صراحة نيوز -في جلسة سياسية عالية السقف، نظمها مجلس الشباب الأردني عبر تطبيق “زووم” ضمن برنامج “مدخل العلوم السياسية”، قدّم معالي الدكتور بسام العموش، الوزير والنائب والعين والسفير الأسبق، قراءة نقدية معمّقة للمشهد السياسي الأردني والإقليمي، في حوار أدارَه رئيس المجلس سليمان السقار، وشارك فيه شباب من مختلف المحافظات.

وشملت الجلسة عرضًا لتجارب العموش في الحكومة والبرلمان والدبلوماسية، ورؤيته لمسارات التحديث السياسي ودور الشباب في الحياة العامة.

برلمان حزبي كامل… و«النائب الفرد عبء على الدولة»

ركّز العموش على ضرورة الانتقال إلى برلمان حزبي كامل، معتبرًا أن نموذج النائب الفرد لم يعد ملائمًا لمرحلة التحديث السياسي. وجاء على لسانه:
«لا أؤمن أن يكون البرلمان مكوّنًا من أفراد… لأن النائب الفرد ليس له وزن، بل هو عبء على الدولة، فيتحول إلى مقايضة الثقة مقابل ما يُقدَّم له ولأسرته».

ورأى أن المقعد يجب أن يكون للحزب لا للشخص، وأن الترشح يجب أن يستند إلى برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي واضح، بحيث يصبح التمثيل النيابي عملًا مؤسسيًا لا شخصيًا، وبما ينسجم مع التوجه الوطني نحو حكومات حزبية برلمانية.

أبناء الوزراء والمدارس الخاصة… سؤال الثقة بالمؤسسات

وفي محور التعليم والخدمات العامة، استعاد العموش تجربة داخل مجلس الوزراء حين طرح سؤالًا مباشرًا حول أماكن دراسة أبناء الوزراء، ليكشف أن
«ولا واحد من أبناء الوزراء في مدارس حكومية».

ورأى أن هذا الواقع يستدعي مراجعة جديّة لرفع كفاءة المدرسة الحكومية وتعزيز ثقة المسؤول بالمؤسسات التي يديرها، معتبرًا أن إصلاح التعليم يبدأ من رؤية عادلة لا تميّز بين مسؤول ومواطن.

حكومات قصيرة العمر… و«نادي الوزراء المتقاعدين»

توقف العموش عند مسألة استقرار الحكومات، مشيرًا إلى قِصر أعمارها في الأردن، حيث قال:
«أعمار الحكومات في الأردن تقريبًا بعمر المواليد؛ فهناك حكومات جلست ثلاثة أيام، وأخرى أربع سنوات، ولا أكثر من ذلك».

وتناول كلفة التعديلات الوزارية المتكررة وما تخلقه من تراكم في الامتيازات والتقاعد، في سياق يشبه ما وصفه بـ”نادي الوزراء المتقاعدين”، مؤكدًا أن أي إصلاح جاد يتطلب مراجعة عادلة لهذه البنية، بما يحقق التوازن بين الخدمة العامة والعبء المالي على الدولة.

خصخصة الاتصالات… سؤال الأرباح بعد البيع

وفي مناقشة ملف الخصخصة، استخدم العموش مثال قطاع الاتصالات، متسائلًا:
«لماذا عندما باعت الحكومة الاتصالات وانتقلت للشركات الخاصة أصبحت أرباحها بالملايين، بينما لم تكن كذلك عندما كانت بيد الدولة؟»

ورأى أن هذه المفارقة تستحق مراجعة اقتصادية معمّقة، تهدف إلى تقييم جدوى الخصخصة في القطاعات الحيوية وضمان الإدارة الفاعلة للموارد الوطنية.

«المسؤول يعمل عند الشعب»… الدولة خادم أمّة لا مالكها

وفي محور العلاقة بين الدولة والمجتمع، شدّد العموش على مبدأ الشرعية القائمة على الخدمة لا السلطة المجردة، مستشهدًا بقوله:
«المسؤول يعمل عند الشعب، ويؤدي له الخدمة، وأنا أؤدي له التحية والولاء، وإذا أمرني بالقتال أقاتل من أجل بلدي وشعبي».

وركّز على أهمية بناء ثقة متبادلة بين المواطن والدولة، قائمة على الأداء واحترام القانون والمساءلة العلنية للمسؤول، معتبرًا أن قوة الدولة تنبع من نزاهة مؤسساتها وقدرتها على حماية المواطن وحقوقه.

إيران وإسرائيل… بين تهديد النفوذ وتهديد الوجود

في الملف الإقليمي، قدّم العموش قراءة مستمدة من تجربته سفيرًا في طهران. وعند السؤال المباشر حول أيهما أخطر على الأردن، قال:
«لا تُخيّرني بين مؤذيَين… قطعًا إسرائيل رقم (1) لأنها مباشرة في القتل والتدمير وتدنيس المقدسات».

وأوضح أن انتقاده للنظام الإيراني يرتبط بسلوك إقليمي أثّر على استقرار دول عربية، بينما يبقى الاحتلال الإسرائيلي تهديدًا وجوديًا مباشرًا للأردن والمنطقة.

انتخاب أمين عمّان… ومسؤولية القرار المحلي

وفي نقاش الديمقراطية المحلية، عبّر العموش عن رفضه لمبدأ التعيين في البلديات، بمن فيها أمانة عمان، عبر سؤاله اللافت:
«هل أهل عمّان قاصرون عن الانتخاب؟ ولماذا ينتخب أهل الزرقاء ولا ينتخب أهل عمّان؟»

ورأى أن الانتخاب يعزز المساءلة، ويحرّر المسؤول من تبعية التعيين، ويؤسّس لإدارة محلية أكثر استقرارًا وارتباطًا بحاجات الناس.

الشباب والأحزاب… مشاركة واعية لا شعارات

وجّه العموش دعوة واضحة للشباب للانخراط الواعي في الحياة الحزبية، بقوله:
«أنا من دعاة أن ينخرط الشباب في الأحزاب ولكن بوعي».

وأكد أن المشاركة السياسية يجب أن تستند إلى قراءة البرامج وتحليل السياسات لا إلى العاطفة أو الانحيازات الشخصية، داعيًا الشباب إلى قراءة المذكرات السياسية والاستماع للتحليل والانخراط في الحوار، وبناء قدرة نقدية مسؤولة، مشددًا على الحاجة إلى “دماء جديدة” تحمل المعرفة والالتزام.

خاتمة الجلسة

شهدت الجلسة نقاشات موسّعة من الشباب حول الأحزاب وصناعة القرار والملف الإقليمي ودورهم في الحياة العامة. واختُتم اللقاء برسالة تشجيع من العموش تؤكد أن الدولة بحاجة إلى جيل جديد قادر على المشاركة الفعلية، والقراءة العميقة، وبناء الثقة مع المؤسسات الوطنية.

وأظهرت الجلسة نموذجًا لحوار مسؤول وجاد، فتح أمام الشباب أبوابًا لفهم أعمق لمسار الدولة وتاريخها السياسي ومتطلبات المشاركة في بناء المستقبل.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن

إقرأ أيضاً:

طهران تنفي أي تفاوض مع واشنطن والترويكا تصعّد تجاه إيران

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في تعليقه على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التفاوض مع إيران أنه لا وجود لأي عملية تفاوضية بين طهران وواشنطن.

وأضاف بقائي أن للولايات المتحدة سجلا من الانتهاكات، مشيرا إلى أنه لا يوجد مبرر للتفاوض مع طرف يتباهى بالاعتداء على إيران.

من جهة أخرى، قدّمت الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة مشروع قرار جديدا إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحمل نبرة تصعيدية تجاه إيران، ويؤكد أن طهران ما زالت في حالة عدم امتثال لاتفاق الضمانات التابع لمعاهدة عدم الانتشار.

ويعرب مشروع القرار عن قلق بالغ من أن الوكالة لم تتمكن منذ أكثر من 5 أشهر من التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم، بما في ذلك المواد العالية التخصيب، محذرا من أن غياب هذه المعلومات يثير مخاوف بشأن احتمال تحويل مواد نووية من الاستخدام السلمي.

ويحمّل النص إيران مسؤولية "عدم تقديم المعلومات المطلوبة" بشأن مواقع المواد المعلنة سابقا، ويدعوها إلى التعاون الكامل والفوري.

زيارة المنشآت المستهدفة

وفي السياق ذاته، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن اليورانيوم المخصب لا يزال في إيران، وإن على الوكالة الحصول عليه وفحصه.

وقال غروسي إن الوكالة لم تتمكن بعد من زيارة المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت للاستهداف.

وكان كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية قال إن لدى بلاده علاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا حاجة لمفاوضات سرية معها.

وأضاف آبادي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أن تحرك الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لإصدار قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة سيؤدي إلى استبعاد اتفاق القاهرة، حسب تعبيره.

وكان تطبيق البروتوكول الإضافي -الذي وقعته إيران عام 2003 ولم تصدّق عليه حتى الآن- حجر الزاوية في اتفاق 2015 الذي رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية.

إعلان

ويمنح البروتوكول الإضافي الوكالة رقابة أوسع على الأنشطة النووية لأي دولة، مثل سلطة إجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع غير معلنة.

وانهار اتفاق 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، وردّت إيران بالتخلي عن القيود، ومنها الإضافي.

وفقدت وكالة الطاقة الذرية الرقابة على مخزون إيران من أجهزة الطرد المركزي عندما توقفت طهران عن تنفيذ البروتوكول الإضافي في 2021.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يجتمع مع وزير القوى العاملة والوزير المسؤول للطاقة والعلوم والتكنولوجيا بسنغافورة
  • طهران تنفي أي تفاوض مع واشنطن والترويكا تصعّد تجاه إيران
  • إيران وانتخابات العراق.. الجار الحاضر في كل صندوق
  • النار تحت الرماد.. سيناريوهات “صراع وشيك” بين إيران وإسرائيل
  • بالفيديو…. النائب العموش: من المسؤول الذي حاول ابتزاز المناصير؟….سأُطالب بإقالته حتى لو كان رئيس الوزراء
  • الخارجية الإيرانية: نحن مستعدون لأي مغامرة محتملة من قبل واشنطن أو تل أبيب
  • مفتي الجمهورية: حماية العقول تتحقق بتأسيس منهج علمي راسخ يعيد ربط الشباب بدينهم الصحيح
  • الحرس الثوري يوضح الفرق بين حرب إيران ضد العراق وإسرائيل
  • إيران.. تلقيح للسحب في الخريف الأكثر جفافا