سواليف:
2025-06-29@04:45:07 GMT

حرائرُ فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

حرائرُ فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

حرائرُ #فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

مؤلمةٌ جداً تلك المشاهد التي سجلتها عدسات المصورين، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، وانتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، للمرأة الفلسطينية التي تعرضت لاعتداءٍ صارخٍ ومُهينٍ من جنديٍ إسرائيلي لئيمٍ ومَهينٍ، في أحد أزقة مداخل #المسجد_الأقصى المبارك بمدينة #القدس المحتلة، وقد ظهر الجندي وهو يركل #السيدة_الفلسطينية بقدمه بحقدٍ بادٍ ولؤمٍ لا يخفى، إذ واصل ركلها بعنفٍ مقصودٍ على مرأى ومسمعٍ من بقية الجنود والمارة في الزقاق من الفلسطينيين والمستوطنين على السواء، وقد حاول الفلسطينيون الدفاع عنها ورده ومنعه من الاعتداء عليها، في الوقت الذي وقف فيه المستوطنون يتفرجون عليها، يؤيدون الجندي ويشجعونه على النيل منها، وعدم الإصغاء إلى الداعين لوقف الاعتداء عليها وتركها لسبيلها ومواصلة طريقها.

كما آلمتنا مشاهد اعتقال سليلة عائلة البرغوثي المقاومة، وابنتها الثائرة السيدة حنان البرغوثي، الشامخة بكبريائها والعظيمة بثباتها، والقوية بصبرها، التي لم تخف من طوابير الجنود الذين التفوا حولها واقتربوا منها، ولا من الذين اقتحموا بيتها وحاولوا ترويعها، ومضت تمشي بينهم برأسٍ مرفوعٍ وقامةٍ منتصبةٍ وشموخٍ عالٍ، غير مباليةٍ بجموعهم التي تكالبت عليها ككلابٍ ضالةٍ وضباعٍ ضاريةٍ، تريد أن تنهشها وتنال منها، لكنها جبنت وخافت من ثباتها، وتراجعت أمام إقدامها، وخشيت من وقع أقدامها الواثقة ومن نظرات عيونها الثاقبة، وهي المقيدة اليدين المعصوبة العينين.

مقالات ذات صلة الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عندما يبكي الرجال 2023/09/08

كما تؤلمنا كل يومٍ وتحز في نفوسنا وتدمي قلوبنا، قصص أخواتنا الخمس وثلاثين، الأسيرات في سجون العدو، اللاتي يعانين ويقاسين الويلات في المعتقلات الصهيونية، ويواجهن بأجسادهن الضعيفة سياسات بن غفير العنصرية وحكومته اليمينية، ويتحدين بصلابةٍ إرادة السجان، ويقفن كما الرجال في وجوههم، ويرفضن الإنصياع إلى أوامرهم، ويخضن مع إخوانهن الأسرى معارك الإضراب عن الطعام، ويصممن مهما كان الثمن على كسر إرادة العدو، وإجباره على التراجع عن قراراته، وإعادة الامتيازات التي سحبها منهن، والحقوق التي حرمهن منها، وهن اللاتي تركن وراءهن أسرهن وأطفالهن، وتخلين في سبيل وطنهن وشعبهن عن متع الدنيا ونعيم الحياة، وبعضهن حاملاتٌ ومرضعاتٌ، وأخرياتٌ يعانين من أمراض مستعصية ومشاكل صحية مزمنة، ويتعرضن للضرب والأذى، ويشتكين من القمع والبطش، ورغم ذلك فإنهن يقفن بجرأةٍ وبسالةٍ، صفاً واحداً متضامناتٍ في مواجهة سلطات الاحتلال.

ولا ننسى صور الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا كلابهم المفترسة على نسائنا، تنهشهن وتحاول عضهن وتمزيق ثيابهن، وأخرى تتكرر دائماً لجنودٍ آخرين يتهكمون عليهن ويحاولون التحرش بهن وإيذائهن، فضلاً عن عشرات النساء اللاتي قتلن برصاص جنود جيش الاحتلال على المعابر والحواجز الأمنية، وفي الطرقات والشوارع، بحجة الاشتباه بهن وادعاء أنهن يحملن أدواتٍ حادةً ويخططن للقيام بطعن الجنود والاعتداء عليهم، وممن قضين برصاص جنود الاحتلال سيداتٌ مسناتٌ وأُخرُ أمهاتٌ لأطفالٍ صغار، وشاباتٌ وطالبات مدارس، ممن يصادف مرروهن على الحواجز أو قريباً من الدوريات العسكرية.

تلك هي مشاهدٌ يوميةٌ تواجهها المرأة الفلسطينية وتعاني منها، وأخرى غيرها كثيرٌ مما يعجز القلم عن وصفها والإحاطة بها، فالعدو ينظر إلى المرأة الفلسطينية بكرهٍ وحقدٍ شديدين، ويتمنى قتلها قبل غيرها، فهو يرى أنها تربي الأجيال الفلسطينية وتنشئهم على حب فلسطين والتضحية في سبيلها، وترضع أطفالها حليب المقاومة والصمود والثبات والإباء، وهي تحرضهم على تنفيذ عملياتٍ عسكرية ضد الاحتلال ومستوطنيه، وتشرف على تدريبهم وتواكب عملهم وتجهزهم بسلاحهم، وتودعهم بلا ضعفٍ، وتستودعهم أمانتها بقين، وتفرح إذا وصلها نبأ استشهاد ابنها ولا تجزع، وتستقبل المهنئين بشهادته وتفرح، وترفع صوتها بالدعاء له والرضا عليه، وتشهد الله عز وجل أنها عنه راضية.

تصبر المرأة الفلسطينية على كل ما تواجه، ولا تشكو ولا تتأفف، ولا تضيق ذرعاً ولا تيأس، ولا تستسلم لعدوها ولا تخضع، ولا تبكي شهداءها ولا تجزع، بل تحتسب عند الله عز وجل كل ما تلاقي، وترتضيه في سبيل وطنها ومن أجل شعبها.

لكنها ترنو بعيونها إلى أمتها وتتطلع إليها، وتأمل منها وترجو أن تنصرها وشعبها، وأن تقف معها وأهلها، وأن تستجيب لها وتدافع عنها، وأن تساند قضيتها وتؤيد حقوقها، وألا تتركها وحدها في مواجهة هذا العدو الغاشم، الذي طغى عليهن وبغى، وقتل أولادهن واعتدى، وأساء إليهن وقسا.

فهل من ناصرٍ ينصرهن، أو معتصمٍ يغار عليهن، أو ثائرٍ يغضب لهن ويهب واقفاً لنجدتهن والثأر لهن، أو غيور تغلي الدماء في عروقه غيرةً عليهن وتضامناً معهن، أو قائدٍ يسمع صراخهن ويسير الجيوش كرامةً لهن، فإنهن والله يستحقن من الأمةٍ نصراً، وينتظرن منها غوثاً، ويأملن فيها خيراً.

بيروت في 8/9/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسطين المسجد الأقصى القدس

إقرأ أيضاً:

شهيدان وعدد من المصابين بنيران الاحتلال شمالي رفح الفلسطينية

أعلنت مصادر طبية فلسطينية، ارتقاء شهيدين وسقوط عدد من المصابين بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات شمالي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

أستاذ قانون دولي: حرب إسرائيل على إيران غطاء للتعتيم على جرائم غزةتفاهم أمريكي إسرائيلي على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين بشروط صارمةوزير السياحة الفلسطيني: الاحتلال دمّر 216 موقعاً أثريا في غزةوزير السياحة والأثار الفلسطيني: الاحتلال يتعمد تدمير المواقع التراثية في غزة

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، في عددها الصادر ليل الخميس–الجمعة، عن توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تفاهم مشترك يقضي بإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة خلال أسبوعين، شريطة تحقيق عدد من المطالب الأمنية والسياسية الحيوية من وجهة نظر تل أبيب وواشنطن.

أبرز الشروط: الرهائن ونفي قادة حماس
ووفقًا للصحيفة، فإن الاتفاق الذي لم يُعلن رسميًا بعد، يرتكز على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" في غزة، ويبلغ عددهم نحو خمسين شخصًا، بالإضافة إلى نفي ما تبقى من قيادات الحركة خارج القطاع، إلى دول يُتفق عليها لاحقًا.

وتتضمن المبادرة أيضًا تشكيل إدارة بديلة لغزة، تتولاها أربع دول عربية، بينها مصر والإمارات، بهدف إقصاء حركة "حماس" عن أي دور سياسي أو إداري مستقبلي، وهو ما يعكس توافقًا أمريكيًا–إسرائيليًا حول إعادة هيكلة الواقع السياسي في غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

توسيع دائرة الهجرة
وتضيف الصحيفة أن من بين البنود التي جرى الاتفاق عليها، تشجيع هجرة سكان قطاع غزة إلى دول أخرى تقبل باستيعابهم، في خطوة تبدو ضمن مساعٍ لتخفيف الكثافة السكانية في القطاع، بالتوازي مع إعادة الإعمار وإدارة جديدة للمنطقة.

طباعة شارك فلسطين رفح الفلسطينية غزة القاهرة الإخبارية

مقالات مشابهة

  • أعراض شائعة لمتلازمة أسبرجر التي تعاني منها نور عمرو دياب
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • كم المبالغ المالية التي حصل عليها العرب بعد المشاركة في كأس العالم للأندية؟
  • جنود الاحتلال يتهمون قيادتهم بالإهمال بعد مقتل 7 في كمين بخان يونس
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق: الحكومة تلقي الجنود بمهام لا طائل منها
  • علماء الأمة يطلقون ميثاق طوفان الأقصى
  • شهيدان وعدد من المصابين بنيران الاحتلال شمالي رفح الفلسطينية
  • النيل الأبيض.. هذه المشاربع الزراعية التي توقفت بسبب الاعتداء عليها من قبل المليشيا المتمردة
  • “حماس” و”القسام” تنعيان مسؤول ملف فلسطين في الحرس الثوري الإيراني
  • أهالي الجنود القتـ لى في كمين خان يونس: أبناؤنا قتـ لوا نتيجة إهمال جسيم