قاربت على الثمانين عاما| رحلة فاطمة مع حفظ القرآن خلال 15عاما.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
القرآن الكريم نور الله يؤتيه من يشاء، فقد من الله على احدي للسيدات بمحافظة قنا قاربت من عامها الثمانين على حفظه وايجادته في قصة رائعة مثلا للتحدي والأسرار.
حفظ القرآن الكريم بعد 15 عاماً من الإصرارتمكنت سيدة قنائية" أمية" من حفظ القرآن الكريم بعد 15 عاماً من الإصرار على الحفظ والتعليم، حتى تمكنت منذ أيام قليلة وهى على مشارف الثمانين من عمرها من إجادة وحفظ القرآن الكريم كاملاً، بعد تحررها من الأمية فى رحلة مفعمة بالتحدى والإصرار بدأتها من جمعية أهلية بمدينة قنا.
إعلان حفظها للقرآن الكريم جاء خلال حفل أقيم لها خصيصاً بجمعية أجيال المستقبل بالمعنا بمدينة قنا، بحضور القائمين على تعليمها وتحفيظها كتاب الله تعالى، حيث جرى تكريمها وتكريم القائمين على رعايتها علمياً ودينياً.
حفظ القرآن لم يكن التحدى الوحيدحفظ القرآن الكريم كاملاً، لم يكن التحدى والإنجاز الوحيد للحاجة فاطمة عطيتو، لكن سبقه إصرار على التحرر من ظلام الأمية والجهل، حيث تمكنت بإرادة قوية من الالتحاق بفصول محو الأمية وهى بعمر سبعين عاماً، وتمكنت من إجادة القراءة والكتابة.
الاحتفاء بواحدة من النماذج المضيئة، تمكنت من إتمام حفظ كتاب الله تعالى فى هذا العمر، بمثابة رسالة للجميع بأن العمر أبداً لن يكون عقبة أمام التعلم أو التغيير للأفضل، مادامت الإرادة موجودة.
وقال أحمد عبدالقادر، رئيس مجلس إدارة جمعية أجيال المستقبل بالمعنا، إن الحاجة فاطمة عطيتو تبلغ من العمر ٧٩ عاما وكانت لا تقرأ ولا تكتب، فالتحقت بفصول محو الأمية بالجمعية، وتمكنت من إجادة القراءة والكتابة خلال فترة وجيزة، ثم عكفت على حضور حلقات حفظ القرآن وتعلم أحكامه بالجمعية.
تكريمها فى حفل خاصوتابع عبدالقادر، وخلال 15 عاماً عمل على تحفيظها القرآن الكريم، عدد من الأفاضل منهم الشيخ اسماعيل محمد وشيماء رجب وفاطمة محمود، وجرى إقامة حفل خاص بهذه المناسبة لتكريم الحاجة فاطمة، وتكريم القائمين على تعليمها وتحفيظها، بحضور أكثر من ١٧٠ سيدة وفتاة.
يذكر أن فاطمة عطيتو تبلغ من العمر ٧٩ عاماً، تقيم بمنطقة المعنا شرق مدينة قنا، كانت لا تجيد القراءة والكتابة، والتحقت بفصول محو الأمية، وتمكنت خلال فترة وجيزة من تعلم القراءة والكتابة، وخلال رحلتها للتحرر من الأمية بدأت فى حفظ كتاب الله تعالى، لتتمكن من إتمام الحفظ خلال ١٥ عاماً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا حفظ القرآن الكريم القرآن الكريم حفظ القرآن الکریم القراءة والکتابة
إقرأ أيضاً:
من القرآن إلى الفعل.. الأخلاق في حياة المسلم وفق مقاصد الريسوني
كشف العلامة المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني خلال محاضرة علمية نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بالعاصمة المغربية الرباط، مؤخرا، عن رؤية متجددة لمفهوم الأخلاق في الإسلام، مسلطًا الضوء على جوهر الدين الذي يرى أن الخلق قبل كل شيء، وأن الحق والأخلاق مرتبطان ارتباطًا جوهريًا بالإيمان والعمل.
وقد جاء هذا اللقاء، الذي أطره الدكتور الحسين الموس، تحت عنوان "كان خلقه القرآن"، وهو عنوان يعكس فهمًا عميقًا للنبي صلى الله عليه وسلم، كأنما جسد القرآن نفسه في أخلاقه وسلوكه اليومي، كما أكدت أمنا عائشة رضي الله عنها.
الأخلاق.. محور الدين وحقيقة الإنسان
افتتح الريسوني حديثه بالدعوة إلى تركيز جهود العلماء على التربية الأخلاقية للمسلمين، معتبراً أن ضعف الأخلاق يمثل خسارة للأمة على المستويين الفردي والاجتماعي. وأضاف أن هذه المهمة تحتاج إلى أن تبرز أهمية الأخلاق بين الناس، فلا يكفي الإيمان العقلي أو الالتزام العباداتي دون ممارسات أخلاقية متسقة مع الدين.
وأكد أن الحياء الحقيقي هو ما يحمل الإنسان على الحق ويمنعه عن الشر، وليس الحياء من قول الحق نفسه، مشيرًا إلى أن الدين كله خلق: فالإيمان خلق، والعبادة خلق، والشكر خلق. وهذا التأكيد يجعل الأخلاق ليست مجرد واجب تكميلي، بل الجوهر الذي ينعكس فيه الإيمان والسلوك العملي.
"كان خلقه القرآن".. جسد القرآن في سلوك الإنسان
أوضح الريسوني أن معنى عبارة "كان خلقه القرآن" أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جسد القرآن عمليًا في كل تصرفاته وأفعاله، بحيث أصبح القرآن جزءًا من خلقه، لا مجرد نص للقراءة أو التلاوة. ومن هنا يمكن فهم الإيمان والأخلاق كوحدة متكاملة: فالتسليم للحقائق القاطعة، والاعتراف بها، هي فعل خلقي، والعكس صحيح؛ فالكفر يُنتج مكابرة، والممانعة للحق شكل من أشكال الخلق المضاد.
وذكر الريسوني أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بين الإيمان ومجموعة من الأخلاق العملية، مستدلاً بأحاديث مثل: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"، "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"، "الإيمان قيّد الفتك".
وتوضح هذه النصوص أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد باطني، بل سلوك أخلاقي يترجم في أفعال ملموسة تصون الحقوق وتنهي عن الظلم.
الجهاد والمقاومة الأخلاقية
امتد الريسوني في تفسير العلاقة بين الأخلاق والالتزام الاجتماعي والسياسي، مؤكداً أن الجهاد، سواء كان عسكريًا أو مدنيًا أو حقوقيًا، هو موقف خلقي لنصرة المظلوم ومقاومة الظالم. وأوضح أن الجهاد في الإسلام فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن القتال مشروع لمنع الظلم عن المستضعفين، استنادًا إلى قوله تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا"، "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان".
كما استحضر الريسوني حلف الفضول الذي وقع قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن أنه يمثل مثالًا تاريخيًا على الأخلاق والعدل في مواجهة الاستبداد والظلم، وقد أكده النبي صلى الله عليه وسلم وزكاه، ليصبح قاعدة شرعية لنصرة المستضعفين.
الأخلاق كإطار شامل للوعي والسلوك
يمكن اعتبار ما قدمه الريسوني دعوة صريحة إلى إعادة تأصيل الأخلاق في حياة المسلمين، عبر فهم الدين ليس فقط كمعرفة نظرية أو عبادات شكلية، بل كمنهج شامل: الأخلاق هي مقياس الإيمان والصدق، الحقوق والواجبات هي امتداد للأخلاق العملية، الجهاد والمقاومة هما تطبيق أخلاقي للعدل في المجتمع.
وهكذا، يقدم الريسوني رؤية متكاملة تربط بين النص القرآني، السنة النبوية، الفقه، والأخلاق اليومية، ليعيد الاعتبار للخلق كقاعدة أساسية في حياة الإنسان والمجتمع.
يقدم هذا التحليل للخطاب الأخلاقي للريسوني إعادة تأسيس العلاقة بين المعرفة والسلوك، بين الإيمان والعمل، بين الفرد والمجتمع. وهو يطرح أمام الأمة الإسلامية تحديًا حقيقيًا: أن تعيد النظر في أولوياتها، فلا تقتصر جهودها على المعرفة النظرية أو الطقوس الدينية، بل تجعل الأخلاق حجر الأساس لكل مشروع فردي وجماعي.
من هذا المنطلق، تصبح الدعوة إلى التربية الأخلاقية مسؤولية حيوية للعالم والمجتمع، فالخير والعدل ليسا اختيارًا، بل الأساس الذي يقوم عليه الدين والحياة الإنسانية المستقرة.