السردية الأردنية ودعوة ولي العهد
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / د. عبد الحميد عليمات
تأتي دعوة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأمين إلى توثيق السردية الأردنية باعتبارها تأكيدًا على أهمية حفظ الهوية الوطنية وترسيخ الرواية التاريخية للدولة في مواجهة التحديات المعرفية والإعلامية الحديثة. فتوثيق السردية الأردنية ليس مجرد جمع للوقائع، بل هو مشروع وطني يهدف إلى صون الذاكرة وتعزيز الانتماء ونقل الحقيقة للأجيال القادمة.
تُعدّ السردية الأردنية إطاراً معرفياً وثقافياً يجمع بين أحداث الماضي ورؤى الحاضر وتطلعات المستقبل، وتقدّم تصوراً متكاملاً لمسار تشكل الدولة الأردنية وتطور هويتها الوطنية. ولا تُختزل هذه السردية في تدوين الوقائع التاريخية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى بناء فهم جماعي لطبيعة التجربة الأردنية وتحدياتها وتبدأ جذور السردية الأردنية من لحظة الثورة العربية الكبرى عام 1916، التي رسخت مبادئ التحرر والوحدة والنهضة العربية. وقد كان لدور الأردنيين في دعم الثورة ووقوفهم إلى جانب القيادة الهاشمية أثرٌ واضح في تشكيل الهوية السياسية للدولة المبكرة.
ومع نشوء إمارة شرق الأردن عام 1921، أخذت ملامح السردية تتبلور عبر: الشرعية الهاشمية التي تحمل إرثاً تاريخياً ودينياً والبنية الاجتماعية المتماسكة المبنية على العشائرية الإيجابية واحتضان موجات المهاجرين واللاجئين والبناء التدريجي لمؤسسات الدولة وبعد استقلال الأردن عام 1946، تطورت السردية الوطنية نحو مفهوم الدولة الحديثة الراسخة. وارتكزت في تلك المرحلة على ثلاثة محاور رئيسية هي : الدفاع عن فلسطين والقدس، وإبراز دور الجيش العربي في حرب 1948 وحماية المقدسات والنهضة المؤسسية من خلال تأسيس هياكل الدولة الإدارية والعسكرية وتطوير التعليم والخدمات وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة التي تربط بين جميع الأردنيين رغم تنوع أصولهم. وبذلك اكتسبت السردية الأردنية طابعاً يقوم على الاعتدال والاستقرار وسط تقلبات إقليمية متواصلة.
ومع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، توسع مضمون السردية الوطنية ليتماشى مع التطورات السياسية والاجتماعية، فأصبحت تشمل رؤية تركز على:
سيادة القانون ومشاركة المواطنين في صنع القرار والإصلاح السياسي، والإداري، وتحديث الاقتصاد، والتعليم والتعايش واحترام التعددية والحفاظ على النسيج الاجتماعي المتماسك. وتُبرز دور الأردن كقوة دبلوماسية معتدلة، تقوم بـ الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة.
تتمثل السردية الأردنية في العديد من المرتكزات والاسس ومنها الاعتماد على الشرعية الهاشمية بوصفها امتداداً لإرث عربي وإسلامي والنزعة الواقعية في قراءة الأحداث وتفسير التاريخ بلا تهويل والبناء التدريجي للدولة القائم على التوافق الاجتماعي لا الصراع والتكامل بين القبيلة ومؤسسات الدولة في إطار واحد والانفتاح الإنساني واستقبال اللاجئين بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية وتعزيز الشعور الوطني لدى الأجيال الشابة والحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي وتوحيد الخطاب الوطن ودعم مشروع تحديث الدولة.
إن توثيق السردية الأردنية ليست مجرد رواية تاريخية، بل مشروع وطني مستمر يعيد صياغة فهمنا للتجربة الأردنية ويؤكد خصوصيتها. وهي إطار يجمع بين الإرث التاريخي والواقع المعاصر، ويرسم طريقاً واضحاً نحو المستقبل، قائماً على الاعتدال والتماسك والهوية الأردنية الجامعة والسردية الأردنية ليست نصاً ثابتاً، بل مشروعاً مفتوحاً يتطور مع الزمن. فهي تجمع بين التاريخ العميق للأرض، والدور العربي للقيادة الهاشمية، وتجربة بناء الدولة الحديثة. ومن خلال هذه السردية، ينشئ الأردن صورة واضحة عن ذاته وعن دوره في المنطقة، ويقدّم نموذجاً لدولة استطاعت أن تجمع بين الاستقرار، والاعتدال، والرسوخ الوطني رغم التحديات المحيطة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام السردیة الأردنیة
إقرأ أيضاً:
الملك عبد الله الثاني .. حضور سيادي يرسّم ملامح القوة الأردنية وصعود دور المملكة في المشهد الدولي
صراحة نيوز- بقلم / النائب هدى نفاع
في مرحلة دولية تشهد تحولات متسارعة وتحديات متشابكة، يواصل جلالة #الملك_عبدالله_الثاني_بن_الحسين ترسيخ مكانة المملكة الأردنية الهاشمية بوصفها دولة فاعلة وموثوقة على الساحة الإقليمية والدولية، فقد بات حضور جلالته عنواناً للقوة الدبلوماسية وحكمة القيادة، ومصدراً للثقة لدى الدول الشريكة التي ترى في الأردن نموذجاً للاستقرار والاتزان والقدرة على بناء جسور التعاون.
إن التحركات الملكية وما تحمله من رسائل سياسية واقتصادية تعكس وضوحاً في الرؤية ورسوخاً في الدور، وتؤكد التزام الأردن بقيادة جلالته بالانفتاح على العالم، وتعزيز شراكاته، والدفاع عن مصالحه بثبات ومهنية عالية، وبهذا النهج، يواصل الأردن، بقيادته الهاشمية، تثبيت حضوره الرصين وهيبته المستحقة في المحافل الدولية، وترسيخ موقعه كدولة ذات تأثير ورؤية مسؤولة تجاه قضايا المنطقة والعالم.
حضور ملكي يفرض احترامه… ودبلوماسية تُعيد تعريف مكانة الأردن
أينما يتقدم جلالة الملك، تتقدم معه مكانة الأردن. فقد أثبتت جولاته الخارجية، ومنها الجولة الآسيوية الأخيرة، أن احترام العالم لجلالته ليس وليد المجاملات، بل نتاج عقود من العمل السياسي المتزن والدبلوماسية الهادئة ذات الرسالة الواضحة.
إن قوة حضور جلالة الملك تتجلى في اتزان الموقف، وعمق الرؤية، والقدرة على بناء الثقة مع شركاء دوليين مؤثرين، الأمر الذي جعل من الأردن دولة يُحسب حسابها في ملفات الأمن والسياسة والتنمية في الشرق الأوسط.
الأردن في قلب آسيا… سياسة خارجية مرنة ورؤية اقتصادية بعيدة المدى
الجولة الآسيوية لجلالة الملك، هي خطوة استراتيجية تعكس إدراكاً عميقاً لأهمية القارة الآسيوية كقوة اقتصادية عالمية صاعدة.
وقد حمل جلالته في هذه الجولة رؤية متكاملة تقوم على:
تنويع الشراكات الاقتصادية والسياسية
جذب الاستثمارات النوعية والتكنولوجيا المتقدمة
تعزيز سلاسل التوريد المرتبطة بالاقتصاد الأردني
فتح آفاق جديدة للصادرات والصناعات الوطنية
رفع مستوى التعاون الاستراتيجي طويل الأمد مع الدول الآسيوية
بهذه المقاربة، يؤسس الأردن لمرحلة جديدة من الانفتاح والتكامل مع الاقتصادات الأكثر نمواً في العالم، بما يعزز قدرته على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص.
دبلوماسية الثبات… ومواقف تُسجَّل في السجل الدولي
تتميز القيادة الأردنية بثبات مواقفها ووضوح مبادئها تجاه القضايا الإقليمية والدولية. وقد أثبتت التجارب أن صوت الأردن، بقيادة جلالة الملك، يُعد من أكثر الأصوات تأثيراً واعتدالاً في المنطقة.
فالأردن كان ولا يزال: ركيزة للأمن الإقليمي، صوتاً للحكمة في الأزمات، مرجعاً إنسانياً في قضايا اللاجئين وحماية المدنيين، قوة ناعمة تسعى للحلول لا للصدام
وهذه القيم جعلت العالم يُصغي لجلالة الملك حين يطرح رؤيته، ويقدّر دوره بوصفه قائداً يمتلك مصداقية راسخة.
قائد بحجم وطن… ووطن ينهض بقيادته
اليوم، يقف الأردن أمام مرحلة تاريخية جديدة، تتعزز فيها مكانته السياسية والاقتصادية بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة.
إن الحضور الملكي القوي، والرؤية الاستراتيجية الواضحة، والعمل الدبلوماسي المتقن، كلها عوامل جعلت الأردن دولة يُنظر إليها باحترام وتقدير، دولة تفوق حدود حجمها، وتؤثر بما تحمله من قيم ومبادئ وواقعية سياسية.
#فحيثما_يحضر_جلالة_الملك_يحضر_الأردن_بثقله_ومكانته…
وحيثما يتحدث، تُفتح أمام المملكة آفاق جديدة للتعاون والازدهار…
وبقيادته، يمضي الأردن بثقة نحو مستقبل أكثر قوة واستقراراً وازدهاراً.