اقتصاد الفضاء عالميا .. فرص مليارية وآفاق واعدة للاستثمارات الحكومية والخاصة
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أبوظبي في 3 سبتمبر / وام / يحمل قطاع الفضاء إمكانيات هائلة تشمل أبعاداً اقتصادية كبيرة، فبعد بروز ما يسمى بمصطلح اقتصاد الفضاء منذ عدة عقود، كان نموه خلال الأعوام الماضية أكبر من أي وقت مضى، ليتخطى خلال عام 2022 حاجز نصف تريليون دولار وليقترب من أن يصبح اقتصادا تريليونيا خلال السنوات القليلة المقبلة، وفق دراسات عالمية من قبل مؤسسات متخصصة.
وحسب تقرير صادر عن "سبيس فاونديشن"، وهي مؤسسة غير ربحية معنية بمجال الفضاء فقد نما اقتصاد الفضاء عالمياً 8% ليصل إلى 546 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 41% خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتوقعت المؤسسة، الاقتراب من 800 مليار دولار في غضون خمس سنوات في ظل توقعات آخرى بأن يتخطى اقتصاد الفضاء حاجز التريليون دولار عام 2030 حسب عدة دراسات ووفق ما ذكرته العديد من المؤسسات الدولية الكبرى ومنها "بي دبليو سي" وبنك أوف أمريكا، وماكينزي.
وفي ستينيات القرن الماضي، كان السباق والعمل في الفضاء محصورا بين أكبر قوتين في العالم (الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي السابق) غير أنه مع وحلول 2022 هناك أكثر من 90 بلداً تعمل في هذا المجال.
ويرتبط دخول عشرات الدول إلى السباق الفضائي بتزايد الوعي بأهمية الفضاء وتقدم التقنيات الفضائية ما جعل الأمر أكثر سهولة وأقل تكلفة، إضافة إلى الرغبة في تحقيق السبق العلمي.
ويُعد الفضاء مجالًا حيوياً للبشرية، فهو غني بالموارد الطبيعية والإمكانات العلمية والتكنولوجية، وبالتالي يمكن أن يسهم في التنمية الاقتصادية وتعزيز الاقتصاد الوطني للدول، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتطوير الصناعات التكنولوجية المتقدمة، وتحسين جودة الحياة عبر توفير خدمات جديدة مثل الاتصالات ورصد الأرض ومراقبة المناخ، إضافة إلى تعزيز الابتكار العلمي.
ومع توسع سوق الفضاء العالمي، توقعت العديد من التقارير أن تكون العوائد المالية من الاستثمار في الفضاء هائلة، سواء كان ذلك من خلال تطوير التكنولوجيا، أو خدمات الإطلاق، أو التعدين الفضائي، أو حتى السياحة الفضائية، فإن الفرص المالية تبدو لامحدودة.
وترتبط التوقعات الخاصة بارتفاع العوائد المالية من قطاع الفضاء بالعديد من العوامل، وعلى رأسها زيادة الطلب على خدمات الفضاء، بما في ذلك الاتصالات ومراقبة الأرض والنقل وعلوم الفضاء، وانخفاض تكاليف الوصول إلى الفضاء، والتطورات التكنولوجية التي تسهم في تسهيل الوصول إلى الفضاء وخفض تكاليفه.
ويتزايد الاهتمام الاستثماري من قبل القطاع الخاص والحكومات على حد سواء باقتصاد الفضاء، وبات المستثمرون يخصصون أموالاً أكثر من أي وقت مضى في تكنولوجيا الفضاء.
ووفق تقرير صادر عن شركة تحليلات الفضاء "برايس تك" فقد جمعت الشركات الناشئة في مجال الفضاء أكثر من 15 مليار دولار من إجمالي التمويل خلال عام 2021، محطمة الرقم القياسي البالغ 7.7 مليار دولار المسجل في عام 2020.
وسيكون العالم خلال الفترة المقبلة على موعد مع مزيد من الزخم في مجال الاستثمارات الخاصة بقطاع الفضاء، مع النمو المتسارع لأنشطة إطلاق الأقمار الاصطناعية، والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى تراكم الخبرة في هذا المجال.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
بدفع من ترامب.. بوينغ تعقد صفقة تاريخية مع الخطوط الجوية القطرية بقيمة 96 مليار دولار
أعلنت شركة بوينغ عن إبرام صفقة غير مسبوقة مع الخطوط الجوية القطرية، في إطار جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية في المنطقة. وسجّلت أسهم بوينغ، أكبر شركة طيران في العالم، ارتفاعًا بنسبة 2% لتبلغ أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعًا، وذلك بعد الإعلان عن الاتفاق. اعلان
وخلال زيارة ترامب إلى قطر، كشف البيت الأبيض عن توقيع اتفاقيات مع الدولة الخليجية بقيمة إجمالية بلغت 243.5 مليار دولار (209 مليار يورو). وأشار البيان إلى أن "الصفقات التاريخية التي تم الاحتفال بها اليوم ستقود الابتكار والازدهار لأجيال مقبلة، وستعزز الريادة التكنولوجية والتصنيع في الولايات المتحدة، وتضع البلاد على مسار عصر ذهبي جديد".
وتتضمن الاتفاقيات طلبية ضخمة من الخطوط الجوية القطرية لطائرات بوينغ، بقيمة 96 مليار دولار (85.8 مليار يورو)، وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الشركة من حيث الطلب.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من توقيع خطة استثمار أمريكية مع السعودية بقيمة 600 مليار دولار (535 مليار يورو)، في خطوة تُعزز من حضور واشنطن الاقتصادي في منطقة الخليج. ومن المتوقع أن يزور ترامب الإمارات لاحقًا اليوم، وسط تكهنات بإمكانية توقيع صفقات إضافية مع شركة طيران الإمارات، المنافس الإقليمي الأبرز للخطوط القطرية.
أكبر صفقة في تاريخ بوينغأوضحت بوينغ أن الطلبية القطرية تشمل شراء 130 طائرة من طراز 787 دريملاينر و30 طائرة من طراز 777X، مؤكدة أنها تمثل "أكبر طلبية على الإطلاق لطائرات بوينغ، وأكبر صفقة لطائرات 787 دريملاينر، وأكبر طلبية في تاريخ الخطوط الجوية القطرية". وتقدّر الشركة أن هذه الصفقة ستساهم في دعم نحو 400 ألف وظيفة داخل الولايات المتحدة. وقد شارك ترامب في مراسم التوقيع الرسمي للاتفاق.
من جهته، صرّح بدر محمد المير، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، قائلًا: "بعد عامين متتاليين من الأداء التجاري القياسي، فإننا، ومن خلال هذه الصفقة التاريخية مع بوينغ، لا نسعى فقط إلى توسيع نطاق عملياتنا، بل نبني دعائم قوة قادرة على تقديم تجربة فريدة لعملائنا".
وأضاف: "نحن ممتنون لشركائنا في بوينغ لتلبيتهم دعوتنا، ونتطلع إلى شراكة متواصلة تدفع نحو نمو ذكي مستدام. إن فريقنا متحمّس للمساهمة في إنتاج طائرات 787 و777 خلال العقد المقبل، والتي ستعزز الربط بين الأفراد والشركات حول العالم بكفاءة وراحة استثنائيتين".
وتُعد هذه الصفقة أيضًا إنجازًا بارزًا للرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، كيلي أورتبرغ، الذي رافق ترامب خلال جولته في الشرق الأوسط. وكانت الشركة قد أبرمت، يوم الثلاثاء، اتفاقًا آخر بقيمة 4.8 مليار دولار (4.3 مليار يورو) مع شركة AviLease السعودية لتأجير الطائرات، لشراء طائرات 737-8 ماكس.
وكانت طائرات بوينغ من طراز 737 ماكس قد واجهت توقفًا في الخدمة بين عامي 2019 و2020، وكذلك عام 2024، جراء ثغرات متواصلة في إجراءات السلامة ومشاكل الإنتاج. ومنذ عام 2018، لم تتمكن الشركة من تحقيق أرباح، وشهدت أسهمها تراجعًا حادًا مطلع نيسان/ أبريل الماضي عقب إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية متبادلة.
جهود ترامب لتقليل الاعتماد على الشركات الصينيةفي السياق ذاته، علّقت الصين طلبيات الطائرات من بوينغ في أواخر نيسان/ أبريل، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. وصرّح أورتبرغ، في مقابلة مع شبكة CNBC الشهر الماضي، أن الطائرات التي كانت مخصصة في الأصل للمشترين الصينيين قد يتم توجيهها إلى أسواق بديلة في وقت لاحق من هذا العام.
وفي خطوة أخرى، أتمّ ترامب يوم الثلاثاء اتفاق استثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي مع السعودية، بلغت قيمته 80 مليار دولار (71 مليار يورو)، ما ساهم في دفع أسهم شركة إنفيديا وشركات تكنولوجية أمريكية أخرى إلى الصعود، بعد فترة من الضغوط على قطاع أشباه الموصلات نتيجة تصاعد التوتر مع بكين.
Relatedبسبب "هدية الطائرة" القطرية.. ترامب يهاجم شومر ويصفه بـ"الفلسطيني"أرباح تاريخية لترامب في الدوحة.. التزام قطري باستثمار أكثر من ترليون دولار في أميركاترامب بعد لقائه أمير قطر: ناقشنا قضايا العالم وبينها روسيا وأوكرانيا وإيرانوبالتوازي، ألغت إدارة ترامب قاعدة تنظيمية أطلقها سلفه جو بايدن كانت تستهدف تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، وكان من المفترض أن تدخل حيّز التنفيذ هذا اليوم. وعلى الرغم من ذلك، أكدت وزارة العدل أنها تعمل على إعادة صياغة ضوابط تصدير الرقائق الأمريكية المُستخدمة في الذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وفي تطور مرتبط، أعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الأربعاء، عن تعليق القيود المفروضة على صادراتها إلى 28 شركة أمريكية لمدة 90 يومًا، والتي تشمل مواد نادرة وحساسة، وذلك بموجب اتفاق ثنائي جرى التوصل إليه خلال محادثات تجارية نهاية الأسبوع الماضي.
المصادر الإضافية • Tina Teng
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة