اليابان تصنع المستقبل: روبوتات ذكية تعمل مثل البشر وتعيد تعريف الذكاء الاصطناعي!
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
تحاكي ذراعان شبيهتان بالأطراف البشرية طُوّرتا لأبحاث الذكاء الاصطناعي المادي، الحركات التي يؤديها شخص يضع خوذة رأس للواقع الافتراضي، في إطار تطوير روبوتات قادرة على أداء مهمات الإنسان.
صمّمت الذراعين شركة «إناكتيك» التي تتخذ من طوكيو مقراً، وهي تعمل على تطوير روبوتات مشابهة للبشر قادرة على غسل الأطباق والملابس في دور الرعاية اليابانية التي تعاني نقصاً في عدد الموظفين.
ويرجح أن تشكّل هذه الابتكارات مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يتسلل إلى العالم المادي على شكل روبوتات ذكية وسيارات ذاتية القيادة وآلات أخرى ذاتية التشغيل.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» الأميركية لصناعة الرقائق المتطورة، جانسن هوانغ، تطرق إلى هذه المسألة العام الماضي، بقوله إن «الموجة المقبلة من الذكاء الاصطناعي هي الذكاء الاصطناعي المادي». وأوضح أن هذا «ذكاء اصطناعي يفهم قوانين الفيزياء… قادر على العمل بيننا».
في هذا السياق، تستثمر الشركات مبالغ طائلة في الذكاء الاصطناعي المادي. وتوقع مصرف «مورغان ستانلي» الأميركي أن يتخطى عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر ملياراً بحلول سنة 2050.
وتنتشر بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، مقاطع فيديو لروبوتات تؤدي حركات راقصة أو تجر أغراضاً ثقيلة بسهولة.
ويعتزم هيرو ياماموتو (24 عاماً)، الرئيس التنفيذي لـ«إناكتيك» -التي تستخدم «إنفيديا» وجامعات كبرى أجهزتها للتدريب المادي للذكاء الاصطناعي- أن يبدأ الصيف المقبل نشر روبوتات جديدة لا تزال قيد الاختبار.
ويوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن هدفها «العيش جنباً إلى جنب مع الناس في بيئات شديدة الفوضى، حيث الظروف متغيرة باستمرار» مثل دور الرعاية.
ويشدد على ضرورة أن «تكون آمنة» وذات هيكل خارجي ناعم لا يسبّب أي أذى.
مهمات بشرية
ليست اليابان وحدها في هذا المجال، ففي مدينة قوانغتشو الصينية، ظهر الأسبوع الماضي روبوت بملامح أنثوية وذو وجه مشعّ بيضاوي، يسير ببطء أمام عدسات الكاميرات والصحافيين.
كان هذا الجهاز أحدث روبوت شبيه بالبشر تكشف عنه شركة «إكس بنغ» (XPeng) الصينية لصناعة السيارات الكهربائية التي دخلت أيضاً مجال الذكاء الاصطناعي المادي.
وسبق لآلات صنعتها شركات أميركية، مثل الروبوتات الشبيهة بالكلاب، أن تصدّرت عناوين الصحف لأعوام خلت. لكن الدعم الحكومي وسلاسل التوريد المحلية الصلبة تساعد المنافسين في الصين؛ مثل: «يونيتري روبوتيكس» (Unitree Robotics)، و«إنجن إيه آي» (EngineAI)، على التفوق في السباق نحو التقنيات المستقبلية.
وقال رئيس «Xpeng»، شياو بينغ: «لم أفكر ملياً في عدد الروبوتات التي سنبيعها سنوياً خلال عشرة أعوام، لكن أعتقد أنها ستكون أكثر من السيارات».
وتتمتع روبوتات الشركة بالقدرة على المشي والرقص، لكن يتبقى التوسع في عرض قدرتها على التعامل مع الأشياء، وهي مهمّة أكثر تعقيداً.
واستبعد بينغ أن تتمكن هذه الروبوتات من الحلول بدلاً من العمال في مصانع الصين قريباً، علما بأن تكلفة يد الروبوت، التي يتوجب استبدالها بانتظام في حال أدى مهمات شاقة، توازي راتب عامل صيني لسنوات.
ويتوقع المسؤول في الشركة، براين غو، أن تتمكّن هذه الروبوتات من أن تؤدي «دور أي بشري تقريباً»، من مربّي الأطفال إلى الطهاة.
التدريب خلال العمل
يتم تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي النصية، مثل «تشات جي بي تي»، على كميات هائلة من الكلمات، لكن على النماذج المادية أن تتعامل أيضاً مع الرؤية والعلاقة المكانية بين الأشياء.
ويوضح رئيس «إيناتيك» اليابانية، ياماموتو، أن ضبط إعدادات نماذج الذكاء الاصطناعي التي تربط بين «الرؤية واللغة والفعل»، يتطلب ما بين 30 و50 عرضاً توضيحياً لكل حركة.
وتواصلت الشركة مع دور رعاية في اليابان، مقترحة أن تتولى روبوتاتها التي يتمّ تشغيلها عن بعد، أداء المهمات الشاقة، ما يتيح للعاملين المؤهلين مزيدًا من الوقت للاهتمام بالمسنّين.
وتعتمد شركة «وان إكس» (1X) الأميركية-النرويجية الناشئة، نهجاً مشابهاً مع مساعدها المنزلي الشبيه بالبشر «نيو» (NEO)، الذي ستوفره للمنازل الأميركية بدءاً من العام المقبل.
وتبلغ تكلفة هذا الروبوت 20 ألف دولار، لكن أداءه ما زال غير ثابت؛ إذ أظهر مقطع فيديو انتشر عبر وسائل الإعلام الأميركية الروبوت وهو يكافح لإغلاق باب غسالة الأطباق حتى عند تشغيله عن بعد.
حدود بدنية
في مشهد محرج آخر، ترنح روبوت روسي شبيه بالبشر، قيل إنه الأول في البلاد، ثم سقط أرضاً في ظهوره الأول على المسرح في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتتحدث سارة أديلا آباد غوامان، الأستاذة المساعدة في علم الروبوتات في كلية لندن الجامعية، عن «فجوة كبيرة» بين أنظمة الذكاء الاصطناعي للروبوتات، وقدراتها البدنية.
تضيف: «أثبتت لنا الطبيعة أن التكيف مع الطبيعة يحتاج إلى بدن ملائم».
ورغم ذلك تُبرم صفقات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي المادّي. وأكد مصرف «سوفت بنك» الياباني أن هذا المجال هو «وجهته التالية»، معلناً استحواذه على شركة «إيه بي بي روبوتيكس» (ABB Robotics) مقابل 5.4 مليار دولار.
وفي ظل ما يثيره الذكاء الاصطناعي من مخاوف على مستقبل العاملين من البشر، تؤكد آباد أن الفوارق تبقى كبيرة.
وتوضح أن «حاسة اللمس لدينا لا تُضاهى».
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی المادی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في تشخيص سرطان الجلد
يُعدّ سرطان الجلد الميلانيني من أصعب أنواع سرطان الجلد تشخيصًا، إذ يُحاكي غالبًا الشامات أو الآفات الجلدية الحميدة. وبينما تعتمد معظم أدوات الذكاء الاصطناعي على صور الجلد المجهرية وحدها، فإنها غالبًا ما تُغفل معلومات المريض الأساسية (مثل العمر، والجنس، أو مكان ظهور الآفة في الجسم) والتي يُمكن أن تُحسّن دقة التشخيص. وهذا يُبرز أهمية نماذج الاندماج متعددة الوسائط التي تُتيح تشخيصًا عالي الدقة.
ولسد هذه الفجوة، ابتكر البروفيسور غوانجيل جيون من قسم هندسة النظم المدمجة بجامعة إنتشون الوطنية في كوريا الجنوبية، بالتعاون مع جامعة غرب إنجلترا (المملكة المتحدة)، وجامعة أنجليا روسكين (المملكة المتحدة)، والكلية العسكرية الملكية الكندية، نموذج تعلم عميق يدمج بيانات المريض وصور الجلد المجهرية.
وقد نُشرت الدراسة في مجلة "Information Fusion".
يقول البروفيسور جيون: "يُعدّ الكشف المُبكر عن سرطان الجلد، وخاصةً الميلانيني، بالغ الأهمية لتحديد معدلات البقاء على قيد الحياة. نظرًا لصعوبة تشخيص الورم الميلانيني بالاعتماد فقط على السمات البصرية، أدركتُ الحاجة إلى تقنيات تقارب الذكاء الاصطناعي التي يمكنها مراعاة كلٍّ من بيانات التصوير ومعلومات المريض".
تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي
باستخدام مجموعة بيانات SIIM-ISIC واسعة النطاق للأورام الميلانينية، والتي تحتوي على أكثر من 33,000 صورة جلدية مُرفقة ببيانات وصفية سريرية، درّب الفريق نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم على تمييز الروابط الدقيقة بين ما يظهر على الجلد وهوية المريض. حقق النموذج دقةً بنسبة 94.5% ودرجة F1 قدرها 0.94، متفوقًا بذلك على نماذج الصور الشائعة مثل ResNet-50 وEfficientNet.
اقرأ أيضا... نظام مجاني مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُشخص مرض ألزهايمر مبكراً
أجرى الباحثون أيضًا تحليلًا لأهمية السمات لجعل النظام أكثر شفافيةً ومتانةً. وتبيّن أن عوامل مثل حجم الآفة وعمر المريض والموقع التشريحي تُسهم بقوة في دقة الكشف. يمكن أن تُساعد هذه الرؤى الأطباء على فهم التشخيص الذي يُجريه الذكاء الاصطناعي وتوفير خارطة طريق للثقة به.
أداة عملية لنقلة نوعية
يقول البروفيسور جون "هذا النموذج ليس مصممًا للأغراض الأكاديمية فحسب، بل يمكن استخدامه كأداة عملية تُحدث نقلة نوعية في فحص سرطان الجلد في العالم الحقيقي. ويمكن تطبيق هذا البحث مباشرةً على تطوير نظام ذكاء اصطناعي يُحلل صور الآفات الجلدية ومعلومات المريض الأساسية لتمكين الكشف المبكر عن سرطان الجلد".
في المستقبل، يُمكن لهذا النموذج تشغيل تطبيقات تشخيص الجلد عبر الهواتف الذكية، وأنظمة الطب عن بُعد، أو الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في عيادات الأمراض الجلدية، مما يُساعد على تقليل معدلات التشخيص الخاطئ وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.
ويوضح البروفيسور جون "تُمثل هذه الدراسة خطوةً إلى الأمام نحو التشخيص الشخصي والطب الوقائي من خلال تقنية تقارب الذكاء الاصطناعي".
تُسلط الدراسة الضوء على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط في سد الفجوة بين التعلم الآلي واتخاذ القرارات السريرية، مما يُمهد الطريق لتشخيصات أكثر دقةً وموثوقيةً وسهولةً في الوصول لسرطان الجلد.
مصطفى أوفى (أبوظبي)