إيران وروسيا والصين تعلن انتهاء العمل بقرار «مجلس الأمن 2231»
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
بعث سفراء إيران وروسيا والصين لدى الأمم المتحدة رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أكدوا فيها أن جميع بنود قرار مجلس الأمن رقم 2231 قد انتهى العمل بها اعتبارًا من 18 أكتوبر 2025.
ووقّع الرسالة كل من أمير سعيد إيرواني، المندوب الدائم لإيران، وفاسيلي نيبينزيا، المندوب الدائم لروسيا، وفو كونغ، المندوب الدائم للصين.
وأوضحت الرسالة أن هذه الخطوة تأتي ردًا على مذكرة ممثلي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بتاريخ 20 نوفمبر، مذكّرة بالرسالة السابقة الصادرة عن وزراء خارجية إيران والصين وروسيا في 2 سبتمبر/أيلول 2025 بشأن آلية “العودة السريعة” أو ما يُعرف بـ”سناب باك”.
وشدّدت الرسالة على أن هذه الآلية فقدت صلاحيتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو 2018 وخرقها الكامل للالتزامات، ما أضعف الأساس القانوني والسياسي لتفعيل آلية الزناد دون معالجة الانتهاك.
وأشارت إلى أن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، فرضت عقوبات إضافية على إيران رغم التزاماتها بموجب القرار 2231 وخطة العمل.
وأكّدت الدول الثلاث أن الإجراءات الإيرانية، بما فيها تعليق بعض الالتزامات النووية، جاءت ردًا على الانتهاك الأمريكي وأخطاء الترويكا الأوروبية، ولا تشكل سببًا لتفعيل “آلية الزناد”.
كما أوضحت الرسالة أن القرار 2231 وخطة العمل الشاملة المشتركة وثيقتان مترابطتان، وأنه لا يمكن تفسير الفقرة 11 من القرار بمعزل عن المواد 36 و37 من خطة العمل.
وأعلنت الدول الثلاث أن جميع أحكام القرار 2231 أصبحت لاغية بعد 18 أكتوبر 2025، وأن إنهاء العمل بالقرار رسميًا يعزز مصداقية مجلس الأمن والدبلوماسية متعددة الأطراف.
كما جددت إيران وروسيا والصين التزامها بالحوار البنّاء مع أعضاء المجلس، ودعمت الحلول السياسية والدبلوماسية القائمة على الاحترام المتبادل ورفض العقوبات الأحادية وتهديد القوة.
وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات جديدة على طهران.
ويهدف القرار إلى إعادة التأكيد على السيادة الإيرانية في ملفها النووي وتعزيز الدور الدبلوماسي لمجلس الأمن في معالجة القضايا النووية عبر الحلول السلمية.
وقرار مجلس الأمن رقم 2231 صدر في يوليو 2015 لدعم الاتفاق النووي الإيراني، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، بهدف تقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات تدريجيًا.
ومع انسحاب الولايات المتحدة في 2018 واستمرار التوترات بين إيران والدول الأوروبية، ظهرت آلية “العودة السريعة” أو “سناب باك” التي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات، لكن إيران اعتبرت أن هذه الآلية لم تعد صالحة بعد الانتهاكات الأمريكية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أخبار روسيا إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل إيران والصين الصين روسيا وإيران مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
أزمة التأشيرات.. تهديد مبكر لمشاركة إيران في مونديال 2026
تلوح أزمة غير مسبوقة في الأفق قبل انطلاق كأس العالم 2026، بعدما تصاعد الجدل حول إمكانية غياب المنتخب الإيراني عن البطولة، نتيجة رفض السلطات الأميركية منح تأشيرات دخول لبعض أعضاء وفد المنتخب الإيراني المشارك في حفل قرعة المونديال المزمع عقده في واشنطن.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الأزمة قد تتجاوز مجرد خلاف بروتوكولي، لتدخل في نطاق أشد تعقيداً يتعلق بتطبيق قوانين الهجرة الأميركية الجديدة وتأثيرها على حضور المنتخبات المشاركة.
البداية كانت بإعلان وكالة "إيرنا" الرسمية أن إيران قررت مقاطعة حفل القرعة بعد رفض واشنطن منح التأشيرات اللازمة لعدد من مسؤولي وفدها. وقال المتحدث باسم الاتحاد الإيراني لكرة القدم، أمير مهدي علوي، إن ما حدث "ليس خلافاً رياضياً عادياً"، مؤكداً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يرد حتى الآن على طلب طهران بالتدخل.
هذه الأزمة تأتي عقب قرار أميركي صدر في يونيو الماضي في عهد الرئيس دونالد ترامب، يفرض حظر سفر على مواطني 12 دولة من بينها إيران وهايتي، مع وجود وعود باستثناء الرياضيين من هذا القرار في الفعاليات الكبرى. إلا أن الغموض ما زال يحيط بكيفية تطبيق تلك الاستثناءات على الأنشطة التحضيرية للمونديال، مثل حفل القرعة، الذي يُعد في العادة جزءاً من العملية التنظيمية وليس من المنافسة نفسها.
ومع غياب موقف رسمي واضح من واشنطن أو فيفا، تتصاعد مخاوف من سيناريو قد يكون الأصعب منذ عقود في تاريخ المونديالات: استبعاد منتخب متأهل بسبب معوقات سياسية وإجرائية.
تداعيات القرار لن تكون رياضية فحسب، بل قد تمتد لتشعل نزاعاً دبلوماسياً وقانونياً بين إيران والولايات المتحدة، وربما تدفع الفيفا للتدخل بشكل استثنائي حفاظاً على نزاهة البطولة التي تُقام للمرة الأولى في ثلاث دول.
ومع استمرار حالة الضبابية، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتدخل الفيفا لحسم الجدل وضمان مشاركة إيران، أم أن مونديال 2026 سيكون شاهداً على واحدة من أغرب الأزمات التي تضرب أكبر حدث كروي في العالم؟