أثار إعلان غير رسمي عن زيادة خط الفقر في مصر بنحو 543 جنيها ما يعادل 17.5 دولار عن الرقم السابق، انتقادات خبراء اقتصاديين وسط تشكيك في حقيقة الرقم الجديد، خاصة مع ما تواجهه البلاد من أزمات اقتصادية طاحنة، وارتفاع تاريخي لمعدلات التضخم، وتراجع غير مسبوق لقيمة العملة المحلية.

الرقم الجديد لخط الفقر في مصر، أعلن عنه نائب وزير التخطيط أحمد كمال، الاثنين الماضي، بقوله إن التقديرات الأولية لخط الفقر الجديد في بحث "الدخل والإنفاق 2021-2022"، ارتفعت بنحو 63 بالمئة لتصل إلى 1400 جنيه مقابل 857 جنيها في مسح 2019-2020، الدولار يساوي 31 جنيها.



ووفقا لما نقله موقع "البورصة"، الاقتصادي المحلي، فإن معدل الفقر في التقديرات الأولية التي تتم كل عامين عبر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، هي بين 30 و35 بالمئة من السكان، وذلك برغم إشارة بعض التقديرات إلى أن نسبة الفقر في مصر تتعدى 60 بالمئة من السكان.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أعلنت تقارير رسمية أن معدلات الفقر تراجعت بمسح الدخل والإنفاق، عام 2019-2020 للمرة الأولى منذ 20 عاما، لتسجل 29.7 بالمئة مقارنة مع 32.5 بالمئة في مسح 2017-2018، الذي أعلن عنه في 30 تموز/ يوليو 2019، وهي الأرقام التي شكك بها حينها، متخصصون.

ووفق تقديرات جهاز الإحصاء، فإن قيمة خط الفقر المدقع للفرد عام 2020 تبلغ 6604 جنيهات بنحو 550 جنيها للفرد شهريا، فيما بلغت عام 2021، حوالي 10279 جنيها ما يعني 857 جنيها للفرد شهريا.

وكان البنك الدولي، قد أصدر بيانا في أيار/ مايو 2019، قال فيه إن نحو 60 بالمئة من سكان مصر إما فقراء أو عرضة للفقر.

وبحسب البنك الدولي، فإن الفرد بحاجة إلى حوالي 65 دولارا شهريا، ما يعادل نحو ألفي جنيه مصري وفقا لأسعار الصرف الرسمية، حوالي 31 جنيها مقابل الدولار.

وتمثل زيادة نسب الفقر إحدى أهم معوقات التنمية، وتشكل خطرا مجتمعيا كبيرا تنتج عنه بؤر خطيرة تقوم على الجريمة والإدمان والخروج على القانون، ما يعد خطرا على الأمن والسلم الاجتماعي، وفق باحثون.



"توقيت يزيد الشكوك"

ومع الحديث عن زيادة معدل خط الفقر في مصر إلا أن متحدثين لـ"عربي21"، قالوا إن الرقم الجديد لم يصل حتى لمعدل خط الفقر المدقع، مؤكدين أن هناك ضغوط سياسية حتى لا يتم إعلان الحد الصحيح للفقر في مصر، لكي لا ينكشف النظام، مشيرين إلى معاناة كبيرة لملايين المصريين، وانضمام أرقام أخرى لمن هم تحت خط الفقر.

ويتزامن الإعلان عن خط الفقر الجديد في مصر مع الإعلان عن وصول معدل التضخم السنوي في مصر إلى 39.7 بالمئة في آب/ أغسطس الماضي، في مستوى قياسي لم تصل له البلاد خلال نحو 4 عقود، فيما ارتفعت معدلات تضخم المواد الغذائية بنسبة 71.9 بالمئة، وفق جهاز التعبئة والإحصاء.

كما يتزامن الأمر مع حالة الغضب الشديدة التي يعبر عنها مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتكشف تزايد حجم الفقر بالبلاد، وتآكل الطبقة الوسطى، وهبوط الكثير من الفقراء إلى حد الفقر المدقع، وتضاعف أسعار جميع السلع عدة مرات خلال عام ونصف.

أرقام الفقر الجديدة وبحسب مراقبين، تأتي قليلة بالمقارنة بأحداث جسيمة أضرت بالاقتصاد المصري الذي يعاني من الركود والديون، حيث تأثرت البلاد بجائحة كورونا 2020، ثم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية شباط/ فبراير 2022، وتأثيرها على السلع الاستراتيجية مثل القمح، وهروب نحو 20 مليار دولار من الأموال الساخنة من البلاد في الربع الأول من 2022.

وتظل تلك الأرقام قليلة مع أزمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية وسقوط الجنيه أمام الدولار وتراجع قيمته بأكثر من 50 بالمئة، وتفاقم أزمة الاستيراد وعجز الحكومة عن توفير مستلزمات الإنتاج وقطع الغيار والسلع الأساسية.

كما يأتي ذلك الرقم في ظل سطوة فوائد الديون على مدخلات المصريين حيث تأكل خدمة الديون التي تعدت نحو 165 مليار دولار، نحو 93 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ما يؤثر على الإنفاق على الخدمات والصحة والتعليم، وبالتالي زيادة نسبة الفقر.

والحديث شبه الرسمي عن هذا المعدل الجديد لخط الفقر يأتي قبل شهور من الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي يعول عليها رأس النظام عبدالفتاح السيسي، في الوصول إلى ولاية ثالثة له في حكم أكبر بلد عربي من حيث السكان.

ودائما ما يلقي السيسي، بالمسؤولية في المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد وحالة الفقر التي يعاني منها نحو 105 ملايين مصري بالداخل، على ثورة يناير 2011، وارتفاع معدل النمو السكاني، لكن محللين أرجوا تلك الأوضاع لوجود أخطاء سياسية لدى النظام.



"2700 جنيه.. النسبة الحقيقية"

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام " تكامل مصر" الباحث مصطفى خضري، إن "النسب الحقيقية لخط الفقر في مصر حسب معيار تعادل القوة الشرائية تبلغ 2.3 دولار".

وأوضح أنه "وعلى ذلك، وحسب القيمة الحقيقية للدولار في السوق السوداء البالغة نحو 40 دولار، فإن كل فرد يقل دخله اليومي في مصر عن 90 جنيه مصري تقريبا حسب تقديرات تكامل مصر فهو تحت خط الفقر، وهو ما يعني أن الحد الأدنى لخط الفقر يبلغ 2700 جنيه مصري في 2023".

وبشأن ما قد يترتب على زيادة مصر لخط الفقر من 857 جنيها إلى 1400 جنيه، أكد الباحث المصري، أن "الجهات المعنية والتي حددت خط الفقر لم تحدده على أساس اقتصادي حقيقي، وإنما تم تحديده كقرار سياسي".

وأوضح أنه "برغم ذلك فإن تحريك حد الفقر يترتب عليه ضرورة زيادة الحد الأدنى للأجور، وزيادة معاشات التضامن، وزيادة قيمة المواد التموينية التي تمنحها الدولة، وزيادة الحد الأدنى للإعفاءات الضريبية".

ويرى أنه "ولأن النظام يعي ذلك جيدا؛ فإن خط الفقر الذي تم الإعلان عنه غير حقيقي، بل إن خط الفقر الحقيقي يقترب من ضعف ما تم الإعلان عنه".

وعن الإجراءات المحتملة أو المقرر أن تتخذها الحكومة لاحقا، يعتقد خضري، أن "التصريح بتحريك خط الفقر حتى ولو كان غير حقيقيا؛ هو مقدمة لبعض الإجراءات السياسية ذات الطابع الاجتماعي، والتي سيتم الإعلان عنها تباعا قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة؛ لتدعيم موقف الجنرال السيسي؛ بعد أن أصبحت شعبيته تقترب من الصفر".

وأكد أن رفع خط الفقر لا يعد اعترافا من الحكومة المصرية بزيادة عدد الفقراء بالبلاد ومن هم تحت خط الفقر، موضحا أن "تلك التصريحات تكون محسوبة وفق ما يعلن عنه النظام، ومع نظام مثل نظام السيسي قد مرد على الكذب؛ فلن تعترف حكومته بشيء يبين فشله في الحكم".



"ضغوط سياسية"

وفي تعليقه قال، الخبير الاقتصادي والأكاديمي المصري الدكتور علي عبدالعزيز، قال لـ"عربي21"، إن نسبة الفقر المعلنة من النظام تتعرض لضغوط سياسية قوية حتى يتم تخفيضها، وذلك بما لا يقلل من حجم الإنجازات التي يتغنى بها النظام".

وأضاف: "وبالتالي لا ثقة مطلقا في النسبة التي يعلنها النظام"، معتقدا أن "النسبة تقترب من النسبة التي أعلنها البنك الدولي عام 2019، وهي 60 بالمئة من الشعب فقراء أو عرضة له، وهو ما يذهب بعيدا عن إحصاءات النظام".

ولفت إلى "تأثير نسب التضخم الناتجة عن أزمة (كورونا)، والحرب الروسية الأوكرانية، وتخفيض قيمة الجنيه لنحو 50 بالمئة بالربع الأول في 2022، وحتى الآن"، مبينا أن "هذا يعنى ارتفاع نسبة الفقراء والأكثر عرضة له".

ويرى الخبير المصري، أن "زيادة خط الفقر من 857 إلى 1400 جنيه، أمر خطير؛ لأنه لم يأخذ باعتباره نسب التضخم الحقيقية والتي تجاوزت 40 بالمئة الشهور الماضية، ولم يأخذ بالاعتبار انخفاض قيمة الجنيه 24 بالمئة بعد انتهاء بحث الدخل والإنفاق بالنصف الثاني من 2022، وحتى الآن".

وأوضح أنه "على سبيل المثال، فإن سعر علبة (كشري عادي) الآن فوق 20 جنيها، ولو اقتصر الفرد على أكل علبة بكل وجبة يوميا، لكان المبلغ المطلوب 1800 جنيه".

ولفت إلى أن "هذا الرقم يأتي بالرغم من أن تعريف خط الفقر القومي بأنه الحد الذي يكفي المأكل والمشرب والمسكن والملبس والمواصلات والعلاج، أما خط الفقر المدقع حسب تعريف الجهاز المركزي للإحصاء فهو توفير الأساسيات من الطعام فقط، وهو ما يعني أن خط الفقر الجديد لم يصل حتى لخط الفقر المدقع".

ويرى أيضا أنه "في ظل التوقعات بتخفيض جديد للجنيه، واستمرار أزمة الاستيراد، ووجود سعرين للدولار؛ فإن نسبة الفقر ستزداد الأشهر القليلة القادمة".

وختم بالقول: "ولا أعتقد أنه لدى النظام أية رؤية أو حتى إرادة لتخفيف حدة الفقر الناتج عن سياسات السيسي، ونظامه العسكري، فالأولوية الآن لبناء القصور الشخصية والصوب الزراعية الفارغة من الزراعة".

"سبب الفقر"

يرجع البعض أسباب الفقر إلى السياسات الاقتصادية للحكومة المصرية بإقامة مشروعات غير ذي جدوى، مقابل إهمال المشروعات الإنتاجية، وتوجهها نحو الاستدانة الخارجية، مع سيطرة الجيش على أغلب الاقتصاد وبيع الشركات والأصول العامة.

كما يلمح خبراء إلى تصدر غير ذوي الخبرة للمشهد الاقتصادي والسياسي إلى جانب دور الفساد المتفشي في أروقة ودهاليز المؤسسات الحكومية في زيادة نسب الفقر، في بلد يحتل مركزا متدنيا في مؤشر مدركات الفساد بحسب منظمة الشفافية الدولية مسجلة المرتبة 130 من بين 180 دولة لعام 2022.



"الواقع مؤلم"

ويؤكد مواطنون في حديثهم لـ"عربي21"، أن "أي حديث عن الفقر لن تكشفه الأرقام بل معاناة الناس في الشارع، ومقدار ما يشترونه من لحوم ودواجن وبيض وأسماك وخضروات وفاكهة وأرز ومكرونة وسمن وزيت وسكر وحتى رغيف الخبز، والتي تضاعفت جميع أسعارها".

وأكد المواطنون أن جميع السلع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت بنحو 200 بالمئة منذ بداية العام الماضي، مشددين على أن "مبلغ 1400 جنيه لا يكفي أسرة من 4 أفراد عدة أيام من الشهر"، خاصة أن ثمن الخبز فقط يتجاوز 600 جنيه في الشهر.

وأشار المواطنون إلى أن "الفقر دفع المصريين للتضحية بأبنائهم بإلقائهم على طرق الهجرة غير الشرعية والتي كانت سببا في وفاة المئات منهم في مياه البحر المتوسط، في حوادث أشهرها غرق مركب تحمل 750 شخصا قبالة سواحل اليونان في حزيران/ يونيو الماضي، ووفاة نحو 80 مصري في إعصار ليبيا قبل أيام".

وبحسب آخر إصدارات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن أغلب محافظات بها معدلات فقر عالية وخاصة بالصعيد، كالتالي: أسيوط 66.7 بالمئة، وسوهاج 59.6 بالمئة، والأقصر 55.3 بالمئة، والمنيا 54.7 بالمئة، والوادي الجديد 51.5 بالمئة، والبحيرة 47.7 بالمئة، وأسوان 46.2 بالمئة.


"اليوم العالمي للفقر"

وخصصت الأمم المتحدة يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر سنويا كيوم دولي للقضاء على الفقر العالمي، ووفقا لبيانات المنظمة الدولية هناك 1.3مليار شخـص بالعالــم عــام 2021 يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، غير قادرين على الوصول لخدمات أساسية مثل: التعليم والصحة والخدمات العامة، والمسكن والأصول والممتلكات.

ويعيش حوالي 10 بالمئة من سكان العالم في فقر مدقع بأقل من 2.15 دولار يوميا، فيما يعيش أكثر من 3.5 مليارات فرد على أقل من 6.82 دولارات للفرد يوميا، فيما رفع البنك الدولي قيمة خط الفقر المجتمعي، إلى 2.15 دولار لعام 2017، مقارنة بنحو 1.9 دولار للفرد في اليوم عام 2015.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي الفقر مصر الجنيه السيسي مصر السيسي الفقر الجنيه اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد تغطيات سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک الدولی الإعلان عن نسبة الفقر بالمئة من

إقرأ أيضاً:

مجموعة الإمارات تحقق أرباحا سنوية قياسية

أصدرت مجموعة الإمارات الخميس، تقريرها المالي للسنة المالية 2024-2025، مُسجّلةً مستويات قياسية جديدة في صافي الأرباح، الإيرادات، الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين، والأرصدة النقدية.

ويعكس هذا الأداء الاستثنائي مكانة مجموعة الإمارات كأكثر مجموعات الطيران ربحية في العالم خلال فترة التقرير 2024-2025، فيما حققت طيران الإمارات أفضل نتائج مالية في تاريخها، لتصبح الناقلة الجوية الأكثر ربحية عالمياً

وسجّلت كل من طيران الإمارات ودناتا إيرادات قياسية خلال العام 2024-2025، في ظل مواصلة المجموعة توسيع عملياتها في جميع أنحاء العالم لتلبية الطلب القوي والمتنامي من العملاء على منتجاتها وخدماتها عالية الجودة.

وبنهاية السنة المالية في 31 مارس 2025، سجّلت مجموعة الإمارات النتائج التالية:

أرباحاً قياسية قبل احتساب الضرائب بلغت 22.7 مليار درهم (6.2 مليار دولار)، بنمو قدره 18 بالمئة مقارنة بالسنة المالية السابقة. إيرادات قياسية بلغت 145.4 مليار درهم (39.6 مليار دولار)، بنمو قدره 6 بالمئة مقارنة بنتائج السنة المالية السابقة. أعلى مستوى على الإطلاق في الأرصدة النقدية بلغ 53.4 مليار درهم (14.6 مليار دولار)، بنمو 13 بالمئة عن السنة المالية السابقة. أعلى مستوى للأرباح التشغيلية قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين في تاريخ المجموعة، بلغت 42.2 مليار درهم (11.5 مليار دولار)، بنمو 6 بالمئة عن السنة المالية السابقة، ما يعكس متانة الأداء التشغيلي. ورسخت طيران الإمارات مكانتها كأكثر ناقلة جوية ربحية في العالم، بعد أن سجلت: أرباحاً قياسية قبل احتساب الضرائب بلغت 21.2 مليار درهم (5.8 مليار دولار)، بنمو قدره 20 بالمئة مقارنة بالسنة المالية السابقة. إيرادات قياسية بلغت 127.9 مليار درهم (34.9 مليار دولار)، بنمو نسبته 6 بالمئة مقارنة بنتائج السنة المالية السابقة. أعلى مستوى على الإطلاق في الأرصدة النقدية بلغ 49.7 مليار درهم (13.5 مليار دولار)، بنمو قدره 16 بالمئة مقارنة بنتائج السنة المالية السابقة.

حققت دناتا نمواً وأداءً قوياً عبر وحدات أعمالها المختلفة، حيث سجّلت:

أرباحاً قياسية قبل احتساب الضرائب بلغت 1.6 مليار درهم (430 مليون دولار)، بنمو نسبته 2 بالمئة مقارنة بالسنة المالية الماضية. إيرادات قياسية بلغت 21.1 مليار درهم (5.8 مليار دولار أمريكي)، بنمو قدره 10 بالمئة مقارنة بالسنة المالية السابقة. أرصدة نقدية قوية بلغت 3.7 مليار درهم (1 مليار دولار).

كما أعلنت المجموعة عن توزيع 6 مليارات درهم (1.6 مليار دولار) حصة المالكين مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية.

وتعتبر هذه السنة المالية هي الأولى التي يتم فيها تطبيق ضريبة الدخل على الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تم إقرارها في العام 2023، على مجموعة الإمارات. وبعد احتساب قيمة الضريبة البالغة 9 بالمئة، بلغ صافي أرباح المجموعة بعد الضريبة 20.5 مليار درهم (5.6 مليار دولار).

وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: "تفخر مجموعة الإمارات بمواصلة أداء دورها الحيوي في دعم رؤية دبي وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للتجارة والسفر، مسترشدةً بالرؤية الطموحة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبدعم ومتابعة مستمرة من الشيخ حمدان بن محمد، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، والشيخ مكتوم بن محمد، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية".

وأضاف: "بزوغ كيانات طيران عالمية ناجحة من دبي، مثل طيران الإمارات ودناتا، لم يكن محض مصادفة، بل ثمرة لرؤية استشرافية بعيدة المدى، وتخطيط منهجي، ودعم مؤسسي متكامل، ليصبح قطاع الطيران في دبي اليوم، قوة مؤثرة على الساحة الدولية، بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، وتكامل الجهود بين مؤسسات الإمارة وشركائها على المستويين المحلي والدولي".

وتابع: "حين أسست حكومة دبي "طيران الإمارات" قبل أربعين عاماً، وبدأنا في تطوير قدرات دناتا لدعم خطط النمو في المدينة، كانت رسالتنا واضحة: أن نكون الأفضل فيما نقوم به، وأن نضيف قيمة حقيقية لدبي، ولمساهمينا، وللمجتمعات التي نخدمها".

وأكمل : "من هذا المنطلق، التزمنا بتأسيس نموذج عمل يرتكز على التميز التشغيلي، والاستثمار المستمر في التكنولوجيا والكفاءات البشرية، وتقديم منتجات وخدمات تضيف قيمة حقيقية للعملاء وللأسواق التي نخدمها. وقد شكّلت هذه المرتكزات، إلى جانب البيئة الداعمة التي وفّرتها دبي، أساساً متيناً لمجموعة الإمارات مكّنها من ترسيخ تنافسيتها وتعزيز مرونتها في مواجهة مختلف التحديات الجيوسياسية والاقتصادية على مدار العقود الماضية. نحن لا ننجرف وراء مكاسب آنية على حساب استدامة أعمالنا، بل نواصل البناء بخطى محسوبة لضمان تأثير طويل الأمد يعكس مسؤوليتنا تجاه موظفينا، وشركائنا، والمجتمعات التي نعمل فيها".

واستطرد: "يُمثل الأداء القوي الذي حققته المجموعة هذا العام انعكاساً لالتزامنا بمسار واضح، يستند إلى كفاءة فرق العمل في المجموعة والتي شكلت أساساً لتحقيق عام استثنائي آخر من النتائج القياسية، وثقة عملائنا وشركائنا، واستثمارنا المستمر في نموذج أعمال مستدام ومتجدد، وسنواصل البناء على هذه المكتسبات لدعم الأهداف الاستراتيجية لدبي ولدولة الإمارات".

وأردف : "سجلت مجموعة الإمارات خلال السنة المالية 2024-2025 نتائج قياسية من جديد، على صعيد الأرباح، والإيرادات، والأرصدة النقدية، مما يعكس كفاءة النموذج التشغيلي للمجموعة ومرونته في الاستجابة لتحولات السوق. وتمكّنت طيران الإمارات ودناتا من تلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي في مختلف الأسواق، مدعومتين باستثمارات مستمرة في الكفاءات البشرية، وتعزيز منظومة الشراكات، وتطوير منتجات وخدمات تواكب تطلعات العملاء وتُرسخ مكانتنا الريادية في القطاع".

وحول التطلعات للسنة المالية 2025-2026، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: "نستهل السنة المالية الجديدة بتفاؤل وثقة، مستندين إلى مركز مالي قوي يتيح لنا مواصلة البناء على نماذج أعمالنا الناجحة وتوسيع نطاقها. وبينما تشهد بعض الأسواق تقلبات ناجمة عن تحديات في التجارة وقيود السفر، فإننا نعمل في قطاع اعتاد التعامل مع مختلف الديناميكيات، ولعل ما يميزنا هو قدرتنا على التكيّف والمضي قدماً وسط التحديات المتغيرة".

وأضاف : "ستعزز طيران الإمارات قدراتها التشغيلية العام المقبل مع انضمام 16 طائرة إيرباص A350 جديدة و4 طائرات شحن بوينغ 777 إلى أسطولها، ما يوفر سعة إضافية مطلوبة لمواكبة الطلب المتنامي من العملاء. كما سيتواصل برنامج تحديث الأسطول بوتيرة متسارعة، لضمان تقديم أحدث منتجات طيران الإمارات وتجربتها المتسقة على متن طائرات الإيرباص A380 وA350 والبوينغ 777".

وتابع: "أما دناتا، فتمضي بخطى ثابتة على مسار النمو، مع دخول استثماراتها في البنية التحتية حيز التنفيذ في أسواق استراتيجية، والتي تتضمن افتتاح منشآت جديدة في كل من أمستردام ودبي وأربيل خلال العام المقبل، ما يسهم في رفع قدراتنا في المناولة وتعزيز كفاءتنا التشغيلية".

وأردف : "وبالتوازي مع ذلك، بدأ العمل في مشروع مطار آل مكتوم الدولي والمنطقة المحيطة به في "دبي الجنوب"، حيث تتعاون فرق التخطيط في المجموعة مع مطارات دبي والجهات المختصة لوضع تصور شامل يُجسّد ملامح مستقبل الطيران، ويُرسّخ مكانة دبي كمركز عالمي للابتكار في تجارب السفر".

واختتم : "لقد رسمنا لأنفسنا أهدافاً طموحة للمرحلة المقبلة، وواثقون بأن ما نملكه من كفاءات بشرية عالية، إلى جانب المقومات الاستثنائية التي توفرها دبي كمنظومة اقتصادية وتشغيلية متكاملة، من شأنه أن يُعزز قدرة مجموعة الإمارات على مواصلة مسيرة النمو، وتقديم قيمة مضافة مستدامة للمدن والمجتمعات التي نخدمها على امتداد شبكتنا العالمية".

وخلال السنة المالية 2024-2025، استثمرت مجموعة الإمارات 14 مليار درهم (3.8 مليار دولار) في طائرات ومرافق ومعدات وشركات جديدة، وتسخير أحدث التقنيات لدعم خطط النمو المستقبلي للمجموعة.

وارتفع إجمالي أعداد العاملين في المجموعة بنسبة 9 بالمئة لتصل إلى 121223 موظفاً، وهو أكبر حجم لها على الإطلاق، في ظل مواصلة طيران الإمارات ودناتا أنشطة التوظيف على مستوى العالم لدعم توسعات عملياتهما وتعزيز قدراتهما المستقبلية.

أداء طيران الإمارات

نمت السعة التشغيلية الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن، بنسبة 4 بالمئة لتصل إلى 60 مليار طن كيلومتري متاح بنهاية السنة المالية 2024-2025، لتقترب بذلك من مستويات ما قبل الجائحة.

وخلال السنة، أطلقت طيران الإمارات رحلات إلى وجهتين جديدتين هما بوغوتا ومدغشقر، واستأنفت خدماتها إلى كل من بنوم بنه، ولاجوس، وأديلايد، وإدنبرة، كما عززت عملياتها إلى 21 وجهة أخرى لمواكبة الطلب المتنامي. وبحلول 31 مارس 2025، كانت الناقلة تُسيّر رحلاتها إلى 148 مدينة في 80 دولة وإقليم. كما عززت شبكة شراكاتها لتصل إلى 33 اتفاقية تبادل للرموز و118 اتفاقية إنترلاين، ما وفّر لعملائها إمكانية الوصول بسلاسة إلى أكثر من 1750 وجهة خارج شبكتها المباشرة.

وشهدت السنة أيضاً انضمام أول طائرة من طراز الإيرباص A350 إلى أسطول طيران الإمارات، ما أضاف سعة استيعابية جديدة مكّنت الشركة من تلبية الطلب باستخدام أحدث منتجاتها، بما في ذلك الدرجة السياحية الممتازة التي لاقت إقبالاً واسعاً، ونظام الترفيه الجوي من الجيل الجديد. وبحلول 31 مارس، كانت الناقلة قد استلمت أربع طائرات A350 دخلت الخدمة على وجهات تشمل إدنبرة، وأحمد آباد، والمنامة، وكولومبو، والكويت، ومومباي.

وفي ظل التأخير المستمر في تسليم الطائرات الجديدة، أضافت طيران الإمارات 99 طائرة إلى برنامج تحديث الأسطول، ليصل العدد الإجمالي للطائرات المشمولة في البرنامج إلى 219 طائرة، ضمن خطة تحديث شاملة باستثمار قدره 5 مليارات دولار. وبنهاية السنة المالية، بلغ عدد الطائرات التي لا تزال قيد التسليم ضمن سجل الطلبيات 314 طائرة، تشمل 61 طائرة A350، و205 طائرات بوينغ X777، و35 طائرة دريملاينر 787، و13 طائرة شحن F777.

ومع نهاية شهر مارس 2025، بلغ إجمالي عدد الطائرات في أسطول طيران الإمارات 260 طائرة، مع متوسط عمر يبلغ 10.7 سنوات.

وبفضل التوزيع الاستراتيجي للسعة لمواكبة الطلب القوي عبر الأسواق، سجلت طيران الإمارات زيادة بنسبة 6 بالمئة في إيراداتها خلال السنة المالية لتبلغ 127.9 مليار درهم (34.9 مليار دولار). وتأثرت ربحية الشركة سلبياً بمقدار 718 مليون درهم (196 مليون دولار أمريكي)، نتيجة لتقلبات أسعار صرف العملات وانخفاض قيمة العملة في بعض الأسواق الرئيسية للناقلة.

وسجلت طيران الإمارات أعلى تدفقات نقدية تشغيلية في تاريخها بلغت 40.8 مليار درهم (11.1 مليار دولار) خلال السنة المالية 2024-2025، في انعكاس مباشر لأدائها التجاري القوي، مما يدعم قدرتها على التوسع والنمو في المرحلة المقبلة.

وارتفعت التكاليف التشغيلية الإجمالية بنسبة 4 بالمئة مقارنة بالسنة المالية الماضية، وشكّلت تكاليف الوقود والموظفين أكبر مكوّنين في التكلفة الكلية للعام 2024-2025، تليهما تكلفة الملكية (الاستهلاك والإطفاء). وشكّل الوقود 31 بالمئة من إجمالي التكاليف التشغيلية، مقارنة بنسبة 34 بالمئة في السنة المالية 2023-2024.

وانخفضت فاتورة الوقود بشكل طفيف إلى 32.6 مليار درهم (8.9 مليار دولار)، مقارنة بـ34.2 مليار درهم (9.3 مليار دولار) في السنة المالية الماضية، ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض متوسط أسعار الوقود بنسبة 10 بالمئة، إلى جانب المكاسب الناتجة عن عمليات التحوط، والتي ساهمت في تعويض أثر ارتفاع كميات الوقود المستهلك بنسبة 5 بالمئة نتيجة زيادة عدد الرحلات.

وبفضل الطلب القوي على السفر عبر مختلف شرائح العملاء، وقوة شبكة وجهاتها العالمية، وجاذبية منتجاتها، سجّلت طيران الإمارات رقماً قياسياً جديداً على صعيد صافي الأرباح بعد خصم الضريبة بلغ 19.1 مليار درهم (5.2 مليار دولار)، متجاوزة أرباح العام الماضي البالغة 17.2 مليار درهم (4.7 مليار دولار)، مع تحقيق هامش ربح استثنائي بلغ 14.9 بالمئة، ما يُعد أفضل أداء في تاريخ الناقلة، وكذلك في قطاع الطيران على مستوى العالم خلال فترة التقرير المالي 2024-2025.

ونقلت طيران الإمارات 53.7 مليون راكب في السنة المالية 2024-2025، بنسبة نمو قدرها 3 بالمئة، مع ارتفاع السعة المقعدية بنسبة 4 بالمئة. وأعلنت الناقلة أن ملاءة المقاعد بلغت 78.9 بالمئة، بانخفاض طفيف عن نسبة 79.9 بالمئة المسجلة في السنة المالية السابقة، كما حافظ معدل العائد على الراكب لكل كيلومتر على استقراره عند 36.6 فلساً (10 سنتات أميركية).

وواصلت طيران الإمارات الاستثمار في تقديم تجارب أفضل للعملاء، فإلى جانب مجموعة من التحسينات على خدماتها على متن الطائرة خلال السنة المالية 2024-2025، استثمرت الناقلة 63 مليون درهم لتطوير صالاتها المخصصة، حيث افتتحت صالتين جديدتين في مطاري لندن ستانستد وجدة، ليصل إجمالي عدد صالات طيران الإمارات حول العالم إلى 41 صالة. كما تم تجديد مرافق الصالات في كل من بانكوك وباريس، وذلك في إطار استراتيجيتها طويلة الأمد الرامية إلى توفير تجربة استثنائية لعملائها المتميزين في محطات رئيسية ضمن شبكتها العالمية، وليس فقط في مركز عملياتها في دبي. كما أطلقت الشركة خدمة "السيارة مع سائق" المميزة في الرياض، لتوسّع بذلك نطاق هذه الخدمة إلى أكثر من 70 مدينة.

كما افتتحت طيران الإمارات فروعاً جديدة لمتجر "عالم طيران الإمارات" في 8 مدن عالمية، باستثمار بلغ 34 مليون درهم، لتقديم بيئة مخصصة تُمكّن خبرائها من خدمة العملاء بشكل مباشر ضمن مجتمعاتهم.

وسجلت "الإمارات للشحن الجوي" أداءً قوياً خلال السنة المالية 2024-2025، حيث نقلت 2.3 مليون طن من البضائع حول العالم، بنمو قدره 7 بالمئة مقارنة بالسنة المالية السابقة، مدعومة بانضمام طائرتي شحن جديدتين من طراز بوينغ 777، بالإضافة إلى طائرتين مستأجرتين (بعقود تشغيل كاملة) من طراز بوينغ 747، ما أتاح سعة إضافية لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الشحن الجوي.

وعلى الرغم من التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع الخدمات اللوجستية العالمية، سجلت "الإمارات للشحن الجوي" إيرادات قوية بلغت 16.1 مليار درهم (4.4 مليار دولار)، لتساهم بنسبة 13 بالمئة من إجمالي إيرادات طيران الإمارات. كما ارتفعت حصيلة الشحن لكل طن كيلومتري بنسبة 10 بالمئة، ليعود إلى مستويات السوق ما قبل الجائحة.

ويعكس هذا الأداء القوي قدرة ذراع الشحن في طيران الإمارات على كسب ثقة العملاء وتلبية الطلب من خلال حلول لوجستية متخصصة، مدعومة بقوة شبكة طيران الإمارات العالمية، والبنية التحتية المتقدمة متعددة الوسائط في دبي، واستثماراتها المتواصلة في التقنيات الرقمية، والبنية التحتية، والمنتجات المصممة حسب احتياجات السوق.

وخلال السنة المالية، أضافت الناقلة مدينة كوبنهاغن إلى شبكة وجهات الشحن الخاصة بها، ووقّعت مذكرة تفاهم مع شركة "أسترال أفييشن" لتعزيز انتشارها في القارة الإفريقية. كما أطلقت خدمة "إيمريتس ديليفرز" للتوصيل الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، لربط المتسوقين عبر الإنترنت بمواقع التجارة الإلكترونية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وكجزء من جهودها المستمرة في التحول الرقمي، أطلقت "الإمارات للشحن الجوي" منصتها الرقمية eQuote، وهي منصة رقمية للخدمة الذاتية تتيح للعملاء في 75 دولة طلب عروض أسعار فورية وإدارتها في أي وقت ومن أي مكان.

كما قدمت طيران الإمارات طلباً لشراء 10 طائرات شحن إضافية من طراز بوينغ 777، في استثمار كبير يهدف إلى ترسيخ مكانة ذراع الشحن التابعة لها كلاعب محوري في التجارة العالمية والخدمات اللوجستية. وبموجب هذه الطلبية، سيصل عدد طائرات الشحن ضمن أسطول "الإمارات للشحن الجوي" إلى 21 طائرة بحلول ديسمبر 2026، وبنهاية السنة المالية في 31 مارس 2025، بلغ إجمالي أسطول طائرات الإمارات للشحن الجوي 10 طائرات من طراز بوينغ 777F.

كما سجلت شركات مجموعة الإمارات والشركات التابعة نتائج بارزة خلال السنة المالية 202-2025.

وحققت الإمارات لتموين الطائرات إيرادات قياسية بلغت 1.1 مليار درهم (293 مليون دولار) من عملائها الخارجيين بنمو قدره 11 بالمئة عن السنة المالية الماضية، وقدمت الشركة 15.4 مليون وجبة لـ 114 ناقلة من عملائها في دبي. كما التزمت الشركة باستثمار قدره 160 مليون درهم لتوسيع منشأة "لينين كرافت Linencraft"، لتصل قدرتها الاستيعابية إلى 400 طن من الغسيل يومياً بحلول عام 2026، ما يعزز مكانتها كمزود رائد لخدمات المصبغة في المنطقة. كذلك أطلقت الشركة علامتها التجارية للأطعمة الراقية الموجهة للمستهلك مباشرة تحت اسم "Foodcraft" في دولة الإمارات.

كما ارتفعت إيرادات شركة الإمارات للترفيه والتجزئة Emirates Leisure Retail (ELR) و"إم إم آي MMI" بنسبة 6 بالمئة لتصل إلى 3.1 مليار درهم (847 مليون دولار)، مدفوعة بالطلب القوي من العملاء عبر محفظتها المتنوعة من المنتجات. وقد توسعت الشركتان من خلال افتتاح متاجر ومنافذ للمأكولات والمشروبات في 22 موقعاً جديداً، بما في ذلك أول منفذ بيع بالتجزئة لشركة "إم إم آي MMI" في سريلانكا.

وبفضل التدفقات والأرصدة النقدية القوية، واصلت طيران الإمارات الوفاء بجميع التزاماتها التعاقدية خلال السنة المالية 2024-2025، بما في ذلك دفعات ما قبل تسليم الطائرات، وأقساط التمويل المستحقة، باستخدام الاحتياطي النقدي الذي بلغ 49.7 مليار درهم حتى 31 مارس.

كما سددت طيران الإمارات كامل قيمة سنداتها البالغة (750 مليون دولار)، والتي أصدرتها في عام 2013 لمدة 12 عاماً. وتجدر الإشارة إلى أن هذه السندات، المدرجة في بورصة إيرلندا، كانت أول سندات غير مضمونة من فئة السداد التدريجي تُصدرها ناقلة جوية، ويُعد التزام الناقلة الصارم بجدول السداد عاملاً إضافياً يعزز من مصداقيتها الائتمانية في أسواق التمويل العالمية.

وخلال السنة المالية، واصلت طيران الإمارات استخدام عقود التحوط الآجلة البسيطة للتحوّط من تقلبات أسعار خام برنت وهوامش التكرير، كما استخدمت أدوات تحوط من أسعار الفائدة طويلة الأجل للتخفيف من آثار تقلبات السوق. ونظراً لتعرضها الكبير لتغيرات قيمة العملات نظراً لانتشار عملياتها عالمياً، واصلت الناقلة إدارة مخاطر أسعار الصرف من خلال استخدام خيارات العملات، والعقود الآجلة، والتحوطات العادية، وقد سمحت المقاربة المنهجية بتحسين القدرة على التنبؤ بالتدفقات النقدية في مواجهة التحولات المتقلبة في السوق، وبالتالي تعزيز الاستقرار المالي للمجموعة. وفي السنة المالية 2024-2025، حقق برنامج الناقلة لإدارة المخاطر وفورات بلغت 1,1 مليار درهم (287 مليون دولار).

أداء دناتا

سجّلت دناتا نمواً بنسبة 2 بالمئة في الأرباح قبل احتساب الضرائب، لتصل إلى 1.6 مليار درهم (430 مليون دولار) خلال السنة المالية 2024-2025، مدفوعة بالأداء القوي في جميع وحدات الأعمال، وبشكل خاص من عمليات المطارات وعمليات التموين والتجزئة.

وارتفعت الإيرادات الإجمالية لدناتا بنسبة 10 بالمئة لتسجل مستوى قياسياً جديداً بلغ 21.1 مليار درهم (5.8 مليار دولار)، مدفوعة بنمو حركة الطيران والسفر في جميع أنحاء العالم، لاسيما في أسواقها الرئيسية: أستراليا، أوروبا، دولة الإمارات، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

وحافظت عمليات دناتا الدولية على مساهمتها بنسبة 75 بالمئة من إجمالي الإيرادات، وهي النسبة ذاتها المسجلة في السنة المالية السابقة.

وفي إطار جهودها لتعزيز قدراتها التشغيلية وتوسيع طاقتها الاستيعابية لمواكبة تطلعات العملاء وخطط النمو المستقبلي، استثمرت دناتا 579 مليون درهم (158 مليون دولار) خلال السنة المالية 2024-2025. وشملت هذه الاستثمارات شراء معدات دعم أرضي كهربائية وهجينة في إطار استراتيجيتها البيئية، وبناء مرافق جديدة للتموين في أستراليا، وتوسعة البنية التحتية للشحن في دولة الإمارات.

وارتفعت التكاليف التشغيلية لدناتا خلال السنة المالية بنسبة 10 بالمئة لتصل إلى 19.7 مليار درهم (5.4 مليار دولار)، تماشياً مع نمو العمليات في أقسام عمليات المطارات والتموين والتجزئة والسفر.

وتراجعت الأرصدة النقدية لدناتا بمقدار 468 مليون درهم إلى 3.7 مليار درهم (1 مليار دولار)، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى توزيعات الأرباح لمالكها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، بالإضافة إلى تمويل الاستثمارات وسداد الالتزامات المالية. وشهدت أعمال دناتا تدفقات نقدية تشغيلية إيجابية بلغت 2.7 مليار درهم (735 مليون دولار)، ما يعكس التحسن الكبير في الإيرادات.

وبلغت إيرادات عمليات المطارات، بما فيها خدمات المناولة الأرضية والشحن، 9.9 مليار درهم (2.7 مليار دولار). وارتفعت أعداد الطائرات التي قدمت لها دناتا خدمات المناولة عبر العالم بنسبة 2 بالمئة إلى 794091 طائرة، كما ارتفع إجمالي الشحنات التي قامت دناتا بمناولتها بنسبة 9 بالمئة إلى 3.1 مليون طن، ويُعزى ذلك إلى العقود الجديدة التي فازت بها وزيادة نشاط الرحلات الجوية لعملاء دناتا في مختلف الأسواق.

كما أطلق قسم عمليات المطارات خدماته في مطار روما فيوميتشينو بعد الاستحواذ على الحصة المتبقية البالغة 30 بالمئة في شركة "إيربورت هاندلينغ"، ما مكّنها من السيطرة الكاملة على مزود الخدمات الأرضية في إيطاليا. وتدير دناتا عمليات مناولة قرابة 70 ألف رحلة سنوياً لـ22 ناقلة جوية في روما، ما يضاعف تقريباً حضورها في السوق الإيطالية التي تشمل أيضاً مطاري ميلانو – مالبينسا ولينيت. كما جددت دناتا تراخيص تشغيلها لمدة سبع سنوات في كل من زيورخ وبروكسل، وأطلقت عملياتها في مطار رالي-دورهام الدولي في الولايات المتحدة.

وفي مجال مناولة الشحن، واصلت دناتا استثماراتها التوسعية لمواكبة الطلب العالمي المتنامي. ففي دبي، شرعت "دناتا لوجستيكس" التابعة لدناتا في بناء مستودع بمساحة 57 ألف متر مربع في منطقة "دبي الجنوب" باستثمار قدره 27 مليون دولار، لدعم مكانة الإمارة كمركز عالمي للخدمات اللوجستية. وفي زيورخ، وقّعت دناتا اتفاقية تأجير حصرية مع هيئة مطار زيورخ لإنشاء مستودع متقدم جديد على أن يكتمل بحلول عام 2027.

وسجلت أعمال دناتا للتموين والتجزئة إيرادات بلغت 7.1 مليار درهم (1.9 مليار دولار)، بنمو قدره 10 بالمئة. وحمّلت شركاتها للتموين 114 مليون وجبة على طائرات العملاء من الناقلات الجوية، بانخفاض طفيف بنسبة 2 بالمئة مقارنة بالسنة المالية السابقة. وفي السنة المالية 2024-2025، عملت دناتا على تطوير محفظة خدماتها، بما يعزز تركيزها على القطاعات الاستراتيجية ضمن قاعدة عملائها.

وشملت أبرز العقود التي أبرمتها دناتا في السنة المالية 2024-2025، اتفاقيات طويلة الأمد مع شركتي الاتحاد للطيران والخطوط الجوية البريطانية في الولايات المتحدة، وتمديد اتفاقية الإشراف على عمليات الشركة الأردنية لتموين الطائرات، والتي تقدم خدماتها إلى أكثر من 30 ناقلة جوية في مطار عمّان.

ومن أبرز استثمارات دناتا في السنة المالية المنقضية، مشروع إنشاء مركز جديد لتموين الطائرات في مطار سيدني الغربي باستثمار قدره 17 مليون دولار أسترالي، إلى جانب توسعة منشآتها في مطار ملبورن لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 25 مليون وجبة سنوياً، ومن المقرر افتتاح المرفقين في عام 2026.

كما بلغت إيرادات دناتا لخدمات السفر 3.9 مليار درهم (1.1 مليار دولار)، بنمو قدره 11 بالمئة، بدعم من الأداء القوي في السوق البريطانية، ونجاح أعمال "إماجين كروزينج" المتخصصة في عطلات الرحلات البحرية.

كما ارتفعت قيمة الصفقات الإجمالية الأساسية (TTV) لخدمات السفر المباعة بنسبة 9 بالمئة لتصل إلى 9.7 مليار درهم (2.6 مليار دولار)، ما يعكس قدرة القسم على تقديم منتجات وخدمات سفر متكاملة لقطاعات الأعمال والمستهلكين عبر مختلف الأسواق العالمية.

وواصل قسم السفر في دناتا تعزيز محفظته المتنوعة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للعملاء. وفي دولة الإمارات، أعادت دناتا للسفريات إطلاق علامتها التجارية مع استثمارات واسعة على الصعيدين الرقمي والتقليدي، شملت تطوير تجربة الحجز عبر dnataTravel.com، وافتتاح فروع جديدة بتصاميم عصرية. كما قدمت "المغامرات العربية" منتجات جديدة لتلبية الطلب المتزايد من زوار الإمارات، بما في ذلك تجربة طعام خاصة بالتعاون مع Veuve Clicquot، وافتتاح وجهة "ذا فورت – الليسيلي" كوجهة صحراوية متعددة الأنشطة في دبي.

وعلى مستوى قطاع السفر المؤسسي، وقعت قسم إدارة السفر في دناتا عقوداً جديدة مع عملاء من الشركات، بينما وقّعت دناتا لخدمات تمثيل الشركات في دبي ست اتفاقيات وكالة عامة جديدة مع ناقلات جوية دولية رائدة.

الاستدامة

واصلت مجموعة الإمارات خلال السنة المالية 2024-2025 الاستثمار وتطبيق المبادرات التي تسهم في تقليل أثرها البيئي، وتعزيز تواصلها مع المجتمعات، وتطوير كوادرها ومكافأتهم.

وتسعى طيران الإمارات باستمرار إلى توسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام (ساف) حيثما أمكن ضمن شبكتها العالمية. وخلال السنة المالية 2024-2025، تسلّمت الناقلة أولى شحنات الوقود المستدام في كلٍّ من مطار لندن هيثرو وسنغافورة، كما انضمت إلى "المبادرة الألمانية للطاقة المتجددة في الطيران" التي تهدف إلى تعزيز تطوير واستخدام هذا النوع من الوقود.

وبالاستفادة من مخصّصات البحوث الخاصة بحلول الطيران المستدام، دخلت طيران الإمارات في شراكة مع مبادرة تسريع الحد من آثار الطيران التابع لجامعة كامبريدج، دعماً لأبحاثه المتعلقة بمسارات خفض الانبعاثات.

وأطلقت طيران الإمارات مشروعاً ضخماً للطاقة الشمسية في مركز طيران الإمارات الهندسي في دبي لتغطية 37 بالمئة من احتياجاته من الطاقة، كما انضمت كشريك استراتيجي في مشروع "مشد دبي" المعني بالحفاظ على البيئة البحرية، كما شاركت في التحالف العالمي "Move to -15°C" الهادف إلى خفض استهلاك الطاقة في سلاسل إمداد الأغذية المجمدة، وكانت أول ناقلة جوية تدرج جلود الحمير إلى قائمة الحظر الخاصة بالحياة البرية، بعد قرار الاتحاد الإفريقي بحظر ذبح الحمير من أجل جلودها.

وفي مبادرة تجمع بين إعادة التدوير والبعد الإنساني، أطلقت طيران الإمارات برنامج "Aircrafted Kids"، حيث جرى تحويل أقمشة المقاعد التي تم استبدالها ضمن برنامج تحديث الطائرات إلى آلاف الحقائب المدرسية المتينة، والتي تم توزيعها من خلال منظمات غير حكومية لدعم تعليم الأطفال المحتاجين حول العالم. كما تبرعت الشركة بـ 12 ألف قناع للعين لدعم برامج تدريب المعلمين لخدمة المكفوفين وضعاف البصر في المملكة المتحدة.

ومن جهتها، وسّعت دناتا أسطولها من معدات الدعم الأرضي الكهربائية والهجينة في مطارات مختلفة حول العالم، بإضافة وحدات طاقة أرضية كهربائية في دبي، ورافعات كهربائية في سنغافورة، وجرّارات كهربائية في ساو باولو. كما بدأت اختبار أول شاحنة تموين كهربائية بالكامل في براغ، وأطلقت محطتها المتطورة في مطار أورلاندو الدولي، التي تضم أسطول كامل من معدات الدعم الأرضي الكهربائية، ونفذت أول عملية دفع خلفي كهربائية بالكامل في أستراليا.

وفيما يخص المركبات غير الكهربائية، تسعى دناتا إلى استخدام وقود بديل للحد من الانبعاثات حيثما أمكن. وخلال السنة المالية 2024-2025، حوّلت جميع مركباتها ومعداتها الأرضية غير الكهربائية في دبي لاستخدام مزيج وقود يحتوي على الديزل الحيوي، وبدأت تجارب لاستخدام الديزل المتجدد (R20) بالتعاون مع إكسون موبيل في سنغافورة، وبدأت تشغيل مركباتها الثقيلة في مطار هيثرو باستخدام وقود HVO المستخلص من الزيوت النباتية المُعالَجة بنسبة 90 بالمئة.

مقالات مشابهة

  • ناطق حكومة التغيير يوضح جانبا من الإنجازات والجهود التي بذلت في التصدي للعدوان الأمريكي
  • عقوبات أمريكية وبريطانية على ناقلات ومصافي مرتبطة بالنفط الإيراني والروسي... والصين ترفع وارداتها رغم التهديدات
  • إستقرار أسعار النفط
  • ارتفاع طفيف في أسعار الذهب عالمياً
  • 1.2 مليار دولار إيرادات موانئ أبوظبي في 3 أشهر
  • الذهب يرتفع مع ترقب المحادثات التجارية الأميركية الصينية
  • الذهب يرتفع مع ترقب لمواجهة أميركية صينية
  • بحلول 2045.. بيل غيتس يعلن عن نيته التبرع بثروته لإنهاء الفقر والأوبئة
  • الحبس سنة وغرامة 200 جنيه عقوبة التعامل ببطاقتي رقم قومي بالقانون
  • مجموعة الإمارات تحقق أرباحا سنوية قياسية