الرؤية الشاملة للإصلاح فى عهد الرئيس السيسى
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
يقود الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودا واسعة لمكافحة الفساد منذ توليه مسئولية حكم مصر، إدراكا منه لحتمية الإصلاح الجذري ومحاربة الفساد فى شتى مناحى الحياة، ولا تقتصر هذه الجهود على بعد واحد، بل هي منظومة متكاملة للإصلاح الشامل تستهدف إعادة التوازن في شتى المجالات الحياتية والاقتصادية والمجتمعية.
فى مجال إصلاح الفساد البيئي والاقتصادي، وجه الرئيس السيسى إلى ضرورة التحول بقوة نحو الأخضر، لإصلاح الفساد البيئي الناتج عن العقود الماضية.
• الاستثمارالضخم في مشاريع الطاقة النظيفة، مثل إنشاء مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، الذي يعد من الأكبر عالميا، وتطوير مزارع الرياح في خليج السويس. كما تسعى مصر بجدية لتكون مركزا إقليميا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مما يمثل قفزة نوعية في خفض الاعتماد على الوقود التقليدى الأحفوري.
• ثم الاتجاه إلى تخضير الصناعة، عبر تنظيم فعاليات كبرى مثل مؤتمر الصناعة الخضراء، وتسعى الدولة لتمكين القطاع الصناعي من التوافق البيئي، وخفض الانبعاثات الكربونية، ورفع تنافسية المنتج المصري في الأسواق الدولية التي تتجه لفرض معايير بيئية صارمة.
• وأخيرا جاءت استضافة مصر لقمة المناخ (COP27) تأكيدا لدورها القيادي في الدعوة للتمويل المناخي لدعم دول الجنوب على التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
واعتبرت مصر مكافحة الفساد الإداري والمالي ودعم النزاهة والشفافية ركيزة أساسية في برنامج الإصلاح، وقد رفعت الدولة شعار "لا مكان للفساد"، وذلك من خلال إطلاق استراتيجيات متتالية تهدف إلى تطوير الجهاز الإداري، وترسيخ قيم النزاهة والشفافية والمساءلة، وتفعيل دور مؤسسات الرقابة.
ويعد التوجه نحو التحول الرقمي الشامل في الخدمات الحكومية والإجراءات الإدارية أحد أقوى أسلحة مكافحة الفساد، حيث يساهم في القضاء على البيروقراطية وسد منافذ الفساد والمحسوبية التي تنشأ من الاحتكاك المباشر بين الموظف والمواطن.
ونبه الرئيس السيسى مرارا وتكرارا فى أكثر من مناسبة وفى عدة لقاءات مع المثقفين والمبدعين والفنانين وصناع الدراما إلى ضرورة إصلاح الفساد القيمي والأخلاقى، ويشمل هذا الإصلاح مكافحة ما سماه الرئيس "فساد الوعي والذوق العام"، والذي يتجسد في بعض الأعمال الفنية. وفي هذا الشأن، جاءت توجيهات الرئيس مؤخرا بضرورة تحويل الدراما عموما والرمضانية على وجه الخصوص من مجرد "تجارة" ربحية إلى "صناعة هادفة" تثقف المجتمع، وترسخ الهوية الوطنية، وتقدم قدوة إيجابية للشباب.
وشرعت الدولة بعد هذه التوجيهات من خلال آلياتها ـ المتمثلة فى المجلس الأعلى للإعلام والشركة المتحدة والرقابة على المصنفات الفنية ـ على ضبط إيقاع الدراما الرمضانية، والابتعاد عن تضخيم العنف، وتمجيد البلطجة، أو عرض مظاهر الثراء الزائف التي تفتقر للمنطق الواقعي.
هذه المساعي وغيرها كثير، تعكس رؤية الرئيس السيسى الشاملة، بشأن إصلاح العلاقة مع البيئة ويوازيه إصلاح العلاقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وإصلاح الوعي المجتمعي. وهذه الجهود المتزامنة والمنظمة هي استجابة عملية شاملة للدعوة الإلهية للرجوع عن الفساد بكل أشكاله، لضمان تحقيق التنمية المستدامة والأمن القيمي والأخلاقى للأجيال القادمة.
حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء، ووفق رئيسها إلى ما يحب ويرضى، وهيأ له بطانة خير تعينه على كل ما فيه مصلحة البلاد والعباد.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئیس السیسى
إقرأ أيضاً:
دعم السيد الرئيس
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسؤولياته، شكل تمكين الشباب ودعمهم أولوية ضمن جهوده لبناء الدولة، وقد انطلقت رؤيته من الإيمان العميق بأهمية الشباب، حيث ركز على تعزيز مشاركتهم فى العملية السياسية وتمكينهم من تقلّد المناصب القيادية، بهدف تمهيد الطريق لدورهم المحورى فى صياغة مستقبل مصر والمشاركة فى بناء الدولة الحديثة.
وجاءت توجيهات الرئيس مؤخرًرؤ ا بخصوص ضرورة حماية أصوات الناخبين، لتؤكد من جديد أهمية دعم العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، بما يعكس إرادة الشعب المصرى، ويفتح المجال أمام تمكين شباب الوطن للمشاركة فى بناء مستقبله السياسى.
فى ظل هذه الرؤية، يبقى التحدى قائمًا فى تمثيل هؤلاء الشباب داخل مؤسسات الدولة التشريعية كخطوة مكملة لنهج الإصلاح السياسى.
عبرت القيادة السياسية مرات عديدة عن التزامها بتوفير مناخ يضمن تمثيلًا عادلًا ومتوازنًا لجميع الفئات، إلا أن هناك مؤشرات تُظهر أن بعض الأحزاب لا تزال تنتهج سياسات تقصى الشباب وتكرس احتكار المشهد السياسى لوجوه مألوفة لم تعد تلقى قبولًا شعبيًا واسعًا.
وعلى الرغم من الجهود التى بذلتها الدولة عبر الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان نزاهة العملية الديمقراطية، بما فى ذلك ما اتخذته من قرارات جريئة مثل إلغاء الانتخابات فى دوائر شهدت مخالفات، ما زال قطاع كبير من الشباب يواجه تحديات الوصول إلى المجالس التشريعية.
فى الوقت الذى ترفع فيه الدولة شعار تمكين الكفاءات الشابة، نجد أن البعض يتعامل بعقلية الماضى، حيث تمنع هذه الكفاءات من التقدم ويحاصرها بممارسات تفتقر إلى العدالة.
هؤلاء الشباب الذين نشأوا على قيم الانتماء والالتزام بحماية مصلحة وطنهم، شاركوا فى بناء الدولة الجديدة بكل جهد وإخلاص، لكنهم غالبًا ما يُتركون خارج دائرة المشاركة الحقيقية.
المشهد المؤلم الذى تعكسه بعض الأحزاب ينبع من تناقض واضح؛ فبينما يتولى الشباب أعباء العمل الحزبى ويتحملون مسئوليات التنظيم والتنفيذ فى أصعب الظروف، تجدهم مستبعدين من التمثيل البرلمانى والتشريعى لصالح نفس الأسماء التى استنفدت حضورها السياسى.
وفى ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحة إلى تدخل قيادى يعيد الأمور إلى نصابها ويضع رؤية استراتيجية لتحفيز مشاركة فعّالة للشباب داخل الحياة السياسية.
الرهان على مستقبل مصر يعتمد أولًا وأخيرًا على شباب يؤمن بأهمية المشاركة ويملك القدرة على العطاء.. ولكن كيف يمكن استثمار هذه الطاقات إذا كانت الأبواب مغلقة؟ وكيف يمكن لبرنامج الدولة الطموح أن يحقق أهدافه بينما يشعر الشباب، الذين يمثلون المستقبل، بالتهميش؟
الآن أكثر من أى وقت مضى، نحن بحاجة إلى قرار شجاع يضع الأساس لدولة مواطنة حقيقية لا مجال فيها للإقصاء أو التهميش.. دعم الشباب وفتح الفرص أمامهم يحتاج إلى خطوات عملية تنطلق من الداخل الحزبى ذاته، لضمان وجود أصوات شبابية قادرة على تمثيل كافة أطياف المجتمع.
السيد الرئيس، إن شباب مصر الذين آمنوا برؤيتك ودعموا النهضة الشاملة التى تسعى إليها الدولة يضعون ثقتهم اليوم فى حكمتك وعدلك، ويأملون أن تشهد الفترة المقبلة دعمًا صادقًا لتمكين هؤلاء الشباب وفتح الطريق لتمثيل حقيقى يعزز الهوية المصرية ويُثرى الحياة السياسية.. أنتم دائمًا مصدر الثقة والأمل فى تحقيق هذا الحلم الوطنى المنشود بتوفير بيئة سياسية أكثر عدالة وانفتاحًا على الجميع.
[email protected]