مسقط-الرؤية

أكد سعادة الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني سفير دولة قطر لدى سلطنة عُمان أن اليوم الوطني المجيد لسلطنة عُمان يمثل مناسبة عزيزة ومحطة تاريخية مشرقة في مسيرة عُمان؛ حيث أرست دعائم الدولة الحديثة، ووضعت أُسس الحكم الرشيد الذي اتسم بالحكمة والاعتدال، وأسهم في بناء دولة ذات حضور إقليمي ودولي فاعل.

وبهذه المناسبة، قال سعادته في تصريح صحفي: "أتقدم بأصدق التهاني وأطيب التبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وإلى حكومة وشعب سلطنة عُمان الشقيق، راجيًا من الله العلي القدير أن يديم على السلطنة الأمن والاستقرار، ويمنّ عليها بمزيد من التقدم والازدهار".

وأضاف: "تغتنم سفارة دولة قطر هذه المناسبة لتؤكد عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين، والتي ترتكز على الروابط التاريخية والمصير المشترك، وتُعززها القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين، فقد شهدت العلاقات القطرية العُمانية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث يتواصل التنسيق والتشاور بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، بما يعكس تطابق الرؤى وحرص الجانبين على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأشار إلى أنه على الصعيد الاقتصادي، بلغ حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وسلطنة عُمان مستويات متقدمة، مدفوعا بالرغبة المشتركة في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتوسيع الشراكات في قطاعات الطاقة، والنقل، والصناعة، والسياحة، وغيرها من المجالات الحيوية.

وأوضح أن العلاقات الثقافية بين البلدين تشهد نشاطًا متزايدًا من خلال الفعاليات المشتركة، والتبادل الأكاديمي، والتعاون في مجالات التراث والفنون، مما يعكس التقارب الشعبي والثقافي بين الشعبين الشقيقين.

واختتم سعادته التصريح بالقول: "في هذه الذكرى المجيدة، تجدد دولة قطر التزامها الراسخ بمواصلة العمل مع الأشقاء في سلطنة عُمان لتعزيز العلاقات الثنائية، ودفعها نحو آفاق أرحب من التعاون والتكامل؛ بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: دولة قطر

إقرأ أيضاً:

سلطنة العطاء.. وسلطان الوفاء

 

 

 

د. أنور بن محمد الرواس

 

تحتفل سلطنة عُمان هذا العام بنكهة التاريخ والحضارة، فالتاريخ يصنعه رجالٌ أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فآمنوا بالعطاء نهجًا ومسيرة، وحكمة وبصيرة، فكان لهم أن حافظوا على إرث خالد امتد لأكثر من 280 عامًا.

العشرون من نوفمبر من عام 1744، هو الشاهد والشهيد على تأسيس الدولة البوسعيدية، لتكون الحاضر القوي في الذهنية العُمانية، ولتكون أيضًا الثابت الأصيل، وما تلاه المتغير المستمر والمستدام في القيادة الحكيمة، التي أبحرت بالتاريخ، والحضارة، والإمبراطورية، والحاضر النهضويّ المبشر بالمستقبل المتجدد، ليدل على البصيرة، التي يتمتع بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه-. الدعاة المتغيرون والمتقلبون بأهواء غيرهم لم تسعفهم حججهم، فهم متقلبون، متحورون، غائبون رؤية وبصيرة، فإذا بهم يتفاجأون باستحضار تاريخ يجسد عراقة سلطنة عُمان، وعمقها التاريخي والحضاري ليكون المشهد الحاضر والمستقبل.

الثابت هي الحكمة السلطانية التي أعطت التاريخ حقه، الذي صنعته القيادة البوسعيدية منذ أكثر من 280 عامًا؛ فالتاريخ يكتبه الرجال عهدًا وإيمانًا؛ ليحافظوا على وطن يحتوي الجميع، ومسارًا قويمًا تحكمه القيم والأخلاق، ومنهجًا تضبطه حكمة السلاطين.

لم يكن تاريخ تأسيس الدولة البوسعيدية رمزًا أو رقمًا هامشيًا، ولكنه تاريخ يروى، ومجد مهيب، يشق عباب المراحل بفخر واعتزاز، لتقود فلك المراحل المتعاقبة بمرحلة التجديد التي نعيشها في عصر النهضة المتجددة والممزوجة بالدولة البوسعيدية فهي رمز الفخر والكبرياء لكل العُمانيين الأوفياء.

نوفمبر الذي أحبه العُمانيون، هو نوفمبر الذي يجب أن يعرفه النشء، ويعيش بين شواهد النجاحات التي تزخر بها بلادنا الغالية، فالشهر أو العقد أو القرن وقود العطاء، ومسلك الحكماء، والهدف واضح وجلي يؤسس لمرحلة متجددة مليئة بالعطاء للإنسان العُماني المؤمن بتاريخه وحضارته، ليستمد منهما الجسارة في تصدر المشهد قولًا وعملًا.

 لقد اختار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مشهد المشاركة في الإنتاج الوطني، ولكن بأيدٍ عُمانية خالصة، مسلكها الاعتماد على الذات، وبدعم مستمر من جلالته- أعزه الله- في رؤية أبنائه يشمرون عن سواعدهم ويقتحمون الصفوف ليقودوا بلدهم بعزم وتصميم.

يدرك جلالته- حفظه الله- بأن الأوطان لا تبنى أو تتطور إلّا بسواعد أبنائها ذكورًا وإناثًا، ولهذا اختار تاريخ تأسيس الدولة البوسعيدية ليحتفل به العُمانيون في العشرين من نوفمبر من كل عام، ليكون منهاجًا عمليًا وكتابًا مفتوحًا، يُسطِّر فيه العُمانيون ملحمة البناء، المعتمدة على تلك السواعد الوفية التي تتحدث قليلًا وتنتج كثيرًا.

ومنذ تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020، لم تكن سنواته الأولى مفروشة بالورود، فقد كانت مثقلة بالديون وصلت إلى نحو 80% من إيرادات الدولة التي تعاني من أزمة الدين العام وخدمة الدين العام وديون أخرى، تلك التي أثقلت كاهلها قبل عام 2020، وتجلت الدولة في عقل وقلب سلطانها المفدى في التدابير الاحترازية لمواجهة تلك الديون- وكما يقال- فالمشاكل لا تأتي فرادى، فقد واجهت القيادة العُمانية هبوطا في أسعار النفط، تلتها مباشرة أزمة صحية عالمية، تمثلت في انتشار وباء كوفيد-19، وشَلَّ حركة العالم الاقتصادية، وتوقف التجارة البينية بين البلدان؛ مما زاد من معاناة العُمانيين حكومة وشعبًا.

لكن وبعون من الله وتوفيقه وحكمة جلالته- أعزه الله- أطلق مشروعه الوطني في انتهاج مسلك التطوير والتحديث، وعمل على إرساء دعائم اقتصاد متنوع ومستدام، يمكِّن العُمانيين من تصدر المشهد الاقتصادي وبناء منظومة اقتصادية قوية، تعتمد على العُمانيين، دون سواهم، في الانتقال من الاتكالية إلى الإنتاجية.

وأجزم أن تحقيقها لن يكون صعبًا إذا أخلصت النفوس، وتعاون الجميع في مواجهة التحديات من خلال العمل كفريق واحد يحقق رؤية جلالته- حفظه الله- لسلطنة عُمان حرة أبية معطاءة بسواعد أبنائها الأوفياء.

واعتمد جلالته، أعزه الله، تاريخ العشرين من نوفمبر من كل عام، ليكون تاريخ 1744 حاضرًا في عقول العُمانيين، ولتجسد فيه الدولة البوسعيدية نموذجًا فريدًا في الاستمرارية والتكيّف مع متغيرات الزمان والمكان، محافظة على وحدة سلطنة عُمان وسيادتها، وراسمةً مسارات واضحة نحو التنمية والازدهار.

وتبقى هذه المسيرة شاهدًا على الحكمة والرؤية الثاقبة، التي تميزت بها الدولة البوسعيدية كسلطنة للعطاء وسلاطينها الحكماء.

حفظ الله سلطنة عُمان حرة أبية، وقيادة حكيمة ملهمة، وشعبًا شامخًا صادقًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • السفير القطري يُثني على جهود المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين
  • رئيس مجلس الشورى يبحث تعزيز التعاون مع السفير المصري
  • وزارة الإعلام تنظم فعالية إرث حضاري ممتد بين عُمان والعالم بمشاركة 59 إعلاميًّا يمثلون 20 دولة
  • وزير الإعلام الكويتي: اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس الكوري يشهدان تبادل عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس الكوري يبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • وكيل القوى العاملة بالنواب: انتخابات البرلمان خطوة أساسية لترسيخ دعائم الدولة الحديثة
  • سلطنة العطاء.. وسلطان الوفاء
  • مُحافظ جدة يستقبل السفير البريطاني لدى المملكة ويناقشان الموضوعات المشتركة