الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
البلاد (واشنطن)
تواصل السعودية تعزيز استثمارها في رأس المال البشري، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2022. ويأتي البرنامج ضمن جهود المملكة لتنمية القدرات البشرية؛ وفق مستهدفات رؤية 2030، من خلال الابتعاث النوعي إلى الجامعات العالمية الرائدة.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الولايات المتحدة يبلغ حاليًا 14,037 طالبًا وطالبة في مختلف التخصصات؛ منهم 1,165 مبتعثًا في أفضل 30 جامعة عالميًا؛ وفق تصنيف شنغهاي، بما في ذلك MIT، وهارفارد، وستانفورد، وكاليفورنيا في بيركلي، وبرنستون، وجون هوبكنز. ويُبرز هذا التمركز في جامعات النخبة انتقال الابتعاث من التوسع العددي إلى النوعي، مع التركيز على نقل المعرفة والابتكار.
وأكدت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا، الدكتورة تهاني البيز، أن الملحقية التي تأسست عام 1951 تطورت لتصبح الجسر الرئيسي بين الجامعات الأمريكية والجهات التعليمية والبحثية في المملكة، وتشرف حاليًا على حركة ابتعاث تضم أكثر من 170 ألف مبتعث ومبتعثة.وتشمل الشراكات التعليمية بين المملكة والولايات المتحدة نحو 89 اتفاقية ومذكرة تعاون، إضافة إلى أكثر من 100 عقد تدريب طبي وزمالة متقدمة خلال السنوات الثلاث الماضية، بينها 38 عقدًا خلال النصف الأول من 2025. ويشكل القطاع الصحي أحد أكثر المسارات استفادة، حيث بلغ إجمالي الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين المبتعثين بين 2020 و2025 نحو 8,036 طبيبًا، منهم 6,052 في الولايات المتحدة و1,984 في كندا، مع زيادة ملحوظة في أعداد الخريجين مقارنة بعام 2020، ما يعكس تسارع وتيرة تأهيل الكوادر الوطنية في التخصصات الدقيقة.كما تضمنت الشراكات التدريب في مستشفيات ومراكز رائدة؛ مثل بوسطن للأطفال، ومايو كلينك، وكليفلاند كلينك، وجامعة جونز هوبكنز، حيث يمتد التعاون إلى الإشراف البحثي والمشاركة في فرق متعددة التخصصات؛ لتعزيز نقل المعرفة إلى المنظومة الصحية السعودية.وأوضحت البيز أن هذا النجاح يعزى إلى دعم القيادة الرشيدة لقطاعَي الصحة والتعليم، والعمل المؤسسي المشترك بين وزارة التعليم ووزارة الصحة والملحقية الثقافية. ويجري حاليًا توسيع الاتفاقيات مع المؤسسات الأمريكية لزيادة المقاعد التدريبية، وإنشاء مسارات مضمونة في التخصصات الحرجة، وربط الابتعاث مباشرة بخطط التوظيف الوطنية.وتؤكد الملحقية أن هذه الجهود تعكس تحول الابتعاث السعودي نحو بناء رأس مال بشري نوعي قادر على خدمة مستهدفات رؤية 2030، وتطوير القطاعات الحيوية، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، بما يعزز الحضور الدولي للمملكة في التعليم والبحث العلمي، ويمثل استثمارًا طويل الأمد في الكفاءات الوطنية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
المملكة تشارك في المنتدى الحكومي الدولي للتعدين والمعادن بجنيف
شاركت المملكة في أعمال الاجتماع السنوي الحادي والعشرين للمنتدى الحكومي الدولي للتعدين والمعادن (IGF)، الذي عُقد في مدينة جنيف السويسرية، مستعرضة رؤيتها لتطوير قطاع تعدين متكامل يربط الاستثمار بالابتكار والصناعة، بما يعظم دور القطاع في مسيرة التنويع الاقتصادي، ويعزز مكانة المملكة وجهة عالمية جاذبة للاستثمار التعديني.
وشهد الاجتماع انتخاب وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لإدارة الموارد التعدينية عبدالرحمن البلوشي، نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي لبلدان آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط بالمنتدى، في خطوة تعكس ثقة الدول الأعضاء بدور المملكة المحوري في تعزيز الحوكمة العالمية لقطاع التعدين ودعم التنمية المستدامة عبر التعاون الإقليمي والدولي.
وأكد أن رؤية المملكة 2030، تعيد تعريف دور قطاع التعدين بالانتقال من نموذج الاستخراج التقليدي إلى نموذج أكثر شمولًا يقوم على التنويع الصناعي وتوفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مبينًا أن التعدين في المملكة أصبح اليوم محركًا للتنمية الصناعية ومساهمًا في تحقيق أهداف التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأشار البلوشي إلى أن الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية تمثل نموذجًا متطورًا في إدارة القطاع، باعتمادها على الإصلاح التنظيمي والتحول الرقمي وتطوير بيئة استثمارية أكثر شفافية وتنافسية، مبينًا أن المملكة أطلقت واحدًا من أكثر أنظمة الاستثمار التعديني تطورًا على مستوى العالم، وأنشأت قاعدة المعلومات الجيولوجية الوطنية كقاعدة بيانات رقمية مركزية، إلى جانب منصة تعدين الرقمية لإدارة التراخيص التعدينية بشفافية وفق معايير تنافسية.
وتحدث عن قطاع الاستكشاف التعديني، مؤكدًا أن المملكة نفذت أحد أضخم برامج المسوح الجيوفيزيائية والجيوكيميائية في المنطقة، الذي يغطي مساحة تتجاوز 600 ألف كيلومتر مربع من مناطق الدرع العربي، واكتمل منه حتى الآن 80%، وأتيحت بياناته للمستثمرين عبر المنصة الوطنية، إضافة إلى طرح الوزارة خلال الفترة المنقضية من العام الجاري فرصًا استثمارية تغطي 33 ألف كيلومتر مربع من الأحزمة المتمعدنة عبر منصة “تعدين”، ضمن خطتها لطرح رخص الكشف على المواقع التعدينية في أكثر من 50.000 كيلومتر مربع خلال عام 2025.
وبيّن أن التحول في قطاع التعدين السعودي، انعكس في نمو ثقة المستثمرين ببيئة الاستثمار في المملكة، حيث ارتفع الإنفاق على أعمال الاستكشاف من 501 مليون ريال في عام 2023م إلى 1.05 مليار ريال في عام 2024م، مدفوعًا ببرامج تمكين مثل برنامج تمكين الاستكشاف التعديني (EEP), الذي يقدم دعمًا يصل إلى 7.5 ملايين ريال للرخصة الواحدة، مما أسهم في تقليل المخاطر وجذب المزيد من المستثمرين المحليين والدوليين.
واشار إلى أن قطاع التعدين في المملكة حقق قفزة نوعية غير مسبوقة في تقرير المسح السنوي لشركات التعدين لعام 2024م الصادر عن معهد فريزر الكندي، حيث تقدّمت المملكة من المرتبة (104) في عام 2013 إلى المرتبة (23) عالميًا في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني، وهو إنجاز يعكس نجاح الإصلاحات الشاملة التي نفذتها المملكة لتعزيز بيئة الاستثمار وتنظيم القطاع.
وشدد وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لإدارة الموارد التعدينية على أهمية التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للمعادن لتعزيز استقرار سلاسل الإمداد العالمية، مؤكدًا أن المملكة تقود الجهود الدولية في هذا المجال من خلال مؤتمر التعدين الدولي والاجتماع الوزاري الدولي للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، الذي أصبح صوتًا لمنطقة كبرى تضم أفريقيا وآسيا الغربية والوسطى وأمريكا اللاتينية.
يُشار إلى أن الرياض تستضيف النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي خلال الفترة من 13 إلى 15 يناير 2026م في الرياض، تحت شعار “المعادن.. مواجهة التحديات لعصر تنمية جديد”، بمشاركة واسعة من قادة قطاع التعدين في العالم، والرؤساء التنفيذيين لأبرز شركات التعدين، بما يؤكد الدور المحوري للمؤتمر كمنصة عالمية للنخبة في قطاع التعدين، وحدث رئيس يُجسد مكانة المملكة في قيادة مستقبل المعادن على المستويين الإقليمي والعالمي.