(عمان) بمشاركة فنانين وباحثين من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والعالمية بدأت الدورة السادسة والعشرين من "مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية" المقام تحت شعار "سراج" في متحف الشارقة للفنون، حيث رعى الإفتتاح الشيخ الدكتور سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب حاكم الشارقة، ويأتي المهرجان بتنظيم إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة في الشارقة، ليواصل مسيرته كأحد أبرز الفعاليات الفنية المتخصصة بالفنون الإسلامية المعاصرة في المنطقة.

وأشتملت الأعمال المشاركة على تركيبات فنية معاصرة، ومنحوتات، ومجسمات حركية، وزخارف هندسية، ولوحات ومخطوطات تستند إلى مقاربات بصرية جديدة، وتحوّل المفردات الإسلامية إلى مفاهيم تفاعلية ولغوية وفكرية تتجاوز العرض التقليدي إلى فضاءات تجريبية أوسع، وتعكس الأعمال المطروحة في هذه الدورة تنوع المدارس الفنية والرؤى المفاهيمية للفن الإسلامي، حيث تجمع بين الابتكار التقني والعودة إلى الجذر الروحاني للفنون الإسلامية، مع حضور موضوعات تتعلق بالعلاقة بين الضوء والروح، وتاريخ العمارة الإسلامية، والرموز والخط، إضافة إلى تجارب تستكشف اللغة الرقمية والتفاعلية في تشكيل الفضاء البصري المعاصر، وقد لفتت أعمال عدة الأنظار بما تقدمه من مزج بين التراث البصري الإسلامي والتقنيات الحديثة كالوسائط المتعددة والليزر والمواد التركيبية.

وترسّخ الدورة الجديدة مكانة المهرجان كمنصة عربية ودولية تستعيد حضور الفنون الإسلامية في المشهد الفني العالمي، خصوصاً في ظل المشاركة الواسعة لأكثر من 150 فناناً وفنانة من مختلف دول العالم، بينهم باحثون ومختصون وفنانون عالميون، يقدّمون عبر نحو 114 فعالية برنامجًا متنوعًا يتضمن معارض فنية متخصصة، وحلقات عمل تطبيقية، ومحاضرات في تاريخ الفنون، تستضيفها دائرة الثقافة بالتعاون مع 26 مؤسسة فنية محلية، واتحاد المصورين العرب، وغيرها من الفضاءات المتخصصة التي تحتضن فعاليات ممتدة طوال فترة المهرجان.

وتتوزع المعارض المصاحبة على 52 معرضًا في عدد من مواقع العرض، من بينها متحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للخط، ومدرج خورفكان، وجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، بما يتيح للجمهور والباحثين والمهتمين تتبع التجارب المختلفة في سياق بصري متكامل.

وتتمثل خصوصية دورة هذا العام في الاتجاه نحو تقديم قراءات مفاهيمية جديدة للفن الإسلامي تتجاوز الطابع التزييني إلى مساحات بحثية وفكرية تستلهم التراث لكنها تعيد صياغته وفق أدوات العصر، ما يجعل المهرجان مساحة تلاقٍ بين الرؤية الإبداعية والخطاب الجمالي المرتبط بالهوية الإسلامية، وفي الوقت نفسه منصّة للحوار بين الفنانين من دول متعددة تجمعها أسئلة الفن والروح والمعنى.

ويُعد "مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية" من المبادرات الثقافية التي أسهمت خلال العقود الماضية في إعادة تفعيل حضور الفن الإسلامي في الحراك الفني العالمي، من خلال التركيز على الخطاب البصري بوصفه امتدادًا حيًا لحضارة الإسلام، وتقديمه كفضاء للتجريب والتأويل والتقاطع مع الفنون المعاصرة، لا كإرث تاريخي مغلق أو معرض توثيقي جامد، وقد مثّل المهرجان في دوراته السابقة منصة لإطلاق تجارب فنية رائدة، ورسّخ حضور إمارة الشارقة كحاضنة لتاريخ الفن العربي والإسلامي في بعديه التراثي والحداثي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشارقة للفنون

إقرأ أيضاً:

منتخب العراق لكرة اليد يخسر أمام البحرين في دورة التضامن الإسلامي

منتخب العراق لكرة اليد يخسر أمام البحرين في دورة التضامن الإسلامي

مقالات مشابهة

  • حديقة خلفية أم دولة ذات سيادة؟! قراءة في الذهنية السعودية تجاه اليمن
  • العراق يحصد ميداليته الـ11 في دورة التضامن الإسلامي
  • «ساحة الخط» تحتضن 8 معارض في «مهرجان الفنون الإسلامية»
  • تركيبات فنيّة ومجسّمات متحركة تجسّد شعار مهرجان الفنون الإسلامية «سراج»
  • سالم بن عبد الرحمن القاسمي يفتتح الدورة الـ26 لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية
  • جامعة الأقصر تفتتح ثلاثة معارض فنية عن الإبداع المعاصر والتراثي
  • المصارعة العراقية تحرز برونزية في دورة التضامن الإسلامي
  • منتخب العراق لكرة اليد يخسر أمام البحرين في دورة التضامن الإسلامي
  • «اكسبوجر» يحتفي بـ «عقد من السرد القصصي البصري»