الاستراتيجية… بوابة استدامة الشركات الصغيرة
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
#الاستراتيجية… #بوابة #استدامة #الشركات_الصغيرة
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد في مختلف الدول، إذ توفر حصة كبيرة من الوظائف والقيمة المضافة، وتعد محركاً أساسياً للنمو والابتكار. ورغم هذا الدور الحيوي، فإن كثيراً من هذه الشركات تعمل بلا رؤية استراتيجية واضحة، معتمدة على الإدارة اليومية والقرارات الآنية، وكأن المستقبل مجرد نتيجة تلقائية للحاضر.
تؤكد الدراسات العالمية أن الشركات الناجحة هي التي تعتمد استراتيجية عمل متدرجة تشمل رؤية واضحة، وأهدافاً قابلة للقياس، وتحليلاً دقيقاً لبيئتها الداخلية والخارجية. فالتخطيط يمنحها القدرة على توظيف الموارد بكفاءة، ويعزز مرونتها في الاستجابة للتغيرات السوقية والاقتصادية، ويتيح لها التكيف السريع مع التقنيات الحديثة ومتطلبات العملاء. أما القرارات الارتجالية فتقود في كثير من الأحيان إلى أخطاء مكلفة يصعب تعويضها، خاصة حين يكون رأس المال محدوداً.
مقالات ذات صلةوتقدّم التجارب الدولية أمثلة إيجابية لرواد أعمال نجحوا في تحويل شركات صغيرة إلى منافسين عالميين من خلال استراتيجيات دقيقة، مثل نموذج “الأبطال الخفيين” الذين ركزوا على تخصصات صناعية ضيقة، وقدموا منتجات فائقة الجودة، وبنوا شبكات توريد وتسويق محكمة مكّنتهم من السيطرة على أسواق عالمية دون الحاجة إلى تضخم إداري أو مالي. لم يكن السر في حجم الشركة، بل في وضوح الفكرة، ودقة التنفيذ، والالتزام بالابتكار الدائم.
لكن المشهد لا يخلو من أمثلة تحذيرية. فشركات كانت ناجحة بفضل استراتيجية قوية، تحولت لاحقاً إلى ضحية لما يسمى “مفارقة إيكاروس”، حين تمسكت بنموذجها السابق بدرجة من الجمود أفقدتها القدرة على التجديد، بينما تغيّرت الظروف من حولها. وهنا ينبغي فهم الاستراتيجية بوصفها مساراً قابلاً للتعديل والتطوير، لا وثيقة صلبة لا تُمس، لأن الأسواق لا ترحم من يظن أن النجاح قابل للتكرار بلا تغيير أو تحديث.
وتشير الأدبيات الاقتصادية إلى أن الأسواق الناشئة بدورها تعاني من ضعف واضح في التخطيط لدى الشركات الصغيرة، نتيجة نقص الخبرات وعدم توافر الوقت أو الإحساس بأهمية التوثيق والمتابعة. وغالباً ما يكون الفشل نتيجة غياب البيانات الدقيقة، وسوء تقدير الفرص، وعدم استشراف المنافسة أو المخاطر، ما يجعل هذه الشركات أكثر هشاشة عند أول أزمة أو تباطؤ اقتصادي. في المقابل، ينجو من يستند إلى استراتيجية تحقق بدائل مستدامة للتدفقات المالية وتحسن الكفاءة التشغيلية.
إن بناء استراتيجية ناجحة لا يعني تعقيد الإجراءات، بل يبدأ من تعريف واضح لهوية الشركة ورسالتها، وتحليل مواردها وقدراتها، واختيار موقع تنافسي متميز، سواء من خلال الابتكار في المنتج، أو قيادة التكلفة، أو التركيز على قطاع محدد. فالتنفيذ المرن والمتابعة الدورية يصنعان الفارق بين مشروع يعيش على الصدفة، وآخر يصنع مستقبله بوعي.
في المحصلة، تحتاج الشركات الصغيرة أن تؤمن بأن الاستثمار في التفكير طويل المدى ليس عبئاً إضافياً، بل بوابة للنمو، ووسيلة لخلق قيمة حقيقية تتجاوز حدود اليوم. فالسوق يكافئ من يخطط، ويقسو على من يكتفي بما هو متاح. وإذا كان المستقبل ساحة مفتوحة، فإن أصحاب الرؤية هم من يكتبون قصتها، لا من ينتظرون ما تمليه عليهم تقلبات السوق.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: بوابة استدامة الشركات الصغيرة الشرکات الصغیرة
إقرأ أيضاً:
ياحظ النادي اللي هيلعب ليه..سهام صالح تشيد بموهبة حامد حمدان
أشادت الإعلامية سهام صالح، بموهبة اللاعب حامد حمدان بعد لعبه اليوم في المنتخب الفلسطيني.
وكتبت سهام صالح عبر حسابها الشخصي بموقع فيسبوك: "جودة هايلة وامكانيات قوية وقابلة للتطور ويا حظ النادي اللي هيلعب ليه حامد حمدان في يناير".
قدّم حامد حمدان واحدًا من أفضل عروضه مع منتخب فلسطين خلال مواجهة تونس التي انتهت بالتعادل 2-2، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر.
وظهر اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا بأداء لافت أسهم بشكل مباشر في عودة "الفدائي" بالنتيجة بعد التأخر بهدفين.
أبرز أرقام حامد حمدان أمام تونسهدف مسجّل: أحرز الهدف الأول لفلسطين في الدقيقة 61 بتسديدة قوية من خارج المنطقة.تسديدات على المرمى: 2 تسديدتين بين القائمين والعارضة.إجمالي التسديدات: 3 محاولات.محاولات ناجحة في الثلث الهجومي: قدّم 4 تمريرات مفتاحية أسهمت في فرص هجومية خطيرة.دقة التمرير: 82%.التحامات ناجحة: 5 التحامات ناجحة من أصل 8 محاولات.مراوغات ناجحة: 3 مراوغات ساهمت في تحريك الهجوم.لمسات داخل منطقة جزاء تونس: 6 لمسات.استرجاع الكرة: 4 مرات.