مجلس الدولة.. إنجازات تشريعية ورؤى استراتيجية لدعم التنمية الوطنية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
◄ مناقشة 14 مشروع قانون في مختلف القطاعات الحيوية خلال دور الانعقاد الثاني
◄ عقد جلستين مع مجلس الشورى للتوصل إلى صيغ توافقية حول 11 مشروع قانون
◄ تعزيز الدور الإقليمي والدولي لمجلس الدولة بالمشاركة في المحافل العالمية
◄ استقبال وفود رسمية ودبلوماسية لبحث سبل التعاون وتبادل الخبرات التشريعية
مسقط- الرؤية
بناءً على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- افتتح مجلس الدولة يوم 9 نوفمبر 2025 أعمال دورِ الانعقاد العادي الثالث من الفترة الثامنة مواصلًا أداء رسالته الوطنية في الإسهام في دعم مسيرة التنمية الشاملة، وترسيخ العمل المؤسسي في إطار المنظومة التشريعية للدولة.
وأكد سعادة خالد بن أحمد السعدي الأمين العام لمجلس الدولة، أن المجلس شهد خلال دورِ الانعقاد العادي الثاني تنفيذ حزمة من الأنشطة والأعمال النوعية التي تجسد دوره التشريعي؛ حيث ناقش العديد من مشروعات القوانين والدراسات المتخصصة، وأسهم في إبداء المرئيات حول الموضوعات الوطنية ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب تفعيل التواصل المؤسسي مع مختلف مؤسسات الدولة.
ويواصل المجلس في إطار نهج تشاركي متكامل متابعة مسيرة التنمية الوطنية، والعمل بتنسيق وثيق مع الجهات المعنية لتحقيق رؤى وتطلعات القيادة الحكيمة ساعيًا إلى ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة، وتعزيز كفاءة الأداء التشريعي بما يخدم مصالح الوطن، ويواكب مسيرة النهضة المتجددة انسجاماً مع رؤية "عُمان 2040".
وأوضح سعادة الأمين العام لمجلس الدولة أن المجلس واصل خلال دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة الثامنة أداء دوره الوطني في مراجعة مشروعات القوانين والموضوعات المحالة إليه ضمن منظومة العمل التشريعي والتكامل المؤسسي مع الجهات الحكومية ذات العلاقة دعمًا لمسيرة التطوير التشريعي، وتعزيز كفاءة المنظومة القانونية.
لفت سعادته إلى أن المجلس عقد خلال الدور الثاني 8 جلسات ناقش خلالها 14 مشروع قانون في مختلف القطاعات الحيوية للدولة، من بينها الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2025، ومشروعات قوانين: "المعاملات الإلكترونية"، و"الصحة العامة"، و"القانون المالي"، و"تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية"، و"الضريبة على دخل الأفراد" و"المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة"، و"مكافحة الاتجار بالبشر"، و"التنظيم العقاري"، و"تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات"، و"تحصيل مستحقات الدولة"، و"حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، و"تعديل بعض أحكام قانون التحكيم في المنازعات المدنية والتجارية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (47/97)"، و"السجل العقاري"، و"مؤسسات المجتمع المدني".
وبين سعادته أن المجلس استنادًا إلى أحكام المادة (49) من قانون مجلس عُمان الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (7/2021) عقد جلستين مشتركتين مع مجلس الشورى ناقش خلالهما (11) مشروع قانون، تم التوصل بشأن عدد منها إلى صيغ توافقية تمهيدًا لرفعها وفق الإجراءات المقررة، وهو ما يعكس روح الشراكة المؤسسية والتكامل التشريعي بين المجلسين في تطوير المنظومة القانونية للدولة.
ونوّه سعادته بأن مناقشات المجلس لهذه المشروعات ركزت على دراسة الجوانب التشريعية والاقتصادية والاجتماعية لكل مشروع؛ لضمان اتساقها مع أحكام النظام الأساسي للدولة وتوجهات السياسة العامة بما يحقق المصلحة الوطنية مؤكّدًا أن أعضاء المجلس ولجانه المتخصصة أسهموا بشكل فعال في إثراء النقاشات والمراجعات الدقيقة لمواد هذه المشروعات بما يعزز جودة التشريعات، ويرسخ أسس الحوكمة والتطوير المؤسسي.
وأشار سعادة الأمين العام إلى أن المجلس بعد استكمال دراسة المشروعات وفق الإجراءات المتبعة رفع توصياته وملاحظاته بشأنها إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث صدرت مراسيم سلطانية في شأن 10 من مشروعات القوانين التي ناقشها المجلس، وهو ما يعكس سرعة التفاعل، وفعالية العمل المؤسسي في رفع القوانين بصيغتها النهائية بما يخدم الوطن والمواطن.
وأوضح سعادة الأمين العام لمجلس الدولة أن اجتماعات مكتب المجلس خلال دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة الثامنة جاءت في إطار متابعة سير أعمال المجلس وتنظيم شؤونه الإدارية والفنية؛ حيث عقد المكتب 8 اجتماعات تناولت مختلف الموضوعات المتعلقة بعمل المجلس واختصاصاته.
وأشار سعادته إلى أن عدد الموضوعات المعروضة بلغ نحو 75 موضوعًا تنوعت بين أعمال اللجان الدائمة والخاصة، وردود مجلس الوزراء على الموضوعات المحالة من المجلس، والتقارير والمقترحات المقدمة من الأعضاء حول مشاركاتهم الخارجية إضافة إلى الرسائل الواردة والمتعلقة بأعمال أجهزة المجلس المختلفة.
وقال سعادته إن مكتب المجلس اتخذ خلال هذه الاجتماعات (58) قرارًا؛ بهدف تنظيم أعمال المجلس، وتعزيز كفاءتها، كما عقد المكتب 4 استضافات ناقشت موضوعات متنوعة تسهم في تطوير آليات عمل المجلس، ودعم أداء أعضائه.
وبيّن سعادة الأمين العام أن مكتب المجلس انطلاقًا من اختصاصاته في متابعة ودعم جهود اللجان الدائمة شكل لجنتين خاصتين لدراسة موضوعين استراتيجيين، وهما: اللجنة الخاصة لدراسة "تحليل بيئة الأعمال في سلطنة عُمان: خطوات عملية لتعزيز ريادة الأعمال"، ولجنة خاصة لدراسة "التركيبة السكانية وأثرها على مستقبل التنمية في سلطنة عُمان"؛ بهدف تحقيق التوازن الديموغرافي، وتعزيز كفاءة الخطط التنموية بما يتوافق مع الرؤية المستقبلية لسلطنة عُمان.
وقال سعادة الأمين العام إن التعاون والتنسيق بين مجلس الدولة ومجلس الوزراء تجسّد من خلال اجتماع عقده مجلس الوزراء مع رئيس وأعضاء مكتب المجلس ناقش خلاله الموضوعات الوطنية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل المؤسسي لتحقيق الأهداف التنموية.
وأكد سعادته أن اللجان الدائمة تمثل الركيزة الأساسية لعمل المجلس في دراسة الموضوعات المتخصصة والتعمق في القضايا التشريعية والتنموية؛ حيث عقدت خلال هذا الدور (76) اجتماعًا رئيسيًا و(104) اجتماعات فرعية، بينما عقدت اللجان الخاصة (17) اجتماعًا رئيسيًا و(11) اجتماعًا فرعيًا إلى جانب (71) استضافة للقطاعين العام والخاص؛ بهدف دعم دراسة مشروعات القوانين والدراسات، وتعزيز فعالية التوصيات والقرارات بما يتوافق مع أهداف المجلس في تطوير العمل التشريعي.
وأشار سعادة الأمين العام لمجلس الدولة إلى أهمية تعزيز حضور المجلس في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن الدبلوماسية البرلمانية تمثل رافدًا أساسيًا للعمل الوطني الخارجي، وتسهم بفاعلية في دعم توجهات سلطنة عُمان وسياساتها الرامية إلى بناء جسور التعاون والحوار مع مختلف الدول والمنظمات الدولية.
وأوضح سعادته أن المجلس يواصل تعزيز تواصله الخارجي عبر مشاركة أعضائه في المؤتمرات والمنتديات البرلمانية والندوات الدولية بما يمكّن المجلس من تبادل الخبرات والتجارب في المجال التشريعي، وتطوير قدراته في العمل التشريعي الحديث.
وتابع سعادته قائلا: "المجلس شارك خلال الفترة الماضية في اجتماعات المجالس التشريعية الخليجية، والبرلمان العربي، واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد البرلماني الدولي، إضافة إلى لقاءات برلمانات دول الجوار والمنظمات الإقليمية؛ حيث قدم ممثلو المجلس مداخلات نوعية عكست السياسات الوطنية لسلطنة عُمان، وأكدت التزامها بمبادئ الحوار واحترام حقوق الإنسان".
وأكّد سعادته أن هذه المشاركات أسهمت في تعزيز مكانة مجلس الدولة على الساحة الدولية، وأبرزت دوره كمنبر وطني يعكس مواقف سلطنة عُمان الداعية للسلام الإقليمية والتفاهم المشترك، كما دعمت مواقف الدولة في المحافل الخارجية، وعززت العلاقات البرلمانية والدبلوماسية التشريعية مع المجالس المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة.
وبيّن سعادة الأمين العام أن المجلس يواصل الاهتمام بمتابعة العمل في المؤسسات الحكومية من خلال استضافة عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين التنفيذيين؛ لتقديم عروض تفصيلية حول إنجازات مؤسساتهم، ومعدلات تنفيذ المشاريع، والتحديات المرتبطة بتطبيق السياسات العامة والخطط الوطنية بما يتيح للأعضاء الإحاطة الدقيقة بآليات العمل، وتقديم الملاحظات لتعزيز الأداء المؤسسي.
وبيّن سعادته أن هذه اللقاءات تُعد منصة تفاعلية لتبادل الرؤى والأفكار بين المجلس ومؤسسات الدولة المختلفة، ما يسهم في تعزيز الشراكة الوطنية وتكامل الأدوار بين الجهات التشريعية والتنفيذية، ويُرسخ مبدأ التعاون المؤسسي القائم على المسؤولية المشتركة.
وأكمل سعادته أن المجلس استقبل خلال دور الانعقاد العادي الثاني عددًا من الوفود الرسمية والدبلوماسية؛ حيث استقبل معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات، ومعالي شياو جيا نائب رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وفضيلة الشيخ الدكتور محمد المأمون القاسمي الحسني وزير الدولة وعميد جامع الجزائر إضافة إلى وفود دورة الدفاع الوطني (13)، ومعالي جيهون بيراموف وزير خارجية جمهورية أذربيجان وسفراء المملكة المتحدة، واليابان، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية السنغال ؛ حيث تم بحث سبل التعاون وتبادل الخبرات التشريعية، واستعراض أفضل الممارسات البرلمانية.
وأكد سعادته أن جميع هذه الأنشطة واللقاءات أسهمت في تعزيز مكانة مجلس الدولة إقليميًا ودوليًا، وأبرزت دوره كمؤسسة تشريعية فاعلة تسهم في تطوير الأداء التشريعي، وتعزيز الشراكات الدولية بما يخدم الصالح العام، ويعزز أهداف رؤية "عُمان 2040" في مجالات التنمية المستدامة والتعاون الدولي.
وأكد سعادة الأمين العام لمجلس الدولة أن إنجازات دور الانعقاد العادي الثاني تؤكد التزام المجلس بدوره الوطني والتشريعي، وأن افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث يوم الأحد 9 نوفمبر 2025م يشكل استمرارية لمسيرة العمل المؤسسي والإنجازات الوطنية، ومواصلة الجهود لدعم التنمية، وتعزيز الشراكات؛ بما يخدم رؤية "عُمان 2040".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
6 مطالب برلمانية لدعم استراتيجية الرئيس السيسي في تحقيق الأمن الغذائي
أشاد الدكتور محمد عبد الحميد، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بالجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة في تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية، مؤكداً أن ما تحقق خلال العام الحالي يعكس نجاحًا واضحًا في إدارة هذا الملف الحيوي، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
كما أشاد عبد الحميد، فى بيان له أصدره اليوم بتصريحات الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، التي أكد فيها أن الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية آمن ومطمئن، وأن مخزون الدولة من العديد من السلع يفوق معدلات العام الماضي، وهو ما يبرز قوة منظومة الإمداد وقدرة الدولة على تأمين احتياجات السوق المحلي ، مطالباً من الحكومة بمواصلة العمل وفق رؤية أكثر توسعًا خلال المرحلة المقبلة، محددًا 6 مطالب رئيسية لضمان استدامة الأمن الغذائي، وهي :
1. التوسع في دعم الإنتاج المحلي للسلع الأساسية وفي مقدمتها القمح والزيوت والسكر، لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
2. استكمال تحديث ورفع كفاءة سلاسل الإمداد والتخزين عبر إنشاء صوامع حديثة ومخازن كبرى مع استخدام التكنولوجيا الحديثة.
3. تنويع مصادر الاستيراد لضمان عدم تأثر السوق المحلي بأي اضطرابات خارجية.
4. توسيع الحوافز المقدمة للمزارعين لزيادة معدلات التوريد وتحقيق طفرة جديدة في إنتاج القمح المحلي.
5. تعزيز دور المجمعات الاستهلاكية لضبط الأسعار وتوفير السلع بجودة مناسبة للمواطنين.
6. التوسع في مشروعات التصنيع الزراعي لرفع القيمة المضافة للمنتجات وتقليل الفاقد.
وقال الدكتور محمد عبد الحميد : إن النجاح الذي حققته الحكومة يعود إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها :
• ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي بنسبة 17% العام الماضي، حيث تجاوزت الكميات الموردة 4 ملايين طن، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من المزارعين في منظومة التوريد ونجاح السياسات التحفيزية.
• تراجع حجم الواردات خلال العام الجاري، وهو مؤشر إيجابي على زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي، مما يدعم توجه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
• استقرار احتياطي السلع الأساسية مثل الزيوت والسكر، وتوافر مخزون اللحوم والدواجن الطازجة والمجمدة لفترات ممتدة.
• اتباع الدولة استراتيجية شاملة لتنويع مصادر التوريد ورفع كفاءة منظومة التخزين والإمداد.
• التزام الحكومة بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية للوصول إلى توريد 5 ملايين طن من القمح المحلي في الموسم المقبل.
وأكد أن ما تحققه الحكومة من استقرار في مخزون السلع هو انعكاس حقيقى لنجاح الحكومة فى تنفيذ التكليفات الرئاسية لتحقيق الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتى من مختلف السلع الغذائية الأساسية.