توالي التحضيرات ابتهاجا بالاحتفال بالمولد النبوي بمحافظة حجة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الوحدة نيوز/ اكتست محافظة حجة باللون الأخضر فرحا وابتهاجا بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم 1445.
تتوالى الاستعدادات بمديريات المحافظة لإحياء ذكرى مولد الرحمة المهداة والسراج المنير في حراك غير مسبوق ابتهاجاً بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
ودشنت المكونات الرسمية والمجتمعية بالمحافظة مبكراً الترتيبات للاحتفال بمولد النبي الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم متجاوزة كافة الصعوبات التي أفرزها العدوان والحصار.
وتنفرد محافظة حجة عن غيرها من المحافظات في إحياء الفعاليات المحمدية بخصوصية منقطعة النظير لما تتمتع به من تنوع في التضاريس التهامية التي تختلف عنها في المناطق الجبلية.
ويعتبر ابناء محافظة حجة ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محطة إيمانية تجسد حب وارتباط أحفاد الأنصار بالأسوة الحسنة والرحمة المسداة والمعلم والقائد محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتأكيد على السير وفق منهجه وسيرته العطرة.
وتوشحت الشوارع والمآذن والمدارس والقلاع والمرافق الحكومية والخاصة والمحال التجارية والأحياء بمراكز المحافظة والمديريات بالألوان الخضراء مع اقتراب الفعالية الكبرى في 12 من ربيع الأول.
وفي هذا الصدد أشار محافظ حجة، هلال الصوفي، إلى أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال الاستعدادات والتجهيز لإحياء ذكرى المولد النبوي بفعالية كبرى وعرس محمدي يليق بمقام ومكانة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وأوضح أن هناك لجان في المديريات للترتيب للفعاليات الاحتفالية وأخرى للتحشيد للفعالية المركزية والتجهيز لقافلة الرسول الأعظم التي سيتم تقدّيمها من القرى والعزل والمديريات بمشاركة المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية احتفاءً بالمناسبة الدينية الجليلة.
ولفت المحافظ الصوفي إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية للتأكيد على تمسك الشعب اليمني بالنبي الخاتم والهوية الإيمانية والسير على المنهج المحمدي ونهج آل البيت وأعلام الهدى وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الاجتماعي.
قرابة تسع سنوات من العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً لم تثن أبناء حجة من الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية الجليلة، بصورة تعكس قوة الارتباط بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن استمرار الصمود في وجه العدوان وتسيير قوافل العطاء للمرابطين.
وأوضح أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، إسماعيل المهيم، ومدير عام أمن المحافظة، العميد نايف أبو خرفشة، أن اليمنيين يخوضون منذ سنوات معركة مصيرية يذودون فيها عن الدين والأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وأشارا إلى أن عزيمة اليمنيين بالاحتفال بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين أكثر من الأعوام الماضية لتجديد العهد بتولي الله ورسوله والسير على النهج المحمدي، لا سيما بعد إعلان العديد من الأنظمة توليها لأمريكا وتطبيعها مع الكيان الصهيوني.
ولفتا إلى الأنشطة والفعاليات الاحتفالية التحضيرية التي تقام يومياً بالمديريات والقرى والعزل والمكاتب التنفيذية وفق خطط وبرامج تم إعدادها مبكراً استعدادا لرسم لوحة محمدية في الثاني عشر من ربيع الأول في مديرية عبس.
وبينا أن التجهيزات لإقامة مهرجان محمدي بصورة غير مسبوقة نابع من استشعار المسؤولية بأهمية الرد العملي على أعداء الإسلام وتحالف العدوان التي تتعمد الإساءة وبصورة متكررة للرسول الأعظم والقران الكريم بتمسك أهل الحكمة والإيمان بسيد البشرية وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيد السير على منهجه ونهج آل بيته وأعلام الهدى.
وتتسع دائرة الاحتفال بهذه الذكرى لتشمل الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة، المدارس الحكومية والأهلية والمساجد وفروع الهيئات والمؤسسات والمرافق والأحياء والقرى والعزل.
وأوضح مدير مكتب التربية بالمحافظة علي القطيب، أن الفعاليات الاحتفالية تشمل ألف و300 مدرسة عبر تنظيم إذاعات مدرسية ومحاضرات ماراثونات لترسيخ محبة النبي الأعظم في نفوس الطلاب وتعريفهم بأهمية إحياء ذكرى مولده والتعريف بنهجه وسيرته الزكية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي، بما ينسجم مع أهمية هذه المناسبة الدينية ومكانتها في قلوب اليمنيين، لتشمل أيضاً القطاعات الحيوية والخدمية مثل صندوق النظافة ومكاتب الصحة والشباب والإرشاد.
وأوضح المدير التنفيذي للصندوق، حمزة شرف الدين، قيام الصندوق بتنفيذ حملات نظافة واسعة بمراكز المحافظة والمديريات وتركيب الزينة الضوئية والقماشية في الشوارع الرئيسية والجولات وقلعة القاهرة، ويتم حاليا عمل الرنج الأخضر على الأرصفة.
فيما أشار مدير مكتب الصحة العامة والسكان ،الدكتور أحمد الكحلاني ،أن المكتب يعمل وفق خطة مسبقة للاحتفال بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وتتمثل في تزيين كافة المرافق الصحية في المديريات وتنظيم الفعاليات والأمسيات المتنوعة بالمناسبة الدينية الجليلة.
وقال ” كما تم إقرار منح تخفيضات في كافة المستشفيات احتفاء بمولد الرسول الكريم والاستعداد الكامل لتغطية الفعالية المركزية الكبرى وتجهيز فرق الإسعاف والفرق الميدانية والعيادات المتنقلة”.
من جهته أشار مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، مراد شلي، إلى أن المكتب ينظم عبر فروعه في المديريات بطولات وأنشطة رياضية وشبابية بالتنسيق مع أندية المحافظة والمجالس المحلية في المديريات، احتفاءً بهذه المناسبة لتعزيز ارتباط الشباب بالرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم.
في حين تطرق مدير مكتب الإرشاد، عبدالرحمن شرويد، وعضو رابطة علماء اليمن ،القاضي عبدالمجيد شرف الدين، إلى الأنشطة الإرشادية والتوعوية بهذه المناسبة، مؤكدين أهمية دور الخطباء والمرشدين في التوعية بإحياء ذكرى المولد النبوي في المساجد والمجالس والتأكيد على أهمية السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء بمنهجه القويم.
وحث شرويد وشرف الدين أبناء المحافظة على المشاركة الواسعة في الفعالية المركزية والمساهمة في دعم قافلة الرسول الأعظم لإسناد المرابطين في الجبهات.
ويواكب التجهيز للمشاركة في الفعالية المركزية زخم رسمي وشعبي يتمثل في عظمة التضحيات التي يسطرها الجيش وسخاء أبناء اليمن في تسيير قوافل العطاء لهم، بما يعزز من صمودهم وثباتهم ورفع معنوياتهم في التصدي لقوى العدوان والمرتزقة.
وفي هذا الصدد، أكد وكيلا المحافظة، الدكتور طه الحمزي، ومحمد القاضي، حرص قيادة المحافظة على مساندة جهود تجهيز قافلة الرسول الأعظم، بما يعكس ارتباط اليمنيين بالنبي الخاتم وحجم تضحيات أبناء المحافظة في الذود عن الدين والعرض والسيادة الوطنية.
ولفتا إلى تفاعل أبناء مديريات حجة بمختلف مكوناتهم ومشاربهم في تقديم مختلف أشكال الدعم والإسناد بالمال والرجال والعتاد، انطلاقاً من استشعارهم للمسئولية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وتستشعر المرأة مسؤوليتها بالقيام بدورها في الاحتفال بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في أوساط حفيدات الأنصار.
حيث توسعت مشاركة المرأة بصورة ملفتة في إحياء الأنشطة والفعاليات والندوات المحمدية وأعمال التزيين وتوزيع الحلويات سواء على الجانب الرسمي أو الشعبي أو عبر الهيئات والمؤسسات المحلية.
وأوضحت منسقات الهيئة النسائية الثقافية بالمحافظة أن الهيئة تقوم بعمل فعاليات وندوات وأنشطة متنوعة مع مدارس البنات في أغلب المديريات بهدف التعريف بالسيرة النبوية الشريفة الصحيحة وتصحيح الأفكار المغلوطة التي استهدفت النبي الخاتم.
وبينت أن المحاضرات تركز على تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم والتسامح والمشاركة في تزيبن المدارس بالإضافة إلى تنظيم زيارات لأسر وروضات الشهداء.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي صلى الله علیه وآله وسلم المناسبة الدینیة بهذه المناسبة الرسول الأعظم فی المدیریات مدیر مکتب
إقرأ أيضاً:
حكم تشقير الحواجب .. الإفتاء: يجوز بهذه الضوابط
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه ما حكم تشقير الحواجب؟
وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: تشقير الحواجب هو صبغ حافّتيه باللون الأشقر بحيث يظن الناظر إليه أن الحاجب دقيقٌ رقيقٌ، وله صورٌ: فإن كان بطريقة الوخز -أي الوَشْم- فهو حرامٌ شرعًا، وإن كان عن بطريق الصبغ بأدوات الزينة كالألوان الصناعية فلا مانع منه شرعًا، إلا إذا كانت المرأة في فترة حدادٍ على الزوج فإنه لا يجوز لها ذلك؛ لأنه من قبيل الزينة الممنوعة منها شرعًا في هذه الفترة.
بيان المقصود بتشقير الحاجب
الشُّقرَة: لون الأشقر، وهي في الإنسان حمرة صافية تعلو بياض البشَرة.
وتشقير الحاجب معناه: صبغ حافتيه باللون الأشقر الذي يظن الناظر إليه أن الحاجب دقيق رقيق؛ لأن الطرف السفلي والعلوي أصبح غير ظاهر، ويكون الصبغ عادة بلون يشبه لون الجلد، وقد يكون الصَّبغ للحاجب بأكمله بلون يشبه لون الجلد ثم يرسم عليه بالقلم حاجبًا رقيقًا دقيقًا، وقد يكون هذا الرسم بالوخز "الوَشْم" وهو ما يعرف لدى الناس بـ(التاتو)، وقد يكون بمساحيق وألوان صناعية. والغرض من كلتا الحالتين هو الزينة فحسب.
بيان حكم التشقير بالوخز "الوَشْم"
إن كان التشقير بالوخز "الوَشْم" فهو حرام قطعًا، وصاحبه ملعون، ومرتكب لكبيرة من الكبائر، ودليل التحريم ما في "الصحيحين" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَعَنَ اللهُ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالوَاشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ»، والوعيد باللعن علامة الكبيرة.
بيان حكم التشقير بأدوات الزينة
أمَّا إن كان التشقير بأدوات الزينة كالألوان الصناعية؛ فقد اختلف النظر الفقهي في تكييفها وبالتالي في الحكم عليها، والظاهر أن مبنى الخلاف على أمرين؛ أولهما: هل يمنع من ذلك؛ لكونه ذريعة للنمص من حيث إن تلوين الحواجب باستخدام تلك الألوان الصناعية المعروفة لا يعيد شعر الحاجب إلى طبيعته، بل يزيد من كثافة الشعر ويُقوِّي نموه، مما يستلزم إزالة الزائد الناتج من ذلك، وهو عين النمص.
وثانيهما: هل التشقير من معاني النمص ومدلولاته فيأخذ حكمه أم لا؟
أمَّا أولًا: فالمحذور المتخوَّف منه -وهو زيادة كثافة الشعر- ليس أمرًا مطردًا ولا متعينًا، ومن شروط العمل بالذريعة كونها تؤدِّي إلى المحذور قطعًا أو غالبًا.
وأمَّا ثانيًا: فالقول بأن التشقير من قبيل النمص يتوقف على معرفة هل يدخل في مسماه أو يلحق به قياسًا.
والقدر المتفق عليه بين فقهاء المذاهب الأربعة أن النَّمص يكون في الحاجبين دون سائر الوجه، ثم اتفقوا عدا الحنابلة أنه يكون بالنتف، أو ما في معناه من طرق الإزالة، بخلاف الحنابلة فإنه مخصوص بالنتف دون غيره. راجع: "فتح القدير" (6/ 426، ط. دار الفكر)، و"تحفة المحتاج" (6/ 315، دار إحياء التراث العربي)، و"شرح كفاية الطالب الرباني" (8/ 83، ط. دار الفكر)، و"شرح منتهى الإرادات" (1/ 53، ط. عالم الكتب).
ويبقى النظر قائمًا في أنه هل المقصود من النمص الإزالة المستلزمة للترقيق، أم هو الإزالة فقط ولو بلا ترقيق؟
نصَّ الجمهور عدا الحنابلة على أن النَّمص هو الإزالة التي يكون فيها ترقيق:
قال الكمال ابن الهمام في "فتح القدير" (6/ 426): [والنامصة: هي التي تنقش الحاجب لتُرِقَّه] اهـ.
وفي "المجموع" للإمام النووي (3/ 141): [والنامصة التي تأخذ من شعر الحاجب وترققه ليصير حسنًا] اهـ.
وفي "حاشية الجمل" (4/ 460): [التزجيج نهيت عنه المحدة؛ لأنه التنميص] اهـ، والتزجيج: هو ترقيق الحاجب وتطويله.
وقال العلامة النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (2/ 314): [والتنميص هو نتف شعر الحاجب؛ حتى يصير دقيقًا حسنًا] اهـ.
بيان أقوال العلماء في علة تحريم النمص
أمَّا القول بصحة قياس التشقير على النمص، فمبنيٌّ على إدراك علة تحريم النمص، وهي مختلف فيها، وباستقراء كتب المذاهب الأربعة نجد أنهم مختلفون في تحديد العلة.
فذكر فقهاء الحنفية أن العلة التبرج، وعليه: فلا يحرم إلا في حال الزينة.
وذكر بعض الشافعية والحنابلة أن العلة التدليس، ويرى بعض الحنفية أن الحرمة لما فيه من الأذى، وقال بعض الحنابلة: إنه شعار الفاجرات.
ويرى بعض الفقهاء أن العلة تغيير خلق الله، ويدل على ذلك سياق حديث ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ» متفق عليه.
وعلى فرض جعل علة النهي عن النمص بكونه فيه أذى للبدن، فلا يظهر تحقق ذلك في التشقير، لا سيما مع التقدم المهني لمن يمارسون هذه الأعمال.
وأما تعليل البعض بأن النمص شعار الفاجرات أو فيه تغيير للخِلْقة، فلا يصح تعليلًا، بل هي من الحِكَم التي يستأنس بها في معرفة المقصد من النهي، دون كونهما علةً موجِبة.
وقد استشكل مثل ذلك جمع من أهل العلم، منهم القرافي والعدوي المالكيين؛ ففي "الذخيرة" للقرافي (13/ 315، ط. دار الغرب الإسلامي) -وانظر: "حاشية العدوي على الكفاية" (2/ 459)-: [ما في الحديث من تغيير خلق الله لم أفهم معناه؛ فإن التغيير للجمال غير منكر في الشرع كالختان وقص الظفر والشعر وصبغ الحناء وصبغ الشعر وغير ذلك] اهـ.
وقال الطاهر بن عاشور في تفسيره المسمى "التحرير والتنوير" (5/ 205، ط. الدار التونسية للنشر): [وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه، ولا ما يدخل في معنى الحسن؛ فإن الختان من تغيير خلق الله ولكنه لفوائد صحية، وكذلك حلق الشعر لفائدة دفع بعض الأضرار، وتقليمُ الأظفار لفائدة تيسير العمل بالأيدي، وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين، وأمَّا ما ورد في السنة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن فمما أشكل تأويله] اهـ. ثم خلص إلى أن الغرض من النهي؛ كون المنهي عنه من سمات العواهر في ذلك العهد، أو من سمات المشركات. وعلى ذلك فلا يظهر إلحاق التشقير بالنمص في المنع أيضًا.
فإن ذهب بعضهم إلى أن التشقير فيه معنى التبرج، ونوع تدليس، وبذلك يلحق بالنمص تحريمًا على قول الحنفية والشافعية، وقد استثنى كلا المذهبين من حرمة النمص ما إذا كان للزوج، ويقال مثله في التشقير. فالجواب: يعكِّر على هذا القياس تصريحُ الشافعية بمنع المحدة من تَصْفِير الحاجب؛ فقد جاء في "فتح الوهاب في شرح منهج الطلاب" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (2/ 131، ط. دار الفكر): [(و) ترك (اسْفِيذَاج) بذال معجمة وهو ما يتخذ من رصاص يطلى به الوجه (ودُمام) بضم المهملة وكسرها وهي حمرة يورد بها الخد (وخِضَاب ما ظهر) من البدن كالوجه واليدين والرجلين لا ما تحت الثياب (بنحو حناء) كوَرْس وزعفران.. وفي معنى ما ذكر تطريف أصابعها، وتصفيف طرتها، وتجعيد شعر صدغيها، وتسويد الحاجب وتصفيره] اهـ.
قال في "حاشية البجيرمي على شرح المنهج" (4/ 88، ط. الحلبي): [(قوله: وتصفيره) التصفير بصاد مهملة وفاء جعل الشيء أصفر، ويحتمل أن يكون بالغين المعجمة؛ أي: يجعل صغيرًا بأن يقلل شعره ولعل الثاني أقرب. ع ش] اهـ.
فلو مشينا على أنها بالفاء، فهذا نص صريح في جواز التشقير؛ لأن الـمُحِدَّة مُنِعَتْ منه لأنه زينةٌ لا أنه حرام، وهو ما يعني جواز فعله لغير الـمُحِدَّة، وإلا فلا فائدة في النص على منعه إذا كان ممنوعًا أصلًا.
وأكدت بناء على ما سبق: أن الراجح هو جواز التشقير إن كان بالضوابط المذكورة.