كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لم تكن حدثًا عابرًا ولا تعليقًا بروتوكوليًا على ما شهدته بعض الدوائر الانتخابية من توترات، بل كانت في جوهرها رسالة سياسية صريحة تقول إن الدولة المصرية تضع إرادة الشعب فوق أي اعتبار، وترفض بشكل قاطع أن تخضع العملية الانتخابية لأي شكل من أشكال العبث أو الالتفاف أو التلاعب.

كان صوت الرئيس هادئًا لكنه صارم، وكأنه يعيد التذكير بأن الطريق إلى البرلمان لا يُعبد بالنفوذ، بل بالصندوق، ولا يُحسم بالضغوط، بل بإرادة الناس.

الرئيس أشار بوضوح إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات هي الجهة الوحيدة المختصة بفحص الأحداث والطعون، لكنه في الوقت نفسه حمّلها مسؤولية التدقيق الشامل والشجاعة في اتخاذ القرار الذي يرضي الله وأن يعكس الحقيقة كما هي. لم يكن هذا تأنيبًا، بل تأكيدًا على أن الثقة الشعبية في العملية الانتخابية لا تُبنى بالكلام، وإنما بالإجراءات التي تُطمئن الناس أن صوت كل فرد محفوظ وغير قابل للمساومة.

وأبرز ما جاء في حديث الرئيس هو إصراره على حصول مندوب كل مرشح على صورة رسمية من كشف حصر الأصوات. هذه ليست خطوة إدارية عابرة، بل صمام أمان ضد الشك واللغط والتأويل. لأنها ببساطة تقول إن كل طرف يملك نسخة من الحقيقة، وبالتالي تسقط فرص العبث أو الادعاء أو التزييف. وهنا يظهر عمق الرسالة: دولة تعلي قيمة الشفافية، لا تتركها خيارًا ثانويًا.

النقطة الأكثر جرأة في كلمة الرئيس كانت وضع خيار الإلغاء الكامل أو الجزئي للمرحلة الانتخابية على الطاولة إذا تعذر الوصول بدقة إلى الإرادة الحقيقية للناخبين. هذا الموقف يعكس احترامًا حقيقيًا للشعب؛ لأن الانتخابات التي يفوز فيها طرف بالتفاف أو غموض لا تصنع برلمانًا، بل أزمة. بينما الإلغاء – رغم صعوبته – يصنع الشرعية من جديد، ويفتح الطريق أمام نتائج لا يطعن فيها أحد.

كما طالب الرئيس بإعلان ما تم اتخاذه بشأن مخالفات الدعاية الانتخابية. وهذا في حد ذاته تطور مهم؛ فالدعاية ليست منطقة رمادية يترك فيها البعض لنفسه مساحة للتجاوز، بل جزء من قواعد اللعبة السياسية. والإعلان عن المخالفات يعني أن الدولة تريد رقابة حقيقية، ويريد الرئيس أن يعرف الناس ماذا جرى وكيف عولج ولماذا لن يتكرر.

وبين كل كلمة وأخرى، كانت الرسالة الأعمق حاضرة: لا أحد فوق الدولة، ولا فوق القانون، ولا فوق صوت الناس. لا مرشح، ولا حزب، ولا قوة اجتماعية، ولا نفوذ اقتصادي. الدولة التي تريد لنفسها برلمانًا قويًا، يجب أن تبدأ من الأساس الصحيح: انتخابات لا يتسرب إليها الظل، ولا يتحكم فيها سوى الناخب نفسه.

وحين اختتم الرئيس كلمته بعبارته الشهيرة «تحيا مصر»، لم يكن يختم خطابًا، بل كان يضع خطًا تحت المعنى: أن قوة الدولة ليست في قدرتها على إنجاز الإجراءات، بل في قدرتها على تصحيحها حين تحتاج التصحيح. وأن مصر تُبنى بإرادة شعبها، لا بإرادة من يتصورون أنهم أقدر على تحديد مصير الناس من الناس أنفسهم.

هذه كانت كلمة قائد يعرف أن الشرعية لا تُفرض، بل تُنتزع من قلب الحق، وأن إرادة الأمة لا ينافسها أحد ولا يتاجر بها أحد. إنها بالفعل… رسالة دولة لا تساوم على إرادة شعبها.

طباعة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي الدوائر الانتخابية إرادة الشعب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي الدوائر الانتخابية إرادة الشعب

إقرأ أيضاً:

المسلمي: بيان الرئيس السيسي يعزز ثقة المواطنين ويؤكد الالتزام بالشفافية في العملية الانتخابية

أشاد محمد المسلمي، عضو أمانة الإعلام بحزب الجبهة الوطنية ، بالبيان الصادر عن  الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الأحداث التي شهدتها بعض الدوائر الانتخابية، مؤكدًا أن التوجيهات الرئاسية تمثل رسالة واضحة بأن الدولة المصرية تُدير الاستحقاقات الانتخابية وفق معايير قانونية صارمة تضمن نزاهة العملية الانتخابية وحماية إرادة المواطنين.

النتائج النهائية معبرة بدقة عن إرادة الناخبين

وقال المسلمي في بيان له اليوم  إن دعوة الرئيس للهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق الكامل في الطعون وفحص جميع الوقائع بكل شفافية، تعكس حرص القيادة على أن تكون النتائج النهائية معبرة بدقة عن إرادة الناخبين، بعيدًا عن أي اجتهادات أو تأويلات سياسية محتملة.

تنسيقية شباب الأحزاب: بيان الرئيس السيسي يعكس حرصًا واضحًا على صون نزاهة العملية الانتخابيةمجدي مرشد: استجابة الرئيس السيسي لشكاوى انتخابات النواب تعكس الحرص على حماية إرادة المصريين

وأضاف المسلمي  أن التأكيد على اتخاذ القرار المناسب، سواء بإعادة الانتخابات جزئيًا أو كليًا عند الحاجة، يمثل ضمانة قوية للمواطنين بأن الدولة لن تتهاون في حماية النزاهة الانتخابية واستقرار المشهد العام.

وأشار المسلمي إلى أن مطالبة الرئيس بالإعلان عن الإجراءات المتخذة تجاه مخالفات الدعاية الانتخابية خطوة مهمة لضمان منافسة عادلة ومنضبطة، وتوفير بيئة انتخابية واض

و طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الهيئة الوطنية للانتخابات، بالتدقيق ومراجعة الطعون والأحداث المصاحبة للعملية الانتخابية.

وكتب الرئيس السيسي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي قائلًا: وصلتني الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية التي جرت فيها منافسة بين المرشحين الفرديين، وهذه الأحداث تخضع في فحصها والفصل فيها للهيئة الوطنية للانتخابات دون غيرها، وهي هيئة مستقلة في أعمالها وفقًا لقانون إنشائها.

وأطلب من الهيئة الموقرة التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التي تُرضى الله - سبحانه وتعالى  وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية، وأن تُعلي الهيئة من شفافية الإجراءات من خلال التيقن من حصول مندوب كل مرشح على صورة من كشف حصر الأصوات من اللجنة الفرعية، حتى يأتي أعضاء مجلس النواب ممثلين فعليين عن شعب مصر تحت قبة البرلمان، ولا تتردد الهيئة الوطنية للانتخابات في اتخاذ القرار الصحيح عند تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية سواء بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة من الانتخابات، أو إلغائها جزئيًا في دائرة أو أكثر من دائرة انتخابية، على أن تجرى الانتخابات الخاصة بها لاحقا.

وأطلب كذلك من الهيئة الوطنية للانتخابات الإعلان عن الإجراءات المتخذة نحو ما وصل إليها من مخالفات في الدعاية الانتخابية، حتى تتحقق الرقابة الفعالة على هذه الدعاية، ولا تخرج عن إطارها القانوني، ولا تتكرر في الجولات الانتخابية الباقية.

طباعة شارك المسلمي الرئيس الشفافية العملية الانتخابية

مقالات مشابهة

  • حزب الوعي: توجيهات الرئيس السيسي رسالة قوية بالتزام الدولة بتحقيق إرادة الناخبين
  • حماة وطن: توجيهات الرئيس السيسي ضمانة أكيدة لصون إرادة الناخبين وترسيخ دولة القانون
  • العربي الناصري: كلمة الرئيس السيسي تؤكد أن إرادة الشعب فوق كل اعتبار
  • برلماني: بيان الرئيس السيسي رسالة طمأنة للجميع لحماية العملية الانتخابية
  • الأحزاب: توجيهات الرئيس لـ «الوطنية للانتخابات» تضمن نزاهة العملية الانتخابية وحماية إرادة الناخبين
  • برلماني: بيان الرئيس السيسي حول الانتخابات رسالة حاسمة لصون الإرادة الشعبية وترسيخ دولة القانون
  • المسلمي: بيان الرئيس السيسي يعزز ثقة المواطنين ويؤكد الالتزام بالشفافية في العملية الانتخابية
  • حزب المؤتمر: كلمة الرئيس عن الهيئة الوطنية خطوة حاسمة لترسيخ النزاهة في العملية الانتخابية
  • الشعب الجمهوري: كلمة الرئيس السيسي في أسبوع الإعمار رسالة دعم لجهود القارة