قال مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان.

وأضاف بولس أن "إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل مع شركائها لتسهيل هدنة إنسانية في السودان".

وتابع قائلا إنه "مع إحلال السلام والاستقرار، يمكن للشعب السوداني العودة إلى حكم مدني في سودان موحد".

وكان الرئيس ترامب قد قال في وقت سابق من يوم الأربعاء، أنه سيبدأ العمل من أجل حل الأزمة الناجمة عن الحرب المدمرة المستمرة في السودان منذ أبريل 2023.

وصرّح ترامب للصحفيين عقب لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلا: "سنبدأ العمل بشأن السودان.. لم أكن أعتقد أنه أمر صعب. أنا بارع في حل النزاعات".

وكتب ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال إنه سيستخدم "نفوذ الرئاسة لوقف الحرب على الفور".

ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، خلّفت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عشرات آلاف القتلى وتسبّبت بنزوح نحو 12 مليون شخص.

وتنخرط الولايات المتحدة في جهود لحل الأزمة عبر المجموعة الرباعية التي تضم أيضا الإمارات والسعودية ومصر.

وبينما قبلت قوات الدعم السريع بالخطة التي أعلنتها الرباعية في سبتمبر، لا يزال الجيش يرفض تلك الخطة.

وتنص الخطة على وقف لإطلاق النار وهدنة لمدة ثلاث أشهر يتم بعدها الدخول في عملية سياسية لحل الأزمة.

وحذرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من تحول السودان إلى بؤرة لنشاط الإرهابيين، مع غياب أي أفق لحل النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وعبّرت الولايات المتحدة مرارا عن قلقها من تصاعد الصراع المسلح في السودان، والوضع الإنساني المأساوي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بولس دونالد ترامب السودان محمد بن سلمان وقوات الدعم السريع قوات الدعم السريع الجيش السوداني بولس دونالد ترامب السودان محمد بن سلمان وقوات الدعم السريع أخبار السودان الولایات المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل نفد صبر العالم على انتهاكات الدعم السريع؟

لم تكن مجازر الفاشر هي الأولى التي يرتكبها متمردو الدعم السريع، فقد نفذ قادتهم أبشع الجرائم الإنسانية في الجنينة، حين دفنوا أهلها أحياء وقتلوا وسحلوا واليها خميس أبكر ومشوا على جثته بالسيارة على مرأى ومسمع الجميع..

وكانت انتهاكات الجزيرة هي الأسوأ في التاريخ في "ود النورة" والهلالية والسريحة وبقية القرى التي تحولت إلى مقابر جماعية، فلم ينج أحد من آلة القتل الجماعية، ومن نجا منهم لم يسلم من الإذلال والتنكيل من المتَوحشين أمثال عمر شارون وآخرين من مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

كل ذلك والضمير الإنساني غائب والمجتمع الدولي يبحث عن الحلول لعودة السفاح إلى حكم السودان على جماجم الأبرياء عبر الرباعية القديمة المتجددة، فقبل الحرب كانت الرباعية تهدد السودانيين (الإطاري أو الحرب)، وبعد ثلاث سنوات من الحرب من التضحيات تطل الرباعية بوجهها القبيح لتقول للسودانيين عليكم قبول الهدنة أو سيأتي دوركم في القتل لاحقا عندما يستولي حميدتي على الحكم ببندقيته، أو عبر الرباعية الدولية المنتشية بجرائم السفاح "أبو لولو" المجاهر بقتل ألفي شخص في دارفور وحدها.

لكن حلفاء الدعم السريع ضاقوا ذرعا بالفظائع التي تعرض لها سكان الفاشر بعد عامين من الحصار الجائر والقصف والتجويع والقتل الجماعي، وبعد دخولهم للفاشر رأى العالم في مشاهد نادرة كيف يُجبر الإنسان على حفر قبره بيده، وغيرها من الجرائم الممنهجة، فكانت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة المقتضبة هي الحد الفاصل بين الصمت الدولي المريب على جرائم قوات الدعم السريع والتحرك اللازم للحد منها ومعاقبة مرتكبيها، قبل أن تفعل بسكان بابنوسة المحاصرة حاليا ما فعلته بمواطني الفاشر الهائَمين على وجوههم منذ دخول الدعم السريع للمدينة؛ التي تحولت إلى مقبرة جماعية تظل شاهدا على أكبر مأساة في عصرنا الحالي.

وكشفت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة التناقضات الواضحة في تركيبة الرباعية الدولية، وتحديدا فيما يلي الأطراف الممولة للدعم السريع بالسلاح والمتسببة في إطالة أمد الحرب، والتفكير الجاد في تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية ومنع العالم من التعامل معها، ووقف تدفق المرتزقة إلى داخل السودان؛ هذه الخطوات تمثل بداية الطريق نحو تصحيح مسار الجهود الدولية لوقف الحرب في السودان، فهذه المرة الأولى التي يصرح فيها الوزير الأمريكي بأن هناك داعمون للحرب يتخفون داخل الرباعية، وهذا ما يؤكد صحة موقف الحكومة السودانية على إبعاد الإمارات من الوساطة الدولية. فالوزير الأمريكي ألمح إلى وجود الإمارات داخل الرباعية ودعمها أحد الأطراف بالسلاح، فلا أحد يدعم أحد أطراف الحرب سوى الإمارات..

ويبدو أن صبر الولايات المتحدة الأمريكية على انتهاكات السريع بدأ ينفد، حيث اتهم الوزير روبيو هذه القوات بارتكاب فظائع بينها الاعتداءات الجنسية وعدم الالتزام بالهدنة، ولم يستبعد تصنيفها كمنظمة إرهابية.

وأخيرا، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فظائع الدعم السريع في الفاشر، حيث تم التصويت في جلسة خاصة على مشروع قرار يدين الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع عقب دخولها المدينة.

وأدان القرار الفظائع الواسعة النطاق المُبلغ عنها، وتشمل حسب نصّ القرار القتل بدوافع عرقية والتعذيب والإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية والاغتصاب والتجويع وغيرها.

وطالب المجلس بعثة تقصي الحقائق بإجراء تحقيق عاجل في الانتهاكات المرتكبة في الفاشر ومحيطها بواسطة قوات الدعم السريع وتحميلها المسؤولية الكاملة، كما إن المجلس تطرق في قراره إلى جوانب مهمة بشجبه لكافة أشكال التدخل الخارجي التي تغذي النزاع وتطيل أمد الحرب، كما دعا القرار إلى احترام وحدة السودان وسلامته الإقليمية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين بموجب القانون الدولي، بما في ذلك السماح للراغبين في مغادرة الفاشر (انتهى البيان).

هذه الخطوات المتأخرة هي الأولى منذ بداية الحرب ولأول مرة توجه هذه الاتهامات المباشرة للدعم السريع طيلة حربه الوجودية ضد المدنيين والعالم يتفرج، فهل تمهد غضبة أمريكا الطريق لإنصاف الضحايا ومثول قادة الدعم السريع أمام العدالة الدولية؟

مقالات مشابهة

  • بعد طلب سعودي.. ترامب يعلن بدء العمل لإنهاء الحرب في السودان
  • ترامب: سأبدأ العمل من أجل حل الأزمة السودانية
  • السودان يغرق في الصراع.. المواجهة مستمرة بين «الجيش والدعم السريع»
  • هل تسعى الدعم السريع إلى جر جوبا لحرب السودان؟
  • هل نفد صبر العالم على انتهاكات الدعم السريع؟
  • عاجل .. توم فليتشر يدفع بمطالب عاجلة بشأن الفاشر ومحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم ويحذر من ساحة جريمة والاسلحة و يكشف تفاصيل قصص رعب وبؤس وهذا ما طالب به الدعم السريع
  • معارك جديدة تشتعل.. ومواجهات طاحنة تعيد رسم خريطة الصراع في السودان
  • الجيش السوداني يطالب العالم بوقف تدفق السلاح للدعم السريع
  • مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟