أذكر وأنا في العاشرة من عمري كانت الحياة بسيطة جدًا، لكنها مبهجة، بجوار منزلنا أرض ساشعة بلا مبان أو سيارات، ولا أصوات زحام مزعجة، فراغ كبير، مساحة لا حصر لها، نلعب أنا وإخوتي والجيران بسعادة نقوم بتفريغ طاقتنا بالجري ونط الحبل، نلعب ساعات طوال ولا نشعر أبدًا بالملل، لدينا ألعاب كثيرة وأفكار تجعلنا سعداء، نخطط الأرض بالطباشير الأبيض لتنسجم خطواتنا عليها وتتعالى ضحكاتنا، كنا نستنزف طاقتنا باللعب ونفوسنا تُبنى وتقوى.
وأنا صغيرة كنت أعتقد أن هناك أشخاصا بعينها تحكم عالمي هي من تجعلني أشعر بالسعادة وأيضا بالحزن، فعندما تخاصمني صديقتي المفضلة ينتابني الشعور بالحزن الكبير، وتبتسم لي الحياة حينما تصالحني، مشاعر بريئة فياضة كنت لا أرغب في التعرف على صديقات غيرها من باب الوفاء هكذا كانت تحدثني مشاعري وعقلي الصغير، فإذا تواجدت تلك الصديقة أكون في غاية السعادة وعندما تهملني أتحول لطفلة حزينة كئيبة، وعندما انتهت الصداقة البريئة تعلمت أن الحياة ليست هكذا هناك مشاعر جديدة ومتغيرة، ولكن بعد مرور كل هذا العمر، أجد الأمر يتكرر بنا بشكل مختلف، التكنولوجيا في حياتنا تجعلنا نتواصل مع الجميع في كل مكان وأي وقت وربما مع أشخاص لا نعرفها ولم نراها من قبل وجها لوجه، فأصبحنا منغلقين داخل هذا العالم، مرتبطين به بشكل كبير وسعداء بوجوده لدرجة تجعلنا نكره واقعنا ونرفضه، وربما نشعر إننا لا نستطيع أن نصل للشعور بالسعادة والرضا بدونه، فحينما ينقطع الإنترنت بضعة من الوقت يسيطر علينا شعور بالتوتر وربما الاكتئاب، فأصبح هذا العالم يسيطر علينا وعلى أولادنا سيطرة كاملة.
تقول جامعة "بينسيون" في دراسة أجرتها عام 2016 إن العلاقة بين زيادة وقت استخدام الفيس بوك، ووسائل الاتصال الاجتماعي الأخرى كـ(انستجرام، تويتر، تيك توك، ويوتيوب،...) واحتمالية التعرض للاكتئاب هي علاقة تناسب طردية وقد تؤدي إلى تدمير الصحة الجسدية والنفسية، خاصة المراهقين، كما يصنف الاتحاد العالمي للأطباء النفسيين مرض الاكتئاب كثاني أخطر مرض في العالم ويقدر عدد المصابين به بنحو 300 مليون شخص كما ينبه إلى زيادة نسبة المنتحرين 500% أي ينتحر سنويا مليون شخص بمعدل شخص كل 28 ثانية.
هنا الأزمة ليست مرتبطة بالصغار أو المراهقين فقط، نحن الكبار أيضا في أزمة حقيقية إذا لم ننتبه لها نكون أول المتضررين، علينا فك العزلة الافتراضية عن أنفسنا وأبنائنا، علينا الاقتراب من أصدقاء نعرفهم على أرض الواقع، ربما تحتاج لتنظيم مقابلة بأصدقائك القدامى، وكما يقول أحد المشاهير "فاضي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة".. اذهب يا عزيزي واشرب فنجان قهوتك مع من تحبهم، جدد حياتك بعالم واقعي وحطم نظارة العالم الافتراضي التي ترتديها، مارس أنشطة واقعية، رياضية، فنية، ثقافية، وأعمال خير تطوعية، أنقذ نفسك وأبناءك قبل فوات الأوان.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
ترامب: سننزع سلاح حماس بسرعة وربما بعنف إذا لم تلتزم
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن حركـة "حماس" وافقت على التخلي عن سلاحها، لكنه حذر من أن بلاده ستتكفل بنزع السلاح "بسرعة وربما بعنف" إذا تراجعت عن التزامها.
وأكد ترامب في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض: "تحدثت إلى حركة حماس، وأبلغتني أنها ستتخلى عن السلاح. وإذا لم يلتزموا بذلك، سنتكفل نحن بالأمر".
وأضاف: "نزع سلاح حماس سيحدث بسرعة، وربما بعنف. إنهم يعرفون أنني لا ألعب الألعاب".
وجاءت تصريحات ترامب غداة توقيع وثيقة شاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، خلال "قمة شرم الشيخ للسلام" التي استضافتها مصر، بعد عامين من التصعيد الدموي في القطاع.
وشارك في التوقيع على الوثيقة كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب ترامب، في جلسة افتتاحية وصفت بـ"التاريخية".
وقال الرئيس الأمريكي إن محادثات حماس جرت مع مسؤولين أميركيين "على أعلى مستوى"، مضيفاً: "كلما تم نزع السلاح أسرع، كلما كان أفضل".
تفاصيل الوثيقة
وكان البيت الأبيض قد نشر منتصف ليلة الاثنين/الثلاثاء، نص الوثيقة التي وقعت في شرم الشيخ، وتنص على وقف دائم لإطلاق النار، وتشكيل قوة استقرار دولية تشرف على تنفيذ خطة من 20 بنداً تقدم بها ترامب في 29 سبتمبر الماضي.
وتشدد الوثيقة على عدم احتلال إسرائيل لغزة أو ضمها، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية بالتنسيق مع القوة الدولية، ربطاً بمراحل نزع السلاح.
وتنص الخطة أيضاً على منح عفو لعناصر حماس الذين يتخلون عن السلاح ويلتزمون بالتعايش السلمي، كما تُوفر ممرات آمنة للراغبين في مغادرة غزة إلى دول تستقبلهم.
ترامب يشيد بدور حماس في "القضاء على عصابات مسلحة"
في معرض رده على سؤال حول الوضع الأمني في غزة، قال ترامب إن حماس "تمكنت من القضاء على عصابتين سيئتين للغاية، قامتا بقتل عدد من أفراد العصابة"، مضيفاً: "لم يزعجني ذلك كثيراً، لا بأس، لا يختلف الأمر عن بلدان أخرى".