الصين تبتكر طلاء يخفي طائراتها عن الرادارات.. ما علاقة النباتات؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
نشر موقع "شيناري إيكونومتشي" تقريرا يسلّط الضوء على تقنية جديدة طورتها الصين بهدف مساعدة طائراتها المقاتلة على التخفي من الرادارات.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن التقنية الجديدة عبارة عن طلاء فائق الرقة يمتص الموجات الرادارية، مشتق من ألياف نبتة الليفة المجففة، وقد عمل على تطويره فريق مشترك من الجيش الصيني والشركة الصينية للعلوم والتقنيات الجوفضائية.
ويرى الموقع أن الصين حقّقت من خلال هذه التقنية إنجازا براغماتيا بامتياز، حيث حلّت مشكلة في غاية التعقيد عبر ابتكار منخفض التكلفة.
الوصفة السرّية الصينية
ذكر الموقع أن الباحثين الصينيين طوّروا عملية هندسية بارعة لتحويل نبتة الليفة إلى مادة ماصّة عالية الأداء.
وفيما يلي الخطوات الأساسية لهذه العملية:
عملية الإعداد: تجفيف اللّيفا ثم تحويلها إلى بنية قائمة على الكربون عبر عمليات مائية-حرارية وكربنة بدرجات حرارة عالية، ما ينتج بنية مسامية ثلاثية الأبعاد.
المكوّن المغناطيسي: دمج جسيمات نانوية من أكسيد النيكل-كوبالت المغناطيسي داخل البنية المكربنة.
والنتيجة هي أن مركّب النيكل والكوبالت يستفيد إلى أقصى حد من الخصائص الطبيعية لنبتة الليفا ويجعل منها طلاءً مثاليا لامتصاص الموجات الراديوية.
كيف تعمل خاصّية التخفي؟
أشار الموقع إلى أن تركيبة النيكل-كوبالت مع البنية المكربنة تنتج مادة تمتص موجات الرادار بدل أن تعكسها، وخصوصًا في نطاق "KU"، أي الترددات ما بين 12 و18 غيغاهرتز، وهي تحديدًا الترددات التي تستخدمها الرادارات المكلّفة بتتبع الطائرات الحربية.
وأضاف الموقع أن سُمك الطلاء الجديد لا يتجاوز 4 ميليمترات، الأمر الذي يجعله خفيفًا للغاية وسهل التطبيق على هيكل الطائرات، كما يتمتع بقدرة امتصاص للموجات تفوق 99.99%، ما يعني انعكاسا ضئيلا جدا للإشارة الرادارية.
وحسب الموقع، يستطيع الطلاء خفض الإشارة المنعكسة من جسم الطائرة بما يصل إلى 700 مرة، ما يزيد صعوبة رصدها عبر الرادارات، كما أن حجم المقطع الراداري العمودي ينخفض من 50 مترًا مربّعًا إلى أقل من 1 متر مربّع، ما يجعل الطائرة المقاتلة الكبيرة تبدو على شاشات الرادار بحجم طائرة مسيّرة صغيرة.
غابة مجهرية
وأكد تقرير الموقع أن سرّ فعالية هذا الطلاء تكمن في كيفية امتصاصه للموجات الراديوية، حيث
يعتمد ذلك على البنية الطبيعية لنبتة الليفا، وهي بنية تحافظ على هيكلها حتى بعد عملية الكربنة، فهي في جوهرها شبكة ثلاثية الأبعاد مترابطة من ألياف السليلوز، تُوصَف بأنها "غابة مجهرية".
وعندما تصطدم موجات الرادار الكهرومغناطيسية بهذا النوع من المواد، تحدث التفاعلات التالية:
انعكاسات لا نهائية: الموجات لا تُعكس كما على سطح معدني، بل ترتد بلا نهاية داخل المسام المتشابكة للمادة. هذا التأثير يزيد بشكل كبير زمن بقاء الموجة داخل المركّب، مما يسمح للمادة بامتصاص قدر أكبر من الطاقة.
تحويل الموجات إلى حرارة: في الوقت نفسه، تُشكّل البنية الكربونية لنبتة الليفة شبكة موصلة. هذه الشبكة تسمح للإلكترونات بالتحرك بحرية، محوّلةً الطاقة الميكروية الممتصة إلى حرارة.
التحسين المغناطيسي: إدخال جسيمات نانوية النيكل-كوبالت يزيد الخسائر المغناطيسية للمادة، والأهم أنه يُحسّن مطابقة الممانعة. بعبارة أخرى، فإن الممانعة المحسّنة تضمن أن الجزء الأكبر من الموجة يخترق المادة بدل أن يُعكس عند السطح.
التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية
وفقا للموقع، فإن هذا الابتكار يمنح الصين ميزة تنافسية كبيرة مقارنة بالدول الغربية التي تستثمر مليارات الدولارات في تطوير راداراتها، حيث تعتمد التقنية الجديدة على مادة طبيعية منخفضة التكلفة، قادرة على تحييد التهديدات في مجال شديد الحساسية.
ويضيف الموقع أنه في حال نجاح هذه التقنية كما يشير الصينيون، فإن ذلك يعني تحييد جزء مهم من التفوق الاستراتيجي الغربي في مجال المراقبة الفضائية.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن استخدام الليفا كمادة أولية لإنتاج مادة كربونية لطلاء الطائرات المقاتلة، يسهم في خفض تكاليف التخفي من الرادارات، ويجعل عملية التصنيع قابلة للتوسع بدرجة أكبر، وأقل اعتمادًا على المواد النادرة أو باهظة الثمن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الصين الرادارات الطائرات الصين طائرات رادار تقنية عسكرية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
الفنان سامح حسين يدرّس مادة في جامعة حلوان قريبًا
أعلن الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، أن الفنان سامح حسين سيقوم بتدريس مادة للطلاب في الجامعة قريبًا.
جاء ذلك خلال لقاء مفتوح نظمه قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة حلوان بعنوان "دور الفن في القضايا الاجتماعية"، بمجمع الفنون والثقافة.
وأكد رئيس جامعة حلوان أن الجامعة تسعى دائمًا إلى تقديم فعاليات تثري فكر الطلاب وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتفاعل مع القضايا المجتمعية، مشددًا على أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو قوة ناعمة قادرة على صياغة الوعي وتعزيز الانتماء الوطني.
وأوضح رئيس جامعة حلوان أن استضافة رموز فنية مؤثرة مثل الفنان سامح حسين داخل الجامعة يمنح الطلاب نماذج ملهمة، ويعزز قيم المسؤولية والإبداع، ويؤكد أن الفن شريك أساسي في بناء مجتمع واعٍ قادر على التفكير النقدي والإيجابي.
ولفت إلى الفنان سامح حسين خريج آداب مسرح حلوان وهو صورة مشرفة للجامعة، وقد قرر في برنامج قطايف أن يقدم محتوي هادف في عالم السوشيال ميديا، وأحسن استخدامه وأنتج محتوي كرمه عنه الجمهور والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، واستطاع من خلال هذا المحتوى إظهار المخزون الثقافي للشعب المصري، داعيًا إلى ضرورة أن يتم صناعة محتوى هادف وجدي لبناء الأمم والمساهمه في بناءها من خلال الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي.
وشدد رئيس جامعة حلوان على ضرورة تعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية لدى طلاب الجامعات، لأن ذلك يساهم في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المجتمع، المشاركة في التنمية، وتعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية، لأن تنمية وعي طلاب الجامعات بالقضايا الاجتماعية ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو أداة لبناء مجتمع متماسك ومتطور.
وأضاف أن الجامعات تتحمل مسؤولية كبيرة في غرس هذا الوعي عبر التعليم، الأنشطة، والبحث العلمي، بينما الطلاب بدورهم يصبحون أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر والمساهمة في التنمية المستدامة.