شحّة المياه: الأزمة الدولية الصّامتة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
من القضايا الحيوية التي تحظى بنقاش على نطاق واسع أزمة المياه في العالم. وليس معلوما بعد ما إذا كانت قمة المناخ المستمرة في البرازيل ستتطرق لهذه المشكلة بشكل يتناسب مع حجمها، برغم عدم تحوّلها إلى قضية ساخنة في الإعلام العالمي.
ومن المؤكد أن للمناخ دوره في تكوّن المياه سواء الجارية في الأنهار أم المستخرجة من جوف الأرض.
والسؤال هنا: ما مدى خطر أزمة المياه في الشرق الأوسط؟ ثمة توقّعات بأن تلك الأزمة سوف تتفاقم وتؤدّي إلى صراعات شديدة قد تنجم عنها حروب دامية. أليس هذا ما كاد يحدث في القرن الأفريقي بسبب الصراع على مياه النيل؟ فمع تصاعد معدلات استنزاف مياه النيل ابتداء من مصبه في مرتفعات أثيوبيا، بدأت مستويات المياه فيه بالانخفاض بشكل تدريجي خصوصا عندما يصل إلى مصر وينتهي في البحر المتوسط. النزاع بين مصر وإثيوبيا حول نهر النيل يرتكز بشكل أساسي على بناء إثيوبيا لـ «سد النهضة». فمصر ترى أن السّدّ يمثل تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي، بينما تعتبره إثيوبيا ضروريًا للتنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن القومي. يتركز الخلاف في جوهره على قواعد ملء السد وتشغيله وتأثير ذلك على حصص مياه دولتي المصب، مصر والسودان، بينما لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حتى الآن برغم سنوات من المفاوضات.
ومن المتوقع حدوث نزوح بشري من بعض المناطق بسبب أزمة المياه. فها هو الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يقول: «حتى لو رشّدنا (الاستهلاك) ولم تهطل أمطار، فلن يكون لدينا مياه على الإطلاق. وسيضطر (المواطنون) إلى إخلاء طهران». فقد أثار نقص المياه احتجاجات عنيفة بإقليم خوزستان في الجنوب في عام 2021. واندلعت احتجاجات متفرقة أيضا في عام 2018 حين اتهم المزارعون تحديدا الحكومة بسوء إدارة المياه. ولذلك أسبابه: فانخفاض معدل هطول الأمطار ليس هو السبب الوحيد في أزمة المياه التي تشهدها إيران بعد صيف شديد الحرارة. فقد كان هناك إفراط في بناء السدود والحفر غير القانوني للآبار والممارسات الزراعية غير الفعالة، كل ذلك أدى إلى استنزاف الاحتياطيات. بينما أرجعت الحكومة سبب الأزمة إلى عوامل مختلفة، مثل «سياسات الحكومات السابقة وتغير المناخ والاستهلاك المفرط».
وثمة أسباب عديدة لتضاؤل منسوب المياه على ظهر هذا الكوكب. ولا شك أن للتغيرات المناخية دورا في ذلك، ولكن هناك أسبابا أخرى من بينها ارتفاع الاستهلاك مع زيادة عدد سكان العالم، ونضوب بعض الموارد الأخرى خصوصا الأنهار الكبيرة. فمثلا انتشرت صور عديدة لنهر الفرات عند مروره بالأراضي العراقية، حتى أن الأولاد يمرحون فيه بدراجاتهم، وهو أمر مؤلم لمن اعتاد رؤية المياه تتدفق فيه. كما أن بناء السدود عند مصب الأنهار الكبرى يساهم في تقليص معدلات انسيابه في اتجاه المصب.
وكان هناك لغط كبير عندما قامت تركيا ببناء السدود بالقرب من مصب نهر الفرات. وينبع الصراع على المياه بين العراق وسوريا وتركيا أساسًا من سياسات تركيا المائية وبناء السدود على نهري دجلة والفرات، مما يقلل تدفق المياه إلى الدولتين اللتين تقعان في المصب.
يواجه العراق وسوريا نقصًا حادًا في المياه بسبب انخفاض تدفق النهرين
ويواجه العراق وسوريا نقصًا حادًا في المياه بسبب انخفاض تدفق النهرين، وهو ما يؤثر سلبًا على الزراعة والأمن الغذائي، وحتى مياه الشرب، ويثير توترات دبلوماسية واحتجاجات شعبية. وقد أدى ذلك إلى توقيع اتفاقيات بين الدول الثلاث، مثل بروتوكول 1987 بين تركيا وسوريا، لكنها لم تُنفذ دائمًا بشكل كامل، وما زالت القضية مستمرة.
ولا يخلو نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية من اللغط حول منسوب مياهه، خصوصا بعد أن امتدت أيدي الإنسان إلى غابات الأمازون الاستوائية. وينبع الصراع على مياه نهر الأمازون من مزيج من الجفاف الناجم عن تغير المناخ، والاستخدام المفرط للموارد، والتلوث، والصراعات على الأراضي. هذه التحديات تسببت في انخفاض مستويات المياه، وشلّت النقل النهري الضروري للسكان، وهدّدت إمدادات مياه الشرب وصيد الأسماك، وكشفت عن المخاطر التي تواجه النهر الذي يعتمد عليه ملايين الأشخاص.
وتجدر الإشارة إلى أن للأنهار حياة قد تنتهي. ويقال إن الجزيرة العربية كانت بها أنهار نضبت مياهها عبر الزمن. فالأدلّة العلمية تشير إلى أن الأنهار والبحيرات كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية في الماضي، خاصة خلال الفترات المطيرة التي تخللتها عصور الجفاف. وقد دلّت الأقمار الصناعية والمسوحات الجيولوجية على وجود شبكات واسعة من مجاري الأنهار القديمة التي جفت مع مرور الزمن. ومن جانبها تسعى «إسرائيل» للسيطرة على مصادر المياه المحدودة في المنطقة والتحكم في الأنهار الرئيسية، واستغلال المياه الجوفية في الضفة الغربية وهضبة الجولان، وحرمان الفلسطينيين من الوصول الكافي لها.
العوامل الطبيعية ليست هي المشكلة الوحيدة التي يتحدث العالم عنها في المؤتمرات التي تناقش قضية المياه، بل الاستخدام غير المقنّن لما هو موجود منها، وكيف أن ذلك يساهم في شحّتها من جهة ويؤثر على المناخ من جهة أخرى.
وفي العقود الأخيرة انتشرت محطات تحلية المياه في العديد من البلدان، خصوصا دول الخليج التي تعاني من شحّة الموارد المائية. وتشغيل هذه الوحدات يضيف إلى المشاكل البيئية وانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون. ولكن ليس هناك بديل لها. ولا شك أن «استصلاح» الأراضي البحرية في بعض بلدان الخليج يساهم في تسرّب مياه البحر إلى أحواض المياه الجوفية، فتصبح مياهها مالحة. وهذا ما حدث لعدد من دول الخليج التي كانت تعتمد على الآبار لاستخراج مياه الشرب سابقا، ولكن هذه المياه لم تستمر، فسرعان ما تسربت المياه المالحة إليها فأصبحت غير صالحة للشرب. فقد استنزفت تلك المياه بمعدلات تفوق معدلات تكوّنها، خصوصا أن بعض دول الخليج تبني مشاريع زراعية تستهلك كميات كبيرة من المياه. فمثلا قامت المملكة العربية السعودية بزراعة الرز على نطاق واسع.
ما ساهم في شح المياه في السعودية بسبب احتياجها لكميات كبيرة من المياه. هذه الحقيقة دفعت السلطات إلى حظر زراعة الأرز وبعض المحاصيل الأخرى كثيفة الاستهلاك للمياه. وعلى الرغم من ذلك، هناك جهود بحثية حالية لإنتاج أرز يتحمل الملوحة والجفاف، بالإضافة إلى الاعتماد على تقنيات الري الحديثة مثل الري بالمياه المعالجة (مياه الصرف الصحي).
لقد كان من نتيجة استنزاف المياه الجوفية بسرعة تفوق كثيرا سرعة تكوّنها تضاؤل معدلات تلك المياه وبروز الحاجة لمصادر أخرى للمياه الصالحة للشرب.
وهنا تصاعد بناء محطات تنقية المياه في الجزيرة العربية وبقية بلدان الخليج. هذه البلدان الغنيّة بالنفط تفتقر لما هو أهم منه، وهو الماء الذي لا تستقيم الحياة بدونه. وتؤثر محطات تحلية المياه سلبًا على البيئة بشكل رئيسي من خلال تصريف المحلول الملحي عالي التركيز الناتج عن عملية التحلية في البيئات البحرية، مما يضرّ بالحياة البحرية ويخلّ بالنظم البيئية، بالإضافة إلى التأثيرات الناتجة عن سحب مياه البحر والتلوث الكيميائي واستهلاك الطاقة.
وعلى مدى العقود الأربعة الأخيرة انصب التفكير على البحث عن موارد مائية أخرى، يبدو بعضها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع. فقد حدثت محاولة لاستخدام المياه المتجمّدة في القطب الشمالي، وكانت هناك محاولة لجرّ قطع ثلجية كبرى عبر المحيطات للاستعمال كمصدر مائي في منطقة الخليج.
وكان واضحا أنها كانت فكرة تعبّر عن الشعور باليأس. كما حدثت محاولات لإنتاج «مطر صناعي» وذلك باستخدام تفاعلات كيماوية في الطبقات المنخفضة من الجو تؤدّي إلى تكوّن السحاب الذي هو مصدر المطر. وقد يبدو بعض هذه المحاولات منطقيا أو يستند إلى حقائق علمية واضحة، ولكن قدرة الإنسان على التدخل في الظواهر الطبيعية محدودة وليست مضمونة النجاح. فهناك عوامل في المعادلات الرياضية غير معروفة لدى الإنسان، وتجعل حلّ تلك المعادلات شبه مستحيل.
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الجفاف العراقية تغير المناخ العراق سوريا الجفاف تغير المناخ مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بناء السدود أزمة المیاه میاه الشرب المیاه فی ة المیاه
إقرأ أيضاً:
تنسيقات البضائع واحتكار التجار يعمّقان جراح غزة الاقتصادية
غزة– يعيش قطاع غزة واحدة من أشد أزماته الاقتصادية منذ سنوات، بفعل القيود المشددة المفروضة على حركة البضائع عبر المعابر، والتي حوّلت إدخال السلع الأساسية إلى ما يشبه "المزاد المالي المغلق".
إذ تُفرض رسوم وتنسيقات باهظة على الشاحنات التجارية تصل أحيانًا إلى أكثر من 100 ألف شيكل (31 ألف دولار) للشاحنة الواحدة، في بيئة احتكارية أضعفت المنافسة وخنقت النشاط التجاري في مختلف القطاعات.
وتشير بيانات الغرفة التجارية إلى أن إجمالي المبالغ المدفوعة لتنسيق دخول البضائع بلغ نحو 805 ملايين دولار حتى مارس/آذار 2025، مما أدى إلى ارتفاعات حادة في الأسعار تراوحت بين 200 و500% مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب.
وتكشف هذه الأرقام حجم التشوّه في منظومة التسعير داخل السوق المحلي، وتبرز عمق الأزمة التي طالت القدرة الشرائية للسكان وسط مؤشرات مقلقة لارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي وصلت إلى ما بين 70 و80%.
انهيار اقتصادي شامل
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذا الواقع دون رقابة أو شفافية في إدارة المعابر قد يقود إلى انهيار شامل للاقتصاد الغزّي. ويؤكد هؤلاء الحاجة إلى تدخل دولي عاجل يضمن انسياب البضائع والمساعدات الإنسانية وفق آليات رقابية شفافة تعيد التوازن إلى اقتصاد أنهكته الحرب والقيود.
ويرى الخبير في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر أن استمرار الوضع الحالي ينذر بمزيد من ارتفاع الأسعار وتفاقم معدلات التضخم، مما يؤدي إلى انكماش أعمق في الاقتصاد المحلي واستمرار ما وصفه بـ"هندسة وإدارة المجاعة".
ويوضح في حديثه للجزيرة نت أن "الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الأساسية عن الأزمة الحالية، من خلال تنصله من الاتفاقيات الموقعة وتقنين دخول البضائع، واستخدام المعابر كورقة ضغط على السكان في قطاع غزة".
إعلانويدعو إلى رفع القيود المفروضة على إدخال السلع وفتح المعابر بشكل كامل وفق ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن دخول نحو 600 شاحنة يوميًا من مختلف الأصناف، والسماح بإدخال المواد التي ما تزال إسرائيل تمنعها بحجة "الاستخدام المزدوج".
ويؤكد أن تحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي وخفض الأسعار يتطلب معالجة جذرية لمسببات الأزمة، تبدأ بإزالة القيود على حركة البضائع وضمان تدفقها إلى الأسواق دون ضرائب أو تنسيقات، بما يمهد لتعافٍ اقتصادي مستدام ويعيد الثقة للمستهلك الغزّي.
غلاء وجشع واحتكار
ويشكو مواطنون التقتهم الجزيرة نت من ندرة أصناف أساسية في الأسواق مثل الدجاج واللحوم الحمراء والأسماك المجمدة والبيض، وإن وُجدت فهي شحيحة وبأسعار مرتفعة تفوق قدرة معظم الأسر على الشراء.
ويبرر بعض التجار هذا الارتفاع بتكاليف النقل ورسوم التنسيقات المفروضة على إدخال البضائع، إضافة إلى قلة الكميات المسموح بدخولها وضعف المعروض في السوق، مما يؤدي إلى احتكار بعض السلع ورفع أسعارها بشكل غير منطقي.
لكن المواطنين يرون أن هذه المبررات لا تعفي التجار من استغلال الأوضاع الصعبة لتحقيق أرباح مبالغ فيها، مطالبين بتشديد الرقابة وضبط الأسعار وضمان العدالة في توزيع السلع الأساسية.
وتقول المواطنة خلود العثماني للجزيرة نت: "ما يشهده السوق من ارتفاع جنوني في الأسعار وغياب كثير من السلع الأساسية لم يعد أزمة اقتصادية عابرة، بل عبئًا يوميًا يخنق حياتنا كمواطنين"، وتضيف: "إن احتكار بعض التجار للبضائع والتحكم في تسعيرها دون رقابة حقيقية جعل المواطن البسيط يدفع الثمن الأكبر".
أما التاجر عدي أحمد، الذي يعمل في بيع اللحوم والدجاج والأسماك المجمدة، فيؤكد أنه يرفض شراء بعض السلع بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية رغم وجود زبائن لها، ويقول للجزيرة نت: "لا أريد أن أكون شريكًا في زيادة معاناة الناس أو استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سريعة على حسابهم، فسمعتي التجارية أهم من أي ربح مؤقت".
ويُعد الاحتلال الإسرائيلي العامل الأبرز في خنق الاقتصاد الغزّي، عبر إحكام سيطرته على المعابر التجارية واستخدامها كأداة ضغط سياسي واقتصادي على أكثر من مليوني مواطن في القطاع. وتؤدي القيود المفروضة على إدخال المواد الأساسية والوقود إلى تعطيل الدورة الاقتصادية وإضعاف البنية الإنتاجية، مما يجعل غزة رهينة لسياسات الاحتلال.
ويؤكد محللون سياسيون أن غياب الضغط الدولي على إسرائيل لإلزامها بالاتفاقات أسهم في تفاقم الأزمة وكرّس واقعًا اقتصاديًا مختلًا يتطلب تدخلا عاجلا لوقف استغلال المعابر كورقة ضغط سياسي.
ويعتبر الخبير والمحلل السياسي مأمون أبو عامر أن الاحتلال يوظف الملف الاقتصادي كأداة ضغط ممنهجة على قطاع غزة، من خلال التحكم الكامل في المعابر وإدارة حركة البضائع بطريقة انتقائية تهدف إلى إبقاء الاقتصاد في حالة تبعية وضعف دائمين.
ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن "التنسيقات التجارية المفروضة تمثل شكلا جديدا من الابتزاز الاقتصادي المنظم، التي تُستخدم لتحقيق مكاسب مالية وسياسية مزدوجة، بينما يتحمل المواطن الغزّي الكلفة النهائية عبر ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية".
إعلانويختم بالقول إن "هذا النهج يندرج ضمن سياسة الإدارة بالأزمة التي يتّبعها الاحتلال لإبقاء الوضع في غزة تحت السيطرة"، مشددًا على أن رفع القيود ووقف سياسة التنسيقات شرط أساسي لأي تحول اقتصادي حقيقي يعيد التوازن ويحمي حق الفلسطينيين في حياة كريمة واقتصاد حر ومستقل".
انعكاسات نفسية عميقة
ولا تقتصر تداعيات الأزمة على الاقتصاد فحسب، بل تمتد إلى الجوانب النفسية والإنسانية والاجتماعية. ويوضح استشاري الصحة النفسية نعيم العبادلة أن شحّ السلع الأساسية وارتفاع أسعارها يخلّف آثارًا نفسية عميقة على المواطنين، إذ يولّد انعدام القدرة على توفير احتياجات الأسرة اليومية شعورًا متزايدًا بالعجز والضغط النفسي، خصوصًا لدى الآباء والأمهات.
ويقول للجزيرة نت: "إن استمرار الأزمة دون حلول واقعية قد يقود إلى تآكل الثقة المجتمعية وتراجع الشعور بالأمان والكرامة الإنسانية، حيث إن الاستقرار النفسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن الغذائي والمعيشي".
ويفاقم استمرار فرض رسوم التنسيقات المرتفعة واحتكار السلع الأساسية التكاليف على التجار والمستهلكين على حد سواء، مما يؤدي إلى انهيار القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر والتبعية للمساعدات.
وبقاء هذه الحلقة المغلقة من الاحتكار والتنسيقات سيحوّل الأزمة من مشكلة مؤقتة إلى انهيار اقتصادي هيكلي قد يستمر لسنوات طويلة، ما لم تُتخذ خطوات جادة لإعادة التوازن إلى اقتصاد غزة وإنقاذ حياة سكانها من دوامة الفقر والعوز.