قصة معاطف أطاحت بوزير أوكراني.."تحولت من صيفية لشتوية"
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
لم يتقبل وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف كف يده عن الوزارة الأهم في هذه الحرب المستمرة ضد روسيا منذ أكثر من 18 شهرا، فقدم استقالته أمس الاثنين.
فريزنيكوف الذي قاد جهود الضغط الأوكرانية للحصول على أسلحة غربية لمحاربة الغزو الروسي، لاحقته مؤخرا مزاعم فساد تفشى في وزارته
مادة اعلانيةصفقة المعاطفإلا أن الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كانت في صفقة المعاطف.
فقد بدأت رائحة الفساد تنضح من تلك الصفقة قبل أشهر، حين كشف بعض الصحفيين في البلاد، كيف ارتفعت أسعار المعاطف العسكرية للجنود عام 2022 ثلاث مرات خلال التسليم.
وبالعودة إلى صيف 2022، شعر المصنعون الأوكرانيون بالقلق لأن وزارة الدفاع لم تعلن عن نيتها شراء الزي الشتوي للجنود في الوقت المحدد، لاسيما أن تسليم القماش من آسيا وخياطته يستغرق أشهرًا. فقد تأخرت كثيراً، ما دفع بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن تلك الأشهر ضاعت بسبب خطأ الوزارة ومسؤولين آخرين فشلوا في حل القضايا الإشكالية في الوقت المحدد.
ثم عمدت في خريف 2022، إلى توقيع عقد مع الشركة التركية Vector avia hava araçlari لتزويد القوات بالملابس الشتوية. ووفقا للمصادر، قامت هذه الشركة بتصدير 233 ألف معطف فقط بقيمة 20 مليون دولار أميركي و202 ألف بنطلون بقيمة 13 مليون دولار في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر.
وكان السعر مقبولاً بالنسبة للملابس الشتوية حينها. لاسيما أن تكلفة السترة التركية بلغت حينها 86 دولارًا أميركيا للواحدة.
فيما قدم تاجر آخر من بلغاريا، سترات صينية مقابل 95 دولارًا للواحدة.
صيفية؟!لكن المشكلة تفجرت حين تبين أن تلك السترات أو المعاطف المستوردة من تركيا صيفية وليست شتوية، بحسب ما كشفت بعض الوثائق والمستندات المسربة.
وبحسب ما ظهر في الأوراق، بلغ متوسط وزن السترة الصينية كيلوغرامين، والتركية 1.1 كيلوغراما
كما بينت الوثائق كيف تحولت 4,900 سترة بقيمة إجمالية قدرها 142,000 دولار أمريكي إلى 4,900 سترة بقيمة 421,000 دولار
أما في طريقها من الجمارك التركية إلى الأوكرانية، فتحولت السترات بطريقة سحرية من "سترات صيفية مموهة" إلى "شتوية مقاومة للرياح" وارتفع سعرها أيضا بطبيعة الحال من 29 دولارا إلى 86 دولارا أميركيا للقطعة الواحدة، حسب ما نقلت صحيفة برافدا الاوكرانية
إلى ذلك، أفادت الصحيفة بأنه تم فتح دعوى جنائية حول قضية الملابس هذه.
لكن معهد كييف للعلوم والأبحاث القضائية أثبت أن "السترات الشتوية المقاومة للمياه والرياح والسراويل الشتوية المقاومة للماء والرياح، التي يتم توفيرها وفقًا للعقد مع الشركة التركية، لا يمكن استخدامها للغرض المقصود منها"، بما معناه أنها كانت صيفية خفيفة!
إذا لم يكن ريزنيكوف، وهو محام سابق يبلغ من العمر 57 عاما، متورطا شخصيا في مزاعم الفساد التي وجهتها وسائل إعلام محلية إلى وزارة الدفاع على ما يبدو، لا سيما فيما يتعلق بالمشتريات العسكرية.
لكن تلك الاتهامات أثارت دعوات لإقالته، فيما صور ريزنيكوف نفسه على أنه ضحية لحملة تشهير.
يذكر أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي كان أعلن يوم الأحد إقالةريزنيكوف واقترح أن يحل محله رستم عمروف، وهو من أقلية تتار القرم العرقية ونائب سابق بالبرلمان يدير صندوق أملاك الدولة.
أتت تلك الإقالة على الرغم من الجهود التي بذلها الرجل الذي تولى منصبه في عام 2021، في تأمين مساعدات عسكرية غربية بمليارات الدولارات منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.
فيما أكد أندريه زاجورودنيوك، الذي شغل منصب وزير الدفاع في عامي 2019 و2020، لرويترز "أن ريزنيكوف قام بعمل رائع في بناء علاقة مع وزراء آخرين ووزارات أخرى... أنقذ البلاد لأنه كان صاحب عملية ترتيب شحنات الأسلحة وما إلى ذلك".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News أوكرانياالمصدر: العربية
كلمات دلالية: أوكرانيا وزیر الدفاع
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة الدواء مصر تمتلك أكبر سوق دوائي في إفريقيا بقيمة تتجاوز 6.2 مليار دولار
شارك الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في فعاليات افتتاح المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الرابعة، الذي يعقد برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بحضور عدد من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلي الدول الإفريقية والأجنبية والمنظمات الدولية.
ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلةوفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي الغمراوي أن ريادة مصر في مجالي الطب والصيدلة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، تعود جذورها إلى فجر الحضارة. ويتجلى هذا الإرث الاستثنائي في المخطوطات البردية القديمة، التي تُعد من أوائل الوثائق الطبية المسجلة، حيث تضمنت وصفًا دقيقًا للأمراض وأساليب علاجها.
واشار الي ان بردية إيبرس الشهيرة، التي تعود الي أكثر من 3500 عام، وتحتوي على 842 وصفة طبية تغطي 20 مرضًا مختلفًا، منها أمراض العيون، والطفيليات، والسكري، وتنظيم النسل. وايضا بردية إدوين سميث التي تعود لأكثر من 3000 عام، وتوثق 48 وصفة طبية وجراحية دقيقة، ما يعكس عمق الفهم التشريحي والطبي الذي تميز به المصريون القدماء.
وأوضح الغمراوي أن هذه الريادة التاريخية تتواصل في العصر الحديث، حيث يُعد السوق الدوائي المصري الأكبر إفريقيًا بقيمة مالية تقدر بـ 6.2 مليار دولار، ويضم أكثر من 12 ألف مستحضر دوائي، بإجمالي مبيعات سنوية تتجاوز 3.5 مليار عبوة، ونمو سنوي مركب بلغ 15% في عام 2023، وهو ما يتجاوز المعدلات العالمية، مستحوذًا على أكثر من 27% من حجم السوق الإفريقي، رغم أن مصر تمثل فقط 8% من سكان القارة.
وأشار إلى أن هذه المكانة تقوم على قاعدة صناعية وتنظيمية قوية تضم: 179 مصنعًا للأدوية البشرية، منها 11 مصنعًا حاصلين على اعتماد من منظمات دولية مرجعية، 150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و4 مصانع للمستحضرات الحيوية،130 مصنعًا لمستحضرات التجميل، و5 مصانع للمواد الخام. ما يقرب من 2370 خط إنتاج، منها 990 مخصصًا لإنتاج الأدوية، أكثر من 1600 شركة توزيع دوائية، وما يقرب من 80 ألف منشأة صيدلية.
وأضاف أن هذه القدرات مكنت الهيئة من وضع توطين الصناعة وتعزيز الاستثمار في مقدمة أولوياتها، لضمان استقرار الإمدادات الدوائية، وتحقيق الأمن الدوائي المصري. وقد نجحت مصر في الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 91%، كأعلى دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال.
ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتوطين بدأت تُثمر، حيث تم خفض معدل الاستيراد بنسبة 3%، ومن المستهدف أن تصل نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 94% خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من مشروعات التوطين التي ترعاها الهيئة.
وأكد الغمراوي أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى المناطق بالفرص الاستثمارية، غير أن العجز في الميزان التجاري للقارة بلغ 89%، بينما لا يتجاوز حجم التبادل التجاري بين دولها نسبة 2%، رغم الإمكانيات الهائلة. وأشار إلى أن مصر تستحوذ على 52% من صادرات إفريقيا الدوائية، معظمها يخرج خارج القارة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تفعيل آلية الشراء الموحد الإفريقية (APPM)، لضبط الميزان التجاري القاري.
وأوضح أن الدواء المصري يتمتع بسمعة مرموقة عالميًا من حيث الجودة والمأمونية، وقد نجحت مصر مؤخرًا في دخول أسواق جديدة في إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وتعمل حاليًا على توسيع شراكاتها مع عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز الصادرات الدوائية، التي تصل حاليًا إلى أكثر من 150 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الصادرات الدوائية المصرية إلى القارة الإفريقية شهدت ارتفاعًا بنسبة 37.7% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على جهود إصلاح الميزان التجاري الإفريقي، رغم أن الصادرات المصرية ما تزال أكثر توجهًا نحو آسيا وأوروبا مقارنة بالدول الإفريقية الشقيقة.
وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور الغمراوي أن هيئة الدواء المصرية ستوقع على هامش المؤتمر بروتوكول تعاون مشترك مع ثماني دول إفريقية شقيقة هي: غانا، نيجيريا، رواندا، السنغال، زيمبابوي، تنزانيا، جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى إحدى كبرى أسواق القارة، تمهيدًا للوصول إلى الاعتماد المتبادل للقرارات التنظيمية ومواءمة الإجراءات، وهو ما من شأنه دعم آلية الشراء الموحد الإفريقية APPM.
واختتم بالتأكيد على أن التكامل التنظيمي والصناعي المشترك هو السبيل لتحقيق نهضة دوائية شاملة وتمكين القارة الإفريقية من مواجهة تحدياتها الصحية، من خلال تحولات حقيقية في قدرات التصنيع المحلي وتوفير دواء آمن وفعال للمواطن الإفريقي.