ضرورة ترشيح رئيس وزراء بديل
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
غياب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، عن المشهد في هذه المرحلة الاستثنائية يمثّل علامة استفهام كبيرة. فمنذ أكثر من عشرة أيام لم يظهر للناس، ولم يزر معسكرات النازحين في الدبة، ولم يتبنَّ مبادرة مفيدة، كما لم يعقد اجتماعاً آخر لمجلس الوزراء، أو حتى يسعى لعودة الحكومة إلى الخرطوم، وترميم مركز الدولة، ليكون قريباً من الناس، ويحفزهم على العودة، الأمر الذي جعله يبدو بمثابة الحلقة الأضعف داخل منظومة الدولة.
هذا الغياب ليس طارئاً أو مرتبطاً بظرف لحظي، بل هو امتداد لحالة من الانكفاء بدأت منذ اليوم الأول لتوليه المنصب؛ دون أن يُسفر عن أي حضور يوازي حجم التحديات، ولم يُضئ حتى “شمعة الأمل” التي طالما تحدّث عنها، لا أريد أن أقول خدعنا بها.
ويبدو أن المشكلة لا تكمن في صلاحياته، فهو يتمتع بكامل الصلاحيات والاستقلالية، بل تتعلق بشخصيته التي توصف بالتردد، وضعية السكون، وعجزه عن اتخاذ القرارات، والأداء الاستعراضي الهزيل، إضافة إلى إصراره على الإحاطة بكوادر تفتقر إلى الخبرة والكفاءة، ولا تمتلك الحد الأدنى من مهارات إدارة الدولة.
هذا الواقع يفتح الباب أمام نقاش جدي حول ضرورة ترشيح رئيس وزراء بديل، فالمسألة ليست مرتبطة بشخص واحد، مع أهمية رمزية وجود رئيس وزراء مدني، بل تتعلق بقدرة المنصب على الاستجابة لتضحيات شعب قدّم الكثير، ولا يزال مُمسِكاً بجمر القضية، ويستحق من يتحمل المسؤولية بثبات وكفاءة، واحترام تطلعاته وكرامته.
أقول هذا على الرغم من أنني كنت من أكثر المتحمسين لوجود هذا الرجل، وقد دافعت عنه، لكنه خيَّب الآمال.
غداً نكتب بالتفاصيل: لماذا يجب أن يرحل..
عزمي عبد الرازق
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء تشاد السابق: من يستطيع إنقاذ الديمقراطية في أفريقيا؟
أكد رئيس وزراء تشاد السابق ألبرت باهيمي باداكي، في مقال له بمجلة جون أفريك الفرنسية، أنه في وقت يعيد فيه العالم تشكيل نفسه، تترنح الديمقراطية وتتعثر، وتتراجع الحريات وحقوق الإنسان في كل مكان.
وأضافي باداكي أن هذه القيم التي كانت تُعرض في الماضي على أنها إنجازات لا رجعة عنها، أصبحت الآن في المرتبة الثانية بعد منطق القوة والأعمال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ينفي وجود إبادة جماعية بنيجيرياlist 2 of 2وزير خارجية مالي للجزيرة: جهات تحاول استخدام الجماعات الإرهابيةend of listوأبرز أن قانون الأقوى يعود إلى الظهور مع تراجع التعددية لصالح الأحادية، وأن أفريقيا تجد نفسها اليوم في حالة من الارتباك الشديد.
لغة المصالحوتابع باداكي أن التوافق بين الدول بات الآن نشازا، في وقت أصبحت فيه الدول الكبرى مهووسة بمصالحها الاقتصادية وأجنداتها الإستراتيجية الوطنية.
وذكر أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كرست هذا المنطق، إذ إن الولايات المتحدة -ومعها الغرب- التي كانت في الماضي حامية الديمقراطية الليبرالية، تنكفئ على نفسها بقيادة ترامب الذي يكرس إعجابا شبه هستيري بالرجال الأقوياء، بدلا من المؤسسات القوية.
وقال إن واشنطن تغض الطرف عن انتهاكات الحقوق طالما أنها لا تهدد مصالحها، مشيرا إلى أنها بهذا الأسلوب تفتح مجالا لظهور نماذج جديدة من العلاقات الدولية القائمة على المعاملات.
التوافق بين الدول بات الآن نشازا، في وقت أصبحت فيه الدول الكبرى مهووسة بمصالحها الاقتصادية وأجنداتها الإستراتيجية الوطنية.
وشدد على أن هذا "النظام الجديد للأعمال"، غير المكترث بالاعتبارات الأخلاقية ومعاناة الشعوب، يضفي شرعية على الأنظمة الاستبدادية، التي تجد في هذه الشراكات غير المشروطة بديلا مريحا للمتطلبات الأخلاقية التي كان الغرب يطالب بها في الماضي.
وذكر أن الدفاع عن الحقوق والديمقراطية أصبح يقتصر الآن على إصدار بلاغات منمقة في مواجهة الأزمات في أوكرانيا والشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.
في هذا السياق -يتابع رئيس وزراء تشاد السابق- أن الشباب الذين يشكلون الأغلبية والمتصلين بالإنترنت يتأرجحون بين الغضب والاستسلام، ضائعين بين الخطاب السيادي ونظريات المؤامرة ورغبتهم في الحرية والديمقراطية.
الأفارقة يجب أن يفهموا أن المجتمع الدولي لن يأتي لتحريرهم من الأنظمة الاستبدادية السائدة، وأن القوى العظمى لن تأتي لترسيخ الديمقراطية بدلا منهم
وتساءل "إلى أين تتجه أفريقيا؟"، وأوضح أن القارة السمراء معلقة بين التطلع المشروع إلى الحرية والعودة الفعلية للأنظمة الاستبدادية.
إعلانوأكد أن الأفارقة يجب أن يفهموا أن المجتمع الدولي لن يأتي لتحريرهم من الأنظمة الاستبدادية السائدة، وأن القوى العظمى لن تأتي لترسيخ الديمقراطية بدلا منهم، وأن التزام الشباب الواعي هو فقط الذي يمكن أن ينقذ الديمقراطية المهددة بالخطر في القارة.