دراسة حديثة: سوء التغذية يفتك بمرضى السرطان في اليمن ومعظم المصابين نساء
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أفادت دراسة حديثة عن مرضى السرطان في اليمن أن معظم الإصابات بهذا الورم الخبيث تتفشى بين النساء أكثر من الرجال، وأن سوء التغذية يؤدي إلى تفاقم المضاعفات ذات الصلة بالمرض وتقليل فعالية العلاج.
وقالت الدراسة التي أجراها ثلاثة من أطباء الأورام السرطانية في المركز الوطني للأورام في صنعاء، إن مرض السرطان يؤثر بشكل كبير على الحالة التغذوية للمرضى، وأن سوء التغذية هو أحد المضاعفات الشائعة بين مرضى السرطان، وخاصة بين كبار السن.
الدراسة التي وصفها الباحثون الثلاثة بأنها "مقطعية" لحالات مرضى السرطان الذين يزورون المستشفيات باستمرار، تم إجراؤها خلال شهري فبراير ومارس 2022، وشملت 296 حالة منها 225 حالة من النساء. وأشارت الدراسة إلى أن معدل سوء التغذية كان أعلى بين الحالات المصابة من النساء بنسبة 16.2% وعند المصابين من الرجال 15.5%، وأن 49% من إجمالي الحالات تعرضت لفقدان الوزن بنسبة 5- 15% من وزنهم قبل الإصابة.
وقال الباحثون: إن هذه الدراسة تهدف إلى تحديد مدى انتشار سوء التغذية بين مرضى السرطان في المستشفيات وتحديد العوامل المرتبطة بسوء التغذية، وأوصوا بإجراء دراسات مستقبلية لمزيد من التحقيق في هذه المشكلة.
وأضافوا إنه بسبب محدودية الموارد التشخيصية والسريرية، وسوء نوعية السجلات الطبية، والحرب الأهلية المستمرة منذ تسع سنوات، فإن معدل الإصابة بالسرطان في اليمن غير معروف، مما يؤدي إلى غموض عبء السرطان على المستوى الوطني. ولذلك، يلزم إنشاء سجل وطني لسوء التغذية لمرضى السرطان في الجمهورية اليمنية.
وقالت الدراسة إنه وفقًا لتقديرات GLOBOCAN، بلغ المعدل الإجمالي الموحد للعمر (ASR) للسرطان في اليمن في عام 2020، 97/100000 نسمة، مع ارتفاع معدل الإصابة لدى الإناث عند 102.2/100000 مقارنة بالذكور عند 92.7/100000 نسمة، مشيرة إلى أن ما يقرب من 20٪ من مرضى السرطان يموتون بسبب سوء التغذية والمضاعفات المرتبطة به ولا يكون السرطان نفسه هو السبب الرئيسي للوفاة.
واستخدم خبراء التغذية المدربون أسلوب أخذ عينات المشاركين في الدراسة من العيادة الخارجية الموجودة في المركز الوطني للأورام في مدينة صنعاء، وتم تقييم المشاركين من خلال المقابلات وجهاً لوجه، وذلك باستخدام استبيان منظم مصمم خصيصًا لجمع المعلومات الأساسية المطلوبة لتحقيق أهداف البحث.
وأفادت الدراسة أنه تم جمع المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية للمصابين والمصابات، مثل: العمر والجنس والأصل والحالة الاجتماعية والمهنة والتعليم والدخل الشهري للأسرة. والمتغيرات السلوكية، مثل التدخين، ومضغ القات، واستخدام نشوق البرتقال؛ والمتغيرات الغذائية، بما في ذلك أعراض التأثير الغذائي، والوزن الحالي (كجم)، والوزن المعتاد (كجم)، والطول (م)، ونسبة فقدان الوزن، ومؤشر كتلة الجسم السابق (كجم/ م2)، ومحيط منتصف الذراع (سم)؛ والمتغيرات السريرية، مثل: نوع السرطان، ووجود ورم خبيث، وحالة الأداء؛ وتم أيضًا جمع المتغيرات العلاجية، مثل: العلاج السابق ونوع العلاج المضاد للسرطان.
ومن المفارقات الغريبة في الدراسة أن عدد المصابين من غير المدخنين كان أعلى من المدخنين والمدخنين السابقين، حيث جاء العدد كالتالي: 21 من المدخنين، 83 مدخنين سابقين و192 غير مدخنين، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يمضغون القات: 142 يمضغونه و172 لا يتعاطونه نهائياً. الأمر الذي يشير إلى أن هناك أسبابا أخرى غير مدروسة بعد للإصابة بأمراض السرطان.
ودق الباحثون ناقوس الخطر لضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول تفشي سوء التغذية في أوساط المصابين بالسرطان في اليمن، وإجراء دراسات تشمل فترات أطول من حياة المصابين وتحسين النظام التغذوي لهم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: السرطان فی الیمن مرضى السرطان فی سوء التغذیة
إقرأ أيضاً:
قبل ظهور السيارات الحديثة.. دراسة تكشف مفاجأة عن بدايات الاحتباس الحراري بفعل الإنسان!
شمسان بوست / متابعات:
شفت دراسة جديدة عن تأثير البصمة البشرية على ظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي للأرض في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، حتى قبل اختراع السيارات الحديثة.
باستخدام مزيج من النظريات العلمية، والملاحظات الحديثة، ونماذج حاسوبية متعددة ومتطورة، وجد الباحثون أن هناك إشارة واضحة لتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية يُحتمل أن تكون قابلة للكشف منذ عام 1885، أي قبل ظهور السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكن بعد بداية الثورة الصناعية.
نُشرت هذه النتائج بورقة بحثية، الإثنين، في الدورية العلمية “Proceedings of the National Academy of Sciences”، ما يزيد من احتمالية أن البشرية كانت تغير مناخ الكوكب بطريقة يمكن اكتشافها منذ وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ويبرز أهمية تتبّع التغيرات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
بدأ العلماء في تسجيل ملاحظات درجات الحرارة السطحية بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وكان يُعتقد بشكل عام أن الإشارة البشرية القابلة للكشف في درجات الحرارة السطحية بدأت في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، رغم أن أجزاءً أخرى من نظام المناخ أظهرت علامات تغير في أوقات مختلفة.
في هذه الدراسة، طرح الباحثون في علم المناخ السؤال التالي: باستخدام أدوات الرصد المتوفرة اليوم، ما هو أقدم وقت يمكن فيه اكتشاف علامات تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري في الغلاف الجوي؟
ركّزت الدراسة بشكل خاص على الإشارات الموجودة في “الستراتوسفير”، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي. وتحدث غالبية الظواهر الجوية في أدنى طبقة من الغلاف الجوي، وهي “التروبوسفير”.
بينما تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، فإنها تُحدث تأثيرًا معاكسًا في “الستراتوسفير”، لا سيما في مناطقها العليا.
وقد فاجأت النتائج كل من المؤلف الرئيسي للدراسة، بن سانتر، والمشاركة في تأليف الدراسة، سوزان سولومون، إذ لم يتوقعا العثور على إشارة بشرية واضحة في الغلاف الجوي العلوي في وقت مبكر من سجل المناخ.
وقال سانتر، من معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات: “لقد كانت مفاجأة، مفاجأة حقيقية بالنسبة لي أن نتمكن من تحديد إشارة تبريد في طبقة الستراتوسفير ناجمة عن النشاط البشري بدرجة عالية من الثقة خلال 25 عامًا فقط من بدء الرصد، لو كانت لدينا في عام 1860 القدرات القياسية التي نمتلكها اليوم”.
كان يُمكن رصد إشارة التغير المناخي في غلاف القرن التاسع عشر الجوي بعد زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 أجزاء في المليون فقط خلال الأربعين عامًا بين عامي 1860 و1899.
ذكر سانتر أنه بالمقارنة، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحترار العالمي بنحو 50 جزءًا في المليون بين عامي 2000 و2025.
بشكل عام، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحوالي 140 جزءً في المليون منذ النقطة التي تمكن العلماء من رصدها لأول مرة.
من جانبها، صرحت غابي هيغيرل من جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: “تُظهر النتائج أنه كان يُمكن رصدها بسرعة كبيرة”.
وأضافت: “هذا يسلط الضوء على التأثير القوي لزيادة غازات الاحتباس الحراري على طبقات الجو العليا مقارنة بالتقلبات الطبيعية فيه”.
أوضحت أندريا شتاينر، وهي عالمة المناخ بمركز Wegener للمناخ والتغير العالمي في جامعة غراتس بالنمسا، لـ CNN أن الدراسة تُظهر أن التغير المناخي الناتج عن الإنسان يمكن رصده في الغلاف الجوي قبل ظهوره على السطح.
وقالت شتاينر، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة: “يؤكد ذلك أن إشارات تغير درجات الحرارة في الغلاف الجوي فعّالة ليس فقط في الرصد، بل أيضًا كمؤشرات مبكرة لنجاح جهود التخفيف من تغير المناخ”.