القمة التاسعة للبحيرات العظمى تطالب بإدانة الدعم السريع
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
تناول البيان الختامي للقمة قضايا الأمن والدفاع داخل منظومة دول البحيرات، بالإضافة إلى النظر في قضايا المرأة والطفل والتنمية الاجتماعية، وسبل حماية المعادن في الدول الأعضاء.
اختتمت في العاصمة الكونغولية كينشاسا أعمال القمة التاسعة لرؤساء دول البحيرات العظمى، وأصدر البيان الختامي توصية واضحة لمجلس الأمن الدولي بإدانة قوات الدعم السريع.
وترأس وفد السودان عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الأجهزة الأمنية. وفقا لما نقلته الوكالة السودانية للأنباء الأحد.
وتناول البيان الختامي للقمة قضايا الأمن والدفاع داخل منظومة دول البحيرات، بالإضافة إلى النظر في قضايا المرأة والطفل والتنمية الاجتماعية، وسبل حماية المعادن في الدول الأعضاء من استغلالها واستخدامها لصالح تمويل ودعم الميليشيات والحركات المتمردة في الإقليم.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية السفير معاوية عثمان خالد أن القمة أجازت التوصيات المقدمة من المجلس الوزاري للمنظمة وتوصيات وزراء الدفاع والأجهزة الأمنية، والتي أوصت جميعها بتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية.
وأضاف أن القمة أخذت علماً بهذه التوصيات ووجهت السكرتارية التنفيذية بحشد الجهود داخل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي لإدانة الفظائع المروعة التي ارتكبتها الدعم السريع بحق المدنيين، وشددت على ضرورة محاسبة هذه المجموعات الإرهابية.
واعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قراراً بالإجماع يطالب بإجراء تحقيق عاجل ومستقل في الفظائع والانتهاكات المزعومة للقانون الدولي التي ارتكبت في مدينة الفاشر وحولها في السودان.
وأشار السفير إلى أن القمة وضعت ضوابط لاستخدام المعادن النفيسة في الدول الأعضاء، بما في ذلك الذهب في السودان، لضمان عدم استغلال تعدين الذهب لصالح مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
كما قدّم عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر خطاب السودان أمام الجلسة المغلقة للقمة، الذي اشتمل على التصنيف الدقيق للصراع في السودان، وعكس الأضرار والانتهاكات التي ارتكبتها الدعم السريع بحق المدنيين، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في أعقاب اعتداء المليشيا على مدينة الفاشر.
تحقيق الأمن والسلام
وأعرب عضو مجلس السيادة عن ترحيب السودان بالمواقف الإيجابية لدول منظمة البحيرات العظمى تجاه الأوضاع الراهنة في البلاد، مشيدًا بتفهم المنظمة للأبعاد المتعلقة بالمخططات التي تستهدف مقدرات السودان وشعبه، ومبينًا ترحيب السودان بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها القمة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في البلاد.
وجدد الفريق إبراهيم جابر تأكيد السودان على أهمية تضافر الجهود وتنسيق المواقف الجماعية لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنظمة.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لتتحول خلال أسابيع قليلة من مواجهات عسكرية في الخرطوم ومدن محددة إلى صراع واسع امتد إلى عدة لايات وانتهى إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة الخدمية والأمنية وانقطاع النظام الإداري في مناطق عديدة.
وأدّت المعارك إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والكهرباء والاتصالات والتموين، إضافة إلى تفشي الانتهاكات ضد المدنيين في غياب آليات حماية فعالة.
ونتج عن الحرب أكبر موجة نزوح تشهدها البلاد في تاريخها الحديث، حيث اضطر ملايين المدنيين إلى ترك منازلهم متجهين إلى ولايات أكثر أمانًا أو إلى دول الجوار، وسط ظروف معيشية قاسية ترتبط بندرة الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والمياه الآمنة والعلاج النفسي والدعم القانوني.
وخلقت حركة النزوح المتواصلة ضغطًا كبيرًا على المجتمعات المستضيفة التي تعتمد غالبًا على قدراتها الذاتية أو تضامن السكان، بينما ظلّت الاستجابة الإنسانية أقل من حجم الاحتياجات الفعلية بسبب صعوبة الوصول وغياب الأمن وتعقيدات الوضع السياسي والعسكري.
الوسومالقمة التاسعة حرب الجيش والدعم السريع دول البحيرات العظمى قضايا الأمن والدفاعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: القمة التاسعة حرب الجيش والدعم السريع قضايا الأمن والدفاع الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان يرحب بالموقف الأميركي ويدعو لمحاسبة الدعم السريع
رحب السودان اليوم الخميس بتحميل الولايات المتحدة قوات الدعم السريع مسؤولية التصعيد العسكري واتهامها بارتكاب فظائع بحق المدنيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس إن قوات الدعم السريع متورطة في ارتكاب فظائع بحق المدنيين، من بينها اغتصاب النساء.
وأضاف روبيو أن هذه القوات لا تفي بالتزاماتها، ودعا إلى حظر تزويدها بالسلاح، من دون أن يستبعد إدراجها ضمن "قوائم الإرهاب" للمساعدة على حل الأزمة.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية اليوم، رحب وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم بتصريحات روبيو حول الوضع في السودان، وقال إن توجيه الخارجية الأميركية تهم ارتكاب مجازر ضد المدنيين لمن وصفها بالمليشيا الإرهابية، وللمرتزقة الذين استعانت بهم، يصحح وجهة المجتمع الدولي.
وأضاف سالم أن إمكانية تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية يحول دون مساواتها بجيش نظامي قومي، مشددا على ضرورة محاسبتها.
ولفت وزير الخارجية السوداني إلى أن الدعم السريع تحاصر مدن الدلنج وكادقلي وبابنوسة في كردفان (وسط السودان)، قائلا إنه يجب تدارك ذلك من المجتمع الدولي حتى لا تتكرر مأساة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب).
وأكد سالم أن الجيش السوداني والقوات المشتركة هي التي فتحت الطريق للمواطنين للخروج من الفاشر قبل انسحابها تكتيكيا، وأن المؤسسة العسكرية في السودان تمارس حقها الدستوري في حماية الأرض والعرض والمدنيين الأبرياء.
وعقب سيطرتها على الفاشر مؤخرا، اتهم خبراء أمميون والحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين شملت قتل المئات.
تصريحات ماركو روبيو.. موقف غير موفق يعرقل جهود الهدنة الإنسانية
تُعدّ التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عقب اجتماع وزراء دول السبع خطوة غير موفقة، ولا تخدم مسار الرباعية الدولية ولا المبادرة الأمريكية بشأن الهدنة الإنسانية في السودان.
فهذه التصريحات تُقرأ من…
— Elbasha Tibeig – الباشا طبيق (@ElbashaTibeig) November 13, 2025
الدعم السريع تنتقدفي المقابل، انتقدت قوات الدعم السريع في السودان تصريحات وزير الخارجية الأميركي التي حمّل فيها قوات الدعم مسؤولية التصعيد في السودان.
إعلانوقال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن تصريحات روبيو غير موفقة، ولا تخدم مسار الرباعية الدولية، ولا المبادرة الأميركية بشأن الهدنة الإنسانية، وفق تعبيره.
واعتبر أن هذه التصريحات تُقرأ من قبل الطرف الآخر بوصفها انتصارا سياسيا ودبلوماسيا من شأنه أن يعزز رفضه لأي هدنة.
كما دعا مستشار قائد الدعم السريع الجانب الأميركي والمجتمع الدولي إلى توجيه جهودهما نحو إيقاف تدفقات الأسلحة إلى من سمّاها مليشيا الجيش وحركات الارتزاق، وفق تعبيره.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت مؤخرا قبولها بهدنة إنسانية، لكنها شنت هجوما على مدينة باسنوسة في غرب كردفان، كما استهدفت عدة مدن سودانية بالطائرات المسيّرة.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تدهور خطير في السودان، معبرا عن قلقه البالغ إزاء الفظائع الجماعية في الفاشر، وتصاعد العنف في كردفان.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المفوضية الأفريقية محمود علي يوسف بنيويورك، دعا غوتيريش كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للانخراط في مسار تفاوضي عاجل مع مبعوثه الخاص.
من جانبه، أعرب رئيس المفوضية الأفريقية عن إحباطه مما وصفه بعدم الاهتمام الدولي والإعلامي بالصراعات الأفريقية.
وقال يوسف -خلال المؤتمر الصحفي على هامش اجتماع سنوي بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة- إن معاناة السودانيين وشعوبا أفريقية أخرى قد تفوق في شدتها ما ينشر عالميا عن أزمات مثل أوكرانيا والشرق الأوسط دون أن تنال الاستجابة المناسبة.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، فضلا عن تفاقم أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميا.