حركة سياحية استثنائية تشهدها المحافظات في اجازة اليوم الوطني

بدية- خليفه الحجري / جعلان بني بو علي - حمد العريمي/ البريمي - حميد بن حمد المنذري/ بهلا – أحمد المحروقي 

شهدت مختلف محافظات سلطنة عمان خلال إجازة اليوم الوطني حركة سياحية وتجارية نشطة، انعكست على الأسواق والمرافق الفندقية والمواقع السياحية والترفيهية، وأكد الإقبال الكبير للزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها على مكانتها المتميزة كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين التراث والثقافة والطبيعة والفعاليات الترفيهية، ودورها تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي وإتاحة فرص مميزة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

بدية..30 ألف زائر للكرنفال

شهدت ولاية بدية ورمالها الذهبية الناعمة إقبالا واسعا خلال إجازة اليوم الوطني وضمن موسم السياحة الشتوية لهذا العام حيث سجلت بدية ازدحاما شديدا خلال الاسبوع الماضي تزامنا مع تنظيم كرنفال بدية الذي اجتذب جمهورا غفيرا من المواطنين والمقيمين والزائرين والسياح الاجانب من أجل الاستمتاع بالأجواء الشتوية الجميلة وعروض المغامرات الصحراوية ورياضات التحدي والاثارة والتشويق وتشير احصائيات محلية بأن عدد زوار بدية خلال اجازة اليوم الوطني وصلت الى أكثر من 30 ألف زائر لمختلف الفعاليات.

وقال محمد بن ناصر الحجري، عضو المجلس البلدي بأن ولاية بدية كعادتها تشهد سنوياً في هذا الوقت من العام حركة سياحية واقتصادية نشطة مستفيدة من الاجواء الشتوية الرائعة التي تجتذب اليها العائلات والافواج السياحية من خارج سلطنة عمان من الخليجيين والعرب والاجانب ، وموسم شتاء هذا العام يتميز بإقبال متنامي على مختلف المواقع السياحية في رمال بدية كشفت عن نسبة الاشغال العالية للمنتجعات والمخيمات الصحراوية التي احتضنت الزوار بترحاب مع تنظيم سلسلة من البرامج السياحية الفريدة في عمق الصحراء كسابقات ركوب الجمال، وعرضة الهجن، والخيل والفنون التقليدية، ومسابقات الالعاب التقليدية.

كما تضمنت فعاليات هذا العام انشطة الطيران الشراعي، وركوب المناطيد، ومسابقات تحدي السيارات والانشطة الترفيهية للأسرة والطفل بحديقة بدية العامة وغيرها من المناشط الجاذبة للسياحة المحلية.

وأضاف بأن كرنفال بدية الذي اختتمت فعالياته اليوم يعد وجهة بارزه ورئيسة للزوار، حيث تميز بأجواء رائعة من المتعة والتشويق وضع بدية كوجهة سياحية جاذبة سواء للعائلات أو الزوار والسياح الاجانب وكذلك لعشاق التحدي ن خلال تنوع البرامج التي شهدها الكرنفال في وقع تل بدية بمنطقة "الراكه" أو في تل "اليريسة" حيث شهد العديد من العروض أيام الجمعة وخلال اجازة اليوم الوطني فضلا عن تحقيق نجاحات أخرى في مجال تنشيط الحركة التجارية وتعظيم الفرص لدى اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقال أحمد بن علي بن أحمد الإسماعيلي، رئيس قسم الصناعات الحرفية بإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة شمال الشرقية "ريادة" بأن بدية شهدت أسبوع حافل بالأنشطة الاقتصادية والسياحية والترفيهية ورياضة المغامرات ، وحقق كرنفال بدية لهذا العام نجاحات طيبة يثني عليها الزوار بكافة شرائحهم، وبالنسبة لفعالية " ليالي الشرقية" فقد حظيت بمشاركة واسعة من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والحرفيين، وأصحاب العربات المتنقلة للمأكولات والمشروبات، حيث بلغ عدد المشاركين في الفعالية (90) وخلال أيامم مهرجان بدية اقيمت كثير من البرامج المتنوعة الناجحة من ابرزها فعالية الطهي المباشر، وركن منطقة الألعاب الابتكارية للأطفال، ومسرح الطفل والفنون الشعبية إلى جانب الجلسات الحوارية التي تنفذها ريادة، واستعراض قصص نجاح لعدد من رواد الأعمال وغيرها من الفعاليات الريادية التي تبرز نجاحات الشباب ، والاقبال الواسع من الاسر والعائلات والزوار ساهم في تحقيق عوائد مادية للشباب الذين وفرت لهم فرص عمل مؤقته أثناء عرض منتجاتهم الحرفية والاغذية والمشروبات وكذلك من خلال المعرض الاستهلاكي الذي حقق هو الاخر الهدف لا صحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة.

جعلان.. شواطئ وأودية نابضة بالحياة

وتوافدت الأسر والزوار الى المواقع الساحلية والأودية بولاية جعلان بني بوعلي حركة نابضة بالحياة مع انطلاقة أول أيام إجازة اليوم الوطني، بدأت شواطئ جعلان بني بوعلي تستقبل زوّارها فكانت هناك مجموعة من الشباب ينصبون شباكهم استعدادًا لممارسة الصيد حيث إجازة اليوم الوطني فرصة نقترب من البحر أكثر والصيد له نكهة غير في مثل هالأيام التي تشهد تجمع الشباب في اكبر عدد يتوزعون على الشاطيء لممارسة هذه الهواية وسط تنافس كبير واستمتاع رائع بهذه الأجواء الجميلة، وعلى جانب آخر يعيش الأطفال جوا من المتعة وهم يتراكضون في الرمال الناعمة فرحين مبتهجين في جلسة رمال البحر الهادئ والجو الجميل المساعد للاستمتاع.هكذا بدت الشواطئ والاستراحات المتوزعة فيها والمنتزهات؛ أُسر تستمتع، وأصوات ضحكات الأطفال تمتزج بارتطام الأمواج، وشباب يمارسون هواياتهم، وجو عام يعكس فرحة المواطنين والمقيمين بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، لتبقى سواحل جعلان بني بوعلي واحدة من أجمل الوجهات في مثل هذه الأيام، هكذا كان المشهد حيث تنوع حضور المرتادين بين محبي السباحة والرياضات البحرية، وآخرين اختاروا الاسترخاء على الرمال ومشاهدة الغروب في أجواء احتفالية تعكس فرحة الجميع بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، كما ساهمت المرافق الخدمية المتوفرة على امتداد السواحل في تعزيز التجربة السياحية للزوار، فيما حرصت الجهات المعنية على تنظيم الحركة وضمان سلامة المرتادين، لتظل الشواطئ أحد أبرز الوجهات للاستمتاع بإجازة اليوم الوطني.

كما استقطبت الأودية السياح والزائرين من داخل الولاية وخارجها حيث شهدت خلال أيام العطلة انتشارًا ملحوظًا للسيّاح الذين توزّعوا بين ظلال الأشجار الوارفة، ومتنعّمين بنسمات الوادي العليلة، وقد حرص الزوّار على اختيار الأماكن القريبة من هذه الاشجار وبين التكوينات الصخرية المتناثرة، حيث وجدوا في الحجارة الطبيعية منظرا مريحا يطلّون منها على المشاهد الخلابة، وتجلّت لحظات الهدوء في أصوات حفيف الأوراق ونسمات رياح الشمال ، بينما انشغل البعض بالتقاط الصور، واستغرق آخرون في التأمل وسط هذا الجمال الطبيعي الفريد، في أجواء تجمع بين الراحة والمغامرة وروح الاستكشاف والاستمتاع بالوجبات العمانية اللذيذة في تجمع اسري مفعم بالأنس والتجانس، في حين نشطت التجارة في المحال التجارية والبقالات والمقاهي المتوزعة في ربوع الولاية وقراها منعشة الاقتصاد.

البريمي.. نشاط تجاري وفندقي

وشهدت محافظة البريمي خلال إجازة اليوم الوطني انتعاشًا ملحوظًا في مختلف القطاعات التجارية والسياحية، وسط حضور لافت للزوار من داخل السلطنة وخارجها، وعكست الحركة المتزايدة في الأسواق والمحال التجارية والفنادق والمواقع السياحية الحيوية الموقع الاستراتيجي للمحافظة ودورها كوجهة مفضلة خلال الإجازات الرسمية.

وسجلت المحلات التجارية في البريمي بمختلف أنواعها حركة بيع وشراء نشطة طوال أيام الإجازة، وشهدت الأسواق المركزية ومحلات التجزئة ارتفاعًا في حجم المبيعات، خصوصًا في قطاعات الملابس، العطور، الأدوات المنزلية، والمواد الغذائية، مع تمديد ساعات العمل لتلبية الإقبال الكبير من المتسوقين.

كما شهدت المطاعم والمقاهي نشاطًا مضاعفًا، حيث امتلأت أغلبها بالزبائن خلال فترات المساء، مدفوعة بالعروض الخاصة والوجبات المخصصة للإجازة.

وعلى الصعيد السياحي، شهدت المنشآت الفندقية والشقق الفندقية في البريمي ارتفاعًا كبيرًا في نسب الإشغال، حيث وصلت في العديد منها إلى كامل طاقتها التشغيلية خلال ذروة الإجازة. وأقبل الزوار من مختلف ولايات السلطنة كما شهدت الشقق الفندقية طلبًا مرتفعًا من العائلات، خاصة تلك التي تفضل قضاء الإجازة في أجواء عائلية توفر الخصوصية وقربًا من مراكز التسوق والمرافق الرئيسية.

ازدادت حركة الزوار نحو المواقع السياحية والتراثية في المحافظة، التي وفرت وجهات مناسبة للأسر والمهتمين بالتاريخ والطبيعة.

واستقطبت الحدائق العامة والمتنزهات أعدادًا كبيرة من العائلات، فيما سجلت المواقع الطبيعية مثل وادي الجزي ومناطق الواحات حركة نشطة للرحلات القصيرة والاستجمام. وشهدت المنافذ الحدودية في محافظة البريمي حركة عبور كثيفة من المسافرين، مما أدى إلى ازدحام كبير امتد لساعات طويلة في بعض الفترات. وتولّت الجهات المختصة إدارة الحركة وتنظيمها لضمان انسيابية المرور وتقليص فترات الانتظار قدر الإمكان.

وأكد عدد من أصحاب المحلات والعاملين في القطاع الفندقي أن الحركة التجارية والسياحية خلال إجازة اليوم الوطني هذا العام كانت الأكبر منذ سنوات، مشيرين إلى أن البريمي أصبحت وجهة مفضلة للعائلات بفضل تنوع خدماتها وسهولة الوصول

إليها.

وعكست الحركة الكبيرة التي شهدتها محافظة البريمي خلال إجازة اليوم الوطني النمو المتزايد في قطاعات التجارة والسياحة والخدمات، وأبرزت القدرة الاستيعابية للمحافظة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار. كما أسهم الموقع الحدودي للمحافظة وتطور بنيتها الأساسية في ترسيخ مكانتها كإحدى الوجهات الحيوية والأساسية خلال الإجازات الرسمية.

بهلا .. تراث وتنوع سياحي

وشمل تأثير النشاط السياحي الاستثنائي ولاية بهلا بمحافظة الداخلية التي تعد أبرز الوجهات السياحية والترفيهية بعتبارها مقصدا مهما للزوار من داخل السلطنة وخارجها، ويأتي هذا الإقبال اللافت لما تتمتع به من مقومات سياحية غنية ومواقع تراثية ضاربة في التاريخ، أبرزها قلعة بهلا المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، وحصن جبرين العريق، وسوق بهلا التقليدي العريق والذي لا يزال محافظًا على طابعه القديم ويشهد حاليا أعمال الترميم والتحسين، ويُعد مركزا لعرض المنتجات المحلية الزراعية منها والحرفية، وقد شهد السوق التراثي نشاطًا تجاريا كبيرا خلال الإجازة مع توافد السياح، إضافة إلى مصانع الفخار الأهلية التي يعود تاريخها لأكثر من خمسة قرون وتحوّلت هذه المصانع إلى وجهة سياحية بحد ذاتها، حيث يزور السياح المصانع لمشاهدة مراحل صناعة الفخار إلى جانب تجربتهم الفريدة في التصنيع وشراء المنتجات الفخارية ، وحصن سلّوت الأثري والذي يعتبر من أهم المواقع التاريخية بالولاية، ويعود إلى فترات حضارية قديمة.

وأسهمت الفعاليات المنظمة خلال أيام الإجازة في تنشيط الحركة السياحية بشكل واضح، حيث احتضنت قلعة بهلا على مدى ثلاثة أيام سلسلة من البرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية التي نظمتها شركة مراسم السياحية المشغلة للقلعة، وشملت عروضًا تراثية وتجارب تفاعلية لزوار القلعة، كما شهد حصن جبرين فعاليات متنوعة استقطبت الأسر والمهتمين بالتاريخ، فيما احتضن مربط بهلا احتفالات وبرامج ترفيهية جذبت أعدادًا كبيرة من الزوار كما شهدت حديقة بهلا بمنطقة المعمورة التي تم افتتاحها مؤخرا بالولاية اقبالا جيدا ومتنفسا مهما للعائلات خلال الاجازة.

وتدفقت أعداد كبيرة من السياح من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة والزوار الأجانب، مما جعل الولاية مقصدًا سياحيًا رئيسيًا خلال فترة الإجازة. وقد انعكس ذلك على ارتفاع نسب الإشغال في الفنادق وأماكن الإيواء، إلى جانب انتعاش الحركة التجارية في الأسواق والمحلات والمطاعم.

وشهدت المواقع الطبيعية كالأفلاج والعيون والحدائق العامة حركة متزايدة من العائلات والزوار الذين وجدوا في الولاية وجهة مثالية للاستمتاع بالأجواء الشتوية في هذه الإجازة.

وأكد عدد من السياح القادمون للولاية : أن التنوع بين التراث والتاريخ والفعاليات الحديثة جعل من ولاية بهلا تجربة سياحية متكاملة، فيما أشار أصحاب المشاريع المحلية ورواد الاعمال : إلى أن الإقبال أسهم في رفع المبيعات وتنشيط القطاع السياحي والاقتصادي بالولاية.

وبهذا المشهد النشط تواصل بهلا ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الولايات السياحية في سلطنة عمان، خصوصًا في المناسبات الوطنية والمواسم السياحية ويبرهن الزخم السياحي في بهلا خلال إجازة اليوم الوطني على مكانة الولاية كمركز جذب سياحي مهم في محافظة الداخلية، بفضل ما تمتلكه من تنوع بين تاريخي وطبيعي وتراثي وتنوع في الفعاليات ، إضافة إلى استمرارية الجهود المحلية في تعزيز البنية التحتية والخدمات السياحية مع أمنيات لاكتمال هذه المشاريع بتنفيذ ازدواجية الطريق الداخلي الرابط بين ولايتي بهلا ونزوى ليساهم في تنشيط الحراك السياحي وتسهيل الوصول إلى مختلف المواقع.

المصدر: لجريدة عمان