أنا ابن البشير والنذير.. أحمد كريمة ينقل رسالة الإمام الحسن للناس بعد استشهاد والده
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
استعرض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، مجموعة من مواعظ الإمام الحسن بن علي، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الجليلة، كما نقل جزءًا من خطبة الإمام الحسن التي رثى بها والده الإمام علي عقب استشهاده.
رسالة الإمام الحسن للناس بعد استشهاد والدهوأوضح “كريمة”، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الإمام الحسن قدم مواعظ حكيمة تعتبر أساسًا لتهذيب النفس ورأس العقل، حيث أكد الإمام الحسن أنه "لا أدب لمن لا عقل له، ولا مودة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له"، وقال: "رأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تُدرَك الداران جميعاً، ومن حُرِمَ العقل حُرِمَهما جميعاً"، كما حدد الإمام الحسن أن “هلاك النفس في ثلاث: الكبر، والحرص، والحسد”.
ولفت إلى أن الإمام الحسن حدد المروءة في العفاف وإصلاح الحال، والإخاء في المساواة بالشدة والرخاء، واصفاً "الغنيمة الباردة" بأنها الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا.
ونقل الدكتور كريمة مقتطفات من خطبة الإمام الحسن الرائية لوالده بعد استشهاد الإمام علي، والتي وصف فيها فضائل أبيه ونبل سيرته، حيث قال الحسن رضي الله عنه: "لقد قُبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون"، ووصفه بأنه كان رسول الله يعطيه رايته فيقاتل، و"جبريل عليه السلام عن يمينه وميكائيل عليه السلام عن شماله، فما يرجع حتى يفتح الله عليه".
جريمة ثلاثية.. أحمد كريمة يكشف كيف قُـ.ـتل سيدنا الحسن ومن وضع له السم
أحمد كريمة: الإسلام صان الكنائس والمعابد باعتبارها جزءًا من الحضارة الإنسانية
أحمد كريمة: مصر كانت موطنًا ومحبوبة للأنبياء
أحمد كريمة: أكابر الصحابة دخلوا مصر ورأوا الآثار وشاهدوا أبو الهول والأهرامات
وأشار إلى زهد الإمام علي العظيم، مؤكدًا أنه لم يترك على وجه الأرض من الأموال شيئًا إلا "سبعمائة درهم فضلت عن عطائه" كان ينوي شراء خادم لأهله بها، ثم خاطب الإمام الحسن الناس قائلاً: "أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير والنذير، وابن الداعي إلى الله تعالى بإذنه السراج المنير".
واستشهد بقول الله تعالى في سورة الشورى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، مؤكدًا أن مودتهم هي اقتراف الحسنى، مؤكدًا أن الإمام الحسن لم يكن قائدًا سياسيًا ومربيًا فحسب، بل كان فقيهًا وعالمًا، وأتقن الإمام الحسن حفظ القرآن وخبر أحكامه، وفي تفسيره لقوله تعالى (شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)، قال الإمام الحسن: "الشاهد هو النبي صلى الله عليه وسلم (لأن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، والمشهود هو يوم القيامة (ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)".
ووجه رسالة قائلا: "خليكوا ورا الرسول وأهله النجاة صدقوني.. والأول أهله ثم الصحابة أو مع الصحابة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد كريمة أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الأزهر الإمام الحسن الإمام الحسن بعد استشهاد أحمد کریمة
إقرأ أيضاً:
التحذير من ترك صلاة الجمعة لمن وجبت عليه
حذر الشرع الشريف، مَنْ تخلَّف عن أداء صلاة الجمعة ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما"
وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».
قرَّر جمهور الفقهاء أنَّ صلاة الجمعة واجبة على كلِّ مسلمٍ حرٍّ بالغٍ عاقلٍ مقيم صحيحٍ ليس به علة، -فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المريض، ولا المسافر-، ولا يجوز تركها أو التَّخلف عنها إلَّا لعذرٍ شرعي، وأنَّ من تخلَّف عنها لغير عذر كان آثمًا؛ لما سبق بيانه من الأدلة. ينظر: "الاختيار" لابن مودود الموصلي (1/ 81، ط. مطبعة الحلبي)، و"شرح مختصر خليل" للخرشي (2/ 79-80، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للنووي (4/ 483، ط. دار الفكر)، و"الكافي" لابن قدامة المقدسي (1/ 252، ط. مكتبة الرياض).
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوممن الأعذار المبيحة التي ترفع المؤاخذة على ترك صلاة الجمعة: غلبة النوم؛ الذي يُعجَز عن دفعه، على ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (2 / 276، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [ومن أعذارِها أيضًا: نحو زلزلةٍ وغلبة نُعَاسٍ] اهـ.
وقال العلامة الشبراملسي في "حاشيته على نهاية المحتاج" (1/ 372، ط. دار الفكر): «ولا يكره النوم قبل دخول الوقت. رملي. وهو شامل للعشاء، فلا يكره النوم قبل دخول وقتها، وشامل للجمعة أيضًا، فلا يكره النوم قبله، وإن خاف فوت الجمعة؛ لأنه ليس مخاطبًا بها قبل دخول الوقت] اهـ.
وقال العلامة الحضرمي الشافعي في "شرح المقدمة الحضرمية" (ص: 332، ط. دار المنهاج): [وفي الجمعة فلا رخصة في تركها تمنع الإثم، أو الكراهة إلا لعذر عامٍّ، نحو:.. (وغلبة النوم) والنعاس بأن يعجز عن دفعهما؛ لمشقة الانتظار حينئذٍ] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 252، ط. مكتبة القاهرة): [وتسقط الجمعة بكلِّ عذرٍ يُسقط الجماعة، وقد ذكرنا الأعذار في آخر صفة الصلاة] اهـ.
والموضع المشار إليه هو قوله في (1/ 452): [ويعذر في تركهما.. من يخاف غلبة النعاس حتى يفوتاه فيصلِّي وحده وينصرف] اهـ.
ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: «أَمَا لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ؟! ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا..» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
وما أخرجه الشيخان -واللفظ للبخاري- من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لاَ يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ».
فإذا كان النوم عذرًا لمن هو في صلاته، فبالأولى يكون عذرًا لمَن يريد الدخول فيها. ينظر: "فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان" للإمام الرملي (ص: 352، ط. دار المنهاج).