مادورو يطلب العفو من ترامب.. ماذا جرى في الاتصال الهاتفي بين الرجلين؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
أكد مادورو استعداده لمغادرة فنزويلا مقابل عفو قانوني كامل له ولأسرته، لكن ترامب رفض طلبه في مكالمة استمرت 15 دقيقة نهاية نوفمبر.
أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق ما أفادت به وكالة رويترز، نقلاً عن تقارير صحفية أمريكية.
وأكد ترامب في تصريح نهاية الأسبوع إجراء المكالمة، قائلاً: "لا أستطيع أن أقول ما إذا كانت مكالمة جيدة أو سيئة، لقد كانت مجرد مكالمة".
وكشفت صحيفة "ميامي هيرالد"، التي قالت إنها اعتمدت على مصدر شاهد على المكالمة، أن الهدف من الاتصال كان إيصال عرض مفاده أن مادورو سيحظى بـ"طوق نجاة" إذا وافق على مغادرة السلطة دون مقاومة. ويشترط العرض مغادرته فوراً البلاد، مع ضمان "ممر آمن" له ولزوجته سيليا فلوريس وابنه.
وبحسب "ميامي هيرالد"، تعثّرت المحادثة بسبب ثلاث نقاط خلاف رئيسية. فأولاً، طلب مادورو عفواً شاملاً عن أي جرائم يُزعم أنه ارتكبها هو ورفاقه، وهو طلب رُفض من جانب الأمريكيين. ثانياً، طلب أنصار مادورو الاحتفاظ بالسيطرة على المؤسسة العسكرية، على غرار الاتفاق الذي تم في نيكاراغوا عام 1991 مع الرئيسة السابقة فيوليتا تشامورو، مقابل السماح بإجراء انتخابات حرة.
Related ترامب: العمليات البرية ضد شبكات تهريب المخدرات في فنزويلا ستبدأ قريباً جداًأجواء فنزويلا تحت التحذير الأميركي.. ما وراء إعلان ترامب المفاجئ؟"خيارات عدة" على الطاولة.. ماذا ينتظر فنزويلا بعد اجتماع ترامب الاستثنائي؟والنقطة الثالثة التي حالت دون التوصل إلى اتفاق كانت مسألة التوقيت. فقد أصرت واشنطن على أن يغادر مادورو منصبه فوراً، وهو شرط رفضه الجانب الفنزويلي، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من كشف عن المكالمة في 28 نوفمبر، مشيرة إلى أنها جرت في 21 من الشهر نفسه.
ووفقًا لوكالة رويترز، لم تستغرق المكالمة الهاتفية بين الرئيسين أكثر من 15 دقيقة، وجَّه خلالها ترامب إنذاراً نهائياً لمادورو بالتخلي عن السلطة. وتشير الوكالة إلى أن ترامب لم يُبدِ أي مرونة تجاه طلبات مادورو، مؤكداً رفضه كل الشروط التي قدّمها الجانب الفنزويلي.
وأفادت رويترز أن مادورو أبلغ ترامب خلال المحادثة أنه على استعداد لمغادرة فنزويلا، شرط أن يحصل هو وأفراد أسرته على "عفو قانوني كامل". ويشمل هذا الطلب رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة عليه شخصياً، وإنهاء التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأنه. كما دعا إلى رفع العقوبات عن أكثر من 100 مسؤول حكومي فنزويلي، يُتهم كثيرون منهم من قبل الولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أو التورط في الاتجار بالمخدرات أو الفساد.
كما أكدت الوكالة أن مادورو رفض خلال المكالمة تسليم السلطة فوراً إلى إدموندو غونزاليس، مرشح المعارضة الفائز في الانتخابات الرئاسية التي نُظّمت في يوليو 2024. وبدلاً من ذلك، اقترح أن تتولى نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز قيادة حكومة مؤقتة في الفترة التي تسبق تنظيم انتخابات جديدة.
وذكرت رويترز أن النظام الفنزويلي طلب إجراء مكالمة هاتفية ثانية مع ترامب. وقال مصدر مقرب من المناقشات إن "رحيل مادورو عبر طريق تفاوضي لم يُستبعد بعد"، لكنه شدّد على أن "خلافات كبيرة وتفاصيل مهمة لا تزال عالقة"، مما يعقّد الوصول إلى تسوية سياسية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حروب سوريا الذكاء الاصطناعي الصحة إسرائيل دونالد ترامب حروب سوريا الذكاء الاصطناعي الصحة فنزويلا دونالد ترامب نيكولاس مادورو عقوبات إسرائيل دونالد ترامب حروب سوريا الذكاء الاصطناعي الصحة روسيا فنزويلا أوروبا نيكولاس مادورو تغير المناخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
غزو أو لا غزو؟ ماذا يعني إعلان ترامب إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا؟
واشنطن- وسط تصعيد غير مسبوق، وحشد قوة بحرية وجوية أميركية، وإعلان إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أنه تحدث هاتفيا مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عما تمت مناقشته خلال هذه المحادثة وتأثير هذه المحادثة على الأجواء المتصاعدة بين البلدين.
وقال ترامب خلال عودته من العطلة التي قضاها في ولاية فلوريدا بشأن محادثته مع الرئيس مادورو: "لا أريد التعليق على الأمر، لكن الإجابة هي نعم"، وذلك عقب نشر عدة تقارير قبل أيام تؤكد حدوث مكالمة بين الرئيسين الأميركي والفنزويلي، وسط تصعيد أدى لشن إدارة ترامب عشرات الهجمات على مراكب في البحر الكاريبي والمحيط الهادي.
وغرد ترامب على منصته تروث سوشيال، وقال "إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات ومهربي البشر، فلتأخذوا في الاعتبار أنه سيتم إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل"، ودفع ذلك بعض المعلقين لترجيح قرب شن هجمات جوية على أهداف داخل الأراضي الفنزويلية.
وجاء موقف ترامب ليدعم تأرجحه في التعامل مع فنزويلا، ففي حديثه مع برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي بي إس" (CBS) في بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد الرئيس ترامب أن أيام الرئيس الفنزويلي مادورو معدودة، لكنه "يشكك" في أن الولايات المتحدة ستخوض حربا مع فنزويلا.
وردت فنزويلا بغضب على تصريح ترامب، ووصفت وزارة خارجيتها التصريحات بأنها "عدوان آخر مبالغ فيه وغير قانوني وغير مبرر ضد الشعب الفنزويلي"، وأضافت أن "الولايات المتحدة لا تملك السلطة القانونية لإغلاق المجال الجوي لدولة أخرى"، واتهم البيان الفنزويلي ترامب بتوجيه "تهديد استعماري".
ودفع ذلك بفولتون أرمسترونغ، الأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن، والذي عمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) بعدة دول بأميركا اللاتينية، إلى القول بأن أزمة ترامب وفنزويلا، هي من صنع الرئيس ترامب نفسه، وهي تعكس فوضى وغياب رؤية واضحة للتعامل معها.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت، قال الخبير أرمسترونغ إن "إدارة ترامب تعتقد أن غموضها وتناقض مواقفها يمنحها ميزة. لذا، بينما تُسرب أخبارا عن مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس مادورو، تعلن أيضا إغلاق المجال الجوي الفنزويلي، أي أنها تحاول الظهور كساعية لحل دبلوماسي، بينما في الوقت ذاته تخلق أزمة وتوترات".
ويرى آدم إيزاكسون، مدير برنامج الرقابة الدفاعية بمؤسسة "وولا" (WOLA) المعنية بشؤون أميركا اللاتينية، في حديثه مع الجزيرة نت، أن "هذا التهديد هو نصف خطوة أخرى على مسار تصاعد الضغط العسكري تدريجيا".
فقد بدأ ترامب -يضيف إيزاكسون- "بنشر السفن الحربية الكبيرة، وتم ضرب المراكب في المياه الدولية، وإعلان عمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية، ودفع بتكهنات حول ضرب أهداف داخل الأراضي الفنزويلية. ويبدو أن هذا يمهد الطريق إلى غزو كامل بقوات برية لتغيير النظام".
مع ذلك، يستبعد إيزاكسون أن يذهب ترامب إلى هذا الحد، لأن شن ضربات برية على أهداف داخل فنزويلا يعد علامة فارقة وغير مرحب بها حتى بين حكومات أميركا اللاتينية التي تختلف مع مادورو. ومن المنطقي أن يسير ترامب ويتشدد في مسار، بينما يلمح إلى مخرج تفاوضي لمادورو في الوقت نفسه.
بدوره، اعتبر أرمسترونغ أن "ترامب يدرك خطأ أن إستراتيجيته المتشددة مع تجار المخدرات ومادورو ربما تدفع باتجاه انتفاض ضباط الجيش فجأة ضد حكومتهم". ورأى أن مكالمة ترامب لمادورو تعد انتصارا للرئيس الفنزويلي.
وأجرى الجيش الفنزويلي تدريبات على طول المناطق الساحلية، في نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب إغلاق المجال الجوي، وأظهر التلفزيون الرسمي مناورات بأسلحة مضادة للطائرات وقطع مدفعية.
وكانت واشنطن قد نشرت مؤخرا أكبر حاملة طائرات في العالم، يو إس إس جيرالد فورد، وعددا من القطع البحرية العسكرية، وما يقرب من 15 ألف جندي على مسافة قريبة من فنزويلا.
كما صنفت إدارة ترامب "كارتل دي لوس سوليس" (كارتل الشموس) تنظيما إرهابيا، وزعمت أن الرئيس مادورو يدير هذا الكارتل.
ويرى بعض المعلقين أن قرار ترامب بإغلاق المجال الجوي الفنزويلي خطوة يائسة لمنح فرصة لسيناريو وقوع انقلاب عسكري، لكنه في الوقت نفسه وضع نفسه في موقف محرج ويخشى أن يتهم بشن هجوم عسكري آخر.
واعتبر أرمسترونغ أن "ترامب دائما يقرر شن نوع من الهجوم العسكري معتمدا على التكنولوجيا الأميركية المتقدمة. لكن تاريخ التدخلات العسكرية الأميركية في أميركا اللاتينية يشير إلى أنه سيكون مخطئ بشدة بعد أن يفيق من نشوة الضربات الأولى المفاجئة والقوية".
وفي السياق نفسه، ختم الخبير إيزاكسون حديثه بالقول إن "أي شيء يتضمن هجوما كبيرا بالقوات البرية الأميركية سيكون غير مرحب به في الداخل. وكونهم يترددون قليلا قبل الضربات البرية، فهذا يشير إلى أن هذه الإدارة ليست متحمسة للذهاب إلى ما هو أبعد من تلك الخطوة الكبيرة جدا".
إعلان