المطار.. مسارح وداع لا تغلق ستائرها 2-2
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
الحياة مشاهد من الفرح والدموع، منها ما ينغص الحياة، ومنها ما يملأ الدنيا سعادة، فالوجع لا يغادر لكنه يهذب من يعيش فيه؛ تنهد قليلًا حين تذكر يوم التفت لشخص يحمل حقائبه استعدادًا للرحيل، لم يره متعبًا من ثقل الحقائب بقدر ما رآه مثقلًا من أحلامه، التي لم تجد أرضًا لتنبت فيها، مضي من أمامه مضطرًا لا مختارًا، يبحث عن فرصة تنقذ ما تبقى من روحه، وآخر يستعجل الرحيل مبتعثًا نحو أحلامه دون الاكتراث للوداع قبل أن يعود مجددًا ليخبره كم كانت ليالي الغربه قاسية موحشة، وآخر عاد محملًا بنظرة خيبة لا توصف، بعد أن أصبح غريبًا داخل وطنه، فحين ابتعد تسيدت الزوجة المنزل، ووضعت قواعد تتناسب مع حجم إراداتها دون تدخله، وحين عاد لترتيب الحياة علي مقاييسه وقوانينه، ولدت فجوة صامتة بينهما بحجم مسافة السفر، فهي تشعر أن انضباطها طوال تلك السنوات اختزل إلي صبر علي الغياب، وهو وجد أن دوره اقتصر علي الإنفاق والذهاب والعودة بمدة محددة، كل محاولات إعادة التوازن باءت بالفشل، فولدت المسافة العاطفية التي فرضت الغياب بينهما بالرغم من وجودهما تحت سقف واحد، أصبح زواجًا مع وقف التنفيذ حاملًا طابعًا بإيقاع غريب، لكل منهما بداخله عالم يعيش فيه لا يعرف الآخر عنه شيئًا، تحكمه قوانين متضاربة ورغبة في السيطرة دون أي التقاء حقيقي، الكثير من المشاهد التي لم تفارقه عن قريب خرج سليمًا فعاد جسدًا مشحونًا في صندوق بين البضائع، لتغدو الرحلة التي بدأها أملًا مبتسمًا خاتمة صامتة شديدة السواد تحت برودة الحديد، أو المريض الذي وُدع بدعوات وأمل مكسور وأيضًا لم يعد، قالها بوجعٍ لا يحتاج إلى شرح أن: ” المطار مكان يعرف الفرح، لكنه أيضًا يحفظ ملامح الموت.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
كلمة وداع هنية.. الاحتلال يحاكم خطيب المسجد الأقصى غدًا
تبدأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، محاكمة خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري بتهمة "التحريض"، في قضية أثارت غضباً واسعاً بين الفلسطينيين والعرب.
محاكمة خطيب المسجد الأقصىوذكر طاقم الدفاع في بيان أن محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس حددت موعد أولى جلسات المحاكمة، بناءً على لائحة اتهام رفعتها النيابة العامة في يوليو 2024، تتهم الشيخ عكرمة صبري بـ"التحريض على الإرهاب", مستندة إلى كلمتي عزاء ألقاهما في مخيمي شعفاط (القدس) وجنين عام 2022.
وداع إسماعيل هنيةكما يواجه الشيخ عكرمة صبري تهمة ثالثة تتعلق بخطبة وداع ألقاها في المسجد الأقصى عند وفاة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، حيث اعتبرت السلطات الإسرائيلية ذلك "تحريضاً" على العنف.
واغتيل إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، في يوليو من العام الماضي 2024.