الخرطوم تعلن التعبئة العامة… البرهان يدعو السودانيين لحمل السلاح
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
جدّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة دعوته إلى التعبئة العامة داخل صفوف القوات المسلحة، مطالباً جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح بالانضمام للعمليات القتالية الجارية ضد قوات الدعم السريع.
وخلال كلمة أمام حشد جماهيري في بلدة السريجة بولاية الجزيرة، أكد البرهان أنه لن يقبل بما وصفهم بـ"المتمردين ومن وقف معهم"، مشدداً على أن حقوق المدنيين الذين قُتلوا على يد قوات الدعم السريع "لن تذهب هدراً".
وأشار البرهان إلى رفضه أي وساطة قبل أن تقوم قوات الدعم السريع بـ"تسليم أسلحتها ونزعها بالكامل".
ميدانياً، أعلنت قوات الدعم السريع مؤخراً السيطرة على مدينة بارا في شمال كردفان، مما يفتح الطريق باتجاه مدينة الأبيض، العاصمة الإستراتيجية للولاية. وفي تطور آخر، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع على تشكيل بعثة تحقيق في الانتهاكات التي وقعت في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها.
ومنح المجلس فريق التحقيق صلاحية تحديد المسؤولين عن الفظاعات التي يُشتبه بارتكابها في الفاشر، تمهيداً لمساءلتهم قضائياً.
وفي السياق، دعت تركيا اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، ووقف الهجمات على المدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات، وسط اتساع نطاق القتال في غرب السودان وكردفان. وجاءت الدعوة خلال كلمة المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، براق أكتشابار، أمام الجلسة الاستثنائية الـ38 لمجلس حقوق الإنسان.
وفي موازاة ذلك، حذّرت الأمينة العامة للمجلس الدانماركي للاجئين، شارلوت سلينتي، من أن "نصف سكان السودان" — أي ما يزيد على 30 مليون شخص — يحتاجون اليوم إلى مساعدات إنسانية عاجلة بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب. وذكرت، عقب زيارة ميدانية للحدود السودانية التشادية، أن حجم المعاناة "يفوق الوصف"، مشيرة إلى التدفق الكبير للفارين باتجاه الأراضي التشادية، حيث تستضيف تشاد 1.5 مليون لاجئ سوداني في مخيمات مكتظة على طول الحدود.
وانتقدت سلينتي ما وصفته بـ"سلبية المجتمع الدولي"، مؤكدة أن البيانات وحدها لم توقف العنف أو الحد من الكارثة الإنسانية. وأضافت أن السودان أصبح يضم "أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم"، مع تسجيل انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتقالات، والخطف، والإخفاء القسري.
وتحدثت عن تصاعد العمليات العسكرية في الأسابيع الأخيرة، لاسيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر وامتداد القتال إلى مناطق واسعة من كردفان، حيث تُحاصر مدن كادوغلي ودلنغ، بينما تتواصل الهجمات على بابنوسة.
ووفق الأمم المتحدة، خلّفت الحرب المندلعة منذ أبريل/نيسان 2023 عشرات آلاف القتلى، وأجبرت 12 مليون شخص على النزوح داخلياً وخارجياً، لتُصنّف الأزمة بأنها "الأسوأ على مستوى العالم".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الخرطوم تؤكد التعاون مع الأمم المتحدة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة
قائد الجيش السوداني جدد خلال اللقاء تأكيد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني..
التغيير: الخرطوم
أعرب رئيس مجلس السيادة بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، عن حرص الخرطوم على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها، خاصة في المجال الإنساني.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية للسودانيين جراء استمرار الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023، والتي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليون نسمة.
والتقى البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بحضور وكيل وزارة الخارجية السوداني معاوية خالد بمدينة بورتسودان شرق البلاد، وفق وكالة الأنباء السودانية.
وقال معاوية خالد إن البرهان جدد خلال اللقاء تأكيد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني، مشددًا على ضرورة أن تراعي وكالات الأمم المتحدة سيادة السودان ومصالحه القومية، بالنظر إلى الأحداث في مدينة الفاشر، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع فظائع وجرائم بحق المدنيين.
وفي 26 أكتوبر الماضي، سيطرت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن مجازر وانتهاكات جسيمة، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. وأكد البرهان أن قوات الدعم السريع استخدمت سلاح الغذاء لتجويع المدنيين داخل المدينة.
من جهته، حذر فليتشر من أن الأزمة الإنسانية في السودان «تنذر بمخاطر كبيرة»، مشيرًا إلى أنه عبّر خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عن صدمته للانتهاكات والفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين في الفاشر.
وأكد فليتشر التزام الأمم المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء والأدوية المنقذة للحياة، لملايين النازحين واللاجئين، معربًا عن استعداد المنظمة للعمل مع الشركاء لضمان إيصال الدعم للمحتاجين.
وأعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عبر منصة “إكس” الأمريكية وصوله إلى السودان، موضحًا أنه سيقضي أسبوعًا في العمل على وقف الفظائع ودعم جهود السلام، والضغط نحو تمكين فرق الأمم المتحدة من الوصول والحصول على التمويل اللازم لإنقاذ الأرواح عبر خطوط المعركة.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل في حال عدم توفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح نحو 13 مليون شخص، مع انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع المعيشية، وانتشار الفقر والجوع، وتراجع الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء، ما جعل السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.
الوسومالأمم المتحدة حرب الجيش والدعم السريع قائد الجيش السوداني