يحرص الكثير من أفراد المجتمع على الالتزام بالأحكام الشرعية في جميع تفاصيل الحياة اليومية، أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال مهم يتعلق بحكم الأرباح الناتجة عن إيداع الأموال  في البنوك، خاصة وأن هذه الأموال تمثل المصدر الأساسي للمعيشة. 

وأكد الدكتور شلبي خلال تصريحاته التليفزيونية، اليوم الأربعاء، أن الربح الناتج عن إيداع الأموال في البنوك جائز شرعًا ولا إشكال فيه، مشيرًا إلى أن الأرملة والأيتام يمكنهم الانتفاع بهذه الأرباح بشكل كامل لتلبية حاجاتهم المعيشية المختلفة، دون وجود أي حرج شرعي في ذلك.

وأشار أمين الفتوى إلى أن هذه التساؤلات تعكس وعي الشباب وحرصهم على التعرف على أحكام الشرع في تفاصيل حياتهم المالية، لا سيما في المعاملات البنكية الحديثة، مؤكدًا أن التوجه للاستفسار من أهل العلم يساعدهم على إدراك الأحكام الشرعية الصحيحة منذ سن مبكرة ويجنبهم الوقوع في المحرمات.

دعاء فك الكرب وتسهيل الأمور.. احرص عليه تُفتح لك الأبواب المغلقةهل تقبل صلاتي وأنا كسلان ؟.. عويضة عثمان يجيبصلاة الضحى.. اعرف توقيتها وفضلها وكيفيتهاهل تسقط النفقة الزوجية على الرجل إذا كانت زوجته العاملة؟.. اعرف حكم الشرع

وأوضح شلبي أن الأموال المودعة في البنوك وأرباحها تعتبر مباحة شرعًا طالما كانت في إطار استثمار مشروع وفق نظام البنك، ولا تُعد من الربا المحرم، كما يظن البعض، لأن البنك يتعامل مع هذه الأموال بطريقة استثمارية واضحة ومحددة، وهو ما يجعل الانتفاع بهذه الأرباح جائزًا وفقًا للشريعة الإسلامية.

هل يجوز استخدام فوائد البنوك في أعمال الخير

 أجاب الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على استفسار من حسن حسنين من مركز الفتح بمحافظة أسيوط حول حكم إيداع الأموال في البنوك بقصد الاستثمار والاستفادة من العوائد في مجالات الخير والصدقات مثل علاج الفقراء.

وخلال حوار مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أوضح الطحان أن وضع الأموال في البنوك بهدف الادخار أو الاستثمار جائز شرعًا، بشرط أن يكون عبر البنوك الرسمية أو المؤسسات المالية الملتزمة بالقوانين المعتمدة.

وأكد أن المسلم يجب أن يتجنب أي صور من النصب أو المعاملات غير المشروعة التي قد تنتشر في بعض الأماكن غير الموثوقة، مشددًا على أن الأفضل أن يتم التعامل مع البنوك الرسمية أو المؤسسات المالية المعترف بها.

طباعة شارك الإفتاء أرباح الربا البنوك فوائد البنوك

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء أرباح الربا البنوك فوائد البنوك فی البنوک

إقرأ أيضاً:

هل السحر له حقيقة ويتسبب فى أمراض أم مجرد شعوذة وتخييل؟.. الإفتاء تجيب

أرسلت فتاة سؤالا لدار الإفتاء المصرية تقول فيه انها تشعر بإعياء شديد كلما تقدَّم أحدٌ لخِطبتها، ولا تستقر حالتها الصحية إلا بعد رفضه، وذهبت إلى أحد العَرَّافين الذي أخبرها أنه معمول لها عمل بوقف الحال، فما رأي الدين في السحر والسحرة، وكيف تتقي شرهم؟ وما هو العلاج لهذه المشكلة؟

وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].

هل السحر يفرق بين الزوجين؟.. تحقق من أعراضه وفكه بـ5 أذكار ودعاءسيدنا محمد تعرض له.. عالم أزهري يوجه نصيحة للوقاية من السحرهل يذهب الإنسان للمعالجين بالقرآن للسحر؟.. الإفتاء تكشف خطوات العلاجبيتقدم لي عرسان وارفضهم من غير سبب؟.. أمين الإفتاء: ليس سحرًا أو عملًا

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾. فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.

ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.


وبينت بناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.


ونصحت السائلة أن تقوي صلتها بالله، وأن تكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، وعدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم.

هل للسحر حقيقة وتأثير في الواقع؟

اختلف العلماء في أمر السحر هل له حقيقة، أم هو شعوذة وتخييل:

أ- فذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن السحر له حقيقة وتأثير.

ب- وذهب المعتزلة وبعض أهل السنة إلى أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:

1- التخييل والخداع.

2- الكهانة والعرافة.

3- النميمة والوشاية والإفساد.

4- الاحتيال.

ومن المؤيدين لهذا الرأي يقول: إن الساحر والمعزم لو قدرَا على ما يدعيانه من النفع والضرر وأمكنهما الطيران والعلم بالغيوب وأخبار البلدان النائية والخبيئات والسرقات والإضرار بالناس من غير الوجوه التي ذكرت لقدروا على إزالة الممالك واستخراج الكنوز والغلبة على البلدان بقتل الملوك، بحيث لا ينالهم مكروه، ولاستغنوا عن الطلب لما في أيدي الناس، فإذا لم يكن كذلك، وكان المدعون لذلك أسوأ الناس حالًا وأكثرهم طمعًا واحتيالَا وتوصلًا لأخذ دراهم الناس، وأظهرهم فقرًا وإملاقًا، علمت أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك.

واستدل الجمهور من العلماء على أن السحر له حقيقة وله تأثير بعدة أدلة منها:

أ- قوله تعالى: ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 116].

ب- قوله تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه﴾ [البقرة: 102].

ج- قوله تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].

د- وقوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّٰاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 4].

ومن استعراض الأدلة نرى أن ما ذهب إليه الجمهور أقوى دليلًا، فإن السحر له حقيقة وله تأثير على النفس، فإن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله، فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا.

طباعة شارك السحرة السحر العَرَّافين عمل بوقف الحال الإفتاء القرآن السبع الموبقات

مقالات مشابهة

  • هل السحر له حقيقة ويتسبب فى أمراض أم مجرد شعوذة وتخييل؟.. الإفتاء تجيب
  • ما جزاء من يعفو ويتسامح فى الدنيا والآخرة؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم التعامل مع البنوك؟.. الإفتاء: جائزة لأنها من قبيل التمويل والاستثمار
  • وفق التسريبات.. هذه هي أرباح مايكروسوفت من أوبن إيه آي
  • منا حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟ .. الإفتاء تجيب
  • حكم صلاة الجنازة إذا صلى الإمام وهو على جنابة.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم المبالغة في سعر الكتب للطلاب؟ .. الإفتاء تجيب
  • هل قول الرجل لزوجته تحرمي علي يقع بها الطلاق ؟.. الإفتاء تجيب
  • هل توزع دية الميت كميراث وما هي الطريقة الشرعية للتقسيم؟.. الإفتاء تجيب