ما حكم شراء مشغولات الذهب بالتقسيط؟.. اعرف حكم الشرع
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
يعد الربا من أكثر الأمور التي حذر منها الشرع الشريف في المعاملات المالية، لما لها من ضرر كبير على الفرد والأسرة والمجتمع، ويتساءل عدد كبير من الناس عن حكم شراء مشغولات الذهب بالتقسيط وهل تجوز هذه المعاملة أم إنها تعد ضمن ربا نسيئة، لذا في السطور التالية نتعرف على الحكم الشرعي لهذه المسألة والذي أوضحه مجمع البحوث الإسلامية.
وفي السياق، وضّحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، حكم بيع وشراء الذهب بالتقسيط، لتكشف عن الضوابط الشرعية المعتمدة في هذا الشأن.
وأوضح البحوث الإسلامية أن الذهب من الأموال التي لا يجوز بيع بعضها ببعض نسيئة وذلك في حالة إذا كانت العملات التي يتم التعامل بها ذهبية كما كان الحال قديما، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلًا بمثل، ولا الفضة بالفضة إلا مثلًا بمثل، ولا تفضلوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبًا بناجز"، وبناءً على ذلك، أكدت اللجنة أنه لا يجوز بيع الذهب بجنسه بالتقسيط، وأنه يشترط تسليم العوضين في مجلس العقد.
هل يجوز شراء مشغولات الذهب بالتقسيط؟وبيّن البحوث الإسلامية أن هذا الحكم يتعلق فقط بحالة البيع بين الذهب والذهب، كما كان الحال قديمًا عندما كانت العملات ذهبية، أما في واقع اليوم، فقد تغيّر الأمر، حيث يتم التعامل بالعملات الورقية، وهي جنس مختلف عن الذهب، وبالتالي يجوز معها التفاضل والتقسيط.
كما نقلت اللجنة آراء عدد من الفقهاء، كمعاوية بن أبي سفيان والحسن البصري وإبراهيم النخعي، إضافة إلى بعض علماء الحنابلة، الذين يرون أن الذهب المصوغ قد خرج بصياغته عن كونه ثمَنًا معدًّا للتبادل، وأصبح سلعة كغيره من السلع.
واستشهد البحوث الإسلامية بقول ابن القيم: «الحلية المباحة صارت بالصنعة المباحة من جنس الثياب والسلع، لا من جنس الأثمان…»، وأنه لا يجري فيها الربا كما يجري في الأثمان.هل تغيير العملات بالسوق السوداء حرام؟.. أمين الإفتاء يوضح حكم الشرع
هل يجب غسل الشعر كاملا عند غسل المرأة من الجنابة؟.. أمين الإفتاء يوضح خطأ شائعا
أمين الإفتاء: يجوز عدم كتابة الذهب بقائمة المنقولات حال ضمان عدم تصرف الزوج فيها
لضمان حقها.. أمين الإفتاء: يجوز للزوجة كتابة قائمة منقولات حتى لو لم تشترِ شيئا
هل كتابة قائمة المنقولات حق شرعي للمرأة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
هل السحر له حقيقة ويتسبب فى أمراض أم مجرد شعوذة وتخييل؟.. الإفتاء تجيب
وكان الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أجاب عن سؤال شخص قال في سؤاله إنه اشترى سبائك ذهب ودفع الثمن كاملا، ثم علم أن جزءًا من السبائك غير متوفر وسيصل لاحقًا من الشركة، فأكمل شراء الجزء المتبقي في اليوم التالي وعرفت إن ما فعلته من ربا النسيئة، متسائلًا عن حكم ذلك وهل يُعد ربا النسيئة، وما هي الكفارة إذا كان خطأ؟.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية ، أن ما قام به لا يدخل ضمن ربا النسيئة، مشيرًا إلى أن ربا النسيئة يختص بتأجيل سداد الديون مع زيادة، مثل قرض مالي يُسدد بعد فترة مع زيادة معينة، بينما ما فعله يتعلق بمعاملة سلعية، حيث اشترى سلعة حقيقية (السبائك) وتم الاتفاق على استلام جزء منها لاحقًا.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن السبائك تُعامل كأي سلعة أخرى، يمكن بيعها وشراؤها مثل الخبز والزيت والخضار، وبالتالي يجوز دفع ثمنها واستلامها على مراحل، مشددًا على أن ما حدث جائز شرعًا ولا يُعد من صور الربا، ولا يستوجب أي كفارة، مؤكدًا أنه لم يخطئ شرعًا في هذه المعاملة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن التعامل بالسبائك بهذه الطريقة جائز، وما دام الاتفاق على شراء السلعة كاملًا والفرق فقط في تاريخ التسليم، فلا حرج شرعي في ذلك، والله تعالى يوفق الجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية الأزهر الذهب أمین الفتوى فی دار الإفتاء البحوث الإسلامیة أمین الإفتاء
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلاميَّة: الأزهر يرسِّخ وعيًا حضاريًّا يجمع بين الأصالة والمعاصرة
افتتح الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم الأحد، فعاليَّات الأسبوع الرابع عشر للدَّعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدَّعوة في جامعة أسيوط تحت عنوان: “مفاهيم حضاريَّة”، برعايةٍ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة، والدكتور علي محمود، رئيس الإدارة المركزيَّة لمنطقة أسيوط الأزهريَّة، والدكتور عيد خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، ونخبة من علماء الأزهر والأساتذة والباحثين والطلَّاب.
وفي كلمته، قال الدكتور محمد الجندي إنَّ لقاء اليوم يأتي في رحاب مؤسَّسة عِلميَّة عريقة، وفي أرض صعيد مصر التي أنجبت الأعلام والمجدِّدين، وعلى رأسهم الإمام المجدِّد جلال الدِّين السيوطي، صاحب كتاب “التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كلِّ مِئَة”.
وأضاف الجندي أنَّ أصول الدِّين ثابتة؛ لأنَّها مِنْ لدُن الخالق الأعلم بمن خلق، فالثبات في الأصول والاجتهاد في الفروع من فقه التجديد ومطالب الدِّين، موضِّحًا أنَّ الدِّين والعِلم لا يتعارضان؛ فالعلم يفسِّر قوانين الكون الماديَّة، بينما يجيب الدِّين عن الأسئلة الكبرى المتعلِّقة بمعنى الوجود والغاية والأخلاق والرُّوح.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ إنكار التجديد بضوابطه وشروطه التي لا تمسُّ أصول الدِّين وثوابته مخالفةٌ لصحيح فهم الدِّين من زاويتين: زاوية الجمود والتحنط الذي يسقط الاجتهاد، وهو تعطيل، وزاوية التطرُّف بالتخلِّي عن الثوابت بما يسمَّى: “رؤية القارئ المتحرِّرة”، وهو تضليل، وفي كلتيهما غلط وافتراء على الدِّين.
وأكَّد فضيلته أنَّ الحضارة الإسلاميَّة قامت على فهم متوازن يجمع بين النَّص الشرعي والعقل الإنساني؛ لذلك لم يكُن غريبًا أن يجمع أعلام كابن رشد بين الفقه والفلسفة والطب والفلك.
وأوضح أنَّ الأزهر الشريف قدَّم بيانًا واضحًا للتجديد، تجسَّد في كتابات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعلى رأسها: كتابه “التراث والتجديد.. مناقشات وردود”، الذي وضع أصولًا منهجيَّةً راسخةً لفهم التجديد وضوابطه.
وتوسَّع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة في بيان العَلاقة بين الدِّين والعِلم، مؤكِّدًا أنَّ العلم لا يملك أن يجيب عن أسئلة الغاية والمصير والمعنى، ولا يضع منظومة قيميَّة أو أخلاقيَّة، بينما يقدِّم الدِّين إطارًا روحيًّا ووجدانيًّا وقيميًّا يضبط الإنسان ويهذِّب المجتمع، وضرب أمثلةً مِنَ التاريخ والفِكر، ومِنْ شهادات كبار الفلاسفة والعلماء الغربيين؛ مثل: ديورانت، وبودلي وكانط، وأينشتاين، الذين رأوا في الدِّين عمقًا لا يلغيه التقدُّم العِلمي.
كما تطرَّق إلى أنواع العقول وطريقة استقبالها لفكرة التجديد، مبيِّنًا أنَّ المشكلة أحيانًا ليست في الفكرة نفسها، بل في العقل الذي يتلقَّاها، ثم انتقل إلى أنواع القلوب في القرآن التي تتفاعل مع الحقائق الإيمانيَّة بقدْر نقائها وقابليَّتها للحق والهدى.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بدعوة الأساتذة والطلَّاب معًا، إلى تبنِّي منهج التجديد المنضبط، قائلًا: «أدعوكم إلى تبنِّي منهج التجديد الفِكري والمنهجي وَفق ضوابطه؛ ليكون منارتنا في مواجهة تحديات العصر، ولنثبت أنَّ التجديد في فقه دِيننا هو برهان خلود وضرورة وجود».
وتستمر فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الرابع عشر في جامعة أسيوط على مدار خمسة أيام بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف، تتنوَّع خلالها الندوات الفِكريَّة التي تناقش قضايا: الحضارة، والعِلم، والقِيَم، والحُريَّة المسئولة، وحقوق الإنسان في ضوء الشريعة الإسلاميَّة.