هل تحمل زيارة ملك المغرب إلى فرنسا بوادر لطي الخلاف بين البلدين؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
في ظل أزمة في العلاقات المغربية الفرنسية، توصف بأنها "صامتة"، وصل الملك محمد السادس إلى فرنسا، في إطار زيارة خاصة، لم يتم الإعلان عنها مسبقا، حيث أوضحت مجلة "جون أفريك" أن "الطائرة الملكية حطت بمطار باريس، مساء الجمعة، وعلى متنها الملك المغربي وعدد من مرافقيه".
وكشفت المجلة الفرنسية، المهتمة بالشؤون الأفريقية، أن "هذه الزيارة الخاصة، تأتي بعد اعتراف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قبل فترة قصيرة، بتدهور العلاقات الثنائية التي تجمع بلاده بعدد من الدول، أبرزها المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر"، مستفسرة: "هل ينتهز الرئيس الفرنسي الفرصة لوضع حد للبرود الدبلوماسي بين باريس والرباط؟".
وتوقعت المجلة عقد لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي، فيما يرى عدد من المحللين أن "هذه الزيارة قد تحمل بوادر تقارب في العلاقات المغربية الفرنسية، بعد مدة من الخلاف".
هل انتهى زمن الخلاف؟
وكان الرئيس الفرنسي، قد أشار، في فترة سابقة، إلى أسباب توتر علاقة بلاده مع عدد من الدول، بالقول إن: "أزمة المنطقة وتنظيمها حيث لا تغيب العداوات وتتعدد الصعوبات، هي السبب الرئيسي"، دون التطرق إلى ما صدر عن باريس من قيود مفروضة على تأشيرات الدخول لمواطني الدول الأفريقية، إضافة إلى تصريحاته حول الإسلام التي أغضبت دول إسلامية عدة" وفق عدد من المحللين.
وأكد ماكرون إطلاق عدد من المبادرات الثنائية، في الأشهر المقبلة، "تجاه بعض الدول الأفريقية"، مشيرا إلى أنه "بحلول نهاية العام الجاري، وتحت سلطة وزيرة الشؤون الخارجية كاثرين كولونا، ينبغي توحيد أجندة التعافي الحكومية الدولية مع المنطقة بأكملها على نطاق أوسع".
وفيما يخص علاقة فرنسا مع المغرب، قال ماكرون خلال مؤتمر صحافي يهم استراتيجيته في إفريقيا، إن "إرادتي أن أمضي قدما مع المغرب؛ والملك محمد السادس يعلم ذلك، لقد أجرينا العديد من المناقشات والعلاقات الشخصية ودية وستظل كذلك".
وخلال الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش، توصل الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، أعرب فيها عن "مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب الفرنسي للشعب المغربي"، مردفا أن "النجاحات التي حققها المغرب منذ بداية حكم جلالتكم وما حملته من زخم تحديثي، كانت رائعة".
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي المتخصص في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن "زيارة العاهل المغربي إلى فرنسا تحظى بأهمية خاصة، حتى لو لم تأخذ طابعا رسميا على اعتبار الأزمة الصامتة التي تطبع العلاقات المغربية الفرنسية منذ شهور".
وأضاف المحلل السياسي، في حديثه لـ"عربي21" أن "هذه الزيارة الخاصة تأتي في ظل توالي الانقلابات العسكرية في فريقيا الغربية، ذات الأهمية الاستراتيجية للمستعمر السابق (فرنسا)، والذي تراجع نفوذها بشكل مثير خلال السنوات الأخيرة" مشيرا إلى أن "توقيت الزيارة يحمل مجموعة من الإشارات التي تؤشر على قرب انفراج الأزمة بين البلدين".
وتابع: "خاصة وأن مجموعة من التقارير الفرنسية تتحدث عن حتمية تجويد العلاقات مع المغرب كشريك تقليدي يحظى بالموثوقية" مردفا أن "هناك مجموعة من المؤشرات تدل على أن هذه الزيارة الخاصة ستغير مجرى العلاقات المتأزمة بين البلدين".
وأوضح بلون في حديثه لـ"عربي21" أنه من بين المؤشرات هناك "مطالبة مجموعة من الأصوات السياسية والبرلمانية، الرئيس ماكرون، بإعادة العلاقات مع المغرب لطبيعتها والاعتراف الصريح بمغربية الصحراء" بالإضافة إلى "التصريح القوي للرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الذي دعا بشكل مباشر ايمانويل ماكرون الاعتراف بمغربية الصحراء، وحذره من العلاقات مع الجزائر على حساب المغرب".
واسترسل المحلل السياسي، في ذكر المؤشرات مبرزا أن "الإذاعة الوطنية الفرنسية، نشرت خريطة المغرب كاملة تضم الأقاليم الجنوبية، كإشارة رمزية سيكون لها ما بعدها في الموقف الفرنسي تجاه هذه القضية" مؤكدا أنه "وفق هذه المعطيات من المحتمل أن تتحول الزيارة الملكية الخاصة إلى زيارة رسمية تتوج بلقاء قمة أو لقاءات على أعلى المستويات، لتسوية القضايا الخلافية حفاظا على المصالح المشتركة للبلدين داخل الفضاء الإقليمي وفي القارة الافريقية".
وختم بلوان حديثه لـ"عربي21" بالقول: "أظن أن المغرب يفاوض فرنسا من موقع مريح لعودة العلاقات العادية بين البلدين، ومن غير المحتمل أن يتنازل المغرب عن مطلب الاعتراف الفرنسي القوي والصريح بمغربية الصحراء، بالإضافة إلى ضرورة أن تعترف فرنسا بمصالح المغرب الكبرى في إفريقيا الغربية، كما يجب أن تتفهم أنه من حق المغرب تنويع شراكته الاستراتيجية مع باقي القوى الدولية في الشرق والغرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية المغربية فرنسا باريس المغرب فرنسا باريس الرباط سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک محمد السادس الرئیس الفرنسی هذه الزیارة بین البلدین مع المغرب مجموعة من عدد من
إقرأ أيضاً:
السفير الفرنسي بمسقط: ندعم جهود السلام العمانية.. ولا بدّ من إنهاء مأساة غزة
"عمان": أكد سعادة نبيل حجلاوي، سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى سلطنة عمان، على متانة العلاقات الثنائية بين مسقط وباريس، وتطابق رؤى البلدين في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الشراكة بين الجانبين تقوم على أسس من الصداقة والتعاون المتعدد الأبعاد.
وفي تصريح خاص بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، أعرب السفير عن امتنانه لحكومة سلطنة عمان والشعب العماني على حفاوة الاستقبال والدعم المتواصل، مثمنا التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – في تعزيز العلاقات الثنائية. كما أعرب عن شكره لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، على جهوده في دفع العلاقات نحو مزيد من التطور.
وأشار السفير حجلاوي إلى أن فرنسا، كسلطنة عمان، تؤمن بالحوار سبيلا لحل النزاعات، موضحا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى في الأشهر الماضية اتصالين هاتفيين بجلالة السلطان، ثمن فيهما دور عُمان في الإفراج عن مواطن فرنسي كان محتجزا في إيران.
كما جدّد السفير دعم بلاده الكامل للجهود الدبلوماسية العمانية في ملف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدا أن "القانون الدولي يبقى البوصلة التي تهتدي بها فرنسا في مواقفها"، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد السفير الفرنسي ضرورة إنهاء مأساة غزة، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع الرهائن، مشددًا على أهمية بلورة رؤية سياسية تضمن الأمن والتعايش للإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرًا إلى مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك، بمبادرة من فرنسا، حول حل الدولتين، بدعم من شركاء عرب ودوليين.
وحول التعاون الاقتصادي، كشف السفير أن الشركات الفرنسية استثمرت في سلطنة عمان ما يفوق ملياري يورو خلال العام الماضي في قطاعات الطاقة، وبما يتوافق مع مستهدفات رؤية عمان 2040، مشيرًا إلى افتتاح مشروع "مرسى" للغاز الطبيعي المسال في صحار، كأكبر استثمار أجنبي مباشر في سلطنة عمان هذا العام.
كما لفت إلى تنامي الاهتمام الفرنسي بالفرص الاقتصادية في عُمان، حيث زارت بعثات تجارية رفيعة من فرنسا، ومنطقة نورماندي تحديدا، سلطنة عُمان خلال العام الجاري، وأسفرت الزيارات عن بناء شراكات واعدة في قطاعات متنوعة، من أبرزها الفروسية والطاقة والتعليم.
وفي الشأن الدفاعي، أشار السفير إلى أن زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية إلى عُمان مطلع 2025 شكلت محطة مهمة لتعزيز التعاون الدفاعي والتدريب المتبادل، بما يعكس الثقة المتبادلة بين المؤسسات العسكرية في البلدين.
وعلى صعيد التعاون العلمي والثقافي، أكد السفير وجود شراكات فاعلة في مجالات الفضاء والطب والتعليم العالي، بما في ذلك برامج منح دراسية وتبادل أكاديمي وتعاون في مجالات تخصصية مثل علاج السرطان وتدريب القضاة.
واختتم السفير تصريحه بالتأكيد على التزام البعثة الفرنسية وكافة مؤسسات التعاون المشترك في سلطنة عُمان، بما فيها المركز العماني الفرنسي، والمدرسة الفرنسية، ومجلس الأعمال المشترك، بتعزيز العلاقات الفرنسية العمانية، منوها إلى أن "الحرية والمساواة والأخوة" ستظل القيم المشتركة التي تقود هذه الشراكة نحو آفاق أرحب.