العدوّ واستراتيجية الطبخ على نار هادئة
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
يمانيون| بقلم: عبدالمنان السنبلي
أن يستمرَّ العدوّ الصهيوني في اعتداءاته وخروقاته في كُـلٍّ من جنوب لبنان وقطاع غزة؛ فهذا ليس جديدًا عليه، وإنما هو أمر متوقَّع منه ومجرَّب من قبل.. لكن السؤال الذي يطرح نفسَه هو: لماذا يفعلُ ذلك فقط في جنوب لبنان وقطاع غزة بينما لا يقوم بالأمر نفسه في اليمن..؟
هل لأنه لا يولي هذه الجبهة اهتمامًا.
أم لأنه يستبعد المسافة بينه وبين اليمن..؟
أم لأنه يخشى ردة الفعل اليمنية..؟
أم لأنه لم يعد يشاء أن يشن عدوانًا على اليمن..؟
أم لِمَــــــــــــــاذا يا ترى..؟
الإجَابَة بصراحة: لا..، ليس أيًّا من ذلك كله..
يؤكّـد على صحة هذه الإجَابَة «نتنياهو» نفسِهِ، والذي يطلُعُ للمرة الثانية، وفي أقل من شَهرٍ، بِتَصريحٍ يتوعد فيه اليمن ويحذر من خطورة تنامي قدراته العسكرية على كيانه الأزرق..
طيّب.. أين المشكلة..؟
لماذا، يعني، لا يستمر هذا الكيان الأزرق في استهداف اليمن على غرار ما يقوم به في غزة ولبنان..؟
والإجَابَة هي: لأنه ببساطة يدرك جيِّدًا أن الاستراتيجية المتبعة والمعمول بها في غزة ولبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار لا يَنْفَعُ تطبيقها في اليمن لأسباب واعتباراتٍ معروفة ومعلومة للجميع ليست محل النقاش الآن..
وهذا، بالطبع، لا يعني ـ مَثَــــلًا ـ أنه قد قرّر أن يتجاهل اليمن أَو أن يغفلَ عنه، أَو أن يخرجَه من حساباته..؟
بل بالعكس؛ فرغبةُ هذا الكيان المجرم في الانتقام من اليمن قد تفوقُ في حجمها أضعافًا مضاعفة رغبتَه في الانتقام من غزةَ ولبنانَ وحتى إيران..!
كُلُّ ما في الأمر فقط هو أنه مُستمرٌّ بالعدوان على اليمن بطريقة مختلفة تمامًا عما يقوم به في غزة ولبنان، ووفق استراتيجية تتناسب والحالة اليمنية..
استراتيجيةٌ تقوم على أَسَاس نظرية الطَّبْخِ على نار هادئة، والتي قد لا تظهر نتائجها وآثارها بصورة فورية وآنية أَو على المدى المنظور..
وهذا ما يتطلب منا نحن اليمنيين الإعدادَ والاستعدادَ على أَسَاس هذه الاستراتيجية لا على أَسَاس استراتيجية الطَّبْخَاتِ السريعة المعمول بها في غزة ولبنان والقائمة على أَسَاس الاعتداءات والخروقات المُستمرّة والمتكرّرة..
فكما أنهم يعدُّون ويَطْبُخُونَ لنا على نار هادئة، علينا أن نعد لهم وَنَطْبُخَ على نار هادئة أَيْـضًا، الأمر الذي يتطلَّبُ منا مزيدًا من المثابرة والعمل والجُهد والصبر والتركيز لا التواكل أَو التراخي والاسترخاء..
علينا أن ندرُسَ هذا العدوّ، كيف يفكِّر، وبأية عقلية يحسبُ الأمورَ حتى نتمكّنَ من فهمه جيِّدًا وفك الشفرة التي توصلنا إلى معرفة ما يعده لنا، ونتعامل على هذا الأَسَاس لا على أَسَاس ما يمارسُه في مناطق أُخرى..
عندها لا «نتنياهو»، ولا ألف ألف «نتنياهو» مثله بمقدوره أن ينالَ منا ومن شعبنا ولا بعد ألف عام..
فالهِمَّةَ الهمة والجِدَّ الجِد يا رجالَ الرجال.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على نار هادئة فی غزة ولبنان على أ س اس
إقرأ أيضاً:
بوتين يطلق مبادرات دفاعية واستراتيجية شاملة دعما لدول “معاهدة الأمن الجماعي”
الثورة نت /..
أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، اليوم الخميس ، عدة مبادرات استراتيجية خلال قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في العاصمة القيرغيزية.
وأعلن الرئيس الروسي أن رئاسة روسيا للمنظمة في عام 2026 ستحمل شعار “الأمن الجماعي في عالم متعدد الأقطاب”، مؤكدا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على الاستمرارية في المجالات الأساسية لعمل المنظمة، حسبما أفاد موقع قناة روسيا اليوم .
وأشار بوتين إلى أن “منظمة معاهدة الأمن الجماعي تضمن بشكلٍ موثوق الأمن والاستقرار في الفضاء الأوروآسيوي”، مشدّدًا على “التزام روسيا بمواصلة التعاون الوثيق مع حلفائها لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة للمنظمة”.
ولفت إلى أن تطوير القدرات الجوية للمنظمة سيتطلّب اهتماما خاصًا خلال العام المقبل.
كما قدمت روسيا عددا من المبادرات الاستراتيجية، أبرزها: عقد منتدى دولي على مستوى الخبراء في عام 2026، يُكرَّس لتطوير هيكلٍ عالمي جديد للأمن المتساوي ، وإطلاق برنامج لتزويد قوات الدول الأعضاء في المنظمة بأسلحة روسية حديثة ، والبدء في وضع استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، بالتعاون مع الشركاء، تشمل كشف الخلايا الإرهابية وقطع قنوات تمويلها ، واتخاذ إجراءات إضافية لحماية الدول الأعضاء من التهديدات في الفضاء المعلوماتي ، وتعزيز التعاون بين شركات الصناعات الدفاعية في دول المنظمة.
وأعلن بوتين أن القمة القادمة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستعقد في 11 نوفمبر 2026 في موسكو، مؤكدًا أن هذه الخطوات تأتي في إطار رؤية روسيا لتعزيز الأمن الجماعي في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة.