أحمد عاطف آدم يكتب: الشتاء واكتئاب حواء الموسمي
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
من المعروف علميًا أن لضوء الشمس أهمية قصوى في تنظيم ساعة أجسامنا الداخلية، وهو المسئول عن استقرار نومنا واستيقاظنا أيضًا، وكلما قل هذا الضوء الحيوي في الشتاء بغياب الشمس لفترات طويلة، ترتبك معه الساعة البيولوجية ما يؤدي بدوره إلى شعورنا بالتعب السريع والإرهاق، وعند بعض الناس يقل انتاج الناقل العصبي المسمى "بالسيروتونين" أو هرمون السعادة لمستويات قياسية، فتضطرب معظم العادات الضرورية مثل النوم وشهية الطعام،، ما يعرض هؤلاء للإصابة بما يسمى الاكتئاب الموسمي المرتبط بتغير فصول السنة، وعادةً ما يبدأ في الخريف ويستمر خلال الشتاء ثم يتحسن في الربيع والصيف، حيث تتقلب الحالة المزاجية لمن لديهم استعداد وراثي، وتتأثر جودة حياتهم بصفة عامة.
وحسب الإحصائيات العالمية فإن فئة النساء تعد هي الأكثر عرضة للاكتئاب الموسمي، بنسبة تتراوح ما بين ٣ إلى ٤ مرات ضعف الرجال لأسباب مختلفة، منها التقلبات الهرمونية التي تفرضها الدورة الشهرية، ونقص فيتامين "د"، بالإضافة لعوامل اجتماعية لصيقة الصلة بكفاحها داخل نطاق أسرتها ودائرة عملها، ثم تأتي من بعدها فئة الشباب بداية من ١٨ عامًا حتى ٣٠، كذلك من لديهم تاريخ عائلي يتعلق بأقارب مصابون بأي نوع من أنواع الاكتئاب، هم ليسوا بعيدين أيضًا عن الإصابة،، وبالنظر إلى طرق العلاج المختلفة فإننا سنجدها تتلخص في عدة طرق يحددها الطبيب المختص حسب الحالة، أكثرها شيوعًا العلاج بالضوء عن طريق تعريض المريض لصندوق ينبعث منه ضوء ساطع، يحاكي في قوة تأثيره ضوء الشمس الطبيعي، يكون هذا التعرض عادة في الصباح الباكر، حيث يُعتقد بأنه يؤثر إيجابياً على كيمياء الدماغ لضبط إيقاع الساعة البيولوجية للجسم من جديد، وهناك ايضًا العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي بالكلام، لتحديد الأفكار والسلوكيات السلبية وتبديلها بأخرى إيجابية، وهذا النوع أثبت فاعلية كبيرة جدًا في درجات الشفاء، أما في الأعراض الشديدة فقد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب مثل ما يعرف بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIS )، لتحسين الحالة المزاجية.
وبالعودة لتسليط الضوء على أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي، سنجد أنفسنا أمام العمود الفقري للأسرة بأكملها، وهي الزوجة أو الأم التي تفني حياتها دون كلل أو ملل، لإسعاد الجميع بكل جوارحها ومشاعرها الفياضة،، وعلى ذكر الطرق العلاجية المختلفة عزيزي القاريء فإننا سنكتشف أن أفضل طبيب نفسي يمكنه تقديم كل أوجه الدعم لحواء هو زوجها آدم، رب أسرتها وحامي عرينها، برجولته وقوته ورفقه ولينه في احتواء شريكة حياته، وإذا ما شعر بأنها عرضة لهذا النوع البغيض من الاكتئاب، فإنه يكون بمثابة بوصلتها النفسية في تحسس طريق الشفاء،، ولا غضاضة على الإطلاق في مضاعفة مجهوده لتعويض عطائها، والقيام بدورها في الأعمال الشاقة وغيرها، والتخفيف عنها بتأكيد تفهمه سبب معاناتها، وإرادته في الأخذ بيدها حتى تعود كما كانت،، لأنها بتلك المرحلة الفارقة تصارع شقين من الهموم المكبلة لها - وهي هاجس أن زوجها لن يطيق الصبر عليها من جهة، ومن جهة أخرى تقاوم ضعف طاقتها النفسية وقلة حيلتها. يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة الروم - بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ صدق الله العظيم. وهي من أبلغ الآيات القرآنية الحكيمة التي تجسد وقت الذروة لتسكين كل روح من أرواح أقدس علاقة على وجه الأرض في قلب وليفها الشرعي، عندما يزيد إليه الحنين أو يستبد به الأنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ضوء الشمس الساعة البيولوجية السيروتونين هرمون السعادة
إقرأ أيضاً:
مسافرون للسياحة: شقق الإجازات فرصة لنمو السياحة الخليجية وسد العجز في الغرف الفندقية
قال الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة و السفر نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم و عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء إن قرار وزير السياحة و الآثار شريف فتحي الذي صدر مؤخرا حول التوسع في إنشاء الشقق الفندقية وشقق الإجازات سيكون له دور كبير في زيادة عدد الغرف الفندقية في مصر التي نحتاج إلى مضاعفتها لتلبية احتياج القطاع السياحي في ظل النمو الكبير في الطلب على المقاصد السياحية المصرية و يتماشى ذلك مع خطة الدولة في الوصول إلى ٣٠ مليون سائح سنويا .
وأشار إلى اهمية هذا النمط من الوحدات السياحية خاصة للسياحة العربية و الخليجية التي تفضل السياحة الاسرية بأعداد ليست بقليلة ويرغبون في الاقامة لفترة أطول وهذا النمط من شقق الاجازات لا شك انه سيساعد في نمو السياحة الخليجية بشكل خاص و يجب الترويج لهذا النمط من الوحدات الفندقية داخل البورصات السياحية ومع منظمي الرحلات السياحية الدوليين .
ونوه د. عاطف عبد اللطيف إلى ضرورة مراعاة وضع ضوابط ومعايير الأمن والسلامة و النظافة بشكل كبير بالشقق الفندقية حتى تلبي هذه الوحدات احتياج السائحين .
واضاف أيضا ضرورة تنظيم دورات تدريبية للكوادر الشابة في تقديم الخدمة و التعامل مع السائح و تنظيم دورات لغة سواء انجليزي او غيرها ويكون هناك اشراف تام من وزارة السياحية على هذه المنشآت ومنحها الموافقات اللازمة بعد تطبيق قواعد محددة للتشغيل .
واقترح د. عاطف عبد اللطيف بضرورة تفعيل وحدة مختصة بوزارة السياحة تكون مهمتها الإشراف والمتابعة على الشقق الفندقية و اعداد دورات تدريبية للراغبين بالعمل فيها و منحهم شهادة معتمدة تمكنهم من العمل في هذا النمط من العقارات السياحية .
واشار إلى انه يمكن التنسيق بين وزارة السياحة و هذه المنشآت بتوفير العمالة المطلوبة بالمواصفات الخاصة من خلال الوزارة وترشيحها للعمل بالشقق الفندقية .
وذكر انه بالتزامن مع العمل على زيادة الطاقة الفندقية سواء من خلال انشاء فنادق او استثمار الشقق الفندقية و التوسع فيها لابد من الاهتمام بزيادة عدد الطيران و رحلات الطيران من والى الوجهات المستهدفة لجذب سياحة منها و كذلك تطوير ورفع كفاءة أسطول النقل السياحي لانه بدون نقل و طيران لن تكتمل المنظومة السياحية .
واقترح د. عاطف عبد اللطيف ضرورة كتابة اللافتات الإرشادية على المحاور وداخل المدن بمختلف المحافظات باللغة العربية و الإنجليزية للتسهيل على السائح الأجنبي الوصول إلى المناطق السياحية و الفنادق و الوحدات الفندقية بشكل أسهل .
ودعا عاطف عبد اللطيف إلى ضرورة الترويج لهذا النمط العقاري داخليا وخارجيا لجذب مستثمرين جدد في هذا النمط العقاري الذي يحقق عوائد ربحية متميزة و الترويج له سياحيا بالدول المستهدف جلب سياحة منها.