هل تسمح وضعية الاقتصاد المغربي بالرفع من السميك إلى 5000 درهم لمواجهة ارتفاع الأسعار؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
يبدو أن تضرر القدرة الشرائية لعدد من المواطنين المغاربة بفعل ارتفاع الأسعار والتضخم والجفاف، لاسيما ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، لا يختلف حوله اثنان.
ولمواجهة هذا الغلاء؛ اقترحت النقابات رفع "سميك" الأجراء والطبقة العاملة إلى 5000 درهم؛ بيد أن "الباطرونا"، الاتحاد العام لمقاولات المغرب"، أبدى رفضه لهذا الطلب.
وعللت "الباطرونا" موقفها بكون هذا الإجراء "سيقضي على الآلاف من مناصب الشغل المتوفرة حاليا؛ إذ سيؤدي إلى مغادرة أزيد من 200 شركة نحو وجهات أخرى في حالة استُجيب لهذا المطلب".
"محمد جدري"، خبير ومحلل اقتصادي، يرى أن "القدرة الشرائية لعدد مهم من المغاربة تضررت كثيرا"، مشيرا إلى أن "مطالب النقابات، القاضي برفع "السميك" إلى 5000 درهم، "شعبوية" وتبتعد بشكل كبير عن الحقيقة، نظرا إلى أنه من الصعب على المقاولات وكذا القطاع العام أن يستجيب لهذا المطلب".
واقترح "جدري"، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، لتخفيف العبء على المغاربة بسبب الأسعار المرتفعة، (اقترح) أن "تأخذ الحكومة، خلال إعداد مشروع قانون مالية 2024، هذا المعطى بعين الاعتبار، خصوصا ما يتعلق، على الأقل، بالضريبة على الدخل".
كما دعا الخبير الاقتصادي الحكومة إلى "إعمال المرونة فيما يخص الضرائب؛ إذ لا يعقل أن تغتني الحكومة بأزمات المغاربة تزامنا مع ارتفاع أسعار المحروقات على الصعيد الوطني"، موردا أن "الضريبة الداخلية على الاستهلاك ثابتة وتُقدر 2.52 درهم عن كل لتر من الغازوال، أما الضريبة على القيمة المضافة فهي متحركة".
وأمام هذا الوضع؛ اقترح "جدري" حلّيْن في هذه الحالة؛ "إما تسقيف الضريبة على القيمة المضافة، وإما تخفيضها خلال الأزمات"، معتبرا أن هذين الحلين المقترحين "هما المدخل لمساعدة المغاربة على مواجهة غلاء الأسعار وتحسين قدرتهم الشرائية التي تضررت بشكل لافت".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
تأخر صرف الدعم يهدد الجمعيات العاملة في تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة
حذرت النائبة البرلمانية نادية تهامي، من تداعيات تأخر صرف الدعم العمومي وتقليصه دون إشعار، على الجمعيات العاملة في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، مشيرة إلى أن هذا الوضع قد يهدد استمرارية الخدمات التربوية والاجتماعية لفائدة أزيد من 30 ألف طفل مستفيد في مختلف جهات المملكة.
جاء ذلك في سؤال كتابي وجهته النائبة إلى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نبهت فيه إلى أن الاضطرابات المالية التي تعرفها هذه الجمعيات منذ سنة 2024، تسببت في تأخر صرف أجور عدد من العاملين، خاصة منذ يونيو 2024، مما أثار قلقًا واسعًا داخل صفوف المهنيين والأطر الاجتماعية، الذين يُقدّر عددهم بحوالي 9000 شخص.
ورغم أن البرنامج الوطني لدعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، الذي انطلق سنة 2015، حقق بحسب النائبة حصيلة إيجابية ويمول أنشطة حوالي 400 جمعية متخصصة، إلا أن النصف الأول من سنة 2025 شهد « غموضًا غير مبرر » في تدبير هذا الملف، مع تقليص الدعم بشكل مفاجئ، ودون تقديم توضيحات رسمية.
تساؤلات حول مستقبل الدعم وإدماج الإعاقة في التعليم العمومي
البرلمانية تهامي تساءلت في سؤالها عن الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لضمان استمرارية هذه الجمعيات، مطالبة بخطة واضحة لتحسين الدعم العمومي، وتفعيل مقاربة شمولية تضمن لهؤلاء الأطفال تعليمًا دامجًا ومنصفًا ومستقرًا داخل المنظومة التربوية الوطنية، وليس فقط عبر تدخلات جمعوية ظرفية.
كما طرحت تساؤلاً محوريًا حول سبب استمرار حصر تمدرس الأطفال ذوي الإعاقة ضمن العمل الجمعوي، بدل دمجهم الفعلي داخل المدارس العمومية، بما ينسجم مع الدستور المغربي والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وعلى رأسها اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 2006.
غياب التوضيح الرسمي يعمق الأزمة
إلى حدود الآن، لم تُصدر وزارة التضامن أي بلاغ رسمي يوضح أسباب تأخر أو تقليص الدعم المالي للجمعيات، في وقت تتصاعد فيه مخاوف من توقف بعض الخدمات الأساسية داخل مراكز التأهيل والدعم التربوي، نتيجة غياب السيولة الكافية لأداء أجور الأطر وتغطية التكاليف التشغيلية.
الجمعيات، التي طالما لعبت دورًا محوريًا في سد الفراغ المؤسساتي في هذا المجال، تجد نفسها اليوم أمام أزمة تمويل حادة، دون وضوح في الرؤية أو ضمانات للاستمرارية، ما يهدد حقوق آلاف الأطفال في التعليم، ويطرح علامات استفهام حول التزام الدولة بسياسة دمج حقيقية للأشخاص في وضعية إعاقة.
هل ترغب في تعزيزه بمعطيات من تقارير رسمية أو مقابلات ميدانية؟ يمكنني اقتراح مصادر أو تنسيق الاستبيانات لدعم المادة تحقيقياً.