب" عقب وصول أكبر حاملة طائرات في العالم، "يو إس إس جيرالد آر فورد"، إلى المنطقة.

وأثناء توجهه وسط حشود مؤيدة نحو تجمّع حكومي، قال مادورو: "لا مزيد من الحروب الأبدية. لا مزيد من الحروب غير العادلة. لا مزيد من ليبيا. لا مزيد من أفغانستان. تحيا السلام".

Related ترامب ينفي خططًا عسكرية ضد فنزويلا.. ومادورو "يستنجد" بروسيا والصين وإيران"تجارب نووية وحروب تلوح في الأفق".. ترامب يوجّه رسائل نارية لخصومه من فنزويلا إلى الصينبين القصف واعتقال مادورو.. خطط واشنطن تجاه فنزويلا تدخل مرحلة "الحسابات الثقيلة" هيغسيث يعلن "عملية الرمح الجنوبي"

وبعد ساعات فقط من تصريحات مادورو، أعلن هيغسيث، إلى زيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية، معلنا إطلاق ما سماه "عملية الرمح الجنوبي".

وكتب هيغسيث على منصة إكس: "نصف الكرة الغربي هو حي أميركا – وسوف نحميه". وأضاف أن مهمة القيادة الجنوبية ستهدف إلى حماية "وطننا" وتأمينه من "المخدرات التي تقتل شعبنا".

ويأتي الإعلان الأميركي بعد تأكيد فنزويلا، الثلاثاء، أن جيشها ينتشر "بكثافة" في أنحاء البلاد للرد على ما وصفته بـ"الإمبريالية الأميركية"، موضحة أن الانتشار يشمل قوات برية وجوية وبحرية ونهرية، بالإضافة إلى صواريخ وأنظمة أسلحة ووحدات عسكرية وميليشيات بوليفارية تضم مدنيين وعسكريين سابقين لدعم الجيش والشرطة.

وفي آواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لا يخطط لتوجيه أي ضربات عسكرية إلى فنزويلا، نافيًا بذلك ما تداولته تقارير إعلامية عن نية واشنطن شنّ عمليات ضد كاراكاس. وردّ ترامب على سؤال أحد الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية حول تلك التقارير بكلمة واحدة: "لا".

غطاء قانوني للضربات في الكاريبي

من جهة أخرى، كشفت صحيفة واشنطن بوست، إن مكتب الاستشارات القانونية التابع لوزارة العدل الأميركية، أصدر رأيا سريا يقضي بعدم خضوع الجنود المشاركين في الضربات العسكرية على القوارب المشتبه بها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي للملاحقة القانونية مستقبلا.

وأكدت الصحيفة، أن الرأي يَعتبر أن الولايات المتحدة في نزاع مسلح غير دولي يسمح بالضربات وفقاً لسلطات الرئيس بموجب المادة الثانية من الدستور.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصين طالبان فضاء إيران روسيا تكنولوجيا الصين طالبان فضاء إيران روسيا تكنولوجيا فنزويلا دونالد ترامب نيكولاس مادورو الصين طالبان فضاء إيران روسيا تكنولوجيا أفغانستان دونالد ترامب عاصفة فولوديمير زيلينسكي سوريا عيد الميلاد لا مزید من

إقرأ أيضاً:

زهران ممداني.. ظاهرة جديدة في التاريخ الأميركي

12 نونبر، 2025

بغداد/المسلة:

محمد صالح صدقيان

فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة ولاية نيويورك كرّس ظاهرة تستحق المتابعة. بدءاً بالهوية والمواصفات والانتماء وكل المسار الذي جعله يُقارع الأقوياء في حزبه الديموقراطي كما خصومه في الحزب الجمهوري، وصولاً إلى دخوله مبنی بلدية إحدى مدن العالم الأكثر غنى، صناعياً وتجارياً ومالياً وثقافياً وسياحياً وترفيهياً.

لا أحد كان يعرف من هو زهران ممداني قبل شهور قليلة من فوزه. لمع اسمه في مدينة المال والأعمال؛ المدينة التي تُعتبر رمز القوة الناعمة للولايات المتحدة والتي تحتضن “وول ستريت”؛ المدينة التي تضم أكبر عدد من المليارديرات في العالم؛ المدينة المصنفة بين المدن الغنية في العالم. مدينة المال والأسهم والسندات.

من هو زهران ممداني ابن الأربعة وثلاثين عاماً؟ هُو، كما يُردّد، ليس المرشح المثالي “لكنني مسلم اشتراكي ديموقراطي وأرفض الاعتذار عن أي من هذه (الصفات)”. وزاد في خطاب الفوز أمام جمهوره: “نيويورك مدينة المهاجرين وبُنيت بواسطة المهاجرين وتدار بقوة المهاجرين، واعتباراً من هذه الليلة يقودها مهاجر”.

في قراءة أولية للمصطلحات التي تضمنها خطاب ما بعد الفوز يظهر جلياً أنه يتباهى بهوياته: “مسلم”، “اشتراكي”، “ديموقراطي”، “مهاجر”، وهي مصطلحات جدلية حسّاسة وساخنة تتجاذبها التيارات والأحزاب الأميركية المختلفة، ولا سيما في ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب بتضييق الخناق علی المهاجرين والاستمرار في خطته وبرامجه الاقتصادية التي أدت الی مستويات قياسية من التضخم والبطالة وغلاء المعيشة. خططٌ وبرامج أدت إلى جعل نسبة التأييد لترامب في أدنى مستوياتها، إذ تجاوزت الفجوة السلبية بين المؤيدين والمعارضين حاجز العشر نقاط مئوية، وفقًا لمؤشر “ريل كلير بولينج”، الأمر الذي يُمكن أن يؤثر سلباً على انتخابات التجديد النصفي في خريف العام 2026، ويتزامن هذا التراجع مع الإغلاق الحكومي الحالي الذي أصبح الأطول في التاريخ هذا الأسبوع، بعدما تجاوز الأربعين يوماً.

الخطاب الاجتماعي قال زهران ممداني في خطاب الفوز: “سوف نحاسب أصحاب العقارات السيئين لأن أمثال ترامب في مدينتنا اعتادوا علی استغلال المستأجرين من دون محاسبة، سننهي ثقافة الفساد التي سمحت للمليارديرات أمثال ترامب بالتهرب من الضرائب واستغلال الاعفاءات الضريبية.. سوف نقف إلی جانب النقابات وندافع عن حقوق العمل.. وكما يعلم ترامب، عندما يتمتع العمال بحقوق قوية يصبح أصحاب العمل الذين يستغلونهم صغاراً جداً بالفعل. سنقاتل من أجلكم لأننا منكم”.

هنا ينبري السؤال الآتي: من هم هؤلاء الذين كان يخاطبهم ممداني؟ وهل خاطب عموم الشعب الأميركي أم فقط قاعدته في نيويورك؟ هذا سؤالٌ مهمٌ لأن الوسط الاجتماعي الذي تحدث معه ممداني هو الوسط الذي أوصله إلى منصب عمدة نيويورك. إنّه جيل “Z” وجيل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً. هذه القوة الخارقة التي لا تقرأ الصحف ولا تشاهد القنوات التلفزيونية ونشرات الأخبار، لا “فوكس نيوز” ولا “سي. إن. إن”. إنهم يملكون وسائل التواصل الاجتماعي والجهاز السحري الذي استطاعوا عبره خلال أقل من ستة أشهر تغيير المعادلة الانتخابية وإبعاد ديناصورات السياسة، من جمهوريين وديموقراطيين، علی حد سواء. نجح الشاب في مخاطبة عقول الجيل الجديد. طرح خلال حملته الانتخابية أفكاراً كتلك التي يحلم بها الشباب وهم يناضلون لأجل وظيفة مفقودة أو مسكن بسعر أو ايجار عادل أو نقل عام مجاني إلی حد كبير.. طرح أيضاً أن تكون حضانة الأطفال شبه مجانية.

ظاهرة سياسية زهران ممداني ظاهرة سياسية أخلاقية بكل معنى الكلمة. قاوم جماعات الضغط الإسرائيلية.. كان لافتاً للانتباه أن أغلب يهود نيويورك من فئة الشباب وقفوا إلى جانبه. تعاطف مع فلسطين ووقف ضد المذبحة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد سكان غزة.. كافأهم ترامب بقطع ميزانية الجامعات التي وقفت ضد إسرائيل مثل جامعة هارفرد.

نحن نتحدث عن نيويورك، المدينة التي شهدت أفظع المشاهد في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. لم يناصره الديموقراطيون في حين حاربه الجمهوريون كما الدولة العميقة التي جنّ جنونها وسعت بشتی الطرق لابعاده واقصائه عن المسرح. مسارٌ جديدٌ لكنه بلا مآلات محددة. لم يكن الضيف المناسب للجمهوريين غير أن الديموقراطيين الذين انتمی لهم بدوا أيضاً محرجين لأن 70 – 80 بالمئة من شباب هذا الحزب تأثروا بما يحمل من أفكار وتصورات وخطاب سياسي واقتصادي جديد لأنه جدّد الأمل بالتغيير، بعدما صار الحزب الذي ينتمون إليه غير قادر على تجديد نفسه وقياداته. من جهته، يعتقد دونالد ترامب أن النظام السياسي الأميركي وأدبياته يجب أن يتغيروا بما يخدم مستقبل الولايات المتحدة. ويُؤخذ على ترامب أنه لم ينجح في استمالة شريحة الشباب التوّاقة للتغيير في المجتمع الأميركي.. في المقابل، وبرغم دينه الإسلامي الذي من شأنه أن يُدغدغ عواطف المسلمين، إلا أن خطاب ممداني كان بعيداً كل البعد عن التعصب والمذهبية والانغلاق.. خاطب العقول والآمال قبل القلوب والمشاعر.

قد يتصور البعض بأن الكاتب يُبالغ في الحديث عن زهران ممداني لكن الرأي العام الأميركي نفسه يبدو مشدوهاً في التعامل مع ظاهرة يصعب أن تمر مرور الكرام. ظاهرةٌ ستخضع للتدقيق والتمحيص من مراكز الأبحاث وأساتذة علم الاجتماع والسياسة والميديا.. لأجل محاولة رصد ما سيكون لها من انعكاسات مستقبلية علی المجتمع الأميركي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مادورو لترامب: لا نريد "حربا أبدية" مثل أفغانستان
  • مادورو: لا مزيد من الحروب .. ورسالة مباشرة لترامب
  • ترامب يدرس خيارات عسكرية ضد فنزويلا وسط تصعيد متسارع
  • الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية الرمح الجنوبي
  • ترامب يدرس سيناريوهات التحرك العسكري المحتمل ضد فنزويلا
  • هل ينفذ ترامب تهديداته ويجتاح فنزويلا؟
  • طبول الحرب تقرع.. الولايات المتحدة تقرب قواتها من فنزويلا وكاراكاس تعلن تعبئة عسكرية شاملة
  • زهران ممداني.. ظاهرة جديدة في التاريخ الأميركي
  • الرئيس الكولومبي يردّ على واشنطن.. مادورو يفعّل «القيادة الوطنية للدفاع»